بقلم: صباح البغدادي* ::
المصرف التجاري سوف يكون له الدور الرئيسي المرتقب بعمليات غسيل الأموال القذرة المنهوبة من خزينة الدولة العراقية لصالح الأحزاب وميليشياته الحاكمة .إيداع أموال تهريب النفط العراقي لصالح رؤساء العصابات والجريمة المنظمة لغسيل أموالهم . الدور الخفي والمشبوه لعمليات مصرفية تخص غسيل أموال المافيا الدولية والتي افتتحت لها مشاريع تجارية واستثمارية في العراق بدعم مباشر من بعض قيادات الصف الأول والثاني للأحزاب المتنفذة في الحكومة ونواب في البرلمان لقاء نسبة من الإرباح . نقل لي شخصيآ في فترة سابقة أثناء حوار كنت قد أجريته مع السياسي العراقي الوطني الأستاذ قاسم سرحان حول حادثة نقلها له الفريق الركن فوزي الشمري الأمين العام لحركة الضباط لإنقاذ العراق قبل احتلال العراق بعد أن عرض الأخير على أحمد الجلبي زعيم ما يسمى بـ المؤتمر ( الوطني ) ( العراقي ) عندما نقل له شخصيآ رغبة بعض القيادات الدينية والسياسية القادمين من السعودية ـ مخيم رفحاء الصحراوي ـ بصفة لاجئين إلى الولايات المتحدة الأمريكية لغرض التباحث معه حول عمليات تنسيق وجهات النظر مع مختلف تنظيمات ما سمي حينها بالمعارضة ( العراقية ) , وذلك لتقريب وجهات النظر المختلفة للوصول إلى صيغة تفاهم للعمل المعارض الجماعي!فما كان من الجلبي إلا أن أجاب الفريق الركن الشمري على طلبه هذا بما يلي : " على هؤلاء الذين يريدون اللقاء بنا القادمين من السعودية ـ مخيم رفحاء ـ يجب عليهم أولا أن يغتسلوا جيدآ ؟؟؟!!! ويستحموا جيدآ ؟؟؟!!! وأن يلبس الواحد منهم الجوارب النظيفة ؟! والملابس النظيفة قبل أن يفكر أحد من هؤلاء اللقاء بنا " وقد أثار هذا الرد استغراب ودهشة جميع من كان حاضرآ على هذه النظرة الدونية تجاه العراقيين, وقد أعترض وقتها الفريق الشمري على مثل هذا القول بحق العراقيين ووصفهم بهذا الوصف غير الأخلاقي..فما كان من أحمد الجلبي إلا أن يجيبه : " أنا أستطيع أن أشتري وأخضع أي عراقي بالدولار مهما كان شخصه , أستطيع أن أشتري بسهولة جميع هؤلاء بالدولار وبدون استثناء أحد منهم , حتى لو لم أملك أحد من العراقيين الآن فسوف أشتريهم غدآ أو بعد غد , أنا أستطيع أن العب بهؤلاء مثلما ألعب بالدولار " .هكذا كان يصف أحد أهم رموز الاحتلال الأمريكي الشعب العراقي , هذا هو حقيقة أحد الذين تقيأهم الاحتلال البغيض على أرض الرسالات الخالدة .ومن المضحك في الأمر أن نرى زمرته في حزبه المسمى ـ المؤتمر ـ قد أصدرت بيان لها حول مشاركته في مراسيم الزيارة ليلة الاثنين 28 تموز 2008 وكان نص التصريح " أدى الدكتور احمد عبد الهادي الجلبي مراسيم الزيارة للعتبة الكاظمية المقدسة سيرآ على الأقدام من مقر أقامته في بغداد حتى العتبة المشرفة وشارك بدوره أبناء الشعب بهذه المناسبة " وهذا أحد الأوجه الممسوخة والدور المفقود الذي يريد أن يلعبه ويعود به بصورة بائسة في انتخاباتهم الصورية المزورة القادمة .في الأخبار الواردة من داخل العراق المنكوب شاهدنا على شاشات التلفزة يوم السبت 12 تموز 2008 افتتاح المصرف العراقي للتجارة التابع لوزارة المالية ( العراقية ) ويا للمصيبة والفجيعة عندما يؤتمن لص دولي محترف في السطو على البنوك , أن يقوم بنفسه بافتتاح فرع للمصرف التجاري, وهو واحد من أكثر الشخصيات المشبوهة التي تدور حوله التساؤلات التي ليست لها إلا جواب واحد معروف للجميع , مع العلم أنه الآن ليس له أي صفة رسمية أو منصب في داخل الحكومة الطائفية الصنيعة لغرض القيام بافتتاح المصرف , ولا هو في اعتقادي وكيل أو لديه منصب رسمي في وزارة المالية التابعة للسيد دراكولا الصولاغي..