بعد ذلك التاريخ تم عقد لقاءين غير مباشرين معي ، حول العراق والغزو وأحده كان عندما تم اعتقال رئيس العراق الشرعي رحمه الله ، ولكن لم يتم بث أي منهما ففهمت بأن المجموعة التي تسيطر على الإعلام في فرنسا وضعت اسمي في القائمة الحمراء . ولذا أخذت أرفض تسجيل أي لقاء غير مباشر وطبعا لم أدع إلى أي لقاء مباشر .
ليس هذا فقط ولكن تم محاربة اسمي حتى في اللقاءات الأدبية . انتميت إلى مجموعة من الشعراء والفنانين الفرنسيين عام 1998، التي تقوم بعقد لقاء شهري ، وكنت أقدم ، بصورة خاصة تعريف ببعض الشعراء والشاعرات العرب مع محاولة ترجمة قصيدة أو أكثر لكل منهم .
وفي عام 2006 ، وبعد سفر المسؤول عن إدارة الندوات استلمت مسؤولية إدارة المجموعة علما بأني العربي والأجنبي الوحيد بين أعضاء المجموعة ، وفكرت بأنه من الأفضل دعوة إحدى الفضائيات لتقوم بعرض لقاء غير مباشر لإحدى ندواتنا وفعلا اتصلت بأحد الذين سبق وقام بتسجيل بعض اللقاءات غير المباشرة معي للفضائية الفرنسية الثالثة وشرحت له الغرض من الاتصال ففرح كثيرا.
تم تحديد موعد اللقاء وفي اللحظات الأخيرة اتصل بي الشخص المذكور ليعلن لي بأن رئيسه أوعز له بعدم تسجيل اللقاء ، فقلت له هل ذكرت له اسمي قال لي طبعا وعندما سمع اسمك اتخذ هذا الموقف .
معذرة لأني أطلت ولكن هدفي هو توضيح موقف ما يطلق عليه الإعلام الحر .
الفصل الثاني : فرنسا ومسيحي العراق وتنظيم القاعدة .
في هذا الفصل سوف لا نتكلم عن تدخل فرنسا السافر فيما يتعلق بمسيحي العراق والوطن العربي وبالأخص في لبنان ولكننا سنكتفي بعرض الموقف الفرنسي من الجريمة التي ارتكبت أخيرا بحق إخواننا المسيحيين ، ثم نناقش علاقة تنظيم القاعدة بجريمة الكنيسة المذكورة .
ولذا سنقوم بدراسة :-
أولا : الموقف الفرنسي من جريمة كنيسة سيدة النجاة .
ثانيا : هل تنظيم القاعدة يقف فعلا وراء مجزرة الكنيسة ؟
أولا : الموقف الفرنسي من جريمة كنيسة سيدة النجاة .
سوف نعرض بصورة سريعة موقف وسائل الإعلام ثم الموقف الحكومي .
أولا – اهتمام الإعلام بمجزرة الكنيسة .
طبعا إن كافة وسائل الإعلام الفرنسية اهتمت بقضية قتل إخواننا المسيحيين من قبل ( تنظيم القاعدة ) في كنيسة سيدة النجاة في بغداد . ولا نرى داع لذكر المقالات أو تعليقات الفضائيات في هذا المجال والتي تتأثر بموقف الحكومة الفرنسية والجهة المسيطرة على الإعلام .
ولكننا نوضح بأن كافة وسائل الإعلام الفرنسية المقروءة والمرئية ركزت على جانب مهم ، آلا وهو أن ( القاعدة ) هي التي قامت بالجريمة . ليس هذا فقط بل أكدت على أن : النقطة الوحيدة التي تجمع بين الشيعة والسنة في العراق هي طرد المسيحيين . هذا دون أن يفكر أحد من الصحافيين باحتمال قيام جهات أخرى بالجريمة .
في الحقيقة إن جميع الصحافيين الفرنسيين استندوا ، في مقالاتهم ، على تصريحات الجهات الرسمية العراقية والتي يعرفها الجميع ، وهي أن من قام بالجريمة هي دولة العراق الإسلامية .
ودون ذكر كثيرا من المقالات في هذا المجال سنكتفي بالإشارة لمقال واحد لمجلة لو بوان ، والتي خصصت في عددها الصادر يوم 4/11/10 ثلاث صفحات لهذا الموضوع ، وهذه المجلة تعتبر من المجلات الأكثر حيادية !!
وعنوان المقال : هؤلاء المسيحيون العراقيون الذين يريد الإسلاميون طردهم .
ثانيا : الموقف الفرنسي الرسمي .
سوف نذكر بصورة موجزة :-
1 –كشف وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عزم بلاده دعوة مجلس الأمن لمناقشة الأوضاع الأمنية في العراق. وقال كوشنير أمام مجلس الشيوخ في باريس يوم الخميس إنه سيطلب من الاتحاد الأوروبي كذلك بحث مصير المسيحيين في العراق في أقرب فرصة ممكنة، مشيرا إلى أن نحو 20 جريحا من المصابين في الهجوم على كنيسة السريان الكاثوليك في بغداد سينقلون إلى فرنسا لتلقي العلاج. ووجه كوشنير رسالة إلى رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم الكاردينال عمانوئيل دلي أكد فيها أن فرنسا ستظل دوما إلى جانب مسيحيي العراق. (فرنسا تعتزم دعوة مجلس الأمن لبحث الأوضاع الأمنية في العراق وكالة الصحافة المستقلة. 5/11/10 )
2- يناقش مجلس الأمن الدولي الثلاثاء المقبل الوضع في العراق بطلب من باريس، على ما أفادت وزارة الخارجية الفرنسية عقب لقاء جمع وزيرها برنار كوشنير بممثلين عن الطوائف المسيحية في الشرق.وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو لفرانس برس " إننا أقنعنا شركاءنا في المجلس بالعمل وفق هذا المقترح ".
كما أن فرنسا تعهدت بنقل 31 جريحا إصاباتهم حرجة إلى المستشفيات الباريسية في الأيام المقبلة للمعالجة، على ما أفاد الأسقف ورئيس جمعية التعاضد مع الأقليات في الشرق بيار والون لفرانس برس.
وقال الأسقف إن " النقاش كان صريحا للغاية وحيويا " وان ممثلي الطوائف المسيحية أكدوا للوزير الفرنسي إن " حرية الأديان جزء من حقوق الإنسان وهي حق أساسي ". ( مجلس الأمن يناقش الثلاثاء الوضع في العراق
. واع . 5/11/ 2010 )
3 - أعلن وزير الهجرة الفرنسي اريك بيسون الاثنين اثر هجوم على كنيسة في بغداد أوقع أكثر من خمسين قتيلا، أن فرنسا على استعداد لاستقبال 150 شخصا، وفي الدرجة الأولى من الأشخاص الذين أصيبوا بجروح في الهجوم وعائلاتهم.
وجاء في بيان للوزارة " في أعقاب المبادرة التي اتخذها رئيس الجمهورية (نيكولا ساركوزي) في خريف 2007 وتكمن في استقبال فرنسا عراقيين ينتمون إلى الأقليات الدينية الضعيفة، استقبلت فرنسا حتى اليوم 1300 شخص في إطار عملية تجري بالاشتراك مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وجمعية مساعدة الأقليات في الشرق ".
وأضاف البيان: في إطار هذا البرنامج، وفي أعقاب اعتداء 31 تشرين الأول/ اكتوبر 2010، طلب اريك بيسون من مكاتب وزارته استقبال 150 شخصا إضافيا مع منح الأولوية للجرحى في الاعتداء وعائلاتهم.
ويستفيد اللاجئون الذين تستقبلهم فرنسا، لاحقا من مساعدة اجتماعية وإدارية تقدمها أجهزة المكتب الفرنسي للهجرة والاندماج.
