السبت، يناير 17، 2009

ام المعارك ثورة دائمة حتى تحرير العراق وفلسطين


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
قيادة قطر العراق وحدة حرية اشتراكية
بيان البعث لمناسبة بدء العدوان الثلاثيني
يا أبناء شعبنا المجاهد
يا أبناء امتنا العربية العظيمة
تمُر علينا اليوم الذكرى الثامنة عشرة لانطلاق منازلة ام المعارك الخالدة في مواجهة العدوان الثلاثيني الغاشم الذي شنته أميركا على العراق بمشاركة ثلاثة وثلاثين دولة وثماني وعشرين جيشاً .. ولقد استمر هذا العدوان الغادر ثلاثة واربعين يوماً بالتمام والكمال إستخدم فيه المعتدون الاميركان وحلفائهم أعتى وسائل الدمار ومبتكرات تكنولوجيا الاسلحة العمياء بطائراتهم وصواريخهم وقنابلهم بشتى أنواعها الغبية والذكية منها على حد سواء .. ويا لسخريات الاقدار وسُخف المسميات فقد أسموا ذلك كله والذي طال البنى التحتية والاقتصادية كلها والجامعات والمدارس والجوامع والطرق بل استهدف الشعب العراقي كله بالابادة والعراق كله بالتدمير بالقصف التمهيدي ، والمعروف بالعلم العسكري وما يعرفه العسكريون في العالم أجمع بأنه لا يتعدى الساعات وفي أسوأ الاحوال يوم أو اقل من يوم .. ولكنهم أنهالوا براجمات شرهم بالاضافة الى ما ذكرنا على محطات الماء والكهرباء ومحطات الوقود ومصافي النفط والطاقة والمصانع والمعامل .. بيدَ ان شعبنا البطل وجيشنا الباسل وقف وقفةً شامخةً أبيةً بوجه عدوانهم الغاشم ورد عليهم بصواريخ الحق التسع والثلاثون ليدك تل أبيب ويُحيلها على الصهاينة جحيماً ووبالاً .
يا أبناء شعبنا الصابر
ولقد كان ردكم المقابل على ذلك العدوان الآثم الفاجر الذي إقترن بصفحة الخيانة والغدر التي قادها النظام الايراني وعملاؤهم هزيمة الخونة وأسيادهم وإفشال مخططهم هو هجوم البناء والاعمار فاعدتم الماء والكهرباء والهواتف بشهور قليلة والتي يحرمكم منه المحتل الاميركي وعملائه منذ ست سنوات بل والانكى من ذلك راحوا يحاكمون قادة حزبكم المجاهد حزب البعث العربي الاشتراكي وقادة الجيش العراقي الباسل محاكمات صورية جائرة وباطلة .. انتقاماً منهم لدورهم الكبير في معارك الشرف الكبرى دفاعاً عن فلسطين وانتقاماً من دورهم الفاعل في معركة الشرف والكرامة في مواجهة العدوان الايراني الغاشم والعدوان الثلاثيني الغاشم ودورهم الباسل في مقاومة الاحتلال الاميركي والتدخل والتغلغل والنفوذ الايراني الواسع النطاق والمدمر في العراق .
يا أبناء شعبنا المقدام
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
إن الذكرى الثامنة عشرة لمنازلة ام المعارك الخالدة يستلهم منها مجاهدو البعث والمقاومة والقوات المسلحة العراقية والجيش العراقي الباسل بأنبل حوافز مواصلة وتصعيد عملياتهم الجهادية الباسلة بوجه المُحتلين الاميركان وأذنابهم الاخساء وجواسيسهم الصغار وجواسيس النظام الايراني وصنائعه التافهين .. هذه العمليات الجهادية التي راحت تتعاظم مُنزلةً الهزيمة الكبرى بالمحتل الاميركي والتي تجلت في انهياراته المالية والاقتصادية والتي مثلت انهياراته المالية والاقتصادية والتي مثلت انهيار ركن قدرته الاقتصادية الذي يمثل ترتكز عليه قدرته العسكرية كما تجلت في هزيمة المجرم بوش السياسية وهزيمة حزبه الجمهوري في انتخابات الرئاسة الاميركية وفي اعترافات المجرمين بوش ورايس وغيتس ومولين وبترايوس وأديرنوا وغيرهم صراحة وضمناً بهزيمتهم المنكرة كما بانت هزيمتهم بتململ الدور الروسي في أحداث جورجيا وتنامي مقاومة دول وشعوب أميركا اللاتينية ، واصطفاف مفكري العالم وسياسييه وشعوبه مع مسيرة المقاومة العراقية الباسلة التي مرغت أنف أميركا في وحل الهزيمة المنكرة ووضعت العراق على طريق التحرير الشامل والاستقلال التام والناجز وفتحت أوسع الابواب والآفاق أمام انتصار حركات التحرر وحروب تحرير الشعوب من كل أنواع الاستعمار والاحتلال والتسلط والاستعباد .
يا ابناء شعبنا العربي العظيم في غزة الصامدة
ومن مظاهر الترابط العضوي بين ما حصل للعراق من غزو ودمار واحتلال وبين ما يحصل في فلسطين ما نراه اليوم في غزة ، التي تتعرض منذ ثلاثة اسابيع لحملة عسكرية صهيونية ضخمة فاشية ودموية من اجل القضاء على شعبنا في غزة ليس فقط لمنعه من مقاومة الاحتلال بل ايضا لتنفيذ مخطط شامل لتصفية قضية فلسطين الى الابد في هذا الوقت بالذات لان الصهيونية والولايات المتحدة الامريكية تعرفان بان تحرر العراق القريب والحتمي سوف يعيد للنضال القومي العربي زخمه وقوته وحيويته خصوصا في فلسطين ويفتح افاقا كبيرة من اجل تحرير فلسطين .
كما ان هذا التزامن بين ما جرى للعراق في مثل هذا الوقت من عام 1991 واحداث ما بعد الغزو وما يجري في غزة من قتل وابادة جماعية لشعبنا هناك ، احد اهم اهدافه محاولة تحقيق انتصار في مكان اخر من الوطن العربي هو غزة لتعويض الفشل في العراق واعادة المبادرة الى يد امريكا والصهيونية . لكن ابناء غزة وفصائل المقاومة فيها تصدت للاحتلال الصهيوني ببسالة ادهشت العالم اوصلت العدو الصهيوني الى نفس المنطقة التي اوصلت المقاومة العراقية اليها قوات الاحتلال الامريكية وهي منطقة القتل .
لقد وقف شعبنا بكافة ابناءه الى جانب غزة وفلسطين ، وما ورد في الخطاب التاريخي لخادم الجهاد والمجاهدين المناضل عزة ابراهيم الدوري ، الامين العام لحزبنا والقائد العام للقوات المسلحة العراقية ، لمناسبة يوم الجيش الباسل في 6 / 1 كان تعبيرا عن موقف كل العراق العربي الصامد من شماله الى جنوبه ، فلقد اكد وحدة المقاومتين في العراق وفلسطين وذكّر بثوابتنا القومية والوطنية واشار الى ان الغزو الذي حصل في العراق منع قيام العراق بدوره القومي المطلوب الان في الوقوف عسكريا مع ابناء شعبنا في غزة كما فعل في المواجهات السابقة للغزو .
تحية إجلال وإكبار لقيادة البعث والمقاومة وللشعب العراقي البطل في الذكرى الثامنة عشرة لمنازلة ام المعارك الخالدة والتي أضحت مشعلاً وهاجاً لادامة زخم معركة التحرير الكبرى للعراق من براثن الاحتلال الاميركي وعملائه .
عاش شعب العراق البطل وعاش مجاهدوه الاصلاء .
تحية احترام وحب لشعبنا العربي في غزة البطلة وفي كل الارض المحتلة .
عاشت المقاومة المسلحة طريقنا الرئيس لتحرير العراق وفلسطين والاحواز وغيرها .
لتتحد المقاومة الفلسطينية مع شقيقتها المقاومة العراقية في جبهة قتالية كبرى من التعجيل بالنصر الشامل .
المجد والخلود لشهداء العراق وفلسطين والاحواز وكل ارض عربية .




قيـــادة قطـر العـــراق
١٧ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م
بغــداد المنصــورة بالعــز بإذن الله

لمناسبة انطلاق ام المعارك : العدوان على الامة من بغداد الى غزة


حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة
القيادة القومية ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة- حرية-اشتراكية

يا جماهير أمتنا المجيدة.
أيها المجاهدون على أرض الرافدين.
أيها المقاومون في غزة الجريحة.
لقد سجل تاريخ الإنسانية قاطبة بشكل عام وتاريخ أمتنا العربية والشعوب الإسلامية أن يوم السابع عشر من يناير 1991م كان بداية أم المعارك الخالدة في مواجهة تحالف قوى الشر المكون من أكثر من 30 دولة، بالاعتماد على جيوش 28 دولة عظمى وكبرى ووسطى وصغرى متواطئة خانعة، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مواجهة هذه القوى في حربها الوحشية التي شُنت على العراق واستمرت 43 يوما، فكانت الحرب الأشرس والأخطر منذ الحرب العالمية الثانية.
أيها المناضلون في الأمة.
وبالرغم من أن هذا التحالف الشرير يُعتبر أكثر قوة وفتكا من "قوات الحلفاء" في الحرب العالمية الثانية، قياسا بما استخدمه من أسلحة محرمة، منها اليورانيوم المنضب، فإن تلك المعركة قد انتهت بقرار إيقاف إطلاق النار من جانب واحد هو الجانب الأمريكي، يوم 28/2/1991م، بعد أن تيقنت إدارة جورج بوش الأب من أن المعركة في جنوب العراق تسير في صالح العراق وقواته الباسلة. إلا أن الحرب لم تنتهِ بوقف إطلاق النار وفقا للقرار المتخذ من جانب واحد، بل استمرت واتخذت شكلا جديدا وهو ما يسمى عسكريا بـ"الحرب المنخفضة الحدة" والتي تقوم على شن هجمات جوية وصاروخية يومية لتدمير قوة العراق العسكرية والاقتصادية تدريجيا، وقد دُعمت هذه الإستراتيجية العسكرية بحصار شامل اقتصادي وطبي وعلمي وتكنولوجي شمل حتى الكتب والدواء والغذاء وأقلام الرصاص.
وكانت تلك الاستمرارية للحرب ضد العراق تأكيدا واضحا على أن تحالف قوى الشر الخبيث، الذي قادته وما زالت تقوده أمريكا الإمبريالية، لم يكن يريد - كما زعموا - إخراج العراق من الكويت، بل كانت لديه إستراتيجية إقليمية يضمن النجاح فيها تمكن الولايات المتحدة الأمريكية من السيطرة المنفردة على العالم بإقامة إمبراطورية كونية يقودها قطب واحد فقط. وهكذا وُضع العراق أمام خيار تاريخي حاسم، وهو الدفاع عن سيادته واستقلاله ونهجه الوطني خصوصا التمسك بتأميم النفط ورفض التفريط بالأهداف القومية في "الوحدة والحرية والاشتراكية"، التي ناضل وضحى البعث من أجلها بآلاف الشهداء وفي مقدمتها التمسك بالموقف القومي الأصيل والثابت تجاه قضية فلسطين، ورفض أية مساومة على حساب أرضها التاريخية وحق شعبها التاريخي الكامل. وأمام تحدٍ خطير كهذا لم تواجه الأمة العربية مثيلا له، قررت القيادة الوطنية العراقية وعلى رأسها الشهيد صدام حسين رئيس جمهورية العراق، قبول التحدي الاستعماري- الصهيوني، والذي شاركت فيه طغمة الملالي في إيران بصورة كاملة ومستمرة حتى الآن، والرد عليه بنضال شامل شعبي ورسمي عراقي، وتحشيد الرأي العام العربي والعالمي من أجل دحر إستراتيجية الاستعمار الجديد.
يا أبناء العراق الصامدون في وجه العدوان الثلاثي.
أيها الشرفاء في الوطن الكبير.
لقد مرت أم المعارك منذ عام 1991م بثلاثة مراحل رئيسية: مرحلة العدوان الثلاثيني الذي ابتدأ يوم السابع عشر من يناير 1991م، مرحلة حرب الحصار التي ابتدأت يوم الثامن والعشرين من فبراير 1991م، ومرحلة الغزو عام 2003م، مما استدعى تغيير إستراتيجية العراق الحربية واعتماد حرب عصابات المدن التي فتحت صفحة المقاومة المباركة، وما تزال هذه المرحلة مستمرة حتى الآن، والتي سميت معركة الحواسم، أي المعركة الأخيرة في السفر المجيد والخالد: أم المعارك.
إن تواصل أم المعارك ثمانية عشر عاما وبلا توقف مع تبدل أشكال الحرب والمواجهة فيها، قد أفرز الخنادق عراقيا وعربيا وعالميا، ففي العراق اصطفت كل القوى الحية (الوطنية والقومية والإسلامية) في صف واحد ضد الاحتلال، وانخرطت كلها في خندق المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، مما أجبره على الاعتراف بأنه يواجه كارثة هي الأعظم في تاريخ أمريكا، وان مشروعها في استعمار العالم أجهض على ارض العراق.
في ضوء الحقائق السالفة الذكر حدث اصطفاف واضح بشكل مباشر وغير مباشر، مؤلف من أمريكا والصهيونية العالمية وإيران، هدفه إجهاض الثورة العراقية المسلحة، لإدراكهم أن انتصار المقاومة النهائي والحاسم سوف يقلب الموازين الإستراتيجية في الوطن العربي والإقليم ، ويضع الكيان الصهيوني على مسار التفكك والعجز عن البقاء، وقد يجبر الزعامة الإيرانية التي تُنفذ مخططا عنصريا وطائفيا توسعيا على حساب الأمة العربية، على إعادة حساباتها، ويضع أمام الأنظمة العربية خيارين لا غير: أما الانحياز لقضايا الأمة أو الزوال.
يا جماهير أمتنا المناضلة.
لقد رأى العالم كله وبلا استثناء أن الصراع الإستراتيجي الرئيسي والمقرر لطبيعة الصراعات الأخرى هو الصراع بين الاحتلال الأمريكي المدعوم من قبل إيران وبين المقاومة العراقية بكافة فصائلها، ورغم محاولات التشويش والتضليل عن طريق فتح جبهات ثانوية، فإن الصراع في العراق وفلسطين وحولهما، يبقى هو التناقض الرئيسي في الإقليم والعالم . وقد كان من أبرز نتائج المقاومة العراقية المسلحة وصول أمريكا إلى الانهيار المالي وقبل ذلك واجهت الانهيار المعنوي والفشل العسكري الذريع في دحر المقاومة العراقية البطلة، كما كان أسلوب استنزاف أمريكا في العراق هو بوابة دحرها ودفعها إلى الهاوية. وها نحن نرى أن أمريكا تبدو مكشوفة وعارية، ضعيفة وعاجزة عن الحسم، يراها شعبها والعالم بوضوح كامل، كما نرى الحالة نفسها اليوم تتكرر على أرض فلسطين بشكل عام وقطاع غزة الصامد المحتسب المقاوم بشكل خاص، وتلك هي الحقيقة الأساسية التي تفسر أسباب عودة دول وقوى عديدة في العالم إلى مقاومة المشروع الأمريكي من جهة، ونهوض حركات التحرر من جهة أخرى، كما نلاحظ بشكل أكثر وضوحا ردود الفعل الدولية الغاضبة على هولوكوست غزة التي ارتكبها الكيان الصهيوني الحاقد ضد أبناء غزة الجريحة، في ظل صمت عربي رسمي خانع ذليل، يذكرنا بمواقف معظم الأنظمة في عدوان 2003م على العراق . كما تأتي قرارات مجلس الأمن هي الأخرى تعبيرا عن انحياز أمريكا الفاضح إلى جانب الكيان الصهيوني، وتواطؤ معظم الأنظمة العربية معها ضد أبناء غزة الذين يتعرضون لأشرس وأخبث عدوان ومذبحة في تاريخ البشرية.
إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وهي تذكر بكل الحقائق السالفة الذكر، تلفت النظر إلى أن ما يجري في غزة ما هو إلاَّ أحد أكبر تداعيات المأزق الإستراتيجي الخطير الذي تواجهه قوى الاحتلال في العراق، فعن طريق تحقيق التقدم على ما يسمى "مسار التسوية السلمية" للقضية الفلسطينية، وحل مشكلة الجولان، وتحرير مزارع شبعا، يمكن لأمريكا إعادة الثقة بها وبقدراتها عربيا وعالميا، ومن ثَم ترتيب أوضاع المنطقة، وفقا لمشروع "الشرق أوسط الكبير"، ومحاولة احتواء العراق بثورته المسلحة ومقاومته وقواه الوطنية الحية، بواسطة تحالف إقليمي شامل، عربي- إيراني- تركي- صهيوني . لذلك فإن معركة غزة هي معركة العراق والأمة العربية كلها، وإن انتصار المقاومة في غزة بكافة فصائلها هو دعم مباشر قوي للمقاومة في العراق، وإجهاض للمشروع الأمريكي- الصهيوني المتلاقي إستراتيجيا مع المشروع التوسعي الإيراني في المنطقة.
كما أن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي تعيد التأكيد هنا على أن الانتصار الحاسم في معركة غزة، كما في معركة العراق، رهن بوحدة كافة فصائل المقاومة العربية، خصوصا في فلسطين والعراق والأحوازولبنان، وبالإسراع لإقامة الجبهة الوطنية على المستوى العربي، بفروعها في كل قطر عربي من أجل توحيد قوى وجهود وإمكانيات كافة القوى المناهضة للغزو والعدوان، والمؤمنة بحق الأمة العربية في التحرر والوحدة العربية.
أيها الأحرار في الأمة.
أيها الصامدون في غزة.
أيها المرابطون في العراق.
أيها المفكرون الأحرار أينما كنتم.
إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهي تذكر الجميع بهذا اليوم، 17/1/1991م، تعيد التذكير بأهمية انطلاق أم المعارك الخالدة ومعركة الحواسم المستمرة والمتواصلة، تُحيي بإجلال بطل أم المعارك ومهندس ومفجر معركتها الأخيرة والحاسمة الشهيد القائد صدام حسين، الذي قدم أروع مثال للبطولة والشموخ العظيم، المعبر أصدق تعبير عن التضحية من أجل المبادئ والمصالح العربية العليا، من أجل العراق والأمة العربية كلها، إنها وهي تقف هذه الوقفة-وقفة الإجلال والتقدير، لا يفوتها أن تُحيي بإكبار شعبنا الصامد البطل في غزة وكل فلسطين مؤكدة أن الحل التاريخي لقضية فلسطين لن يتحقق بقرارات مجلس الأمن البائسة المُصَممة وفقا للمشروع الصهيوأمريكي، بل تتحرر ويتحقق الحل التاريخي بالبندقية الفلسطينية والجهد والدعم العربي الصادق، من أجل تحرير فلسطين- كل فلسطين - من البحر إلى النهر، كما لا يسعها إلا أن تُحيي في هذه المناسبة التاريخية الكبيرة المقاومة العراقية وكل رجالها الأبطال المنضوين تحت راية الله أكبر في القيادة العليا للجهاد والتحرير وكافة الرجال الرجال في الفصائل المقاتلة بقيادة الرفيق المجاهد خادم الجهاد والمجاهدين عزة إبراهيم الأمين العام لحزبنا ورمز الثبات على المبادئ الوطنية والقومية.
تحية إجلال وإكبار لسيد شهداء العصر صدام حسين.
تحية لقائد الجهاد والمجاهدين الرفيق عزة إبراهيم.
تحية للمقاومة العراقية البطلة وكل رجالها الأشاوس.
تحية للمقاومة الفلسطينية الصامدة اليوم في غزة.
عاش العراق الحر الواحد الموحد.
عاشت فلسطين حرة من النهر إلى البحر.
الخزي والعار للمتخاذلين والموت للعملاء أعداء الأمة العربية.


القيادة القومية
في 17/1/2009م

بيان جماهيري حول العدوان الصهيوني على غزة


بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي أمة عربية واحدة
القيادة القومية ذات رسالة خالدة

وحدة حرية اشتراكية

يا جماهير أمتنا العربية المجيدة.
أيها الأحرار في العالم.
يشهد العدوان الصهيوني على غزة تصعيدا إجراميا هو الأشد والأقصى منذ صدور قرار مجلس الأمن الذي جاء بمثابة شرعنة القصف الكثيف الجوي والصاروخي والمدفعي، بل واستخدام الأسلحة المحرمة كالفسفور الأبيض، وأخرى غير معروفة شديدة التدمير في تحدٍ صارخ ووقح للرأي العام العالمي والعربي والإسلامي وللضمير الإسلامي ولكل القيم السماوية والأرضية والقوانين والمواثيق الدولية التي تحرم الإبادة الجماعية، والحصار الخانق وقتل الأطفال والنساء وكبار السن. إن العدوان الصهيوني المستمر على غزة يتحدى الإرادة العالمية الشاملة التي عبرت عن نفسها في خروج الملايين في مختلف البلدان والشعوب والأمم يتظاهرون ضد هذا العدوان الصهيوني الحاقد والعنصري البغيض، ويدينون المجازر البشعة والمذابح المروعة التي يرتكبها في غزة، غير مكترث بهذه الإرادة الدولية.
أيها المجاهدون في غزة.
أيها المناضلون في فلسطين كل فلسطين.
إن القيادة القومية وهي تتابع تطور "هولوكوست غزة" تؤكد على ما يلي:
1- لقد وصل انكشاف الطبيعة الفاشية الإجرامية للكيان الصهيوني درجة أجبرت حتى أوساط داخل محيطه، إلى حد التبرؤ منه وتمزيق الوثائق التي تربطهم به أمام عدسات التلفاز العالمية. إن هذا التطور مهم وحيوي لأنه جرد الكيان الصهيوني من أغلب الدعم والتعاطف معه في العالم، خصوصا في الغرب، بعد أن أصبح بنظر الأغلبية الساحقة كيان لا يعيش إلا على العدوان والدم وإبادة شعب فلسطين، وهذا التطور فرصة تاريخية للعرب لكسب الرأي العام وتنظيم دعمه بصورة مدروسة.
2- لقد قدمت أمريكا الدليل الأكثر حسما على أنها المصدر الأول والأساسي لعدوانية وتوسعية وعنصرية الكيان الصهيوني، لأنها ورغم تبلور شبه إجماع عالمي على إدانة الكيان الصهيوني، تواصل حمايته وتأييده وتشجيعه، وعملت من خلال الضغط على مجلس الأمن الذي أصبح يمثل الإرادة الأمريكية والصهيونية، فجاء "القرار السيئ الصيت" ليبرر للكيان الصهيوني لاستمرار عدوانه البربري والوحشي، بدلا من إصدار قرار يقضي بإنهاء العدوان والإيقاف الفوري لإطلاق النار، وإيقاف شلالات الدم الفلسطيني وترويع الأطفال وذبحهم في معركة أبعد ما يكون عن التكافؤ في حده الأدنى، لذلك وفي ضوء التلاحم العضوي بين أمريكا والكيان الصهيوني لا بد للأنظمة العربية- التي تتبنى مواقف مسئولة ضد الصهيونية والاستعمار- أن تتبنى سياسة حازمة وجديدة تجاه أمريكا تخاطبها بلغة المصالح والضغوط المدروسة والشاملة، وأن تدعو إلى وقفة جادة ومسئولة داخل منظومة الجامعة العربية – واجهة النظام الرسمي العربي- حتى تتجنب التناقضات التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى جعلها قاعدة بين منظومة الجامعة العربية، الغارقة في متاهات الجدل المعبر عنه -خير تعبير- في بروز الانقسام والشرخ العربي الذي كشفت عنه "تعدد القمم"، وتغيب العديد من دول الجامعة العربية عن حضور قمة الدوحة، بالرغم مما تم تبريره، إلا أنه قد أسقط الكثير من الأقنعة أمام الجماهير العربية، وأصاب بالخيبة والذهول أهلنا في "غزة هاشم" المذبوحة والمحاصرة والصامدة والمحتسبة، وهو أيضا ما عزز القناعة لدى جماهير الأمة العربية والشعوب الإسلامية بتواطؤ بعض الأنظمة العربية وتناغمها مع المخططات الأمريكية الصهيونية، أو ميلها حيثما مالت على حساب مصالح وكرامة جماهير الأمة وكرامة وأمن وحقوق وحرية الشعب العربي والأمة العربية قاطبة، وعلى حساب الحاضر والمستقبل.
3- إن الإصرار الصهيوني على تدمير غزة شعبا وعمرانا يقدم الدليل النهائي على السقوط الكامل والحاسم والرسمي لما سمي ب"خارطة الطريق" أو بمصطلح "الحل السلمي" للصراع العربي الصهيوني، بالرغم من كل التنازلات التي قدمتها معظم الأنظمة العربية، وفي مقدمتها الاعتراف بالكيان الصهيوني وإيصال التطبيع معه إلى حد فتح الأبواب وإزالة كافة الحواجز أمام المتاجرة معه وتسويق إنتاجه وبيعه الغاز والنفط بأسعار مخفضة!! لقد أكدت مجازر غزة "هولوكوست غزة" على أن الكيان الصهيوني لا يريد السلام على الإطلاق، بل يريد تنفيذ كامل المشروع الصهيوني، و بالأخص فرض هيمنته التامة على المنطقة العربية الواقعة بين الفرات والنيل واستخدامها بكل طاقاتها، للسيطرة على الأقطار العربية كلها.
لقد دفن الكيان الصهيوني ما أسمته الأنظمة العربية " مبادرة السلام العربية"، ولم يعد أمام الأنظمة العربية التي لم تحضر قمة الدوحة، إلا سحب هذه المبادرة وإغلاق السفارات والمكاتب الإسرائيلية، إذا كان بعضها صادقا مع شعبه وأمته وحريصا على قضية فلسطين التي باتت عنوانا لسيادة الأمة واستقلالها وحريتها ونهضتها وتقدمها، بل بوابة المشروع الحضاري العربي و الإسلامي، كما لم يعد أمام الأنظمة العربية مجتمعة أي مبرر لعدم الإعداد الجدي والمسئول لمواجهة الكيان الصهيوني بالقوة لتحرير فلسطين، على أن يتضمن ذلك الاستعداد للمواجهة، المواجهة الجادة والصادقة والمسئولة مع أمريكا وكل من يتحالف معها والكيان الصهيوني، ضد قضية العرب الكبرى فلسطين ومصالح الأمة العربية ومشروعها الحضاري العربي والإسلامي.
إن حزبنا استوعب عبر تجارب مريرة، درسا مهما وهو أن النظام الرسمي العربي بغالبية أطرافه تابع منفذ لسياسة أمريكا والكيان الصهيوني، ومتواطئ معهما، وآخر المواقف المخزية لهؤلاء هو الموقف من غزة والذي لولا تواطئه لما تجرأ الكيان الصهيوني على تنفيذ مجازر "غزة هاشم"، ولما نجحت الولايات المتحدة في غزو العراق عام 2003م، ولذلك فإن هذه الغالبية من هذا النظام الرسمي هي شريكة في جريمة غزة، كما كانت شريكة أساسية في غزو العراق.
4- إن القيادة القومية وفي ضوء ما تقدم تعيد التأكيد على صواب منطلقات حزب البعث، بصفتها الخيار الطبيعي لاستعادة الحقوق العربية، وفي مقدمتها تحرير فلسطين بالكفاح الشعبي المسلح، بعد مرور أكثر من ستين عاما على الاحتلال والعدوان والعجرفة الصهيونية وبعد فشل محاولات البحث عن "حل سلمي" بدء من مدريد وأوسلو ووادي عربة و"خارطة الطريق" وصولا إلى ما سمي ب"مبادرة السلام العربية"، كما أثبتت كل الوقائع في العقود السابقة أن ما سموه ب"حل سلمي" ما هو إلا حل استسلامي يقوم بموجبه العرب بتوقيع صك عبوديتهم وتبعيتهم للصهيونية العالمية والإمبريالية الأمريكية، لذلك لا بد من العودة الكاملة لإستراتيجية الكفاح الشعبي المسلح. وهذه العودة، ونظرا لضخامة التحديات، تفرض أولا وقبل كل شيء توحيد فصائل المقاومة المسلحة في فلسطين وتكامل المقاومة في العراق وفلسطين ضمن برنامج جهادي مشترك، واستثمار المناخ الجديد عربيا وإسلاميا وعالميا لدعم المقاومة في وجه الاحتلال والهيمنة الأجنبية، والعمل على تشكيل جبهة قومية عربية تضم كل القوى العربية المساندة للمقاومة، كما يجب المبادرة الجادة لتشكيل جبهة شعبية عالمية لمقاومة الصهيونية والإمبريالية.
5- إن القيادة القومية وهي تحيي بحرارة موقف فنزويلا وبوليفيا الشجاع والمبدئي، اللتان قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، لتحيي أيضا كل الذين بادروا في محيط الأمة لاتخاذ مواقف جادة في رفض المجازر والمذابح التي يرتكبها الكيان الصهيوني وحاولوا البحث عن حلول جادة ومسئولة لمواجهة عدوان الكيان الصهيوني على غزة، بينما أبقت بعض الأنظمة العربية سفراء الكيان الصهيوني فيها، ولم تتحرك إلا في إطار المخطط المرسوم لها لتمكين الكيان الصهيوني من إكمال "هولوكوست غزة" متحدية مستهترة بإرادة جماهير الأمة العربية والشعوب الإسلامية، متجاهلة كل التداعيات الخطيرة والكارثية التي تجابه الأمة العربية والعالم.
6- إن القيادة القومية تذكر، وبقوة، بأن الهجوم على غزة هو مقدمة أساسية لتصفية ما تبقى من فلسطين والصراع العربي-الصهيوني، فهناك مؤشرات قوية واضحة تدعمها تصريحات صهيونية وأمريكية، مثل التي أطلقتها وزيرة خارجية الكيان الصهيوني "ليفني" و"جون بولتون" السفير الأمريكي السابق في الأمم المتحدة، تؤكد على أن الكيان الصهيوني، وبدعم أمريكي-أوروبي، يريد تنفيذ "مشروع شارون" القاضي بإبعاد عرب فلسطين من الخط الأخضر إلى الضفة الغربية ودعم إقامة "دولة فلسطينية" وفق مصطلح "مشروع الوطن البديل في الأردن"، وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الدولة الفلسطينية وغرب العراق، وإعادة غزة إلى مصر. وفي إطار هذا التوجه الصهيوأمريكي، جرت محاولة جر سوريا إلى التفاوض حول الجولان والتلويح لها بإعادته مقابل عدم اعتراضها على تنفيذ "مشروع شارون". وتلك الحقيقة تفسر لماذا كان الكيان الصهيوني هو المبادر لدعوة سوريا إلى لقاءات جرت في تركيا، ولكن موقف سوريا المستوعب لخطورة تداعيات العدوان على غزة، كان واضحا ومبدئيا.
أيها الأحرار في الأمة.
أيها المقاومون في فلسطين- كل فلسطين.
أيها الصامدون في غزة.
في ضوء ما تقدم فإن القيادة القومية تؤكد المرة تلو الأخرى على أن معركة فلسطين ترتبط عضويا بمعركة العراق، وتأتي اليوم معركة غزة التاريخية لتؤكد بوضوح كامل أن الدفاع عن غزة يرتبط ارتباطا جدليا بمعركة الدفاع عن العروبة كلها، وحدة السودان وأمن واستقرار الصومال ووحدته وتحرير مزارع شبعا والجولان، وهي تعبير نموذجي عن صراع وجودين وهويتين وليست صراع حدود- كما يحاول الكيان الصهيوني وراعيته أمريكا- في التعبير عنه إنه في واقع الأمر صراع الوجود والهوية العربية المهددة من قبل الوجود والهوية الصهيوأمريكية وحلفائها... إنه صراع بين مشروعين حضاريين عربي وصهيوني، لا يمكن أن يلتقيا إلا على حساب الوطن العربي والأمة العربية، وما يُرتكب من المجازر الوحشية في غزة وإقامة الجدار العازل، إلا دليلا على ما ذهبنا إليه... وهنا تكمن أهمية أم المعارك التي خرجت من حدود العراق لتشمل كل الوطن العربي. ولذلك علينا جميعا أحزابا وتنظيمات وشخصيات أن نقف وقفة التحدي تحت راية تحرير فلسطين والعراق والأحواز والجولان ومزارع شبعا، وغيرها من أقطار الأمة المستهدفة، وأن نضع خلافاتنا جانبا لأنها ثانوية مهما حاول البعض أن يضعها في المقدمة كمدخل للتهرب من الوقوف وقفة جادة أمام قضايا الأمة المركزية وفي مقدمتها قضية فلسطين.
إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي تؤكد أن التاريخ لن يغفر لأي مسئول عربي ولأي حزب أو جماعة، التردد في السعي الحثيث لتحقيق وحدة القوى العربية ووحدة بنادق المقاومة في المواجهة التاريخية للأمة العربية، لأننا بهذه الوحدة فقط نضمن دحر تحالف الشر المعادي لأمتنا، تاريخا وحضارة، وجودا وهوية.
الرحمة والمجد والخلود لشهداء غزة والأمة العربية كلها.
العار للصامتين والمتواطئين من عرب اللسان.
عاش الكفاح الشعبي المسلح طريقا للتحرير والوحدة العربية.
عاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر.
والله أكبر... الله أكبر... الله أكبر.

وليخسأ الخاسئون.
القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

الجيش الإسلامي في العراق


Islamic Army in Iraq

11-1 الجيش الإسلامي في العراق / رسالة إلى الصامدين في غزة
إن الأمة ترقبكم بعيونها وقلوبها وتتابع أخباركم في الليل والنهار وتدعوا لكم في الآصال والأبكار، فأنتم قلب الأمة الذي ينبض بعزها ومجدها، والأمل بالله معقود على نصركم ورفعتكم، فبذلك نطق الكتاب وجاءت السنة المطهرة

14-1 الجيش الإسلامي في العراق / حصاد العمليات العسكرية المباركة لشهر 12 - 2008
بعد التوكل على الله وبعون منه فقد تكبد العدو الخسائر التالية للفترة من 1 / 12 ولغاية 31 / 12 /2008 مـ

المصدر: موقع الجيش الإسلامي في العراق
www.iaisite.org
www.iaisite-eng.org/ar

#عام الثور!

!
بقلم : جاسم الرصيف

حسنا يا أولاد وبنات العمّ ..!!.
عام الجرذ ( 2008 ) ، حسب توصيفات الشعب الصيني ، الذي صادف عام الحذاء في عراقنا المحتل ّ ، قد ولّى ، ولابد ان حكمة ما للصينيين تطابقت على واقعنا العراقي حيث ( نجح ) الجرذ في تقسيمنا الى خنادق ( غفوة شيعية) و ( صحوة سنية ) ومثلثات ومربعات موت ، ولكنه نال حذاء رنانا طنانا ، مكافأة عمّا فعل ، إختتم عام خدماته الدموية بأشنع الإهانات .
واذا كان مضحك المبكيات في خندق من غفا ، الذي سمّاه الإحتلال ( شيعيا ) لوجود معممّين من ( رجال السلام ) المقربين من حوزتي البيتين الأبيض والأسود في العراق ، فقد إنفكّ إشتباك شيعة غفاة عن شيعة خلّص لعروبتهم ودينهم على حين ضربة حذاء حسمت الأمر بين شيعة مارينز وشيعة نعرف أنهم غيّبوا قسرا عن المشهد لحينما ختم منتظر الزيدي عام الجرذ برنّة حذاء .
وظل من مبكي المضحكات في ( صحوة الريشات ) ، التي وسمها الإحتلال ( سنّية ) ، أنها إرتضت لنفسها وظيفة ربّاطات أحذية لمارينز بوش و ( كيوات ) أيران والكرد ( الكوند ) ، فصارت مثل ذاك الغراب الذي ضيّع المشيتين ، فلاهي باقية بعد رحيل الدبابات الأمريكية على قوائم رواتب العملاء ، ولا نالت ثقة بقيتهم من آل البيتين والثلاث ورقات كوندية ، وصار حبلها أقصر من حبل ضار ناله الجذام .
وظريف عام ( القندرة ) حسب العراقيين ، وعام الجرذ حسب الصينيين ، أن قطار العرب الذاهب بشحنة أمريكية الى بغداد إندلق بين صحوات وغفوات ومثلثات ومربعات عراقية ، إستهجنته كلها ، إما لكره متأصل للعرب ، أو لكره من تخلّى طائعا عن قدر الله في خلقه عربيا تناسى الحق في مساندة اصحاب الحق من أهله وركض ملهوفا لإسناد مصدّات الأحذية التي ذبحت حقيقة العراق في أهله الخلّص لأقدار الله .
حسنا يا أولاد وبنات العم ّ ..!! .
إنطفأت نيران ( روافض ) ، ماهم بروافض لغير الإحتلالات المركبة ، و ( نواصب ) لم يناصبوا العداءغير من خانوا عراقهم ، وتلك خيبة أمل للمضبعة الخضراء التي التي أطلقت ثورها المسعور على الجناح الغربي للعراق في غزة . قارنوا ماجرى للفلوجة بما يجري في غزة !! . قارنوا بين صياء جرذان ( المثقفين العرب المارينز ) حين الفلوجة وحين غزة ، تجدونه ذات الصياء المصاحب لذات البربرية الهتلرية !! .
ثيران الإحتلالات التي إبتلي بها وطننا العربي، في فلسطين والعراق ، تحاول في عامها هذا أن توهمنا بأن ماتعقده من إتفاقيات مع عملاء لها في البلدين ملزم للشعب العربي في كل مكان ! . تحاول أن توهمنا بأنها مادامت تمتلك قوة التدمير فإنها باقية رغما عنا ! . ولكن.. ألا تجدون في هذا النمط من التفكير علامات جنون بقر ؟! .. ألم ير أحد منكم زنبورا ، صغيرا لاسعا ، يدفع ثورا للهيجان والجنون ؟! .
هذا هو عام المقاومة العربية بإمتياز أكيد ، لاشك ولاتشكيك به ، على دلالات :
أولها : أن جيش الإحتلال الأمريكي راحل عن العراق بوجود ، او عدم وجود ، إتفاقية أمنية مع عملائه .
ثانيها : الهجوم الدموي الأرعن على غزة يؤكد يأسا اسرائيليا من إستعادتها لحاضنة عباس الخناس الوسواس في ربوع رباعية الجنة والناس .
ثالثها : الوعي القومي المضطرد المضاد لمشروع الشرق الوسخ الجديد .
رابعها : الضغط الشعبي العربي على حكومات الذل ّ ( العربي ) ، وهو ذل ّ حكومات ، وليس ذل ّ الشعب العربي كما تعرف كل الجهات الصديقة والحاقدة على العرب في آن .
حسنا يا أولاد وبنات العم ..!! .
الهجوم على غزة هو من قبيل الجعير الإستباقي العسكري النفسي لرحيل قوات الإحتلال عن العراق . عرض قوّة في الوقت الضائع سينتهي بحكم التأريخ وحكم الواقع الى ما إبتدأته المقاومة العربية في فلسطين ، وفي العراق. يظن الإسرائيليون أن خنجرا لصق حبل الوريد من غزة أخطر من خنجر عربي في العراق ، توهمّا بالجغرافيا على الوهم بأنها قاطعة لحبل الودّ والنسب ، موهومون بقطار ( عربي ) مر ّ ببغداد في عام الجرذ الماضي على أمل أن ذات القطار قد يمر ّ يوما بتل أبيب ،
ولكن ..!! .
يكذّب طالع هذا العام فأل : ان قطارات الخونة ستبقى آمنة في مساراتها وفي محطاتها في آن ، لأن العام القادم هو عام النمر ، حسب الصينين ، وعام ال ( ..؟! ) حسب توصيفات العرب .
jarraseef@jarraseef.net