وينتاب العراقيين الخوف على أموالهم المنهوبة بالأصل أول بأول مع كلمة الافتتاح التي قالها الجلبي بأن : " فرع المصرف التجاري سوف يبذل جهده ليساهم في نقل الثروة إلى أبناء الشعب العراقي وسيساهم بصورة فعالة في نقل الأموال التي يأتي بها الزائرين إلى أصحاب العمل " والجلبي بدوره هو اليد الأمينة جدآ جدآ على أموال الشعب العراقي الذي يتحدث بأسمه الآن ..وهنا لا بد لنا من تذكر مثلنا العراقي المشهور الذي يقول " ودع البزون شحمه " وهذا المثل الذي يطلق على الشخص الذي يستأمن على أمانة بغض النظر عن طبيعة هذه الأمانة , وقيمتها المادية ثم يخون الأمانة في أقرب فرصة متاحة له لكونه ليس إهلآ لحمل هذه الأمانة مثلما يستأمن لدى القط ـ البزون في اللهجة العامية العراقية ـ قطعة من الشحم ليسارع القط إلى أكلها دون الالتفاف إلى مبدأ الأمانة .ولعل أشهر عملية سطو في تاريخ أحمد الجلبي الحافل بالكثير الكثير ما كان معلنآ وما كان خافي لحد الآن كانت في المملكة الأردنية الهاشمية عندما تم أدانته باختلاس وسرقة أموال من بنك البتراء عندما كان رئيس لمجلس أدارته في الفترة من عام 1982 ولغاية عام 1989 بعد أن بلغ حجم المبالغ المختلسة والمسروقة 233 مليون دينار أردني أي ما يعادل 330 مليون دولار أمريكي , ومن المفارقات المضحكة أن ردت محكمة الدرجة الأولى الأمريكية بداية شهر تموز الماضي 2008 القضية المقامة من قبل احمد الجلبي ضد الحكومة الأردنية والبنك المركزي الأردني للمطالبة بتعويضات نتيجة لعملية تصفية بنك البتراء الذي اتهم باختلاس امواله وسرقتها والهروب بعدها متخفيآ من الاردن عام 1989 لعدم كفاية الأدلة المقدمة منه ولعدم أقتناع هيئة المحكمة بالتبريرات التي قدمها الجلبي للمحكمة لغرض التعويض .من المفارقات المضحكة التي كان يتداولها في السابق قبل احتلال العراق زمرته بين العراقيين في دول اللجوء أثناء الاجتماعات ولقائاتهم التلفزة العربية والتلفزة الأمريكية التي كانت تسوق مثل تلك الشخصيات المشبوهة بأن حزبهم ( المؤتمر الوطني ) لديهم في داخل العراق مؤيدين لحزبهم وتوجهاتهم بالملايين وكنا نسمعهم يطلقون دائمآ في تصريحاتهم الصحفية عبارة ـ القواعد المليونية العريضة من كافة أطياف الشعب العراقي ـ حتى أن مرشحة قائمة الجلبي الانتخابية للعاصمة بغداد في حينها السيدة أمال كاشف الغطاء ذهبت بعيدآ بأحلامهم للفوز بمقاعد انتخابية عندما صرحت للصحفيين " أن الدكتور احمد الجلبي تعبر قائمته عن طموحات جميع العراقيين ويتمتع الآن بجماهيرية عريضة في اغلب المحافظات العراقية " ..وعندما أتى الامتحان الانتخابي وفيه يكرم المرء أو يهان حدثت المعجزة الإلهية العراقية عندما فشل بالحصول على أي مقعد انتخابي وكان مجموع ما صوت له ولقائمته 452 صوت فقط أي اقل بكثير من مجموع أفواج الحماية التي كانت تحيط به وما زالت , حتى أن في حينها اخبرني احد أقربائي أن زمرته بدأت قبل الانتخابات بأيام بتوزيع ورقة المائة دولار على المواطنين في مختلف ميادين وساحات بغداد , وهم يدعونهم للانتخاب قائمة احمد الجلبي وتبين بعد ذلك أن هذه الدولارات كانت مزيفة وهذه حقيقة لا يستطيع أن ينكرها أي احد .وقد لعب أيضآ على الوتر الطائفي المذهبي , ولكنه لم يحالفه النجاح وكان مصيرها الفشل الذريع عندما أراد في محاولة بائسة وعقيمة أن يغازل التيار الصدري للتصويت لقائمته الانتحابية بخصوص ملف التحقيق وورقة ألقاء القبض الصادرة من قبل القضاء بحق السيد مقتدى الصدر لاتهامه بالمسؤولية المباشرة بقتل عبد المجيد الخوئي في محافظة النجف الأشرف وبدوره كشف لنا الصحفي معد فياض في مقال له تحت عنوان ـ إفادة في مهب التاريخ ـ نهاية كانون الأول 2006 حول مقتل عبد المجيد الخوئي يقول ما نصه " إلى الدكتور أحمد الجلبي الذي حول مقتدى الصدر من مجرد مجرم وقاتل وزعيم عصابة سرقة وقتل واغتصاب إلى رجل سياسي من أجل مصالح الجلبي الحزبية الخاصة والرخيصة للوصول إلى سدة الحكم ...عندما زار أحمد الجلبي مؤسسة الخوئي في العاصمة البريطانية لندن أقسم أمام الجميع بأن يقدم المجرم مقتدى الصدر ملفوفآ بكونيه! , وعندما زار الجلبي مقتدى الصدر في محافظة النجف أقسم له بأن يقدم له ملف التحقيق الخاص بقضية مقتل عبد المجيد الخوئي ليحرقه بنفسه " .وقد مارس كذلك الجلبي احمد دور خطير ومشبوه في عملية ابتزاز واسعة النطاق بواسطة زمرته للحصول على ممتلكات وأموال غير مشروعة تحت الإكراه عندما ترأس ما سمي حينها بـ ( الهيئة العليا لأجتثاث حزب البعث ) حسب الأمر رقم 1 في 16 أيار 2003 الذي وضع بموجبه أجتثاث منتسبي حزب البعث موضع التنفيذ حسب المذكرة رقم 7 الذي أصدره مجلس الحكم المقبور , وقد مارست هيئة الأجتثاث هذه دور صريح ومباشر وواضح في عملية التحريض الطائفي والمذهبي في بياناتها التي كانت تصدرها في حينها ضد جميع منتسبي حزب البعث العربي الاشتراكي وذلك لغرض قتلهم وتصفيتهم من خلال تحميلهم جميعهم المسؤولية المباشرة للتدهور الأمني وأحداث العنف الطائفي المتبادل بحيث كانت هيئة الاجتثاث تردد كا الببغاء مواقف وتصريحات الأحزاب وميليشياتها الحاكمة آنذاك ..وما زالت لغاية الآن , وكانت كذلك الصوت الفعال لهؤلاء مما تسبب عمليا في ملاحقتهم ومتابعتهم , وبالنتيجة عمليات قتل وتصفية لجميع منتسبي حزب البعث وهؤلاء طيف عراقي واسع ومهم ومتعلم كان يدير مؤسسات ودوائر الدولة العراقية , واغلبهم كما يعرف العراقيين كان مجبرآ أو مكرهآ أو محبآ لخدمة بلده , وكذلك لغرض الحصول على وظائف متقدمة ومهمة في مختلف دوائر الدولة العراقية الوطنية السابقة , مما نتج عن عمل هيئة الاجتثاث المشبوهة في أسلوب طريقة عملها كانت بعيدآ كل البعد عن الحيادية والمهنية التي يجب أن تتصف بها , وبعيدآ كذلك عن النهج القانوني والقضائي المعترف به , وبعيدآ عن الفئوية والحزبية والنهج الطائفي والمذهبي .حتى أن صحيفة نيويورك بوست في مقال لها بتاريخ 15 حزيران 2004 بخصوص أحمد الجلبي رئيس هيئة أجنثاث البعث كشفت " بان السلطات الأمريكية تجري حاليآ تحقيقات موسعة في اتهامات صريحة بأن أعضاء في حزب الجلبي ـ المؤتمر ـ يمارسون من خلال هيئة أجتثاث البعث التي شكلتها الحكومة عمليات ابتزاز مالي واسع النطاق لمسؤولين سابقين بحزب البعث وذلك لعدم أدراج أسمائهم في اللوائح مقابل أن يتم التخلي عن ممتلكاتهم وأموالهم المنقولة وغير المنقولة والتنازل عنها لهم والدخول معهم في صفقة , وأضاف المسؤولين الأمريكيون أن أحمد الجلبي وأعضاء مؤثرين في حزبه يلعبون لعبة مزدوجة مع البعثيين في النظام العراقي السابق لغرض الاستيلاء على أموالهم وممتلكات "لا نريد الخوض كثيرآ في هذا المقال , والذي يكشف زيف هؤلاء الذين جاءوا على أسنة الرماح الأمريكية والذي ذكرناه هو غيض من فيض من جرائم هؤلاء الضباع التي تنهش بجثث العراقيين الذين يتساقطون كل يوم في عراقهم الجديد الديموقراطي !!! بفضل صراعهم الدموي على كرسي الحكم , ولكن فضلنا الاختصار قدر الإمكان في المقال , ولم نتطرق للجرائم الوحشية التي أرتكبها المدعو أراس حبيب محمد كريم المسؤول الأمني لجهاز استخبارات الجلبي وزمرته حول استيلائه على ممتلكات الدولة و المواطنين وأموالهم بعد احتلال العراق , فهنيآ لهم هذا ( العراق الجديد ) الذين اعتبروه غنيمة حرب ليس إلا. *سياسي عراقي مستقل باحث في شؤون الإرهاب الدولي للحرس الثوري الإيراني