وأضاف بيسون: مع هذا القرار، تكون فرنسا وفية لتقليدها الجمهوري في اللجوء وارثها في التضامن مع الأقليات الدينية المتواجدة في الشرق منذ ألفي عام، وهي اليوم ضحية عنف كريه وغير إنساني. ( فرنسا تعرض استقبال 150 مسيحيا عراقيا. البوابة .2/11/10 )
علما بأنه وصل إلى باريس يوم 8/11/10 36 مصابا . ( الشرق الأوسط ، و ا.ف.ب. 8/11/10 )
5- كما سبق وأكد كوشنير وزير الخارجية الفرنسي ، الاثنين، قبل حادث الكنيسة ، مواصلة بلاده استقبال المسيحيين العراقيين بشكل واسع ، معربا عن قلق باريس المتزايد من تردي أوضاع المسيحيين بشكل عام في الشرق الأوسط . (وزير خارجية فرنسا : سنواصل استقبال مسيحيي العراق بشكل واسع . اكانيوز. 27/10/10 )
4 - أكدت صحيفة "لا كروا" الفرنسية مساء أمس الأربعاء، أن الحكومة الفرنسية ستنظم قداساً بكنيسة نوتر دام دو بارى، تكريما لأرواح ضحايا تفجيرات بغداد الوحشية. وذلك يوم الأحد المقبل السابع من تشرين الثاني ( نوفمبر ).
وأعرب الكاردينال " أندريه 23 " رئيس أساقفة باريس في رسالة مفتوحة إلى المطران أثناسيوس ماتوكا رئيس أساقفة السريان الكاثوليك ببغداد، عن أسفه بخصوص الهجوم الوحشي الذي شنته جماعة " دولة العراق الإسلامية " التابعة لتنظيم القاعدة في العراق ضد كنيسة " سيدة النجاة ".
ودعا الأب باسكال جولنيش، إلى مساعدة المسيحيين العراقيين ومسيحيي الشرق الأوسط على وجه الخصوص، للعيش في أمان وسلام، مشيراً إلى رد فعل قادة الشرق الأوسط المسلمين الذين أدانوا بالإجماع هذا الهجوم الوحشي. (الحكومة الفرنسية تنظم قداساً تكريماً لضحايا "كنيسة النجاة" . اليوم السابع . 5/11/10 )
وقبل أن نعلق على الموقف الفرنسي نقول للمسؤولين في العالم الغربي عموما وللفرنسيين خصوصا بأنه في ظل الأنظمة الوطنية في العراق ، قبل الاحتلال عام 2003 ، وكما ذكرنا في مقالات سابقة بأنه لم تكن توجد أية تفرقة بين مواطن عراقي وأخر سواء بسبب الدين أو المذهب أو اللغة بل كان الجميع يعاملون على أساس كونهم عراقيون ولكن للأسف فإن الاحتلال الصهيو- أمريكي – صفوي زرع هذه التفرقة .
ودون الدخول في تفصيلات سنذكر قصة واقعية .
في أواخر الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي كنت رئيسا لتحرير صحيفة الرسالة الموصلية ووكيل مدير الإصلاح الزراعي في محافظة نينوى وكانت لقاءاتي كثيرة مع الطلبة وبصورة خاصة مع طلبة جامعة الموصل من القادمين من بغداد أو من المناطق الأخرى .
وربطتني علاقة صداقة مع أحد الأخوة والذي كان رئيس الإتحاد الوطني لطلبة العراق واسمه لؤي الشمعوني ولم يخطر ببالي أن أسأله عن مدينته الأصلية أو دينه أو مذهبه .
وشاءت الأقدار أن نفترق بعد أن استلمت موقعا وظيفيا في محافظة أخرى ، وعلمت بعد مدة بأنه سافر إلى بريطانيا لغرض الدراسة وانقطعت أخباره عني منذ ذلك التاريخ .
وقبل أقل من سنة وصلتني رسالة منه بالبريد الحاسوبي ، بعد أن قرأ بعض مقالاتي ، يقول في هذه الرسالة بأنه كان يعرف شخصا في الموصل بنفس الاسم فهل هو أنا أم لا ، فأكدت له بأني الشخص المقصود وطلبت منه تزويدي برقم هاتفه واتصلت به عدة مرات .
وتحدثت مع بعض معارفي عن الدكتور لؤي الشمعوني وسألتهم ، من أية ديانة يكون وفق تصورهم فكان جواب أغلبهم بأن هذا لقب مسيحي .
واتصلت به هاتفيا وقررت أن أحاول بطريقة غير مباشرة معرفة ذلك .
فقلت له يا أخي هل رأيت ما قام به العملاء من زرع الفتنة بين العراقيين على أساس الدين والطائفة .. الخ
فقال لي سأروي لك قصة طويلة حول هذا الموضوع سافرت للدراسة في بريطانيا مع فلان ، وأنا أعرفه شخصيا وكان في ذلك الحين طالبا في كلية الزراعة ، بعد أن كنا طلبة سوية ثم مدرسين في الموصل ، على كل كنا نلتقي دائما وعلى مستوى عائلي ، وفي أحد الأيام وبعد عودتنا من بريطانيا إلى الموصل وكنا نقوم بالتدريس في الجامعة دخل علينا مع عائلته في أحد الأيام ووجد عمتي تصلي وأمامها التربة فصرخ مستغربا :-
الله أكبر أنا أعرفك منذ ثلاثين سنة ولأول مرة أكتشف بأنك مسلم وشيعي . وهكذا عرفت بأن الدكتور لؤي الشمعوني المهجر في مصر بأنه مسلم وليس مسيحيا . هكذا كان العراق .
ولتأكيد ما ذكرناه فإن الكاردينال دلي عمانوئيل دلي الثالث رئيس طائفة الكلدان في العراق والعالم دعا إلى عدم اعتبار العراق بلدا للقتل والسلب والتأكيد على علاقات الإخوة والمودة التي يكنها مكونات الشعب العراقي احدهم للأخر.
وخاطب قداسة الكاردينال في حديث بثته فضائية "الجزيرة" على الهواء مباشرة ضمن فقرتها "ضيف المنتصف" أن لا يعمدوا إلى جعل العراق صورة " سيئة " للتعايش بين مكوناته وقومياته وأديانه التي تربت على احترام وتقبل الأخر.
مؤكدا : لنا كنائسنا ومعابدنا نذهب إليها بكل حرية ونمارس شعائرنا بكل حرية .. )
ولكن الكاردينال المذكور ، وللأسف ، ذكر عبارة مثيرة وكررها عدة مرات وهي نصا : " لنا حرية العبادة وليس حرية التبشير " (ضيف المنتصف الكاردينال عمانوءيل الثالث . فضائية الجزيرة 6/11/10
من حقنا أن نقول هنا بأن من يسمع كلماته هذه يتصور بأن المسلمين ، والإسلام هو دين الأغلبية الساحقة في العراق ، يقومون بالتبشير بصورة مطردة ويقومون بملاحقة المسيحيين وغيرهم من الأقليات الدينية الأخرى ليعتنقوا الإسلام . بينما في الواقع لم تقم أي طائفة من المسلمين ، وخلال كل فترات الحكم الوطني منذ تأسيس الدولة العراقية وبالأخص في زمن البعث ، بأي نشاطا تبشيرا ولم نسمع نهائيا بأنه تم قيام أي مسيحي باعتناق الديانة الإسلامية . إذا عملية التبشير كانت محظورة على الجميع وليس على المسيحيين فقط .
ومنذ الاحتلال قام الجنود الأمريكيون وبعض المنظمات الدولية التي يطلق عليها إنسانية بمحاولات تبشيرية للدين المسيحي ، وربما قام الصفويون بذلك أيضا . ولا نريد أن نبتعد كثيرا عن موضوعنا .
نعدو الآن لنناقش الموقف الفرنسي ، ودون أن نطيل ، نقول أن من حقنا أن نتساءل :- أين كان كوشنير ، وهو يهودي وكان مساندا لغزو العراق وخلال الغزو هرب إلى صديقه بوش خوفا من غضب الشعب الفرنسي الذي كان بغالبيته العظمى ضد جريمة العصر التي قامت بها أمريكا وبريطانيا ، مما حصل للشعب العراقي منذ الغزو ولحد الآن وبالأخص ما تم من قبل الكتائب والحكومة الصفوية في العراق من قتل العلماء والبعثيين ، وبصورة خاصة عام 2006 اثر تفجير سامراء الشهير وما تم من قتل وتهجير ملايين العراقيين الشرفاء على الهوية ؟
ولماذا لم يرفع صوته لمساندتهم وقبول بعضهم كلاجئين في فرنسا ؟ فرنسا التي تدعي بأنها دولة علمانية تدافع عن حقوق الإنسان !! ؟
وأخيرا من حقنا أن نتساءل : من سمح لفرنسا بأن تكون الناطق الرسمي والمسؤول عن كافة المسيحيين في الوطن العربي ؟ وماذا يعني هذا التدخل السافر في الشؤون الداخلية لدول يفترض بأنها ذات سيادة ومعترف بها مما يطلق عليه الأمم المتحدة ؟
ثانيا : هل أن تنظيم القاعدة يقف فعلا وراء مجزرة الكنيسة ؟
1 - لقد سبق وبينا ، بصورة لا تقبل الجدل ، موقفنا من تنظيم القاعدة وما يطلقون عليها ( دولة العراق الإسلامية ) ، ووجود فصائل من هذا التنظيم مرتبطا بالنظام الصفوي في إيران ويقوم بتنفيذ كل ما يطلبه ملالي طهران من جرائم بحق الشعب العراقي لخلق الفتنة الطائفية . ( الدكتور عبدالإله الراوي : تنظيم القاعدة.. هل له يد في تفجيرات سامراء الأخيرة؟ شبكة البصرة .23/7/2007 )
2- لقد فرض تنظيم القاعدة سيطرته على عدة محافظات عراقية بين عامي 2006-2007 ، من ضمنها محافظة نينوى التي تقطنها نسبة عالية من إخواننا المسيحيين ،وقد اعترف بذلك أحد المسؤولين والمدافعين عن نظام العمالة في العراق بقوله : " أنه في العام 2006، 2007 كانت هناك أربع محافظات بيد الإرهابيين القتلة من القاعدة .." ( حكام العراق بعد وثائق ويكيليكس .الاتجاه المعاكس . قناة الجزبرة القطرية . 2/11/10)
ولا أحد يستطيع أن يقول أو يتهم ( القاعدة ) بأنها قامت في تلك الفترة بقتل أو تهجير المسيحيين المتواجدين في أرض أجدادهم منذ قديم الزمان ، سواء في الموصل أو في سهل نينوى أو في المناطق الأخرى في هذه المحافظة أو في المحافظات الأخرى التي كانت تسيطر عليها . والجميع يعلم جيدا بأن الأخوة المسيحيين متواجدين في كافة المحافظات العراقية .
3 - في الحقيقة إن من قام بالجرائم البشعة بحق إخواننا المسيحيين هم :
- العصابات الصفوية ( المليشيات ) التي قامت بتفجير محلات بيع المشروبات الروحية ، التي كانت حكرا للمسيحيين ، ومحلات الحلاقة إضافة إلى فرض الحجاب ، في البصرة وفي كافة مدن جنوب العراق . والتي أرغمت إخواننا المسيحيين بالهجرة سواء إلى سهل نينوى أو إلى المحافظات الأخرى أو إلى خارج العراق . ( ترجمة وتعليق : الدكتور عبدالإله الراوي : الصفحة المخفية للقاعدة في بلاد الرافدين . شبكة البصرة. 4 نيسان 2008 .)
كما أن من قام بتفجيرات محلات المشروبات في بغداد هم العصابات الصفوية وبالأخص جيش مقتدة القذر عندما سمحت له الحكومة العميلة بالسيطرة على العاصمة العراقية عام 2006 .
- أما بالنسبة لما تم من جرائم بحق هؤلاء الأخوة في محافظة نينوى ، من قبل عصابات الحزبين الكرديين المتصهينين ، فقد سبق وذكرنا قسما منها في مقال سابق (الدكتور عبدالإله الراوي : تفتيت العراق والوطن العربي... مطلب صهيوني - صليبي – صفوي . القسم الثاني (5) . شبكة البصرة . 22/8/2008 .)
كما أن أحد أعضاء ما يسمى مجلس النواب العراقي أكد أن أحد أفواج الفرقة الثانية (بيشمركة) والتي توجد في الساحل الأيسر من المدينة تتحمل كامل المسؤولية عن 95 % من الجرائم التي حصلت خلال الأسابيع القليلة الماضية سواء من قتل أو تهجير لاسيما وان المنطقة تلك كانت تحت حماية هذا الفوج ، مطالباً بـمحاسبة هذا الفوج سواء من تقصير أو اختراق أو حتى تورط بالعمليات الإجرامية التي طالت العائلات المسيحية هناك وهو من يتحمل المسؤولية كاملة فضلا عن محاسبة ضباط الشرطة هناك لأنهم كانوا يساندون القوة العسكرية هناك وعلى الجميع أن يخضع للتحقيق وعن إجراءات الحكومة حيال الإحداث الأخيرة في الموصل،.. (يونادم كنا: الفرقة الثانية (بيشمركة) تتحمل كامل المسؤولية عن 95% مما حصل للمسيحيين شبكة البصرة . 23/10/10 )
4 – أما فيما يتعلق بمجزرة كنيسة سيدة النجاة :
- إذا كان هنالك فعلا ، كما يدعون ، عناصر من القاعدة ، ونحن نشك بذلك ، فهم حتما من الأجنحة المرتبطة بالنظام الصفوي في إيران كما بينا في مقالنا المشار له أعلاه ( الدكتور عبدالإله الراوي : تنظيم القاعدة ..)
- لقد كتبت المناضلة عشتار العراقية أربع مقالات عن الموضوع توضح فيها قيام السلطات العميلة ، بالتعاون مع عصابات الحزبين الكرديين المتصهينين بالجريمة . ( http://ishtar-enana.blogspot.com/ )
- قامت منظمة / الرصد والمعلومات الوطنية يوم ٠٢/ تشرين الثاني / ٢٠١٠ بتقديم الأدلة التي لا تقبل الشك بأن من قام بهذه المجزرة الرهيبة هي إيران والقوات الخاصة المرتبطة بالمتشبث برئاسة الوزراء .
ننقل أهم فقرات تقرير هذه المنظمة :
خطط للعملية واشرف عليها ضابط الاطلاعات في مكتب القرار العميد ( مرتضى كشميري ) وبتنسيق مع مكتب المالكي من خلال احد مساعدي المالكي المدعو ( صادق الركابي ) .
الجهة التي جندتها الاطلاعات لتنفيذ الواجب : - تم تجنيد ( سبعة أشخاص ) اثنين منهم فقط يعلمون بالتنسيق ما بين الاطلاعات والمالكي و ( الخمسة ) الآخرين يعلمون أنهم ذاهبين ( للجهاد ) وهؤلاء جميعا ينتمون للفكر السلفي القريبين من أفكار القاعدة والذين يمارسون اغلب أنشطتهم في ( الشيشان ) وباقي جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة ما عدى قائد ألمجموعه ( احمد الشيشاني ) قاتل في أفغانستان والعراق مع مجاميع القاعدة التي تمولها إيران وشخص آخر باكستاني يدعى ( صبغة الله عثمان ) وهو أيضا من الذين قاتلوا في أفغانستان والعراق .
ألخطه المتفق عليها مع الإرهابيين ومع مكتب المالكي : - يقوم عناصر هذه ألمجموعه باقتحام إحدى الكنائس بالعراق وان يتصلوا برقم هاتف نقال على أساس أن هذا الرقم لوزارة الداخلية وان يتكلموا معهم باللغة العربية الفصحى وان يطلبوا منهم إطلاق سراح سجناء في مصر مع العرض ( أن الرقم الذي أعطي لهم كان باتفاق مع قناة البغدادية ) وتحديدا مع عون الخشلوك وهو رقم تابع للقناة في بغداد وبموجب الاتفاق تحصل البغدادية على مبلغ قدره (150000) إلف دولار والشخص المنسق معهم بهذا الموضوع هو ( عبد الحميد الصائح ) الذي استلم ( 30000 ) ألف دولار حولت إلى رصيده في دمشق حيث يسكن مع أبناء عمومته هناك .
وتقضي ألخطه المتفق عليها مع اثنين من هذه ألمجموعه دون البقية البالغ عددهم خمسه والذين يعرفون أنهم ذاهبين للجهاد في العراق ولا يعرفون شيء عن هذه المسرحية الدموية .. بعد اقتحام الكنيسة يقوم احد الإرهابيين بتفجير نفسه حتى يظهر للعالم بان العمل عمل إرهابي ( حقيقي ) ثم يبقى الإرهابيين لمدة ثلاثة أيام يتم من خلالها التفاوض معهم ..
لكن الأوامر التي صدرت لمكتب المالكي من الاطلاعات بأن يتم تصفية هؤلاء بعد اقتحام الكنيسة وان لا يخرج منهم أي شخص سالما مهما كانت النتائج وبأسرع وقت وان لا يعطى للأمريكان أي وقت للقيام بأي جهد ( يعني الاطلاعات اتفقت مع الإرهابيين بشيء ومع مكتب المالكي بشيء آخر ) ..
- أما عن أهداف العملية ، فيوضح التقرير :
1- لفت أنظار العالم عن وثائق ويكيليكس الخاصة بجرائم حكومة المالكي وقواته وقيادات حزب الدعوة .
2- توجيه رسالة تهديد غير مباشره إلى الفاتيكان بأن المسيحيين سيكونون بخطر إذا لم تتدخل الفاتيكان وتستخدم سلطتها على الإعلام الغربي لغرض تجاهل هذه الوثائق .
3- من خلال اتصال احد الإرهابيين بقناة ( البغدادية ) أرادت الاطلاعات الإيحاء بأن مصر هي من أعدت لهذه العملية من خلال مطالبة الإرهابيين بإطلاق سراح سجناء في مصر .
4- الضغط على أمريكا بتنصيب المالكي كرئيس للوزراء .
5- وأخيرا نحبذ أن يطلع القراء على ما تضمنته أقوال أفراد إحدى العائلات المسيحية المنكوبة والتي تدل دلالة قاطعة على أن الجريمة مبيتة و تمت بتنسيق كامل بين قوات الحكومة العميلة وبين المهاجمين الذين أطلق عليهم إرهابيي القاعدة .
Iraq - Witness of Church Attack II العراق - شاهد من تفجير الكنيسة
Iraq - Witness of Church Attack III العراق - شاهدة من تفجير الكنيسة
6 – إذا كان الجناة من تنظيم دولة العراق الإسلامية ، كما تدعي حكومة العملاء ، فلماذا تم قتل كافة المهاجمين ؟، علما بأن ما صرح به أفراد العائلة المنكوبة يؤكد بأن قوات الحكومة العميلة لم تدخل الكنيسة إلا بعد أن نفذ عتاد المجرمين ، وهذا يؤكد بأن ما ذهب إليه تقرير منظمة الرصد والمعلومات الوطنية ، المذكور أعلاه لا يقبل الشك .
إضافة لذلك لماذا لم تقم السلطات العميلة بكشف الأسماء الكاملة والحقيقية للمجرمين مع توضيح جنسية كل منهم ؟ إن كل هذا يدل دلالة قاطعة على ضلوع إيران وأزلامها بهذه الجريمة النكراء .
وختاما نقدم تعازينا لكافة ضحايا هذه الجريمة البشعة التي نفذتها العصابات المجرمة واثقين بأن تبقى الوحدة بين كافة العراقيين ، بمختلف أديانهم ، شوكة في عيون الذين دخلوا العراق على ظهور دبابات الغزاة .
وأخيرا نقول تهانينا للديمقراطية وحقوق الإنسان والشفافية وحرية التعبير في الإعلام الفرنسي والغربي .
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com
9/11/10
--