الجمعة، يناير 16، 2009

هولوكوست غزة : كيف نواجه الغزو الصهيوني؟


شبكة البصرة
صلاح المختار
أُربط الفرس مطرح ما يقولك صاحبه
(اربط الفرس في المكان الذي يحدده صاحبه)
مثل فلسطيني

ربما يبدو التساؤل الذي صيغ به عنوان المقال غريبا الان لانه طرح منذ اقامة الكيان الصهيوني في عام 1948 ودارت حوله نقاشات وجدل عنيف انتهى بانقسام فصائل المقاومة الفلسطينية وليس الانظمة العربية فقط حول الاجابة عليه. هذا السؤال هو الاب الشرعي للانقسامات العربية منذ نهاية الستينيات، وهو السؤال المركزي والاساسي الان، ونحن نواجه هولوكوست غزة، في حين ان سيد الكيان الصهيوني ودرعه الاعظم ومصدر قوته الاول امريكا تقوم باكثر من هولوكوست في العراق، وتعد للعديد من الهولوكوستات في الاقطار العربية بلا استثناء، كما اكدت تجربة غزو العراق. وامام هذا السؤال يصبح السؤال التالي تابعا له، مع انه حاسم لايقاف المحرقة، وهو كيف نواجه هولوكوست غزة؟
ومن الضروري ان لا تغيب عن البال حقيقة حيوية وهي ان الحرب الحالية على غزة هي فرع من شجرة خبيثة ضخمة اسمها الاحتلال الصهيو- غربي الاستعماري والامبريالي لفلسطين كلها بشكل خاص وللامة العربية كلها بشكل عام.
لقد حذرنا، مرارا وتكرارا وعلى المستويين الشعبي والرسمي منذ الزيارة المشؤومة للسادات الى القدس، وازدادت تحذيراتنا قبل واثناء وبعد شن العدوان الثلاثيني على العراق في عام 1991، وقلنا، بالقلم العريض وبأعلى صوت ومن كافة المنابر، ان الحرب على العراق ماهي الا حادلة تهدم وتسحق ثم تمهد الطريق لتدمير الهوية القومية العربية والوحدة الوطنية لكافة الاقطار العربية، وتقيم على انقاض الاقطار العربية كيانات قزمة منغّلة ومنغولية تنتمي لصلات ما قبل الوطنية والامة والقطرية : القبيلة والطائفة والعرق والعائلة الممتدة والفرد الزعيم والايديولوجيا...الخ تطبيقا لسايكس – بيكو الثانية.
الان نحن نشهد، في هذا الظرف الخطير، تحقق ما حذرنا منه فهناك عمل جاد ونشط وشامل ومنظم بدقة، تقوم به عدة اطراف دولية واقليمية، لتصفية كل الملفات العربية المعلقة، او العالقة، منذ الاربعينيات، مثل مصير الضف الغربية وغزة واللاجئين الفلسطينيين، وتقسيم الاقطار العربية كلها، على اسس عرقية وطائفية، وبعد ان تشعل فتن مصطنعة في هذين الاطارين، وتذويب الهوية العربية لكل مكونات النثار المجهري الكياني الذي سينشأ، حسب المخطط اذا نجح تنفيذه، عن عملية التقسيم الشاملة لكل قطر عربي بلا استثناء، حسب نظرية كيسنجر المسماة (نظرية النثار)، وفرض الخيار الستراتيجي الصهيو- امريكي الاخطر وهو اقامة منظومة اقليمية جديدة سواء تحت تسمية (الشرق الاوسط الجديد)، او (الشرق الاوسط الكبير) او (الجامعة الشرق اوسطية)، والتي تضم، اي المنظومة، اسرائيل، بصفتها القوة الاقليمية الاساسية، وتركيا وايران، وبزعامة الولايات المتحدة الامريكية الكاملة، وستبدو الكيانات النثارية التي كانت اجزاء من اقطار عربية مجرد احتياطيات يستخدمها هذا الطرف او ذاك وكالايتام على مائدة اللئام.
ان هذه الملفات تفتح وتنفذ الان وما حرب الابادة على غزة الا خطوة ثانية على طريق تنفيذ هذه المخططات الاستعمارية بعد خطوة العراق، من هنا فان الحل الستراتيجي المطلوب يتطلب، بل يفرض، اعادة النظر في ستراتيجية الامة العربية لمواجهة هذه المخططات، وليس الاكتفاء بالدفاع عن غزة، وهو بالطبع الواجب المرحلي الاول لنا.

لعنة تزوير الميثاق الوطني الفلسطيني
من يظن ان الميثاق الوطني الفلسطيني، الذي تبنته منظمة التحرير الفلسطينية، خاص بالفلسطينيين ومنظماتهم واهم، لان منظمة التحرير تبنت واحدا من اهم ركائز الموقف القومي العربي الاصيل منذ بدات الهجرة اليهودية الى فلسطين وهو المحافظة على عروبة فلسطين ورفض محاولات الاحتلال الصهيوني لها عبر الهجرة المنظمة والكثيفة، ثم العمل على تحرير فلسطين من البحر الى النهر بعد غزو فلسطين في عام 1948. بهذا المعنى ما تبنته منظمة التحرير الفلسطينية كان الموقف العربي القومي الاصلي والاصيل، وكان الميثاق الوطني الفلسطيني تجسيدا له، خصوصا في النصوص المتعلقة بتحرير فلسطين كل فلسطين.
لقد ابتدأت كارثة الامة العربية والمقاومة الفلسطينية ببروز تيار فلسطيني في احضان انظمة عربية ارادت تصفية القضية الفلسطينية تحت تسمية (الحل السلمي) للصراع العربي – الصهيوني، وهو حل بدأ بالظهور العلني والرسمي عقب هزيمة الانظمة العربية في حرب حزيران عام 1967 ويقوم على ما اطلق عليه وقتها (مبادلة الارض بالسلام)، اي اعادة الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء مقابل الاعتراف بالكيان الصهيوني. وكان القرار 242 الصادر عن مجلس الامن في عام 1967 هو الاساس (القانوني الدولي) لهذا الحل، وابتدأت عملية ترجمته بصيغة مشاريع كان اولها هو (مشروع روجرز) وروجرز كان وقتها وزيرا للخارجية الامريكية، وكان من بين اهم ما يجب ترجمته هو قبول انظمة عربية بقرار242 ومشروع روجرز والتعامل مع فلسطين والجولان وسيناء في اطاره وليس في اطار الموقف القومي العربي الاصلي، وهو رفض الاعتراف بالغزو الصهيوني والتمسك بهدف تحرير فلسطين!
قبل ظهور تيار الاستسلام الرسمي العربي، ثم في فصائل فلسطينية، باسم (الحل السلمي) كان اقصى هدف صهيوني هو الذي حددته غولدا مائير بقولها ان الهدف الاساسي لاسرائيل هو الاعتراف العربي بها وانهاء حالة الحرب معها.
ولكن : هل كان قرار 242، والقرار الاخر الذي صدر عقب حرب اكتوبر (عام 1973) وهو 338، والمشاريع التي دشنها مشروع روجرز، وما تلاه من مشاريع واتفاقات من الصعب حفظها كلها لكثرتها المتعمدة، خطوات على طريق (الحل السلمي والعادل والمشرف) كما وصف من قبل امريكا والكيان الصهيوني والانظمة العربية التي قبلته؟ ام ان (الحل السلمي المشرف) كان فخا تكتيكيا نصبته امريكا واوربا والكيان الصهيوني، مبنيا على نظرية كيسنجر القائلة بان (التفاوض هو الهدف وليس الوصول الى حل)، والتي وصفت بحق بانها نظرية (هدفها سرقة الوقت)؟ ان هذه النظرية تعني التفاوض مع تعمد امريكا والكيان الصهيوني واوربا عدم الوصول الى حلول، واستبدال المشاريع بين فترة واخرى، بعد سنوات من المفاوضات والاتفاقات الاولية، والبدء من الصفر لاجل خداع العرب وتخديرهم وشق صفوفهم والعثور على خيول طروادة عرب، والهدف النهائي هو تكريس الاحتلالات وتهويد فلسطين والجولان واستخدام سيناء لصالح الكيان الصهيوني وفرض الوجود الصهيوني المتفوق والمتحكم على العرب، تحقيقا للهدف والشعار الصهيونيين الاكبرين (ارضك يا اسرائيل من الفرات الى النيل).

الان وبعد اكثر من اربعين عاما على بدء ماراثون او للدقة فضيحة (الحل السلمي المشرف) وصلنا الى وضع حفرت قواعده على قطعة فولاذ تقول ما يلي :
1 – لم يعد الحل مشرفا على الاطلاق بل بدا بوضوح انه ليس حلا استسلاميا فقط، كما وصفناه في السبعينيات، بل اصبح عبارة عن عبودية كاملة للكيان الصهيوني تتضمن خدمته استخباريا وسياسيا واقتصاديا وليس التطبيع معه فقط، والاهم كان قيام انظمة عربية بالدور الذي كان يجب ان يقوم به هو وهو تصفية حركة التحر الوطني العربية واستنزاف الانظمة التي تبنت ستراتيجيات وطنية وقومية، واجبارها على خوض صراعات لم تكن تريدها ولا تخدم القضية وادت الى اسقاطها بالفشل (التجربة الناصرية في مصر)، او بالغزو (التجربة البعثية في العراق).
لقد كانت الخطوة الخطيرة التمهيدية في هذا الاتجاه هي تصفية، او عزل وتحييد، التيار الوطني في فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية وتوجت عملية التصفية الاستسلامية بتصفية العراق في عام 2003! لقد استبدل (الحل المشرف) للصراع بتحويل الانظمة العربية الى حراس للكيان الصهيوني رغم انه لم يرجع ارضا ولم يتوقف عن التوسع ولا تخلى عن طبيعته الصهيونية الاستعمارية!

2 - لم يعد الحل سلميا على الاطلاق بل اصبح حلا يعتمد الية واحدة ووحيدة : الاملاء الصهيوني واحيانا باسم امريكا وبقوة هراوتها، ومن يرفض يتعرض للاقصاء، في افضل الاحوال، او التدمير المنظم والشامل، انظروا الى العراق ماذا حصل له؟ وانظروا الى مصر وقد دمر اقتصادها وهددت وحدتها الوطنية.

3 – لم يعد الحل يقوم على (مبادلة الارض بالسلام)، كما قال قرار 242 وكل المشاريع التي طرحت حتى التسعينيات بل اصبح وبكل وضوح (السلام مقابل السلام)، اي الاعتراف العربي الكامل والشامل بالكيان الصهيوني، وتقديم كل ما يحتاج اليه لتعزيز كيانه وزيادة تفوقه على العرب، مقابل توقفه عن استخدام القوة ضد العرب فقط! اما الاراضي العربية المحتلة فانها اما تحيّد عسكريا لاجل ارجاعها كسيناء، وهذا يعني انها اصبحت ميزة ستراتيجية للكيان الصهيوني ولم تعد ميزة ستراتيجية لمصر مع انها مصرية! او تحول الى درع يحمي الكيان الصهيوني، كالضفة الغربية وغزة، فهما كانا يعدان لاقامة كيان فلسطيني مقزم ومحجم ومنغولي الهدف من اقامته هو جعل الكتل السكانية العربية فيهما وفي اراضي فلسطين التي احتلت عام 1948 عازلا بشريا فعالا بين الكيان الصهيوني، الذي سيتخلص من السكان العرب داخل اراضي عام 1948 ويقذف بهم الى الضفة والقطاع ويصبح كيانا يهوديا خالصا، وهذا العازل وظيفته الاساسية منع الاقطار العربية من مهاجمة الكيان الصهيوني بشكل مفاجئ نتيجة وجود عازل بشري عربي يفصل بين الكيان الصهيوني والاقطار العربية ويكون كجهاز انذار مبكر للكيان الصهيوني، او تصبح اداة مساومة وضغط كالجولان التي لن تعود الى سوريا الا بشرطين رئيسيين الاول تحييدها عسكريا كسيناء والثاني تقاسم مياه بحيرة طبرية مع سوريا!

هذا الحل يضمن للكيان الصهيوني ما يلي :
أ – ضمان امنه بشكل مطلق بعد تحييد المناطق الستراتيجية العربية، كسيناء في مصر والجولان في سوريا وام قيس في الاردن، ومنع استخدامها عسكريا ضده تحت اي ظرف. وبذلك يكون الكيان الصهيوني قد حقق اهدافا جيوبولتيكية خطيرة جدا كان يعمل من اجلها منذ قيامه.
ب – حمايته بعازل سكاني عربي فلسطيني عند حصول اي تغيير محتمل ضده، فوجود كيان فلسطيني مقزم واعزل في الضفة والقطاع هو درع بشري عربي يحمي الكيان الصهيوني، وفي حالات تغيير المعادلات فانه عازل يؤخر تقدم القوات العربية لمقاتلته ويوفر له زمنا للاستعداد لمواجهة الهجوم. اما اذا تقرر اعادة ضم غزة الى مصر، في اطار اتفاقية جديدة اخطر من كامب ديفيد الاولى، وضم الضفة الغربية الى كونفدرالية اردنية – اسرائيلية فان ما تبقى من الوجود الفلسطيني سينتهي ويدفن، ولن يكون هناك حتى كيان مقزم وخادم وظيفيا للكيان الصهيوني.
ج – ان اهم هدف حققه الكيان الصهيوني وامريكا من وراء خدعة التفاوض من اجل (حل سلمي) ويستحق منا تركيزا خاصا عليه لخطورته كان شرذمة الاقطار العربية على اسس عرقية او طائفية او دينية واقامة كيانات قزمة ومجهرية تبدو امارات الخليج العربي الحالية اكبر منها غالبا، وكل منها له هوية خاصة متنافرة مع هوية الكيانات التي كان يشكل معها كيانا قطريا واحدا، وينغمس في صراعات مستمرة معها حول الموارد او الاتجاهات الايديولوجية او الارتباط بدولة اقوى او التزعم او الخيارات...الخ. كنا، منذ السبعينيات تحديدا، في جبهة الرفض الفلسطينية والعربية نحذر من وجود المخطط الصهيوني التقليدي وهو تقسيم كل الاقطار العربية، دون استثناء، على اسس عرقية او دينية او طائفية، عودوا لقراءة ما كتبه الاسرائيلي عوديد ينون ستجدون هذا المخطط في اوضح صوره، وانظروا الى واقعنا العربي من المحيط الى الخليج العربي ستجدون ان ما حذرنا منه مبكرا لم يعد تاثرا ب (نظرية المؤامرة)، كما قال البعض مسخفا تحذيراتنا، بل اننا نرى الان المؤامرة تنفذ على الارض بكامل خطوطها واتجاهاتها ومضامينها.
ان مصر التي كانت واحدة موحدة لا احد يستطيع ان يعرف القبطي ويميزه عن المسلم وكان الشعب متماسكا جدا تواجه الان مشكلة خطيرة مفتعلة اسمها الصراع بين الاقباط والمسلمين، وينون يقول يجب تقسيم مصر الى ثلاثة دول على الاقل واعادة احتلال سيناء، وسوريا التي كانت توصف بانها منبع الفكر القومي العربي تواجه تحديا خارجيا وداخليا تحت مظلة تناقضات مفتعلة بالكامل ومنها طائفية : سنية علوية درزية مسيحية اسلامية، وتناقضات عرقية كردية عربية!
ولبنان الذي تعرض لحربين اهليتين في عام 1958 وعام 1975 كادتا تقسمانه الى دويلات عديدة لكنه نجح، لاسباب عديدة في عرقلة التقسيم، وهو ايضا ما طالب بتنفيذه عوديد ينون، واستوعب كل لبناني ومن كل طرف دروس الحربين الاهليتين واقتنع بان المحاصصة الدينية والطائفية كانت سرطان لبنان الاخطر وان التخلي عنها هو الخيار الوطني الامثل الذي يحفظ لبنان واحدا موحدا مزدهرا، وجردت القوى السياسية من اسلحتها الثقيلة في ظل الوجود السوري في لبنان، ثم اعيد اعمار لبنان وسار في طريق استعادة دوره الاقتصادي التقليدي ودوره الثقافي الرائد، وبرز لاول مرة شبه اجماع بين القوى اللبنانية المختلفة على دعم المقاومة لتحرير الجنوب اللبناني المحتل، وكاد لبنان يصل الى نهاية فترة النقاهة ويتسامى فوق النظام الطائفي ويستبدله بنظام علماني.
ولكن، وفجاة، عادت حمى الصراعات الطائفية بصورة مفتعلة تهدد وحدته وتعيده الى نقطة الصفر منذ اغتيال الحريري، وتراجع دوره الثقافي وتدهور اقتصاده وبدء يشهد مقدمات حرب اهلية جديدة كان ابرز تعبيراتها غزو بيروت في صيف عام 2008، والذي اعاد الشعور، في كل طائفة ودين، بان وجوده مهدد بسبب اختلال موازين القوى الطائفية بشكل خطير، ووجود حزب واحد يدعي انه يمثل طائفة ويملك مالا واسلحة اكثر واقوى من الدولة اللبنانية وشرع فعليا بمحاولة السيطرة على التوجه العام في لبنان ليس لمصلحة لبنان ولكن خدمة لستراتيجية ايران!
وهكذا (عادت حليمة الى عادتها القديمة) واخذت الاطراف اللبنانية الاخرى، مسيحية ودرزية ومسلمة سنية...الخ، تعيد تسليح نفسها ويستأنف كل واحد منها علاقاته القديمة اما مع امريكا او مع فرنسا او مع اسرائيل او مع دول عربية، واخذت الاموال تتدفق على لبنان ل(موازنة) النفوذ الايراني الذي طغى على ماعداه في لبنان، وظهرت تنظيمات طائفية سنية مسلحة بحجة الرد على وجود حزب طائفي اخر مسلح وقوي واخذ يعمل على تغيير هوية لبنان الدينية والطائفية!
ان ظهور (فتح الاسلام) وغيرها من التنظيمات السنية الطائفية كان نتيجة طبيعية ورد فعل متوقع على وجود حزب جاهر بطائفيته المتطرفة، وكان ابلغ واخطر تعبير عنها هو ولاءه المطلق، العلني والرسمي، لايران، وتغليبه للانتماء الطائفي على الرابطة الوطنية، هو حزب الله، الذي استغل سمعته الطيبة ودوره البطولي في تحرير جنوب لبنان لفرض سيطرته المطلقة على لبنان!
وترتبت على هذه الحقيقة عدة أسئلة جوهرية : هل هي صدفة ان يتوافق النهج الطائفي الايراني في لبنان مع تنفيذ الخطة الصهيونية بتفتيت الاقطار العربية على اسس طائفية وعرقية؟ ولم قام حزب الله على طبيعة طائفية صرفة ولم يبنى على اساس وطني عام يضم كل اللبنانيين كما هي حال كل الاحزاب الوطنية؟ ولم قام هذا الحزب على قاعدة (ولاية الفقيه) والتي تحتم الولاء التام والمطلق لايران، لان خامنئي مرجع حسن نصرالله وسيده ايراني وهو قائد ايران المطلق، وجعل هذا الولاء فوق الوطن والوطنية، مع ان ايران طرف اساسي في احتلال وتدمير العراق وتحتل الجزر العربية والاحواز، والطرف الاساسي والاهم والاخطر في تنفيذ مخطط اثارة الفتن الطائفية في الاقطار العربية، والعمل على محو هويتها العربية؟ وكيف يوفق حزب الله بين معاداته للكيان الصهيوني ودعمه الرسمي والمعلن لغزو العراق ثم، بعد ان احرج، ادعى تاييد المقاومة العراقية في عام 2005 بعد 3 سنوات متواصلة من تاييده للاحتلال الامريكي، لكنه اكد هويته الحقيقية باصراره على مواصلة دعمه للاحزاب التابعة لايران كحزب المجلس الاعلى برئاسة ابن خالته عزيز الحكيم وغيره، مع انها شكلت ومازالت تشكل القوة الاساسية الداعمة للاحتلال في العراق والتي تشكل حكومة في ظل الاحتلال؟
انظروا الى العراق الذي كان يوصف، وبحق، بانه الدرع الشرقي للوطن العربي واحد اهم اعمدة الكيان العربي الاساسية، انه الان ضحية احتلال زرع في ارضه وبين شعبه فتن طائفية وعرقية لم تكن موجودة، او انها كانت مظاهر ثانوية غير قادرة على الظهور بفاعلية، الان وصلت محاولات تقسيم العراق ليس الى ثلاثة دول (كردية وسنية وشيعية كما بدا الاحتلال)، لكنه الان يتعرض لمحاولات تقسيم المحافظات والمدن الكبرى، كما يحصل في البصرة التي تشهد بروز دعوة لتحويلها الى اقليم فدرالي، وكذلك الموصل التي تتعرض لمخطط تقسيمها بين الانفصاليين الاكراد وتركيا!
انظروا الى المغرب العربي حيث انه يواجه، لاول مرة، مشكلة فتن طائفية زرعتها ايران بدعم غربي كامل، ومشكلة تحريض عرقي لانفصال الامازيغ، خصوصا في الجزائر، زرعتها ونمتها امريكا وفرنسا بدعم وتحريض صهيوني واضحين! بل لقد دخلت على خط محاولة الغاء عروبة المغرب العربي جماعة اخرى تكفيرية تدعي انها تقاتل الغرب (المسيحي) مع انها تقتل الجزائريين والتوانسة باسم اسلام مزيف، كاسلام خميني، فهذه الجماعة الغت تسمية (المغرب العربي) في بياناتها واستخدمت تسمية مشبوهة لا تخدم الا المخطط الصهيوني والغربي وهي (المغرب الاسلامي)! لقد وضعت عمدا تناقضا مصطنعا بين العروبة والاسلام وهذا هو احد اهم اركان المخطط الصهيو- استعماري غربي!
انظروا الى السودان وهو يواجه مشاكل ما ان تجمد او تهدأ واحدة حتى تفجر اخرى : كانت مشكلة الجنوب هي الهم الوحيد للسودان اما الان فانه يواجه مشكلة الشمال والوسط والشرق اضافة للجنوب. ان ازمة دارفور ليست سوى تنفيد لمخطط واحد ما يجري في العراق والمغرب العربي ومصر وسوريا ولبنان هي اجزاء منه!
هذه الامثلة تؤكد وجود مخطط شامل يقوم على تقسيم كل قطر عربي في اطار سايكس – بيكو رقم 2، واقامة كيانات مجهرية وقزمة طائفية او عرقية او ايديولوجية ونغلة ومنغلة، على انقاض كل قطر عربي والغاء الهوية العربية، او جعلها مجرد فولكلور، كما حصل لهوية الهنود الحمر في امريكا، الذين صارت فأسهم وريشهم ايقونات امريكية! ان هذه الاوضاع الخطيرة في كل الاقطار العربية تعبيرات مباشرة عن تنفيذ مخطط صهيوني تدعمه الان علنا امريكا وفرنسا واوساط اوربية اخرى، ونجد ادق تعبير عنه فيما كتبه عوديد ينون في مقالته الطويلة (ستراتيجية لاسرائيل في الثمانينيات) والتي قال فيها انه يجب تقسيم كل الاقطار العربية على اسس عرقية وطائفية وذلك يقتضي دعم الاقليات العرقية ضد الاغلبية العربية، ودعم الاقليات الدينية ضد الاغلبية المسلمة، ودعم الاقليات الطائفية ضد الاغلبية السنية في الوطن العربي.
اقرأوا ما كتبه ينون سترون ان ما يجري الان في العراق ومصر وسوريا وغزة والمغرب العربي، وما تقوم به ايران وامريكا في الاقطار العربية ليس سوى تنفيذ لمخطط مشترك اساسه شرذمة الاقطار العربية، بلا استثناء، لغاية الوصول الى ما دعت الكاتبة الامريكية الصهيونية المخرمة في الثمانينيات فلورا لويس وهو (يجب الغاء الامة العربية واقامة كيانات جديدة على انقاضها).
ان السؤال الرئيسي بعد هذا العرض هو : الم تكن فترة التفاوض العربي مع الكيان الصهيوني، برعاية امريكية واوربية، منذ الستينيات حول (حل سلمي) هي عملية سرقة وقت من العرب واشغالهم بامل كاذب وهو الوصول الى حل يسلمي للصراع، ولكنها كانت في الواقع فترة تنفيذ مخططات صهيونية امريكية ايرانية لتقسيم الاقطار العربية وتقاسمها؟ هل وصلنا الى حل سلمي مشرف يضمن حتى الحد الادنى من حقوق فلسطين والاقطار العربية؟ الجواب الحاسم والقاطع هو كلا، لقد كانت عملية السلام عبارة عن خطة خداع ستراتيجية وليس تكتيكية استخدمتها امريكا والكيان الصهيوني لتخدير العرب وتضليلهم من اجل التهامهم، قطرا بعد قطر، وصولا لتحقيق كامل الاهداف الصهيونية والامريكية.
د – في ذروة الصراع العربي – الصهيوني وفي قمة الانتصار الصهيوني وقفت غولدا مائير، رئيسة وزراء الكيان الصهيوني، وقالت ان هدفنا النهائي والكبير هو الاعتراف العربي باسرائيل. ولكن هل كان الاعتراف حقا هو الهدف النهائي والاهم للكيان الصهيوني؟ ام كانت ستراتيجية الصهاينة والغرب تقوم على مرحلة الاهداف وتقسيم الخطوات وتنفيذ كل هدف في مرحلة ثم البدء بتنفيذ الهدف الثاني بعد تحقيق الهدف الاول؟
انظروا الان الى ما تقوم به اسرائيل : لقد تحقق الاعتراف العربي بها واصبح في الخلف وشرع الكيان الصهيوني في الضغط بكل الوسائل من اجل التطبيع الشامل والكامل مع العرب، بما في ذلك تغيير مناهجنا الدراسية وثقافتنا الوطنية والقومية وتقاليدنا الاسرية والتخلي عن ايات قرانية مقدسة تتعلق باليهود او الدعوة للجهاد...الخ، وفتح اسواقنا للسلع الصهيونية ولتبادل الزيارات الرسمية وغير الرسمية، بعد ان قبلنا التخلي للصهيونية عن اكثر من 88 % من فلسطين وقبلنا السيادة الصهيونية، التي تتجه نحو الاكتمال، على الاقطار العربية!
اسرائيل الان بتنظيم هولوكوست غزة لديها سيناريو جاهز اعلنت عنه شخصيات اسرائيلية عسكرية ومدنية منذ اعوام قليلة واثار ذلك قلق وغضب الاردن، وهو تنفيذ مشروع شارون وطرد ابناء فلسطين من الاراضي التي احتلت في عام 1948 الى الضفة الغربية، وهو ما قالته تسيبي ليفني وزيرة خارجية اسرائيل علنا، واقامة الدولة الفلسطينية فعلا وكما وعد جورج بوش واسرائيل ولكن في الضفة والاردن واسكان اللاجئين الفلسطينيين (4 - 5 مليون) فيها وضم غرب العراق اليها، واقامة كونفدرالية اسرائيلية فلسطينية يحشر الاردن فيها رغما عنه بعد الغاء كيانه الوطني! اما غزة فان الخطة تقتضي اعادة ضمها الى مصر، وبذلك تصبح اسرائيل دولة يهودية خالصة وتكون قد اكملت مستلزمات (السيطرة الامنة) على المنطقة الجيوبولوتيكية الاخطر والاهم في الوطن العربي كله وهي ما بين الفرات والنيل.
هل تتذكرون ما معنى هذا؟ انه يعني ان الصهيونية والغرب عملا بجدية ونشاط اثناء التفاوض مع العرب باسم الحل السلمي على اقامة اسرائيل التوراتية الكبرى تحت غطاء الدفاع عن (امن اسرائيل الصغرى)، وفي أفياء وظلال التفاوض تمت اكبر عملية غزو للاراضي العربية وللثقافة العربية وللهوية العربية وللحقوق العربية بل وللوجود العربي بالذات!
الحل السلمي اذن كان اكبر خدعة في التاريخ العربي، والمأساة فيها اننا كنا نعرف انها خدعة ولكن الانظمة لم تصغي وبعض الفصائل لم تصغي وسبحت في نهر اثم التسوية السياسية وتلوثها، فوصلنا الى اكمال غزو فلسطين ووقوف الصهيونية على الاسس التي بنتها لتفكيك بقية الاقطار العربية انطلاقا من مركز القوة الاساسي العراق، بعد تحييد مصر، تمهيدا لتقسيمها لاحقا، كممهد حاسم للسيطرة المطلقة دويلات النثار المجهرية.
من هنا فان الحل التاريخي لن يكون بمواصلة الخداع اي مواصلة العمل في اطار ما يسمى ب (الحل السلمي)، لاننا هذه المرة وبعد ان عرفنا وتيقنا من ان العدو المشترك هو (امريكا والكيان الصهيوني وايران)، اصبحنا نعرف ان خداع انفسنا بوجود امل بحل سلمي عادل او مشرف هو اسوأ انواع العبودية والانحطاط، بل سيكون الحل هو في نسف كل ما تم في اطار الحل السلمي والعودة للبندقية لتكون هي الحكم وهي المقرر النهائي. لقد جرونا لنظام عبودية صريحة تحت شعار التفاوض من اجل السلام والحل المشرف، وتحت ذريعة ان الحل العسكري مستحيل في ظل توازنات القوى الاقليمية والدولية، لكننا الان نعرف، وبعد تجربة المقاومة العراقية الفريدة والعظيمة، ان تلك كانت وسيلة اخرى للخداع وتخدير للضمير الوطني والقومي، لان المقاومة العراقية وحدها، ورغم فقرها المادي وعزلها عربيا واعلاميا، الحقت الهزيمة بامريكا مع انها اقوى قوة في التاريخ ومع ان الكيان الصهيوني يستمد قوته الاساسية منها، وفي ظل غياب اي دعم لها عربيا او دوليا، بما في ذلك الدعم السوفيتي والصيني والعربي الذي تلقته مقاومات اخرى في فيتنام وفلسطين مثلا.

الميثاق الفلسطيني : دليل تحرر الامة كلها
ليس سرا ان نقول بان ستراتيجية المقاومة العراقية المسلحة قامت على جوهر البنود التي وردت في الميثاق الوطني الفلسطيني الخاصة بتحرير فلسطين، التي اكدت على انه لا مساومة مع الكيان الصهيوني ويجب تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر الى النهر بالمقاومة المسلحة بصفتها القابلة الشرعية والوحيدة للتحرير. هنا نواجه تمسكا قويا بالحق والحقوق الثابتة ورفضا مطلقا لاي مساومة مع العدو. ومن يقرأ (المنهاج السياسي والستراتيجي للبعث والمقاومة) المنشور في ايلول – سبتمبر عام 2003 سيجد صدى واضحا ودقيقا لما ورد في الميثاق الوطني الفلسطيني، فهذا المنهاج وكل مناهج الفصائل المقاومة للاحتلال في العراق، يقوم على مبدأ ثابت وهو تحرير العراق وطرد الاحتلال ورفض اي مساومة على حساب حقوق العراق في الارض والسيادة والثروة. وفي اطار هذه الستراتيجية الواضحة حققت المقاومة العراقية انتصاراتها على امريكا واوصلتها الى حافة الانهيار الاقتصادي مع انها مقاومة يتيمة لا يدعمها احد سوى الشعب العراقي.
اذن وفي ضوء حقائق الواقع العراقي لابد من تاكيد ان حل صراعنا مع الكيان الصهيوني لن يكون سلميا على الاطلاق، بل عسكريا وعنفيا دون ادنى شك، خصوصا بعد ان سقطت كل اسس الدعوة لحل (سلمي عادل ومشرف)، وهدف الحل العسكري الرئيس لن يكون سوى تحرير كل فلسطين من البحر الى النهر دون اي مساومة، وعدم السماح ببقاء اي كيان بين البحر والنهر غير الكيان الفلسطيني. ولئن كانت المقاومة العراقية قد وضعت امريكا، درع اسرائيل ومصدر قوتها الاساسية على مسار لن يوصلها الا الى الهزيمة، فان المحمي والاضعف، وهو اسرائيل، يمكن ان يهزم بالكفاح الشعبي المسلح بصفته الاسلوب الرئيسي لاستعادة فلسطيننا دون مساومات او حلول سلمية نرى الان كم الحقت بنا من ذل واهانات وابادة وفقدان الكرامة والمال والهوية...الخ.
ان ما يجري في غزة دليل حاسم على صحة ما نقوله منذ الستينيات، فلقد قرر الكيان الصهيوني ابادة اغلب سكان غزة وطرد من يبقى منهم الى مصر، دون اي مراعاة لاي اعتبار انساني او قانوني، ووسط صمت عربي رسمي مخجل! ان صمود فصائل المقاومة في غزة بصورة بطولية وتوحدها تلقائيا يؤكد صحة مانقول، فهذه المقاومة البطلة في غزة تبعث الامل مجددا في تحرير فلسطين، مادام الكيان الصهيوني عاجزا عن احتلال غزة بعد مرور ثلاثة اسابيع على بدء الهولوكوست، رغم تفوقه المطلق عسكريا وتكنولوجيا وماليا. ويجب ان نتذكر ان نفس هذه القوات قد الحقت الهزيمة بالانظمة العربية في عام 1967 في ست ساعات، واعادت احتلال سيناء والجولان في عام 1973 في بضعة ايام. الان غزة البطلة تقاوم نيابة عن كل العرب، وتعيد الشرف للعقال العربي الذي لوثته الهزائم والمساومات، في ملحمة قتالية تاريخية بطولية لم يشهد لها الوطن العربي مثيلا الا في العراق المحتل، وهي لذلك تكمل ما حققته شقيقتها وتوأمها الشرعي المقاومة العراقية من انتصارات ستراتيجية فريدة على درع الكيان الصهيوني اي امريكا. من هنا، فان الاستسلاميين العرب لم يعد لديهم منطق يصمد امام نجاحات غزة وبغداد وانتصارتهما المجيدة.
اننا الان يجب ان نؤكد على الوحدة العضوية بين قضية العراق وقضية فلسطين باتباع الانموذج العراقي في المقاومة والذي كان بدوره صدى عضويا للميثاق الوطني الفلسطيني. ان الحل التاريخي لقضية فلسطين هو في العودة للميثاق الوطني الفلسطيني الاصلي وقبل تزويره برفع الفقرات التي تدعو لتحرير فلسطين، ان تحرير فلسطين هي كلمة السر السحرية والتي ستضمد جراحنا نحن العرب، وليست المساومات ولا التراجعات.
لقد اكدت التجربة المأساوية لهولوكوست غزة الحالية على ان خسائر خيار المقاومة المسلحة الشاملة، المطلوب عودتها الان، في فلسطين سوف تكون حتما اقل مما قدمه الشعب الفلسطيني في غزة، فاكثر من الف شهيد في ثلاثة اسابيع ثمن من المستحيل ان يقدم في بيئة المقاومة المسلحة الشاملة، ولوعدنا الى الخلف منذ انطلقت الثورة الفلسطينية بقيادة فتح في عام 1965 سنجد ان رقم الشهداء نتيجة للمقاومة كان اقل بكثير من شهداء غزة في الاطار الزمني على الاقل.
الان، وابطال حماس وفتح والجبهة الشعبية والجهاد الاسلامي وجبهة التحرير العربية وكل الفصائل البطلة التي تقاوم الاحتلال الصهيوني في غزة تتحد من تحت وليس بقرار من القيادات، فاننا امام وضع جديد، فتحت فيه الابواب لصعود تيار فتح الاصلي والاصيل التيار المقاوم وليس المساوم وثأره لشرف فتح وتأريخها المجيد بصفتها مفجرة الثورة الفلسطينية الحديثة، والذي حاولت عناصر معينة تلويثه، واستعادت الجبهة الشعبية دورها الطليعي الذي تصوره القائد الكبير الفقيد جورج حبش بعد فترة من الضعف، وسقط منطق التراجعات الفلسطينية، لذلك يجب ان يعود الجميع الى الميثاق الاصلي، ميثاق البندقية سيدة الخيارات كلها، وان تقام فورا ومن تحت ايضا جبهة تحرير فلسطينية موحدة من كافة الفصائل في غزة البطلة لتضع كل مناضل في الضفة الغربية امام خيار التزام الخط الغزاوي في المواجهة مع العدو وداعمي العدو.
لا مفر من العودة للبندقية فهي ضمانة الانتصار الرئيسية وليس التفاوض من اجل سلام العرب هم الخاسرون حتما فيه. نعم ان ذلك صعب جدا وخطير جدا، ولكن هل ما يجري الان في غزة مثلا قليل الخطورة او اقل من خطورة من العودة لخيار المقاومة المسلحة؟ اننا نقول الان، وفي ضوء عدد الشهداء والجرحى والدمار في غزة خلال ايام، بان حمل السلاح اقل خسارة دون ادنى شك من الخنوع في اطار حل سلمي واستجداء انظمة كانت احد اهم اسباب ضياع فلسطين وبعدها غزو العراق. ويجب في هذا الصدد التاكيد على ان العودة للكفاح المسلح لن يكون مثل الكفاح الفلسطيني المسلح الذي انتهى بكارثة التحول الى دولة، في السبعينيات، مع ان الاحتلال مازال موجودا، دولة مكشوفة بمؤسساتها البحثية والسياسية ورموزها وغيرها، في بيروت وتونس ودمشق وبغداد وعواصم اوربا وغيرها، فاصبحت الثورة الفلسطينية، اشرف ظاهرة عربية حتى اغتيالها، صيدا سهلا بمؤسساتها ورموزها، للموساد وتحت رحمة الضغوط العربية والامريكية والاوربية، ووسط اغراءات هائلة مادية ومعنوية.
وتكررت هذه المأساة بقبول خدعة اقامة سلطة (وطنية) فلسطينية في غزة والضفة، والتي ادت الى حرق الكثير من عناصر فتح وكادت تحرق حماس ايضا، لان الوجود في السلطة في ظل الاحتلال بحد ذاته هو عبارة عن مثلبة كبيرة لانه عملية تقديم راس وصدر المقاومة مجانا ليكونا هدفا سهلا ومكشوفا ومعروفا للعدو. كم قائد استشهد من حماس في ظل السلطة (الوطنية)؟ اغلب من اسسوا حماس استشهد بما فيهم الشيخ المجاهد احمد ياسين، فهل كانت المشاركة في سلطة تحت بصر الموساد تفصيليا خطوة صحيحة ومدروسة بدقة؟
الثورة الفلسطينية في مرحلتها الجديدة يجب ان تكون شبحا لا يعرفه احد مهما كانت صفته ومهما بلغ دعمه لها، كالمقاومة العراقية التي اعتمدت على خدمات مخابرات وطنية عراقية وخطط دقيقة وذكية وضعتها منذ انطلاقتها حمت المقاومة من الاختراق او الاحتراق، فلا مكاتب علنية ولا ممثلين لها يتجولون في كل مكان وكانهم سفراء دولة عادية،، بل ان التعليمات قبل الغزو لمن كلف بتأسيس جيوش مقاومة كانت تتضمن حتى تجنب اسماء معينة من اجل منع العدو من التخمين، مع ان المقاومة العراقية هي نتاج دولة كبرى وجيش عظيم واجهزة امنية متمكنة لديها خبرة 35 عاما!
لقد نزل الجيش العراقي تحت الارض بعد الغزو، بمرونة مدهشة، وصار الحاضنة الاساسية لكل فصيل مقاتل، ولذلك فشل الاحتلال في معرفة القادة الجدد الميدانيين للثورة العراقية المسلحة، ونزلت الدولة العراقية باجهزتها الاساسية تحت الارض ايضا، ولم تعد دولة معروفة بممثليها وعناصرها التي تقود في الداخل. هنا لدينا دولة عظمى اقليميا اضطرت للنزول تحت الارض بعد الغزو والتحول الى عمل سري هو الاذكى في تاريخ اي مقاومة مسلحة كما ستكشف الفترات القادمة، وعلى العكس فان الثورة الفلسطينية تم اصطيادها تحت شعار الدولة ومؤسسات الدولة قبل التحرير الكامل!
ان الدرس العظيم للثورة العراقية المسلحة الذي يجب العمل بموجبه هو ان الثورة هي، اولا وقبل كل شيء، عمل سري تام السرية ونشاط اشباح تراهم ولا تراهم، وعبقرية مخابرات تلمس وجودها لكنك لاتستطيع اثباته، وهذا مانريده من الثورة الفلسطينية الجديدة والمتجددة التي ولدت في غزة الان، ثورة تشمل اجزاء فلسطين التي احتلت عام 1948 والضفة والقطاع، تقودها عناصر جديدة غير معروفة، وتعتمد السرية المطلقة في عملها ولا تتخلى عنها حتى اذا حققت تقدما كبيرا وفرضت نفسها مجددا. ان اصطياد الثورة الاولى بدأ في السبعينيات في بيروت من خلال رموزها العلنية وهذا ما يجب ان لا يتكرر. النصر بالبندقية ولكنه ايضا مشروط باعتماد البندقية على المعرفة الدقيقة استخباريا.
ونؤكد ونعيد التنبيه الى انه ليس صحيحا ان الثورة الجديدة ستكون انطلاقتها بسهولة انطلاق فتح في الثورة السابقة في منتصف السبعينيات بل ستكون اصعب بالتاكيد، لكن هذه الصعوبة اسهل بكثير وبالتاكيد ايضا من حالة فلسطين وابناء فلسطين الان، انظروا لاطفالنا في غزة وحللوا معنى غلق المعابر، ولكن يجب ان لا نهمل حقيقة ان هذه الثورة قد انطلقت او استانفت من غزة، لذلك فنحن لسنا بصدد الدعوة للاعداد للثورة بل اننا ننبه لوجودها الفاعل الان.
السرية التامة والتحالف مع المقاومة العراقية هما كلمتا السر في تحرير العراق وفلسطين، لا انتصار في فلسطين من دون التحالف بين بين المقاومتين. لنبدأ من جراح غزة العميقة مسيرة التلاحم والتحالف في غزة المقاومة ببسالة بين المقاومين الفلسطينيين خصوصا ابطال حماس وفتح والجبهة الشعبية، الذين يصنعون خيارا جديدا لفلسطين والامة العربية، ولنجعل من تحالف الجبهة الفلسطينية الموحدة مع المقاومة العراقية تحت قدسية الميثاق الوطني الفلسطيني الاصلي والاصيل الخطوة الحاسمة لتحرير الامة العربية كلها ولاقامة هدفنا الاعظم الوحدة العربية.
من (هو) فرسنا؟ ومن هو صاحبه؟ (الفرس) الاصيل في التراث العربي رمز من رموز الفروسية والعز، وفرسنا العربي الاصيل هو قضية فلسطين، والتي تتعرض للتنغيل منذ مشروع روجرز، وراينا بغالا كثيرة، ولدت من زواج متعة صهيوني، لتحاول الحلول محل شهداء الثورة الفلسطينية، لذلك فان صاحب الفرس (الطليعة القومية)، وهو فارس بلا ادنى شك، مسؤول عن حماية اصالة الفرس وكامل مواصفاته العربية وللقتال ببسالة وبلا اي ضعف لمنع تنغيل سلالة فرسنا، لان العالم كل العالم يعرف ان اغلى فرس وانقى فرس وافضل فرس هو (الفرس) العربي. لذلك لا مفر من ان نربط فرسنا (قضيتنا) في مكانه الطبيعي الذي يحدده صاحبه الذي وضع أسس الميثاق الوطني الفلسطيني منذ مطلع القرن العشرين مع بدء الهجرة الصهيونية الى فلسطين، والا فاننا سنفقد الفرس الى الابد وسنجد امامنا فيالق من الحيوانات المنغلة وفي مقدمتها البغال، وسوف نضطر لحمل البغال على ظهورنا الى الابد بدل ان نركبها نحن، اذا لم نعد للبندقية في فلسطين.
لا تحرر بدون بدون البندقية وقدسيتها.
لا كرامة في فلسطين والشتات بلا البندقية الفلسطينية.
لا شرعية الا بالالتزام الكامل والواضح بتحرير فلسطين، كل فلسطين، من البحر الى النهر ومن النهر الى البحر، ولا مكان لكيان اخر بين النهر والبحر غير الكيان الوطني الفلسطيني.
لتعش البندقية الفلسطينية وتوأمها البندقية العراقية رمزا لشرفنا وكرامتنا ووجودنا وحريتنا وحقوقنا الثابتة في الارض والسيادة والثروة.
المجد كل المجد للبندقية والشرف كل الشرف للاصابع التي تضغط على زنادها المقدس.
15/1/2009
Salahalmukhtar@gmail.com

تعليق علي تحليل العميد الركن صفوت الزيات في قناة الجزيرة من اللواء الركن/خالد حاتم الهاشمي قائد الفرقة الميكانيكية 51 قيادة قوات سارية الجبل في البصره


(شبكة البصرة
مع اعتزازنا وتقديرتنا العالي بصمود الابطال في غزة والذين يتصدون الى جيش الغزاه الصهيوني... اريد ان اذكر بأن الهجوم البربري على غزة هو حلقة ضمن مسلسل يستهدف التيار المقاوم في الامة العربية مع الفارق بالقدرات والامكانيات والاهداف هنا وهناك. ان المخطط الصهيوني/الامريكي/وحلفه البغيض الذي بارك وشجع ودعم الغزو الامريكي للعراق واستهدف قدراته وقيادته المقاومة ذات القرار السيادي ممثلة بالرئيس الشهيد صدام حسين (رحمه الله) هو ذاته الذي استهدف المقاومة في لبنان ويستهدف اليوم المقاومة في غزة لكي يكون التيار الاستسلامي الانبطاحي امام هجمات الامريكان والصهاينة ومشاريع التطبيع والاستسلام هو السائد في هذه الامة.
ولكن ظهر على شاشة الجزيرة الاخ (العميد الركن/صفوت الزيات) من مصر وهو من المحللين العسكريين المتباعين للأحداث والذين يمتلكون معلومات تؤهله لذلك، ظهر وهو يحلل ويقارن بين مايحدث اليوم في غزة ذاكراً بان الفرقتيين الصهيونيتن التي تهاجم غزة ولحد الان لم تقتحهما مع ماحدث في العراق حسب وصفه ان فرقتين امريكيتين احتلت العراق.. او بغداد في 2003 فان الغاية للجيش الصهيوني واضحة هو تدمير قدرات المقاومة الفلسطينية في غزة وليس من صالحه ان يدخل المدن الفلسطينية في القطاع والتي تبلغ الكثافة السكانية لها (26) الف مواطن لكل كيلو متر مربع في القطاع وتنتظره قوات المقاومة الباسله بمختلف فصائلها وتدريبها الاساسي هو القتال في المدن.
فهو يعرف ان دخوله سيكبده الخسائر الفادحه...

وهنا وللتاريخ اقول ان الزيات لم يكن مصيباً في هذه المقارنه ذكر حجم القوات الغازية بشكل مغاير وان كان لا يعرف وتحدث فتلك مصيبة وان كان يعرف وتحدث بهذا الشكل فالمصيبه اعظم ان حجم القوات التي غزت العراق هي ليس فرقتين ايها الاخ من مصر العروبه..
قوام القوات الغازية وكما يعرفها القادة العسكريين الذين تصدوا لها وباعتباري اول قائد اشتبكت بتشكيلاته هذه القوات التي كثير من المتحدثين يتعمد لتحجيمها وتزييفها لاسباب ودوافع عديده وسأذكرها من باب عرض الحقائق التاريخية بان حجم القوات الغازية التي غزت ودخلت العراق هي كما في ادناه :
القوات الامريكية وتتالف :
- فرقه مشاه البحرية الامريكية الاولى.
- فرقه مشاه البحرية الامريكية الثانية.
- فرقة المشاه الميكانيكية الثالثة.
- فرقة الفرسان المدرعة الاولى.
- فرقة 101 المحمولة جواً
- فرقة 82 المحموله جواً.
- فرقة المشاه الرابعة مع قوات متجحفله معها قوامها بحدود 60 الف امريكي محملين بـ 35 سفينه عقبت القوات الغازية عن طريق الكويت.
- اضافة الى القوات الخاصة التي انطلقت من الغرب (الاردن).
- ولواء الصوله الجوية 173
- ولواء الصوله الجوية 194 والتي تم انزالها في شمال العراق في مطاري حرير في اربيل ومطار طاسلوجه في سليمانية مع قوات البشمركه البالغة (15) الف من جماعة مسعود البرزاني و(10) الف من جماعة الطلباني اضافة الى مجاميع مليشيات فيلق 9 بدر تم تشكيلها في ايران ودخلت العراق من 5 مناطق.

القوات البريطانية وتتالف :
والتي تتالف من الفرقة الاولى مدرع البريطانية وتتالف من :
- اللواء المدرع السابع.
- الواء الميكانيكي الثالث.
- مشاه البحرية البريطانية بقوام لوائين
- لواء 16 القوات الخاصة البريطانية.
- مجموع القوات البريطانية (40) الف
- لواء الي ميكانيكي استرالي.
- القوات البحرية المؤلفة من الاساطيل التي عدد قطعها البحرية من مختلف دول حلف الناتو والدول الاخرى بلغ 196-200 قطعة بحرية ضمنها
- 6 حاملات طائرات امريكية كل حامله تحمل 75-80 طائرة وفيها 5-8 الف فرد لكل حاملة حسب حجمها.
- زائداً حاملتين للطائرات البريطانية واحده للطائرات الحربية والاخر للطائرات المروحية،

مجموع القوات الغازية 250 الف امريكي + 40 الف بريطاني + 3500 استرالي مع بقية القوات يصبح حجمها (300) الف
مجموعة الطائرات 1200 طائرة
مجموع الهليكوبترات 1450 طائرة
اضافة الى اكثر من 1200 دبابة برامز الامريكية وتشالنجر (المتحدية) البريطانية
وضعف هذا العدد من المدرعات البرادلي والامريكية والوايرير (المقاتلة) البريطانيه
وقصف العراق باكثر من 2650 صاروخ توماهوك
والاف القنابل الموجهة ـ وام القنابل والقنابل الغير تقليديه في معركة مطار صدام وبغداد وحدها وقصفت بالف صاروخ توماهوك بمرحلةالصدمه والترويع او الصدمه والرعب..
ومجموع الغارات الجوية التي لم ينقطع دويها لمدة 21 يوم
بلغ 35000 خمسة وثلاثون الف غاره وعدد الاهداف الت تم قصفها والتي كانت مرفقه بالخطه الامريكية بلغ 4000 اربعة الاف هدف

فاي فرقتين يتكلم عنها الزيات..
لا يجوز المقارنة مطلقاً بهذا الشكل لامن الناحية العسكرية ولا الجغرافية والسياسية
العراق تم مهاجمته من الشمال ومن الجنوب والجنوب الغربي ومن الغرب ومن الشرق وكل جيران العراق ساهموا في غزوه عدا سوريا....؟
استخدمت 9 قاعدة برية للهجوم على العراق 7 منها عربية 2 اسلامية 15 قاعدة جوية ضمن مسرح العمليات اكثر من 12 منها عربية...
كان يجب ان تكون مقارنة الاخ الزيات بالشكل التالي ان امريكا الطاغوت وحلفها الصهيوني الصفوي وبعد كل الذي حدث لم يستطيعو البقاء في العراق ويبحثون عن استراتيجة الهروب والتي تحفظ لهم ماء الوجه ان كان لديهم... لقد هزم المشروع الامريكي على ايد المقاومة العراقية الباسلة مع التقدير لكل المجاهدين العرب والمسلمين الداعمين لها..
المقاومة العراقية التي تقارب الان 40 جيش ومنظمة مقاومة كبدت الامريكان خسائر فادحة بالارواح والمعدات هذه هي المقارنة الصحيحة فليس المطلوب من محلل لكي يمتدح صمود غزة يحرف التاريخ ويشوه صوره الرائعة التي جسدها العراق في منازلته لحلف الباطل وستنتصر المقاومة الفلسطينة الباسلة على المشروع الصهيوني واذكر الاخ الزيات بان كل قدرات الامة مجتمعة ضمنها مصر في حروبها مع الكيان الصهيوني (1948- 1967- 1973) والذي لا يعادل 20% من قدرات امريكا وبريطانيا كان العرب يقاتلون 6 ايام وينتصر الكيان الصهيوني ويخسر العرب.. ارضا بحجم ارض العراق...
فالعراق صمد 13 عام بوجه الحصار الظالم والذي خلاله كان يقصف يوميا وتصدى لاربعة هجمات في ولاية كلينتون عام (1992 - 1993 -1996 1998م) هجمات الرجعات الاربعة وصمد امام الهجمة الاخيره (21) يوما وتحول الى مقاومة ومضى 6 سنوات وهو يقاوم وضحى بمليون ومئتين الف شهيد ضمنهم 120 الف من مناضلي حزب البعث العربي الاشتراكي...

لذا اطلب من الاخ الزيات ان يعدل في تحليه بتحليل لاحق يتطرق الى الحقائق التي ذكرتها وانا على استعداد للمناظره معه... وفي الختام احيي كل الابطال في فصائل المقاومة الفلسطينية الباسله في قطاع غزة واقبل جبين كل مجاهد بهم والرحمة للشهداء البرره اللذين سقطوا صرعى على مذبح الحرية... وادعو الله ان يتوحد الاخوة في فلسطين التيار المجاهد والتيار المفاوض لان سلاحهم الاقوى هو وحدتهم امام الهجمة الصهيونية الى ان تتحسن الظروف التي تمربها الامة بعد تدمير اهم قيادة وقوة اقلمية في مساندة القضية الفلسطينية واقصد العراق بعد غزوه واحتلاله وتحيه للمقاومة لعراقية الباسله بكل تياراتها القومية والاسلامية والوطنية والتي اثخنت جراح الغزاة الامريكان منذ بداية الهجمة الصهوينية على شعبنا في غزه

انا في ردي هذا لا اريدان ادخل في سجال لا مع الزيات ولاغيره ولكن يجب ان نرد ونوضح الحقائق للجمهور المشاهد والمستمع والقارئ... الذي بسب دكتاتورية الاعلام غيبت عنه الحقيقة.

والله من ورا القصد
تعليق رابطة عراق الاحرار
لقد حاول الكثير توجيه الانظار الى أن الجيش العراقي وعلى رأسه الشهيد صدام حسين لم يقاتل في معركته المصيرية ضد قوى الظلام العالمي المتمثل بثالوث الشر الامريكي الصهيوني الايراني،وهي محاولة تندرج ضمن محاولات الطابور الخامس للنيل من قدرة العراق وقوته التي عرفها العدو قبل الصديق.
من بديهيات القول بان الحرب على العراق لم تبدأ بالهجوم البري الربري في 2003 بل بدأت منذ بداية الحرب العراقية الايرانية وبمباركة امريكية لتحييد دور الجيش العراقي واضعافه وابعاده عن الدور القيادي للامة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، واستمرت هذه الحرب لتدخل منحى آخر في العام تسعين في حرب الخليج ثم الهجوم الجوي الوحشي على العراق وبالاخص على قطعات الجيش العراقي المنسحب من الكويت ثم اعبتها لهجومات المتقطعة الجوية على العراق وصولا الى فرض الحصار الظالم على شعب العراق والذي عانت منه كل مرافق الحياة في العراق حتى عام 2003 والذي يركز عليه فاقدوا البصر والبصيرة وكأن الجيش العراقي لم يخض كل هذه التجارب المريرة والتي حاول فيها اعداء العراق انهاكه بشتى السبل للوصول الى غاية احتلاله دون خسائر بشرية على حساب معاناة الشعب العراقي .
ان من يذكر واقعة الاحتلال في اليوم المشؤوم في نيسان 2003 ويبني عليها دون الرجوع الى ماسبقه من تلك الاحداث لايمكنه ان يتصور او يصدق القتال الملحمي في ام قصر ثم البصرة والعمارة والناصرية وصولا الى الكوت والحلة والتي استمرت ستة عشر يوما ثم ملحمة المطار الشهيرة التي واجه فيها الجيش العراقي اقوى جيوش العالم مجتمعة بعدها وعديدها وباسلحتها التدميرية وبالطابور الخامس الذي باع شرفه وانبطح تحت البسطال الامريكي لينخر في جسد هذا الجيش العريق من خلال عملهم كأدلاء للطائرات الغازية التي من خلالهم كانت تستمكن من مواقع القطعات المتحركة تلك الفترة متناسين انهم يقتلون اخوتهم وابناء عمومتهم وقبل كل شئ انهم حماة الوطن الذين نتباهى بهم بين الشعوب .
لربما هنالك من يحمل هذا الطرف او ذاك اللوم كاملا على ما جرى وحقيقة الامر ان المخطط المرسوم لجر العراق الى كل تلك الحروب لايمكن الا ان ينفذ شئنا أم أبينا ،بحربنا مع ايران او بدونها ،بدخولنا الى الكويت أو لم ندخل، بقبول الرئيس الشهيد بشروط امير قطر او برفضه ، كل هذا لايمكن الا ان تكون مؤامرة مدروسة ومعمقة من قوى الظلام وبمشاركة فعالة من البعض العميل من الشعب العراقي وبمساعدة استراتيجية ولوجستية من الاخوان الحكام العرب الذين بالرغم من اكتشافهم للعبة الامريكية الصهيونية الصفوية الا انهم مستمرون فيها خوفا على مقاعدهم الرئاسية التي اوصلتهم الى الحضيض بطريق مفروش بالذهب.
أما واليوم وقتال المقاومة على اشده مع المحتلين في العراق وفلسطين فانهم يُسقِطون كل هؤلاء الامعات ابواق المحتل في شر اعمالهم ليكشفوا وجوها كالحة سوداء من شدة العمالة وخاصة هؤلاء المتحدثين اللبقين في الفضائيات والذين يرون الحق باطلا والعكس صحيح ، فقد بانت سوءات المتشدقين بالديموقراطية الامريكية الذين وجدوا انفسهم عاجزين حتى عن استنكارهم لأسرائيل ليرموا باللائمة على حماس وقبلها المقاومة العراقية البطلة، فالبوق واحد والذي ينفخ في البوق واحد والمقاومة واحدة وان تعددت الاسماء.
اللهم عليك باعداء الاسلام اينما وجدوا
اللهم زلزل الارض تحت اقدامهم
اللهم انصر المقاومة في العراق وفلسطين
عاشت فلسطين حرة ابية
وليخسأ الخاسئون

الخميس، يناير 15، 2009

خطابَيِّ الرفيق المجاهد عزَّة إبراهيم... الرسائل والانتقادات!



الجزء الاول
شبكة البصرة
سعد داود قرياقوس
ندرك بأنَّ ثمَّة من يستحيل إقناعهم بجدوى أيَّة خطوة يخطوها حزب البعث العربي الاشتراكي وقيادته، ويصعب عليهم قبول ما يصدر عن الحزب من قرارات ومواقف بصرف النظر عن نوعيتها أو صوابها وأهمَّيتها. فهذه الفئة، للأسف معبَّئة ومهيَّأة نفسيًّا للرفض التلقائي لكلِّ ما قد يصدر عن الحزب دون منح الحزب وأنفسهم فرصة التعامل الخلقي والتقييم الموضوعي للموقف أو القرار.
كما ندرك حقيقة وجود تجمُّعات لا يتجاوز رأسمالها السياسي معاداة الحزب وقيادته ومعارضة سياساته. فأصحاب هذه التجمُّعات يستمدِّون شرعيَّة وجودهم من المجاهرة بمواقفهم المعادية للحزب، والمزايدة على مواقفه. وندرك أيضًا وجود من ينفي دور الحزب ومقاومته في التصدِّي لمشروع الاحتلال ودحره، لا بل يلغي دوره التاريخي وإنجازاته الوطنيَّة والقوميَّة. وجود مثل هذه المواقف السلبيَّة حالة طبيعيَّة لا تثير القلق، فما من حركة استقطبت كلَّ الآراء، وحازت التأييد المطلق. وما من حزب استقطب برنامجه جماهير شعبه قاطبة.
دوافع هذه المواقف السلبيَّة من الحزب ودوره الوطني والقومي، بعيدًا عن تسقيط الآخرين وتحجيمهم، قديمة ومشخَّصة، ويسهل إرجاع أسبابها إلى عوامل متعددِّة لعلَّ أهمُّها: عدم القدرة على التخلُّص من تأثيرات الصراع السلبي بين القوى السياسيَّة العراقيَّة خلال العقود الخمسة الماضية، والانغلاق الفكري، و ضعف الإدارة السياسيَّة، وغياب النهج الاستراتيجي، والعجز عن التعامل مع تطوُّر مراحل الصراع وإدراك المتغيِّرات السياسيَّة، وقصورٌ في فهم ضرورات المرحلة الوطنية، وتأثير الإعلام المعادي للعراق والحزب. بالإضافة إلي القراءة الخاطئة وغير الموضوعيَّة لخطاب الحزب السياسي، والنرجسيَّة وحمَّى البروز والنجوميَّة. وللأسف، عوامل تعود إلي ترسُّبات عنصريَّة ونزعات طائفيَّة مغلفَّة بشعارات سياسيَّة وتعصُّب سياسي وعقائدي.
بصرف النظر عن خطأ تلك المواقف أو صوابها أو دوافعها، فإنَّ لأصحابها الحقَّ في تحديد مواقفهم الشخصيَّة أو الحزبيَّة من قيادة حزب البعث وقراراتها. ولهم حقُّ تقييم الحزب ودوره الوطني وفقًا لمعاييرهم ورؤاهم. نعم، من حقِّ الجميع تبنِّي المواقف المنسجمة مع قناعاتهم الشخصيَّة، أو تلك التي تتطابق مع حساباتهم السياسيَّة. لكن معارضة سياسات الحزب ومناقشة برامجه وبياناته و مواقفه شيء، وتزيف الوقائع وتحريف الحقائق واختلاق الأحداث وتوجيه الاتِّهامات الكاذبة والرخيصة شيء آخر.
وإذا كان بالإمكان تشخيص دوافع الطارئين على الحركة السياسيَّة العراقيَّة، وتفسير هوس الكتًَّاب الهامشيِّين الباحثين عن رصيد ومكانةٍ سياسيَّة بصرف النظر عن مستوى الوسيلة الأخلاقي، فكيف يمكن تعليل نهج مَن يقدِّمون أنفسهم بديلاً سياسيًّا متطوِّرًا، وخيارًا وطنيًّا متميِّزًا في برنامجه ونهجه وسياقاته؟
نورد أدناه نصِّ تعليق موقع "البديل العراقي" المعبِّرعن موقف التيَّار السياسي الذي يتزعَّمه السيِّد عبد الأمير الركابي، الذي استُهلَّ به خطاب المجاهد عزَّة إبراهيم، كانموذج للتحريف الإعلامي والابتعاد عن التقييم الموضوعي واللجوء الى اساليب مدانة اخلاقيا في التهجم على مناضلين معروفين، تاركين للقرَّاء الكرام تشخيص دوافع الموقع وإدارته وأصحابه ومستواهم الاخلاقي، مع الرجاء البحث عن عبارة : "المستقر" في نصِّ خطاب المجاهد عزَّة إبراهيم، حيث تم إحلال عبارة المستقر بدلا عن عبارة المستقل، علمًا بأنَّ هذه ليست المرَّة الأولى التي تقدم فيها إدارة الموقع المذكور على تحريف العناوين وتزييف مضمون الأخبار المتعلِّقة بحزب البعث ومقاومته.

تعليق "البديل":
"لقد بلغت مساومات عزَّة الدوري وعروضه المغرية للمحتلِّين "في طور أوباما خصوصًا" وبهدف استعادة سلطة القتل والقمع درجة الابتذال حقًّا ممَّا لا يستدعي التعليق المسهب.
الجديد الوحيد ربَّما في عرض عزَّة الدوري الجديد - ومعذرة للتكرار- هو أنَّه يريد من أوباما أن يسلِّمه العراق بشرط أن يكون مستقرًّا لكي يقيم معه أفضل العلاقات الاستراتيجيَّة فورًا، وفي هذا اعتراف من الدوري بعدم قدرته هو وملاينه العشرة في مقاومته - الحسبة على ذمَّة الحرامي صلاح المختار - على السيطرة على العراق وشعبه بعد اليوم، ولذلك اشترط أن يكون العراق قبل التسليم مستقرًّا وهادئًا وحبَّابًا (حار ومكسب ورخيص).. ههههه يا ذكي يا عزَّة الدوري، إذا كان أوباما قادرًا على جعل العراق مستقرًّا فلماذا ينسحب منه ويسلِّمه لأمثالك؟ إنَّه سؤال على قَدْ عقليَّتك التي أنتجت هذا العرض التجاري وهذه المساومة المضحكة. ومِشِّ بوزك كما مَشَّى عملاء الاحتلال الطائفيُّون السنَّة والشيعة والأكراد أبوازهم أو يكادون، فالعراق المتحرِّر من الاحتلال ومن دكتاتوريَّتكم البغيضة لشعبه الحرِّ فقط، لا غير."

الهدف من هذه المساهمة يكمن في تقديم قراءة موضوعيَّة لخطابي المجاهد عزَّة إبراهيم، وعرضًا تحليليًّا موجزًا لما أثاره من ردود أفعال ومواقف، بالإضافة إلى مناقشة ما وُجِّه للخطابين من انتقادات. لكن قبل عرض الخطاب الأوَّل وتأثيره، وَ مناقشة منتقديه، أرى من الضروري تثبيت عدد من الملاحظات. دون أن نبخس منتقدي الخطابين حقوقهم. لا بدَّ من الإشارة إلى ضآلة حجم الردود السلبيَّة مقايسة بحجم الردود الإيجابيَّة، والترحيب الواسع في الرسائل و المواقف الواردة في الخطابين. هذا لا يعني عدم وجود تحفُّظات على بعض فقرات الخطابين، قدَّمها أصدقاء رفاق من التنظيمات السياسيَّة المقاومة للاحتلال. الملاحظ أيضًا أنَّ أكثر الردود مغالاة في سلبيَّتها وفقدان موضوعيَّتها، صدرت عن تجمُّعات سياسيَّة لا حضور لها في ميدان الصراع داخل الوطن، وذات ادوار تكاد تكون معدومة في الصراع الأساس مع العدوِّ المحتل، ويقتصر دورها على مساهمات إعلاميَّة خارج القطر يتناسب عكسًا مع حجم ضجيجها. كما و يلاحظ عدم صدور أيَّة مواقف سلبيَّة عن فصائل المقاومة الأساسيَّة على مضمون الخطابين.

الخطاب الأوَّل للمجاهد عزَّة إبراهيم:
وجَّه الرفيق المجاهد عزَّة إبراهيم، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي خطابًا تاريخيًّا تضمن جملة مواقف تعبويَّة ورسائل سياسيَّة مهمَّة، منها رسالة واضحة المعنى والهدف للإدارة الأمريكيَّة ورئيسها مجرم الحرب جورج بوش، بالإضافة إلى توجيه دعوات محدَّدة لمقاتلي الحزب والمقاومة وتوجيهات ميدانيَّة مهمَّة. كما أكَّد الأمين العام في خطابه المواقف مبدئيَّة والراسخة للحزب من المقاومة والتحرير.
أثار الخطاب، كما سبق وأسلفنا جملة ردود أفعال بعضها إيجابيَّة وغيرها سلبيَّة. ما يهمنا هنا استعراض السلبيَّة منها والردُّ عليها. غالبيَّة ما وجِّه من نقد، تركَّزعلى جانبين فقط من الخطاب، وأهمل الجوانب الأخرى مع أهمِّيَّتها. ركَّز المنتقدون أولاً على صيغة التخاطب التي استخدمها المجاهد عزَّة إبراهيم في رسالته إلى المجرم جورج بوش، وثانياً على دعوته المقاومين إلى عدم تعميم التعرُّض إلى جميع منتسبي "أجهزة السلطة،ممَّا يسمَّى "الجيش والشرطة والصحوات والإدارة"، وضرورة التفريق بين مؤسَّسات الاحتلال ورموزه وعملائه وبين المواطنين المنخرطين في تلك المؤسَّسات المذكورة. المؤسف، أنَّ جلَّ ما وجِّه إلى الخطاب من انتقادات، اتَّسمت بالانتقائيَّة في اختيار المفردات، واقتطاع الجمل والفقرات من سياقها، وتحريف المعنى وتشويه الغرض وغياب كامل للموضوعيَّة.
لنتوقَّف أوَّلاً أمام موضوع الصيغ التي استخدمها المجاهد عزَّة ابراهيم في مخاطبة المجرم جورج بوش الصغير. لقد فسَّر منتقدو الخطاب بسذاجة وتحامل واضحين استخدام المجاهد عزَّة إبراهيم تسميات: "أيُّها الرئيس، يا سيادة الرئيس، الرئيس بوش"، وفسَّروها تنازلاً غير مبرَّر، ووسيلة للتقرُّب من الإدارة الأمريكيَّة، و من هذا المجرم!

لنتأمَّل هذا المقطع من الخطاب المتضمَّن الرسالة الموجَّهة للمجرم جورج بوش قبل أن نعرِّج على تلك الانتقادات:
· "نحذِّر كلَّ الجهات العربيَّة، وخاصَّة الجامعة العربيَّة وكلَّ الجهات الدوليَّة وخاصَّة الأمم المتَّحدة من التمادي في الانطلاق والمشاركة في مثل هذه المشاريع التي تطبخ، وتُعد في مطابخ المخابرات الأمريكيَّة والصهيونيَّة. ونقول للغزاة أوًّلاً وللرئيس بوش بشكل خاص إنَّ شعب العراق شعب حضاريٌّ إنسانيٌّ ورساليٌّ، فهو من الأوَّل عاش عليها على مدى التاريخ الطويل والأرض منه، وهو من التاريخ الطويل المجيد الذي صنعه، والتاريخ منه، وهو من الأمَّة المجيدة التي جعلها الله سبحانه وتعالى خير أمَّة أخرجت للناس، والأمَّة منه، وهو من الإسلام الرسالي، والإسلام ودينه وحياته ومنه، شعَّ شعاعه إلى الكون، فكيف يتخلَّى هذا الشعب العظيم المجيد عن أرضه التي أشاد عليها أهمَّ الحضارات وعطَّر ترابها بدمائه؟ وكيف يتخلَّى عن تاريخه العريق الطويل العزيز المجيد الذي كتبه بدمائه؟ فكيف يتخلَّى هذا الشعب العظيم المجيد عن أرضه التي أشاد عليها أغنى الحضارات وروَّى ترابها بدماء رجاله؟ وكيف يتخلَّى عن تاريخه العريق الطويل العزيز المجيد الذي كتبه بدماء رجاله؟ وكيف يتخلَّى عن عروبته التي هو جوهرة من جواهرها المصونة؟ وكيف يتخلَّى عن دينه وهويَّته وانتمائه ومبادئه وقيمه؟ فلا تتوهَّم أيَّها الرئيس، ولا تخدع شعبك، فالحقيقة لا يمكن أن تغطَّى بغربال وقد بانت ساطعة كالشمس في الليل وفي النهار. واذكر وتذكَّر واحذر اليوم الذي ستقف فيه مع فرعون وهامان والنمرود ومع هولاكو وجنكيز خان وهتلر وموسوليني أمام القوي العزيز سريع الحساب وشديد العقاب. سيقاتلكم هذا الشعب العظيم مهما امتدَّ الزمن وطال، ومهما كابرتم وتجبرتم ودجلتم. وسيكون بإذن الله ومدده وعونه حسمًا هنا في العراق وعلى أرضه انهيار إمبراطوريَّتكم وبنائها الإمبريالي العالمي. وأقول لك يا سيَّادة الرئيس باسم الشعب العظيم وباسم الأمَّة المجيدة: سيبقى هذا الشعب العراقي العظيم يقاتلكم حتَّى قيام الساعة. فارحل عن بلادنا أيُّها الغازي الباغي. يكفيك ما قتلت وشرَّدت وهجَّرت وخرَّبت ودمَّرت. ويكفيك تجربة أكثر من خمس سنوات من الصراع الملحمي مع شعب الحضارات وجنده جند الرحمان، الأشباح الربانيَّة التي أرعبتكم وأرَّقت نومكم وحطَّمت عنجهيَّتكم وأحلامكم ونواياكم الشرِّيرة. يكفيكم تضليلاً وكذبًا وخداعًا.
· المقاومة الوطنيَّة الباسلة في توسُّع وتصاعد، وسنقاتلكم في الزمن المفتوح ما دام لكم وجود استعماري على أرضنا عسكريًا كان أم سياسيًا أم اقتصاديًا أم أمنيًا. فلا تغرنَّك قوَّتك. كان قبلك قوم عاد هم أشد قوَّة منك حيث قالوا: مَن أشدَّ منَّا قوَّة فجاءهم الجواب من جبَّار السموات والأرض: أَوَلَمْ يَرَوا أَنَّ اللهَ الذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُم قَوَّةً.
· ومن هنا، فإنَّك ترى اليوم قوَّتك بأمِّ عينيك تتهاوى على أرضنا، وقد هرب حلفاؤك وأصدقاؤك ورجالك الواحد تلو الآخر. ولا يغرنَّك مَن يصفِّق لك من العملاء والجواسيس يلهثون وراءك للتصدُّق عليهم من السحت الحرام. فهؤلاء ليس لهم من الأمر شئ. وستذهب وسيذهبون معك جميعًا إلى مزابل التاريخ. عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. واعلم أنَّ الأمر كلَّه بيد شعب العراق المقاتل المقاوم، فلن ينطلي عليه شئ بعد اليوم من خداعكم وتضليلكم. واعلم أيُّها الغازي الباغي بأنَّ هذا الشعب قد بنى أمره على أساس القتال الدائم المتصاعد، هكذا صمَّم شعب العراق وعزم وتوكَّل على الله وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.
· أيُّها الغازي الباغي إنَّ مقاومتنا ليست جيوشًا رسميَّة مجيَّشة حتَّى تجيِّش عليها جيوشك الرسميَّة المتفوِّقة عدَّة وعُددًا فتنتصر عليها اليوم في هذه المدينة وغدًا في تلك، وهي ليست القاعدة التي قدَّمت نفسها لكم على طبق من ذهب لتذبحوها، وهي ليست جيش المهدي الذي أقنعكم كثيرًا، بل أغراكم بأسلوبه المتخلِّف على تصفيته عسكريًا مع احترامي وتقديري وتعزيزي ومحبَّتي لكلِّ مَن يقاتلكم على أرض العراق لتحرير العراق.
· واعلم أيُّها الرئيس أنَّ مقاومتنا هم جند الرحمن لا تراهم عينك، ولا تصل إليهم يدك، مستورون بستر الرحمن الذي لا عين تراه ولا يد تصل إليه، لا أحد يدري غيره جل َّشأنه متى يصلون عليكم وأين يضربونكم، وكيف يقتلون علوجكم ويحطِّمون عجلتكم المتطوِّرة. ووحدهم الذين يقرِّرون المعارك متى وأين وكيف حجمًا ونوعًا واستهدافًا. ولا يقبلون معركة أنتم تخطِّطون لها وتقرِّرونها، فالأرض أرضهم، والشعب شعبهم والوطن وطنهم، والمجتمع مجتمعهم، والزمن كلُّه لهم، فهم المبادرون وهم المبادئون في كلِّ تفاصيل الصراع. يكفيكم تضليلاً وكذبًا وخداعًا، أكثر من خمس سنوات، والمقاومة في نموٍّ وتوسُّع وازدهار. ولولا الأخطاء الاستراتيجيَّة التي ارتكبتها القاعدة لانهار وجودكم في العام الأوَّل من الصراع.
· وأنت سيادة الرئيس أكثر الناس تعرف هذه الحقيقة، كما أدعوك إلى الإعلان الصريح عن عدد قتلاكم وحجم خسائركم والتي سيعلنها الأمريكان أنفسهم في الزمن القريب القادم شئت أم أبيت. فماذا ستقول للشعوب الأمريكيَّة؟ وماذا ستقول لك هذه الشعوب؟"

من الواضح احتواء النص عبارات: "الرئيس، والسيِّد الرئيس" خمسة مرات.و لا شكَّ في أنَّ استخدام مثل هذه التسميات قد سبِّب إزعاجًا للكثير من أبناء شعبنا لما يكنُّوه من كراهية واحتقار لهذا المجرم وإدارته. من المؤكَّد أنَّ الصيغة المستخدمة في الخطاب ليست المفضَّلة لكاتب هذه السطور لمخاطبة وغيره من كتاب المقاومة ومناهضي الاحتلال لمخاطبة هذا المجرم. لكنَّنا نتفهَّم تمامًا السياق الذي استخدمت فيه الصيغة. من الواضح أنَّ كاتب السطور وغيره من الكتَّاب الذين يخاطبون هذا السفَّاح بما يستحقُّه من تسميات، ليسوا في الموقع السياسي والرسمي للمجاهد عزَّة ابراهيم، فهم غير ملزمين بأيَّة قواعد أو اعتبارت في اختيار المفردات باستثناء الالتزام بالقواعد الأخلاقية، ويملكون مرونة وحرِّيَّة في انتقاء التسميات والصيغ. هذه المرونة والحرِّيَّة ليست متاحة للمجاهد عزَّة إبراهيم في موقعه رئيسًا شرعيًّا لجمهوريَّة العراق، وقائدًا عامًّا للقوَّات المسلَّحة، وأمينًا عامًّا لحزب البعث العربي الاشتراكي. هذه المواقع تفرض الالتزام باعتبارات بروتوكوليَّة واستخدام تسميات رسميَّة في بعض السياقات والمناسبات.
الرفيق المجاهد عزَّة إبراهيم إذا سلَّمنا بعدم شرعيَّة الاحتلال ومؤسِّساته العميلة، واستنادًا إلى فقرات القانون الدولي، يبقى الرئيس الشرعي لجمهوريَّة العراق حتَّى تتاح الفرصة لأبناء شعبنا لتحديد قيادته السياسيَّة بعد اندحار الاحتلال، وقيام الدولة العراقيَّة الحرَّة المستقلَّة. ربَّما لا يتَّفق معنا بعض الكتَّاب في هذه الحقيقة القانونيَّة ولا يقبلونها. هذا حقُّهم المشروع، لكن عدم قبولهم لا يلغي شرعيَّة رئاسة المجاهد عزَّة إبراهيم لجمهوريَّة العراق. فعدم شرعيَّة الاحتلال، تعني بالضرورة استمرار شرعيَّة الحكومة الوطنيَّة العراقيَّة القائمة قبل الاحتلال.
هذا الموقع الرسمي، يفرض على المجاهد عزة إبراهيم الالتزام بسياقات محدَّدة بما فيها أسلوب التخاطب مع الأعداء والخصوم حتَّى وإن كانوا مجرمين وقتلة ومحتلِّين. هذا قطعًا ليس تبريرًا، لكنَّها حقيقة قد يصعب على قليلي التجربة السياسيَّة فهمها، لكن بإمكانهم مراجعة تاريخ العلاقات بين الشعوب والحركات السياسيَّة، وسجلِّ الصراعات الدوليَّة وآليَّات حسمها ليدركوا صواب تفسيرنا.
المثير للغرابة والتساؤل أنَّ جميع منتقدي خطاب المجاهد عزَّة إبراهيم لاستخدامه التسميات المشار إليها، اعتبروها محاولة للتقرُّب من الإدارة الأمريكيَّة، وأغفلوا بانتقاء ملفت،الأوصاف والنعوت الأخرى التي ضمَّنها خطابه المذكور على بوش الصغير، كما تغافلوا عن أسلوب التحدِّي الواضح في الخطاب وتأكيده ثوابت الوطن والمقاومة.

تعالوا نستعرض جانبًا ممَّا وجَّهه المجاهد عزَّة إبراهيم للمهزوم بوش من نعوت تليق به، وبعض المواقف الصلبة والمتحدِّية للرئيس الأمريكي وإدارته ومشروعه الخبيث:
· "إنَّ الغزاة البرابرة لن يخرجوا من بلدنا إلاَّ بالقوَّة القاهرة ٍالتي تجبرهم على الخروج حينما تصبح خسائرهم على أرض العراق أكبر من أطماعهم ونواياهم الشرِّيرة. وعندما يصبح وجودهم في بلدنا يهدِّد كيانهم الإمبريالي العالمي برمَّته. وإنَّكم تعلمون علم اليقين أنَّ هذا الأمر لن يتحقَّق إلاَّ بالمقاومة المسلَّحة المتصاعدة الدائمة ما دام لهذا الغازي المحتلِّ وجود على أرض العراق، حتَّى يخرج آخر جندي غازٍ بدون قيد أو شرط مع كلِّ ثوابت الوطن الأخرى وحقوقه."
· "ونحن شعب العراق المقاوم صاحب الحقِّ والقضيَّة نعلمكم جميعًا أنَّ جميع المشاريع التي تدبَّر وتطرح داخل العراق أو خارجه، التي لا تعترف بالمقاومة المسلَّحة الممثِّل الشرعي لشعب العراق، ولا تدعمها على هذا الأساس للمضيِّ في القتال، قتال العدو حتَّى التحرير الشامل والكامل من كلِّ أشكال الاستعمار والسيطرة والاستغلال والابتزاز."
· "سيقاتلكم هذا الشعب العظيم مهما امتدَّ الزمن وطال، ومهما كابرتم وتجبرَّتم ودجَّلتم. وسيكون بإذن الله ومدده وعونه حسمًا هنا في العراق، وعلى أرضه انهيار إمبراطوريَّتكم وبنائها الإمبريالي العالمي."
· "سيبقى هذا الشعب العراقي العظيم يقاتلكم حتَّى قيام الساعة. فارحل عن بلادنا أيَّها الغازي الباغي."
· "المقاومة الوطنيَّة الباسلة في توسُّع وتصاعد، وسنقاتلكم في الزمن المفتوح ما دام لكم وجود استعماري على أرضنا عسكريًا كان أم سياسيًّا أم اقتصاديًّا أم أمنيًّا. فلا تغرنَّك قوَّتك."
· "ومن هنا، فإنَّك ترى اليوم قوَّتك بأمِّ عينيك تتهاوى على أرضنا وقد هرب حلفاؤك وأصدقاؤك ورجالك الواحد تلو الآخر. ولا يغرنَّك مَن يصفِّق لك من العملاء والجواسيس يلهثون وراءك للتصدُّق عليهم من السحت الحرام. فهؤلاء ليس لهم من الأمر شئ. وستذهب وسيذهبون معك جميعًا إلى مزابل التاريخ."
· "واعلم أيُّها الغازي الباغي بأنَّ هذا الشعب قد بنى أمره على أساس القتال الدائم المتصاعد، هكذا صمَّم شعب العراق وعزم وتوكَّل على الله، وما النَّصْرُ إلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ العَزِيْزِ الحَكِيْمِ."
· "أيُّها الغازي الباغي إنَّ مقاومتنا ليست جيوشًا رسميَّة مجيَّشة حتَّى تجيِّش عليها جيوشك الرسميَّة."

أين التقرب؟ وأين الموضوعيَّة؟ أين التنازل عن الثوابت؟ وأين محاولات التقرُّب من المجرم بوش وإدارته؟
كيف يمكن تفسير هذه الانتقائيَّة في اختيار العبارات؟ يركِّزون على عبارة الرئيس ويتغاضون عن "أيُّها الغازي الباغي، وسنقاتلكم وسننتصر عليكم." وغيرها من عبارات التحدي والصلابة والإيمان والقوَّة. لن نحاول التغاطي عن معرفتنا بدوافع الانتقائيَّة، لكنَّنا نترك الأمر للقرَّاء الكرام.
النقد الثاني الغير موضوعي الموجِّه للخطاب، ركَّز على الدعوة التي وجَّهها الرفيق عزَّة إبراهيم لمجاهدي المقاومة مطالبًا إيَّاهم التمييز بين الخونة والعملاء من رموز الاحتلال وسماسرته، وبين المواطنين المنتمين لأجهزة السلطة، ممَّا يسمَّى "الجيش والشرطة والصحوات والإدارة"، الذين دفعتهم مفاعيل الاحتلال وانهيار الأمن وسيادة العنف والقتل، وإرهاب العصابات الطائفيَّة، ونهج بعض الفرق المتطرِّفة المحسوبة على المقاومة، والعوامل الاقتصاديَّة، إلى الانخراط في تشكيلات الجيش والأمن العام و"الصحوات" الخيانيَّة بالإضافة إلى أجهزة الإدارة المركزيَّة والمحلِّيَّة.

لنتوقَّف أمام فقرة الخطاب المتعلقة بالدعوة الموجه إلي المقاومين :
· "كما أدعو كلِّ فصائل الجهاد بكلِّ انتمائاتهم ومشاربهم أن يتوحَّدوا ويتوخُّوا في عمليَّاتهم المحتلَّ أوَّلاً، فهو رأس الأفعى. ثمَّ عملاءه المكشوفين، رموز السلطة العميلة وعناوين الخيانة الكبيرة. وأن لا يقاتلوا دون ذلك أحدًا إلاَّ مَن يقاتلهم. ولا يخلطون بين الخونة والعملاء وبين أجهزة السلطة، ممَّا يسمَّى بالجيش والشرطة والصحوات والإدارة، فهؤلاء جميعهم مع الشعب ومع مقاومته الباسلة. لقد اضطرتهم الحاجة والعوز للذهاب إلى هذه الأجهزة. فقاتِلوا رموز العمالة والخيانة، الذين أوغلوا في الجريمة الكبرى مع الاحتلال لبلدهم وقتلاً وتشريدًا لشعبهم. ولا تقاتلوا إلاَّ مَن يقاتلكم. وَقَاتِلُوا فِي سَبِيْلِ اللهِ الذِيْنَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ المُعْتَدِيْنَ. صدق الله العظيم.
· "فإلى مزيد من التصعيد لضرب العدو في كلِّ مكان، وعلى امتداد الزمن ليكون هذا العام هو منطلقنا للحسم النهائي للنصر العظيم بإذن الله وبقوَّته الطويلة في تدمير العدو وتحرير الوطن."
فحوى الدعوة واضحة لا لبس فيها. فالمجاهد عزَّة إبراهيم يحذِّر المقاومين أوَّلاً من مغبَّة الانجرار إلى معارك جانبيَّة، ويدعوهم إلى عدم استهداف مَن لا يتعرَّض لهم من أجل المحافظة على الجهد المقاوم، وضرورة التركيز على المفاصل الأساسيَّة والرموز الكبيرة للاحتلال وعملائه.
ثانيًا، مطالبته المجاهدين للتمييز بين مؤسَّسات الحكومة العميلة وأفرادها، وتجنُّب الاستهداف العام والعشوائي للمواطنين الذين دفعتهم مفاعيل كارثة الاحتلال إلى الانخراط في أجهزة الحكومة العميلة و "الصحوات" الخيانيَّة.
مع أنَّ تحليل نشوء ظاهرة "الصحوات"، واستعراض العوامل التي قادت إلى تأسيسها وتوسُّعها لا يندرج ضمن مهام هذه المساهمة، إلاَّ أنَّه من الصائب التذكير بأنَّ ظهور هذه التجمُّعات تمَّ بإشراف مباشر من سلطة الاحتلال وعملائها ودعمهم وتمويلهم بهدف خنق المقاومة وتصفيتها، وخلق نطاق عازل بين قوَّات الاحتلال وفصائل المقاومة.
"الصحوات"، بكلِّ تأكيد مؤسَّسة خيانيَّة صُمِّمت لخدمة الأهداف نفسها التي استندت عليها مبرِّرات تأسيس ما يسمَّى بـ "الجيش العراقي" و "قوَّات الأمن العراقيَّة"،.لكن هذه الحقيقة لا تعني إن جميع المنخرطين في المؤسَّسات المذكورة هم خونة للوطن ولقيم الشعب والأمَّة. لا جدال في وجود آلاف المواطنين المؤمنين بوطنهم وشعبهم والمعادين للاحتلال ضمن تلك المؤسَّسات التي دفعهم بطش مؤسَّسات الحكومة العميلة، وإرهاب المؤسَّسات الإيرانيَّة، وهمجيَّة قطبي الاستقطاب الطائفي وقلَّة الوعي والمغريات الماليَّة إلى الانخراط في مؤسَّسات سلطة الاحتلال والحكومة العميلة.
دعوة المجاهد عزَّة إبراهيم دعوة مسؤولة منطلقة من حرص وطني صائب. ربَّما لا يرى صوابها مطلقو دعوات تعميم القتل والحرق والتدمير. إنَّ تجربة شعبنا خلال المرحلة المنصرمة من الاحتلال تؤكِّد أنَّ الغالبية المطلقة من أبناء شعبنا ترفض الاحتلال مؤسَّساته. ولا شكَّ لدينا في أنَّ بين المنخرطين في مؤسَّسات الحكومة العميلة نسبة كبيرة من رافضي الاحتلال وحكومته العميلة. وأنَّ الآلاف منهم ينتهزون الفرصة المناسبة للانقضاض على قوَّات الاحتلال وعصابات الحكومة العميلة.
إنَّ توجيه دعوات تعويم قتل المنتسبين إلى أجهزة الحكومة العميلة و"الصحوات" دعوات أقلَّ ما يكمن وصفها به كونها دعوات غير مسؤولة وتنمُّ عن عقليَّة عاجزة عن إدرك قيمة المواطن العراقي وتضحياته، وتعبِّر عن نقص واضح في قراءة ميدان المواجهة وتطوُّراته.
ما يثير الانتباه، أنَّ مطلقي مثل هذه الدعوات من المحسوبين على الصف الوطني يقفون بشكل مريب مع المجرم الطائفي جلال الصغير وعصاباته، ويشتركون معهم في دعوات تعميم القتل العشوائي والشامل لكلِّ منتسبي "الصحوات"!
ثمَّة أسئلة يتوجَّب على منظِّري تصفية "الصحوات" الشاملة، الاجابة عليها، لا سيَّما أولئك الذين يطلقون دعواتهم من عواصم الرفاهيَّة الأوربيَّة او يتمتعون بجمال الشفق القطبي بعيدًا عن الميدان ومخاطر تكاليفه، ودون اي دور حقيقي لهم مباشر او غير مباشر في مجرى الصراع في العراق : إذا عوَّمنا قتل كلِّ المنتمين إلى "الصحوات" فلماذا لا نعوِّم قتل جميع المنتسبين إلى ما يسمَّى "الجيش العراقي" و "قوَّات الأمن والشرطة" و "قوَّات الحدود" وموظَّفي الأجهزة الحكوميَّة ومنتسبي الحكومات المحليَّة وموظَّفي البلديَّات؟ أين ينتهي حينذاك مسلسل القتل والدمار؟
كما ان هناك سؤالا مهما، لماذا تجاهل هؤلاء دعوات الفصائل الاخرى في المقاومة وهيئات سياسية مناهضة للاحتلال ومعروفة للصحوات للعودة الى الصف الوطني ونشطوا فقط لتزوير مضامين دعوة المجاهد عزة إبراهيم مع كونها دعوات متطابقة؟ ولماذا مجد بعض هؤلاء العمليات البطولية لبعض جنود عراقيين منتسبين لما يسمى بالجيش العراقي لتصديهم جنود الاحتلال اثر اعتدائهم على عراقيات وعراقيين؟
إنَّ المقاومة الوطنيَّة العراقيَّة، المشروع السياسي الوطني لشعب العراق، انبثقت من أجل حماية المواطنين واسترداد كرامتهم المسلوبة، واستعادة السيادة الوطنيَّة، وهي ليست معنيَّة بقتل المواطنين العراقيِّين حتَّى أولئك الذين دفعهم الجهل وقلَّة الوعي والعوز المادي إلى الانخراط في مؤسَّسات الحكومة العميلة و"الصحوات" وغيرها، باستثناء العملاء الكبار ورموز الاحتلال والخونة الذين ساهموا في احتلال العراق واستباحة شعبه. وهذه الحقيقة مرت بها جميع تجارب وكل ثورات التحرر الوطني حيث ميزت قيادة الثورات والمقاومات بين العميل الأصيل والعسكري المضطر للانخراط في المؤسسة العسكرية،فعفت عنهم او ادخلتهم في دورات اعادة تثقيف كما فعلت الصين وكوبا بعد الثورة، ولم تشرّع قتلهم بالجملة او تضطرهم لمواصلة العمل في صفوف من يخدم الاحتلال باصدار حكم مسبق بالاعدام عليهم.
أختم هذا الجزء بالتأكيد على أنَّ ما ورد في خطاب المجاهد عزَّة إبراهيم لا يشكِّل دعمًا لـ "الصحوات" أو تأييدها على الإطلاق، إنَّها دعوة مسؤولة منطلقة من قائد حريص على شعبه ومقاومته، هدفها تحشيد كل من يستطيع ضد الاحتلال وتهيئته ليكون مع المقاومة في لحظات الحسم. وأنَّ كلَّ ما وُجِّه للخطاب من انتقادات واتِّهامات لا يستند على أيِّ مسوِّغ أو أدلَّة، ولكنَّنا نفهم دوافعها وخلفيَّاتها.
يتبع.........

