حارث الجنابي ـ كاتب متخصص بالوثائق من العراق
Sunday 07-09 -2008
الطريقة الكسنزانية الحسينية القادرية تشّكل واحدة من الطرق الصوفية العريقة، والتي لها باع كبير من المريدين والتابعين لها في انحاء كثيرة من العراق وايران ودول الجوار وغير الجوار، والى نهاية الثمانينات لم يكن لهذه الطريقة شهرة أوحضورآ بارزآ يذكرعلى الساحة في العراق الى أن توّلى عزة الدوري منصب نائب الرئيس،وهو الذي عُرف عنه ولعّه واحتضانه للطرق الحسينية القادرية الصوفية فأهتم كثيرآ برجال هذه الطريقة الى الدرجة التي صار هو شخصيآ من أتباعها ومريديها ويحضر حلقات الذكر التي كانت تقام فيها والمواليد النبوية الشريفة في محاولة لكسبهم وأستقطابهم الى الصف الوطني.
والطريقة الكسنزانية يرأسها الشيخ محمد عبدالكريم الكسنزاني، والذي كان قبل أن يستلم الشيخة من والده أحد أبرز الفرسان الأكراد من جحافل الافواج الخفيفة التي شُكلت من قبل النظام السابق لمحاربة المتمردين منذ بداية واواسط السبعينات ومحاربة ايران مطلع الثمانينات، ويقود الشيخ محمد عبدالكريم فوج من المقاتلين (الفرسان)الاكراد آنذاك،وبعد أن شملهم الدوري برعايته صار للشيخ محمد اكثر من عشرة تكايات توزعت مابين بغداد وكركوك والموصل والمحافظات الشماليةومراكز نفوذ وعمارات وقصور شتى ، كما برز نفوذ الشيخ محمد واولاده نهرو وغاندي ..فصاروا اعضاء مُعينيين بالبرلمان(المجلس الوطني) ثم أخذو يستلمون قطع وحصص نفط بالآلاف من البراميل ، حتى صاروا بمثابة( أمبراطورية) أثروا كثيرآ من أموال النفط التي كانت تمنح لهم ، فضلآ عن تمتعهم بحصانة فعلية من جراء العلاقة المتميزه التي تربطهم بالنائب ،الى أن أعمى الطمع والجشع الشيخ غاندي فقام بتزوير كتاب موقع من قبل الرئيس صدام يقضي بالأيعاز بصرف كميات وحصص اضافية من النفط فأنكشف أمره بالمصادفة بعد الشك بمقدار الكمية وتجييك الموظفين القائمين على صرف الحصص مع الجهات العليا فأتضح أن الشيخ غاندي قد قام بتزوير كتاب الرئاسة وتوقيع الرئيس، الامر الذي ادى الى سجنه والحكم عليه بالمؤبد، وبعد عدة قرارات عفو رئاسية تم تخفيف الحكم عنه وبعدها بفترة تدخل النائب لدى الرئيس فتم الافراج عن الشيخ غاندي.
ومع بداية العام الفين وعلى حين غفلة.. وفي احدى جولات الشيخ محمد الكسنزاني للشمال العراقي ،( حيث أنه مخول ومسموح له بالتنقل أينما يريد ومتى مايريد على أعتبار أن أرتباطه كان مباشرآ مع النائب) قرر الشيخ الاستقرار نهائيآ في محافظة السليمانية، وأخذت تترى عليه فجأة زيارت جلال الطالباني والمسؤلين الاكرادالآخرين ومنحه الاف الهكتارات من الاراضي في اكثر من مدينة في الشمال ،أضافة الى تقاطر وفود المخابرات الغربية عليه بصفة شخصيات وباحثين ومستشرقين وبخاصة المخابرات الامريكية والبريطانية، وسط حيرة وذهول القيادة العراقية بأعلى مستوياتها كيف لهذا الرجل المّتدين والمّتصوف الذي أكرمته الدولة وتبعيته المطلقه للنائب تراه ينقلب فجأة ويغّير ولائه ليصير بين عشية وضحاهامضاد للدولة بطريقة واخرى ،حتى أن العديد من المسؤلين كانوا يتوقعون أنها لاتعدو أن تكون اكثرمن حركة تمويهية ومهمة سريه متفق عليها بين النائب أو القياده وبين الشيخ الكسنزاني الحسيني القادري الرفاعي الهوى والانتماء كما يعرف نفسه.حتى أن الاجهزة الامنية كانت تجيب الجهات العليا التي تلومها على عدم امتلاكها حسآ او معلومات أمنية بسفرة الشيخ وقراره المفاجأ هذا بأن الاجهزة لايمكنها أن تتدخل بأي شأن يخص الشيخ خشية أن يضعهم ذلك في موقف حرج مع النائب الذي كان تحت رعايته.
الغريب في الامر وقبل ايام من بدء الحرب الامريكية ضد العراق تواردت معلومات من قبل وكلاء الاجهزة الامنية من داخل جماعة الشيخ الكسنزاني أنفسهم بوصول اسلحة واجهزة أتصال بريطانية الصنع من المخابرات البريطانية التي اقتضى تقاسم الادوار بينها وبين المخابرات الامريكية أن تكون المخابرات البريطانية هي من تدعم وتتابع جماعة الكسنزانية.
حتى ورد الى الرئاسة مايشير الى أحتمال أن يكون للجماعة دور مساند للعدوان والمعتدين فعليآ ومباشرآوماهي إلا أيام قلائل وبفضل بعض العناصر التي أخترقت الجماعة الكسنزانية أمنيآ و يتم القبض على عدد من الاشخاص من التابعين للجماعة وبحوزتهم أجهزة أتصال (ثريا ) متطورة يتجولون بها خفيّة لتزويد ضباط استخبارات بريطانيين وأمريكان بآخر المعلومات عن تحركات قطعات الجيش العراقي وحركة الاسلحة،كما وألقي القبض على عدد منهم وهم يعطون أحداثيا عن مدى دقة الضربات الامريكيه والبريطانية على اهداف عراقية في لجّة الحرب، والقصف لم يزل بعد ببدايته.
وبعد انتهاء الحرب قام الاخوة نهرو وغاندي بحملة تظلم وتشكي من النظام على انهم كانوا مضطهدين من قبله وحصلوا على منح ومكارم من عمامهم الجدد (الامريكان والبريطانيين) وقاموا بتأسيس حزب خاص بالعائلة وصحيفة ومحطة تلفزيون،وصارت لديهم طموحات واسعه ولكنها لم تصل الى باب واحدة من تكاياهم وظلوا يتلفتون على لقمة سائغة وتجارة بائرة ربما تنجيهم من حافة الافلاس، وأي أفلاس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق