بقلم: صباح البغدادي* ::
صك غفران يقدم للإعتراف بحكومة لصوصية منصبة من قبل الاحتلال فاقدة كليآ للشرعية الوطنية العراقية.. فالزيارة الخاطفة والمفاجئة التي قام بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بعد ظهر يوم الاثنين 11 أب 2008 والتي استمرت زهاء بين ثلاث ساعات إلى أربع ساعات فقط لا غير حيث تعبر أسرع زيارة في التاريخ قام بها رئيس دولة لدولة أخرى . هذه الزيارة السريعة العاجلة هي نفس الزيارة التي تم الحديث عنها في مختلف وسائل الإعلام سابقآ , والتي كانت مقررة بداية شهر تموز الماضي , ولكن تم تأجيلها فجأة حيث ذكرت الصحف الأردنية في حينها , أن سبب تأجيل الزيارة كانت " لأسباب أمنية خاصة قد ترافق زيارة العاهل الأردني إلى بغداد..غير أن العاهل الأردني غير رأيه و قرر أن يغادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمناقشة بعض القضايا السياسية العاجلة التي تخص بلديهما بالدرجة الأولى , وأوضاع المنطقة العربية وتطورات المشرق العربي الخاصة وتأثيرها على الساحة الدولية حسب ما تناوله الإعلام الأردني الرسمي في وقتها .نحن نعتقد أن الحقيقة غير الذي ذكره الإعلام , حيث تسربت معلومات أمنية ومخابراتية خاصة في حينها حصلنا عليها شخصيآ في فترة سابقة , من خلال أحاديث ودردشة بعض المسؤولين المهمين من سياسي المنطقة الخضراء في جلسات السمر الخاصة بهم أمام بعض من إفراد حمايتهم ..إضافة إلى وجود تقرير أمني مفصل كان على طاولة أحد نواب المالكي التابع لجلال الطالباني باللغة الكردية والإنكليزية بخصوص الزيارة يفيد صراحة " بأن الملك الأردني يمكن أن يتعرض إلى عملية إغتيال مدبرة ومنظمة في طريقه من مطار بغداد الدولي إلى مقر الحكومة في المنطقة الخضراء أو أثناء تواجده وتنقله في المنطقة الخضراء لغرض اللقاء بعض المسؤولين في الحكومة " حيث كان هناك تخوف واضح وصريح من قبل الجهات الأمنية الأردنية بعد أن تم أخبارهم وأخطارهم بتأجيل هذه الزيارة من قبل المهتمين من أن يكون العاهل الأردني في زيارته بأمان من جميع الأخطار التي من الممكن أن يتعرض لها! وقد تم تقديم التقرير من قبل بعض وحدات أجهزة استخبارات البيشمركة الخاصة في داخل المنطقة الخضراء والتي تتمتع بمزايا خاصة من حيث الأجهزة المتطورة المدربة عليها ويشرف عليها جهاز الموساد الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات الأمريكي حيث يفيد التقرير الأمني ببعض فقراته " من الممكن جدآ أن تقوم أحد الخلايا الخاصة النائمة التي يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني مباشرة في داخل العراق , وبعض عناصر هذه الخلايا الخاصة هم بالأصل يتواجدون في جهاز الحماية الخاص بنوري (المالكي) وعادل عبد المهدي وعبد العزيز ( الحكيم ) وهؤلاء لهم حرية الحركة والتنقل بدون أي إعتراض أو إثارة لأي شبهة حولهم أثناء تحركاتهم!" وتضيف فقرة خاصة مهمة في التقرير " من المرجح أن تكون عملية الاغتيال بواسطة قناص محترف وذلك بإستخادم بندقية مطورة مزودة بكاتم للصوت مزودة بإطلاقات خاصة متفجرة " نحن نعتقد حقيقة بأن الغرض من عملية الاغتيال قد تكون في العمل على عدم وصول المد العربي إلى العراق , والذي يمثل الأردن والمملكة العربية السعودية رأس الرمح فيه إضافة إلى مصر بدرجة أخرى . بعد أن كان العاهل الأردني قد صرح في السابق وحذر بداية عام 2004 " من ظهور محور شيعي أو هلال شيعي في المنطقة العربية يضم كل من إيران والعراق وسوريا ولبنان تسيطر عليه وتسيره بصورة مباشرة نظام الحكم في إيران " وهذا التصريح الذي أثار في حينها موجة من الانتقادات من قبل بعض مسؤولي الحكومة الإحتلالية المنصبة , إضافة إلى تصريحات وزير الخارجية السعودي في حينها , وخصوصآ بأن الخلايا والتنظيمات الخاصة التابعة للحرس الثوري الإيراني إضافة إلى تنظيم القاعدة الإيراني يستهدف أي تواجد عربي يكون له دور محوري مهم في القرار السياسي في بغداد . وذلك من خلال حرية الحركة والمرور ـ لهذه التنظيمات الإرهابية ـ في كافة طرقات وشوارع العاصمة بغداد , من خلال استخدامهم الرسمي لعجلات وسيارات وزارة الداخلية وزارة الدفاع وكذلك حملهم لهويات رسمية معترف بها وغير مزورة وذات مواصفات خاصة بوزارتي الداخلية والدفاع , إضافة إلى العمل الوثيق لهذه التنظيمات مع الجهات الأمنية الخاصة المرتبطة بما تسمى بوزارة الأمن (الوطني) (العراقي)!!وتأتي هذه الزيارة اليوم بعد المشورة و النصيحة السياسية والاقتصادية التي تم تقديمها للعاهل الأردني من قبل المستشارين الخاصين , وبعض الوزراء في الحكومة الأردنية , ومدراء الشركات التجارية الأردنية الكبرى الخاصة والذين لهم ارتباط وثيق الصلة بشراكة تجارية ومشاريع استثمارية كبرى مع بعض الوزراء والنواب ووكلاء الوزراء في الحكومة (العراقية) لغسيل أموالهم التي تم نهبها من خزينة الدولة العراقية , وهذه المشورة السياسية المبطنة من حيث الأهداف والنوايا الحقيقية التي تمكن وراءها بسرعة وجوب حث الملك بهذه الزيارة إلى العراق لغرض أعطاء شرعية واعتراف بها . وكذلك هي رسالة مباشرة تكون موجهة بالدرجة الأساس للحكومات العربية التي ما زالت تتردد كثيرآ لمثل هذه الزيارات التي سوف يحسب عليهم من قبل شعوبهم بإعطاء شرعية عربية مفقودة لمثل هذه الحكومة , وكذلك هي رسالة غير مباشرة للحكومات الغربية بإعطائهم انطباع غير حقيقي ومبهم .إضافة إلى الضغوط التي يتعرض لها بعض الحكام العرب من قبل قوات الاحتلال الإستعمارية الأمريكية في العراق من خلال تقديم توصياتهم وحث سياسي البيت الأبيض ومستشارين الرئيس الأمريكي والجهد الذي تبذله وزيرة الخارجية الأمريكية أثناء زياراتها المتكررة للمنطقة العربية على حث الحكومات العربية بهدف إعادة التمثيل الدبلوماسي , ودعم ما تسمى بالعملية السياسية التي يشرف عليها الاحتلال وفق مصالحه الخاصة , وليس مصالح الشعب العراقي ولغرض موازنة التدخل الإيراني في العراق , وضرب الدول العربية بإيران وجعله واجهة رئيسية بوجه المدفع الطائفي التوسعي الإيراني وتمدده الأخطبوطي في داخل العراق .أما الشعارات الإعلامية الفارغة التي تطلق بين الحين والآخر بواسطة تصريحات بهلوانية من قبل المتحدثين الرسميين والسياسيين لحكومة نوري (المالكي) بأن يجب أن تقوم الدول العربية بفتح سفاراتها الرسمية في العراق وعودة العرب وعدم تركهم للعراق, فهذه اللعبة الأمريكية الخطرة في داخل العراق أصبحت مكشوفة وواضحة لدى الحكام العرب ولن تنطلي عليهم حيل الساحر الأمريكي السياسي بعد اليوم ووقوفه كمتفرج بعهدها . تفيد بعض التسريبات الخاصة بأن الأردن سوف يحصل نتيجة لهذه الزيارة على نفط مجاني عراقي يقدر بخمسين ألف برميل يوميآ كمرحلة أولى , مع كميات كبيرة من النفط سوف يتم تصديره كذلك بأسعار مخفضة جدآ , وكذلك تم طرح فكرة أحياء مشروع مد أنبوب من النفط الخام من الأراضي العراقية إلى المصافي الأردنية ومنه إلى ميناء العقبة من قبل الوفد المرافق للعاهل الأردني .كذلك تم مناقشة مسألة مهمة للغاية وهي عملية تسليم المعارضين الوطنين العراقيين الذين يتواجدون على الأراضي الأردنية من الكتاب والصحفيين والأدباء والناشطين في مجال فضح إرهاب وفساد رموز حكومة نوري ( المالكي ) وتضيق الخناق عليهم بعدم ممارسة مثل تلك الأفعال , وألا في المقابل سوف يتم ترحيلهم إلى بلدهم المحتل , وهناك سوف تجري عملية التصفية الجسدية لهؤلاء بكل سهولة ويسر ..إضافة إلى مطالبتهم بتسليم أهم الرموز الوطنية العراقية وترحيلهم إلى العراق تحت مسمى محاربة ودعم ( الإرهاب ) وخصوصآ منهم الموجودين على القائمة التي كان قد قدمها في فترة سابقة المهرج التلفزيوني موفق ( الربيعي ) مستشار ما يسمى بالأمن ( الوطني ) ( العراقي ) إلى الجهات الأمنية الأردنية والتي تضمنت أدباء ومفكرين والتي لاقت في حينها استهجان واستنكار معظم القوى الوطنية العراقية . على الرغم من عدم اعترافنا ونقدنا لهذه الزيارات التي تعطي للإعلام العربي والدولي شرعية لحكومة فاقدة لكل المعايير الأخلاقية والمهنية والشرعية الوطنية لاعتمادها سياسة المحاصصة الطائفية المذهبية البغيضة كعمل رئيسي لها في إدارة أمور الدولة العراقية , وعدم اهتمامهم بحاجات الشعب العراقي الذي يرزخ تحت فاقة الجوع والمرض والفقر , وعدم توفر ابسط مقومات المعيشية بحلمهم بحياة حرة كريمة وكذلك تمرير صك غفران لأكبر عملية سطو ونهب مالي منظم في التاريخ العراقي والعالمي لتعرض دولة تحت الإحتلال لمصادرة أمواله واختلاسها بهذه الصورة اللصوصية المحترفة الوقحة .نتمنى أن لا تكون هذه الزيارة المفاجئة والخاطفة على حساب العراقيين اللاجئين المتواجدين على الأراضي الأردنية لهروبهم من جحيم ديمقراطيتهم المزعومة , وتضيق الخناق على الذين يريدون السفر ويتخذون من الأردن طريق لسفرهم , ويجب على هؤلاء الذين يدعون حمايتهم وخوفهم على الشعب العراقي أن يتم صرف لهم أقل شيء حصتهم التموينية المنهوبة مفردات بطاقتها أو بأول من قبل رموز فساد وزارة التجارة ( العراقية ) أو حتى أن يتم صرف بدلها حصة من أموال النفط العراقي المليارية المنهوبة , وتقديم المساعدات الطبية العاجلة المجانية للذين يعانون من أمراض مستعصية صعبة العلاج , أو التي يكلف علاجها أموال طائلة ليست في قدرة المواطن العراقي على تحمله لهذه التكاليف العلاجية الباهضة التي تعتبر فوق طاقته المادية . سوف تنكشف بعد أيام السبب الحقيقي وراء هذه الزيارة الخاطفة السريعة التي لم تتعدى سوى أربع ساعات على أكثر تقدير , ولن تخرج في اغلبها عن ما ذكرناه أعلاه في مقالنا , وهي وجهة نظر شخصية تم بناءها على حقائق ملموسة موجودة على أرض منتجع المنطقة الخضراء , ومن خلال تسريبات لمعلومات صحفية من بعض الوطنيين العراقيين لنا ... *سياسي عراقي مستقل باحث في شؤون الإرهاب الدولي للحرس الثوري الإيراني