قمم ام قمامة

د. محمد رحال.السويد

وبكل حرية استفردت دولة العصابات الصهيونية بأهل غزة وتناولتهم بكل اشكال التدمير والاجرام , وامام شاشات التلفزيونات , وأشهد ان المناظرالقليلة القادمة مما سمح له بالعبور, قد اثار العالم اجمع وحركه الى درجة ان مجموعات من داخل الكيان الصهيوني تسعى الى تقديم قادة الاجرام الصهيوني الى المحاكم الدولية , ولكن هذا الاجرام والذي حرك ضمائر الصهاينة ,لم يحرك ضمير القادة العرب , والاسبوع الثالث من التدمير الشديد والقتل المتعسف ينال من اطفال غزة ونسائها , اللواتي نشف الحليب في اثدائهن , وتيبست قطرات الدم في عيونهن مما يرونه من قتل وترويع , في الوقت الذي انقسم فيه قادة البط العربي الى اربع مجموعات , وفي منظر من اكثر مناظر الضحك في العالم كله من هؤلاء القادة وكاننا في لقطة تصوير للكاميرا الخفية, هذه القمم التي وصفوها بقمم القممامة او الزبالة , ومع الاعتذار من الزبالة والتي تبدوا لي انها افضل واكثر طهارة ونقاء منهم , والعجيب انها قمم كرتونية لن تقدم ولن تؤخر حتى لو عقدت , والقمة الوحيدة التي تفيد امتنا هي تلك القمة التي يجتمع فيها حكام البط العربي ويعلنون فيها انهم استقالوا , فحينها تكون قمة حقيقية يعود فيها هؤلاء الى رشدهم , وهم مجموعة من المعاقين الذين سلطهم الاستعمار علينا , وسلمهم كل ادوات التعسف والتسلط والظلم , فاستحكموا في رقاب امة تكرههم , ولا يحتاج اي عاقل ليعرف تفاهتهم انهم انقسموا الى اربع مجموعات غير متناغمة , فالمجموعة الاولى وهي التي تريد عقد قمة سريعة , وطرف اخر يدعوا لقمة اقتصادية , وقسم اخر يدعوا الى قمة خليجية وقسم رابع يريد ان يتملص من كل تلك القمم مدعيا العبقرية والعقل , وكل هذا والعالم يتحدث عنهم وبلا خجل , والاعجب انهم يتصرفون كصبية صغار , في عالم يتناقل الشاردة والواردة في وقت يقتل فيه ابناء غزة صبرا , ويمنع النظام العربي عنهم كل انواع الغوث في حين ان كروش النظام العربي تكفي لاطعام امة فتحيتي لهذا النظام العربي المهتريء والذي لن يقدم لهذه الامة الا العار .
د.محمد رحال.السويد
globalrahhal@hotmail.com
تحرير العراق وفلسطين وشنق الحكام العرب الخونة واجب شرعي



بسم الله الرحمن الرحيم

بيان من اتحاد مسلمي السويد حول
بيان علماء الأمة
في مظاهرة اليهود على المسلمين في غزة

اتحاد مسلمي السويد يؤيد ويبارك فتوى السادة العلماء بكل ماجاء في طيها , على ان تتضمن العراق , اسما كما تضمنت غزة اسما , وذلك لتشابه وتطابق الحال , مع تأكيدنا على ان البيان جاء متاخرا , ليقفز فوق محنة ارض الرافدين ويتناسى تواطء دول محيطة واحزاب ارتدت ثوب الدين الحنيف ساهمت في احتلال العراق وما زالت تساهم حتى اليوم في دعم المحتل وادواته وتقديم التسهيلات له من مال ووقود وارض وبحر وجو ومال ومعلومات, كما ويثمن الاتحاد وقفة كل من ساهم وساعد اهل فلسطين ونخص بالذكر نساء العراق المجاهدات.
رئيس الاتحاد
د. محمد رحال.السويد-13-01-2009

kolla in resten av Windows Live™. Inte bara e-post – Windows Live™ är mycket mer än din inkorg. Mer än bara meddelanden

الحكام غسلنا ايدينا منهم... ولكن ماذا عن الشعب العربي؟؟!!


قبل ايام ارسلت صور الام الغزاوية التي استشهدت تحت ابط ابنها والاب الفلسطيني الذي يحمل ابنه الذي بتر وسائل الدمار والحقد الصهيوني ساقه، الى مجموعة من الاصدقاء والمعارف العرب والاجانب، ومنهم صديق الماني من اسرة جرمانية عريقة. اجابني بكلمات مفعمة بالحزن والاسى وقال بانه لايدري كم من الوقت ظل محدقا بهذه الماساة الانسانية وهذا الاجرام الموغل بالبشاعة الى ان ادركت ان دموعي قد جفت في مقلتاي ولم اقوي على المزيد من البكاء. ولكنني، استطرد في رسالته قائلا، أن حكامكم خذلوكم ولكن اين انتم ايها الشعب العربي؟
ومن وحي استفساره كان هذا المقال.
اننا لا نكتب عن دور حكام العرب في مجزرة غزة الصامدة وخذلانهم، لاننا ببساطة متناهية، قد غسلنا ايدينا منهم من زمان. ولن نكتب عن الجامعة العربية ودورها الذليل، لانها تحولت الى جامعة عبرية بامتياز. كما لا نكتب عن منظمة الامم المتحدة، هذه المنظمة التي تأسست لاذلال العرب وباتت مكتبا تابعا للخارجية الامريكية التي تديرها الصهيونية بكفائة عالية. فالأمم المتحدة والقانون الدولي ما كان يوماً رادعاً للعدوان او حامياً او مدافعاً عن الحقوق العربية على امتداد التاريخ الحديث؟ وما غزو واحتلال العراق ببعيد.
ولاكننا في هذه السطور نكتب عن الشعب العربي وغفلتها وصمتها المريب. رغم المظاهرات الخجولة التي طافت بعض العواصم العربية يوم الجمعة الماضية، وقد شاهدنا على شاشاة التلفاز والخجل يغمرنا، كيف تصرف درك مكافحة المواطنين في احدى العواصم العربية !.
ابتدأً نقول نحن لسنا من انصار حماس، ولا من انصار محمود عباس، ولاكننا قلبا وقالبا مع الشعب الفلسطيني ، شعب المقاومة والنضال من اجل استرداد حقه المغتصب ولو كره الحكام والعملاء ورغم انف أنف الصهيونية المجرمة..
نحن في العراق رضعنا حب فلسطين وشعبها مع حليب امهاتنا منذ الصغر فامتزج هذا الحب بمح خلايا جسم كل عراقي غيور.
ان مايتعرض ه اشقائنا في غزة منذ 27 كانون الاول ديسمبر 2008 من قتل وتدمير على ايادي المجرمين الصهاينة يندى له جبين الانسانية،بعد ان سقط خلال هذه الهجمة الوحشية العالم الغربي في اختبار غزة جميع القيم الاخلاقية والانسانية التي ادعت وتدعي بها.
سيصنف التاريخ المتخاذلين في خانة الجبناء الاذلاء. وذلك وسام يستحقونه بامتياز .

الشعب الذي يقاوم الصهيونية المجرمة منذ خمس وسبعين عاما لن يموت، ابدا لن يموت، مهما تأمر الحكام وساوت المنظمات الدولية بين الجلاد والضحية، فراية المقاومة لن تنتكس، واردة شعبنا الفلسطيني لن ينكسر. لقد حاول غزاة كثيرون من قبل احتلال فلسطين ورأس رمحها غزة، وارتكبوا مجازرة بشعة بحقهم، حاصروا مدنهم و جوعوهم ولكنهم انكفؤا على وجوههم خاسئين مهزومين مطرودين يجرون اذيال الفشل، وكذلك سيكون مصير الصهاينة، فان اسرائيل تنحدر الى الزوال بفعل عوامل التاريخ والجغرافية والارادة الحديدية لشعبنا الفلسطيني. ووسيبقى شعبنا الفلسطيني الابي سامقا شامخا كاشجار الزيتون، جذورها تمتد في عمق الارض والتاريخ.
المجازر لم تروع اوتخيف الفلسطينيين، فهذا الشعب الابي جبل على التضحية من اجل كرامته وعزته وحريته،وما مجازر دير ياسين وقانا ومخيم جنين ببعيد.
سينتصر اهلنا في غزة، بعون الله ثم بالارادة الحديدية للمقاومين الابطال، الارادة المفعمة بالايمان العميق بعدالة قضيتهم.
وكما اشرنا انفا، اننا قد غسلنا ايدينا من الحكام ولن ينفع معهم أي شيئ، لقد ماتت ضمائرهم وجفت الدماء والنخوة في عروقهم مخافة فقدان عروشهم.يفسرون مواقفهم المتخاذلة بانها سياسة، الا لهنة الله على هذه السياسة الجائفة. انهم سيجتمعون في الدوحة يوم الجمعة القادم، ولكن ماذا سيقررون؟ هل سيقرورون ارسال جيوشهم لفك اسر غزة واهلها؟ فهذا من سابع المستحيلات، لان هذه الجيوش لم تؤسس للدفاع عن الاوطان ولكن للدفاع عن العروش الخاوية. وفي احسن الاحوال سيصدر قرار مائع لدرجة تزكم، تضيف الى ألامنا وجعا وملحا..
يدعي البعض ان التدخل الايراني وتحريضها لحماس هو السبب فيما الت اليه الاوضاع في غزة!! عجيب أمور غريب قضية، اليس عملاء ايران الاقحاح يحكمون العراق منذ العام 2003 ويحملون جنسيتها وينفذون اجندتها الصفوية الطائفية؟؟!! فلماذا سارعتم الى ارسال سفرائكم الى بغداد المحتلة وتستقبلون العملاء الذين يحملون الجنسية الاايرانية تخطبون ودهم ورضاهم وتفتحون لهم احضانكم الدافئة وتغمرونهم بالهدايا الثمينة والمساعات المادية و السياسية والاقتصادية والتبادل الامني بينكم وبينهم جار على قدم وساق. هل لان الخنفسانة السوداء امرتكم بذلك ومنتعكم من مساندة اشقائكم في غزة. ان العذر اقبح مليون مرة من الذنب.
وبعد هذا نتسائل، ولكن اين هم 300 مليون عربي أويزيد؟ لماذا لم يحملوا العصا أوالقنادر، وذلك اضعف الايمان، يلوحوا بها بوجه حكامهم ويهزوا عروشهم المخضبة بدماء ابنائهم؟ لماذا لم يجلسوا في الشوارع ويغلقوا محلاتهم، يوقفوا مظاهر الحياة في العواصم و المدن والقرى؟ لماذا لم يمتنعوا من الذهاب الى المكاتب والدوائر ويقفوا حركةالموانئ والمطارات، الى ان يستكين الحكام ويستيقظوا من غفوتهم. هل سقتنا الفضائيات مشروب الجبن؟ أم ان اطفال ونساء وشيوخ وشباب غزة من من طينة اخرى غير الطين اللازب؟ هل يتذكر الشعب العربي الشعب الاوكراني كيف وقف اياما بلاليها تحت الثلج وزمهرير الشتاء القارس فيما سمي بالثورة البرتقالية؟ لماذا لايقوم الشعب العربي بثورة عارمة بوجه الطغاة؟ أننا لا نحثهم على حمل السلاح، حتى لانتهم بالارهاب، ولكن نحثهم ان يحملوا بدلا عنها القنادر والعصا، الم يصبح قندرة منتظر الزيدي شعار القرن الواحد والعشرين بدون منازع ضرب بها رئيس وزعيم اقوى وأكبر دولة في العالم؟!!.

أما نحن، الجزء الاخر من الشعب العربي، اعني معشر الكتاب والشعراء والمثقفين، اين نحن من هذا الذي يحدث في غزة العز وفلسطين الجريحة والعراق المحتل المنكوب بالاحتلالات. ،سوى اننا ندبج مقالاتنا واشعارنا بحبر بادر واحيانا فاسد واهلنا في غزة يكتبون التاريخ بالدم الطاهر، فشتان ما بين الحبر والدم. كم كاتب او شاعر او مثقف تطوع ليستشهد على ارض غزة؟ الا ندعي بأننا مسلمون والجهاد في سبيل الله ثم الارض والعرض والوطن والاهل هو استشهاد؟ فلماذا نخاف من الموت اذا كنا سننال الشهادة ؟ هل يتذكر مثقفونا وشعرائنا الشاعر غارسيا لوركا
والكاتب البير كامو؟
نحن معشر الكتاب والشعراء، فليزعل من يزعل،أننا لا نساوي سيرورة حذاء مقاوم بطل في غزة الصامدة و مقاوم صنديد في بلاد الرافدين. فخندق المقاومة ضد الاحتلال واحد وليس خندقان.لان العدو واحد.
الصمود الاسطوري لشعبنا في غزة اذهل حكامنا قبل عدونا الصهيوني المتغطرس ، هذا الصمود النابع من الايمان العميق بعدالة القضية، والايمان الذي لايتزحزح عن مبدأ انتصار الارادة الانسانية المحتوم ضد التجبر والاجرام والعدوان.
غزة لن تسقط ما دام هناك عرق ينبض في شرايين الجنين الفلسطيني،و لن يرفع أهلنا في غزة العزالرايات البيضاء، وسيظل ابناء الجبارين يقاوم هذا العدوان الهمجي بصدور ابنائه العامرة بالايمان وقيم العدالة، ومن يراهن على رضوخه للهوان والذل الصهيوني يرتكب خطأ فادحا. وسيشهد التاريخ ان غزة ستكون مقبرة للغزات الصهاينة كما اصبح عراق الصناديد مقبرة للغزاة الامريكان.انهم رجال الرجال ، ، انهم مشاريع استشهاد من اجل قضيتهم ووجودهم وهويتهم العربية والاسلامية, لا يترددون في التضحية، ولايقبلون العيش في الذل والهوان تحت ظل الاحتلال رغم الخذلان الذي يواجهونه من قبل الحكام والشعب العربي والاسلامي والاقلام المؤجورة والعقول العفنة والاعلام المتحيز.
عذرا يا أهلنا في غزة فنحن في العراق ايضا نكتوي بنار الاحتلال .
لكم من ارض الرافدين المنكوب بالاحتلالات، الف تحية وتحية, تحية اكبار واجلال يا من بيضتم وجه امتكم ودينكم والله ينصركم و يحفظكم.
اللهم احفظ اطفال ونساء وشيوخ غزة.
اللهم انصر ابطال غزة المقاومين الميامين.
اللهم انصر المقاومة العراقية الباسلة.
اللهم اجعل نيران وصواريخ الصهاينة الاوباش بردا وسلاما على اهل غزة.

وجدي أنور مردان
بغداد المحتلة
14.1.22009

الأربعاء، يناير 14، 2009

ليس ذلّنا ولا عجزنا


ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــ
دأبت كثرة من الكتاب العرب ، وعن ضيق أفق أكيد ، على توظّف مفردات مثل : الذل والعجز والإنكسار ، وحتى الجبن ، ملحقا بالعرب .. وفي وقت نفهم فيه ان المقصود من بعض هذه الكتابات هو الحكومات العربية وليس الأمة العربية على دلالات تأريخية قرينها واقع الشارع العربي الذي يؤكد أن العرب ، من خارج حكوماتهم ، ليسوا أذلاّء ولاعاجزين ولامنكسرين ، ولا نبالغ اذا قلنا أننا من أشجع شعوب الأرض على أكثر من موقعة للتأريخ البشري .
ولكن إستعارة عجز الحكومات العربية عن مواجهة تحديات العصر لوصم ( 350 ) مليون عربي ، وربما أكثر ، بعار الذل والعجز والإنكسار فيه تجن كبير، وقصور مؤذ في فهم وظيفة اللغة ، قد يعكس ما يعانيه الكاتب نفسه من إنكسارات شخصية مسقطة على الآخرين ظلما ، اذا كانوا يعنون الأمة العربية حقا بدلا من حكوماتها ، من حيث أن منجزات حركات المقاومة والتحرير العربية ، القديمة والحديثة ، لم تأت قرضا من أمة أخرى وليست إستعارة طارئة من خارج التأريخ .
ولايخفى على المتابع لهذا النمط من الإستعارات اللغوية الملغومة ، المسمومة ، أن بعضا من الكتاب ( العرب ) موظّف أصلا لهذا التلغيم وهذا التسميم لغرض بث ّ روح الهوان والإستسلام والقبول بسياسات الإمر الواقع التي تفرضها دول الغرب منذ عقود على الحكومات العربية ، خاصة في قضيتي احتلال فلسطين والعراق ، ويسحب هؤلاء عجز تلك الحكومات قسرا على أمة لاذنب لها ولا مسؤولية عن هذا العجز والرضوخ المهين لإرادات دول غربية صار همّها الأول أن تشرذم العرب الى أعراب والأمة الى أمم .
مفردات اللغة ، خاصة في وسائل الإعلام بمختلف أشكالها ، متفجرات في الوعي الجمعي العربي ، من مضحكاتها أن مذيعين ومذيعات في قنوات عربية ( !! ) ، لايجيدون الكلام في غير اللهجات المحلية ، وبعضهم جاهل لايفرق حتى بين معنى ( لهجة ) و( لغة ) ، عن تدن واضح في مستوى التعليم وفي مستوى الثقافة العامة ، فضلا عن تدت في مستوى المؤسسة التي يعمل فيها في آن ،، أو أن هذا البعض يتعمد الإبتعاد عن اللغة العربية الفصيحة ، ولو بأبسط مستوى لها ، فيرتكب جريمة حقيقية في تدمير الوعي الجمعي الثقافي لهذه الأمة المبتلاة بمسؤوليها .
آن أن ننتبه لخطورة التلغيم في مفرداتنا ، اليومية ، ومنها على سبيل المثال مفردة خطيرة جدا شاعت مؤخرا : ( شعوب !! ) عربية : هي شعب واحد وفقا لقدر الله الذي شاء لنا أن نولد عربا في العراق أو موريتانيا ، في سوريا أو اليمن والصومال ،، وقد أكرمنا الخالق بلغة غير قابلة للموت صار أساسها الخالد القرآن الكريم ، ومدى صدق أيماننا بالله يعتمد على صدق قبولنا ورضانا بالقدر الذي شاءه لنا الله في قدر الولادة ، ومدى احترام لغتنا كما تحترم الأمم الأخرى لغاتها .
وفي وقت لايختلف فيه عربيان منا ، من خارج طواقم حكوماتنا العربية ، أن رؤى حكوماتنا مع بعضها من جهة ، ومع حكومات غير عربية من جهة أخرى ، محمّلة بالكثير من القصور والتقصير بحق الأمة العربية كوحدة مجتمعية تعيش عالم اليوم المتجه نحو الإتحاد ، فيما تتجه حكوماتنا نحو التفرق ، فإن هذا الواقع الحكومي الرسمي العربي هو الذي أنتج الذل ّ والعجز والإنكسار الحكومي الرسمي ، وليس الشعبي ، الجمهيري ، ومن ثم يتحمل الشق الرسمي الحكومي من الأمة العربية كل هذه العارات التي لايمكن لطخها على جبين مئات الملايين من العرب بدون ذنب .
ويكفي ، في هذا السياق ، أن نذكر دليلين على براءة أمتنا من أي عجز أو أي ذل ّ أمام كل تحديات العصر :
الأول : هو استمرارية المقاومة الفلسطينية منذ عقود ، مرورا بأجيال شتى ، ولم تنكسر يوما ولم تذل ّ .
الثاني : ظهور المقاومة العربية العراقية التي حمت كل دول الشرق الأوسط ، عربية وغير عربية ، من أخطر مشروع صهيوني أمريكي سمّي في حينه ( الشرق الأوسط الكبير ) ، بعد إحتلال العراق ، ولكن هذه المقاومة محته من طاولات البحث والتطبيق ، ومازالت تغير التأريخ حتى في أميركا نفسها .
نعم ! .
هو ليس ذل ّ ولاعار هذه الأمة أن تذل ّ وتنكسر حكوماتها ، ومعظمها منصّب قسرا عليها ، ولكنه ذل ّ وإنكسار من إرتاح للذل ّ والإنكسار ليحمي كرسي حكمه على حساب من لم يذل ّ ولم ينكسر إلا ّ لإرادة الله .
jarraseef@jarraseef.net

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار