الخميس، ديسمبر 09، 2010

ويكليكس: إيران اغتالت 180 طيار عراقي (وعلى الباغي غدا ستدور الدوائر)

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
أكاديمي عراقي

هل تستطيع إيران أن تقتل 180 ضابط طيار عراقي لولا إنها دخلت بطريقتها المعروفة لنا كشريك وحليف استراتيجي في غزو العراق مع أميركا والصهيونية وذيولهما؟ هذا التساؤل نطرحه أمام بعض العرب الذين يجادلون في بديهية شراكة إيران في التهيئة ومن ثم في تنفيذ صفحات الغزو والاحتلال الإجرامية. ونحن أبناء العراق نعرف تفصيليا ما قامت به إيران من قتل وتدمير في العراق وكتبنا وصرحنا به مرارا وتكرارا قبل أن ينتشر اسم ويكليكس وما ينشره مما يسمى بوثائق سرية عن غزو واحتلال العراق تثير ضجة إعلامية وسياسية متصاعدة هذه الأيام.
واليقين إن أميركا تعرف تماما الدور الذي ستلعبه إيران في العراق على جهة الثأر الحاقد من العراقيين أو في الدخول الطائفي المدمر للشعب وللوطن العراقي معا. ومثل هكذا معرفة لا تحتاج إلى حنكة ولا إلى علم متخصص يقع خارج إدراك المؤسسة العسكرية والمخابراتية والإدارية الأمريكية غير إن أميركا تعمدت اعتماد إيران كشريك في الغزو لتحقق لنفسها فرصة النجاح في انجاز الأجندة الطائفية على الأقل بعد أن تغرق العراق بالدماء التي ما شبع معمموا الخمينية من أنهارها التي أراقوها في الحرب العدوانية الفارسية من الشعبين الجارين. وعليه فان أميركا هي المسئول الأول عن تمكين النظام الفارسي من تحقيق الثأر بالقتل للعراقيين وبتمزيق وحدة العراق وانتهاك سيادته. مسؤولية أميركا هنا تشبه مسؤولية الشرطة التي تطلق سراح سفاح وتجهزه بأدوات الموت وتصور وتسجل له سطوته وشهوته في القتل والتدمير على أقراص مدمجة وفيدوات مختلفة. المصورون قتلة والمجرم السفاح يمثل نزوة القتل ويشبعها في ذات المصور.
وسنضيف إلى معلومات ويكليكس معلومات مهمة مصدرها شعب العراق:
1- إيران مسؤولة عن قتل عشرات الآلاف من الضباط العراقيين الذين ساهموا في إلحاق الهزيمة بها في
قادسية صدام المجيدة.
2- قتل 134 ألف بعثي يعرفهم العراقيون باسماءهم الرباعية وبالألقاب العائلية والعشائرية وعناوين السكن
الكاملة.
3- إن فرق الموت المشكلة من فيلق بدر وحزب الدعوة والمجلس الأعلى وحزب احمد الجلبي
والاسايش الكردية وكلها تشكيلات تابعة لفيلق القديس والحرس الثوري وجهاز مخابرات إيران هي التي تنفذ عمليات القتل والتدمير.
4- إن هناك مئات الآلاف من الأسماء المدرجة في قوائم الموت والتي يتم التعامل مع تنفيذ تصفياتها الجسدية
تدريجيا ووفق تخطيط محسوب بأدواته وأزمنته ومناط بحكومة إيران المعينة أميركيا في المنطقة الخضراء ويتولاها طائفيو الفرس وشركاءهم في سيرك الخيانة والإجرام.
5- إن إيران هي التي تتصرف بإدارة العملية السياسية تحت إشراف أميركا في حين تتولى أميركا مهمات
سرقة ثروات العراق وإنهاء وجوده كدولة مستقلة ذات سيادة ووزن عربي وإقليمي ودولي لإنهاء الدور العراقي ضد الدولة الصهيونية المغتصبة ودوره في نهوض الأمة العربية. ببساطة متناهية, إيران منحت حق التواجد على الأرض وتأسيس الامتداد الطائفي الفارسي في العراق في الوقت الذي تتولى أميركا مهمة استنزاف الثروات النفطية والمعدنية والسيادة العراقية.
أميركا مسؤولة عن قيام المجرم المتوحش الذي أطلقت يده الدموية المغمسة بالضغائن والثارات الحاقدة في العراق الذي قام بتصفية ما يزيد عن نصف مليون عراقي من الطيارين والضباط وكوادر حزب البعث العربي الاشتراكي والإدارة الحكومية التي جرعت الخميني ونظامه سم الهزيمة الزعاف ومرغت عدوانيته ومشاريعه الطائفية الفارسية في أوحال تخوم العراق الشرقية. وكلا الطرفين, السيد والمرتزق, سيدفع فواتير الإجرام لشعب العراق العظيم وأمام فوهات بنادق رجاله المقاومين الأشاوس. المقاومة العراقية الباسلة هي ثار الله وثأر العراق وشعبه. ويخطئ من يظن أن الزمن يتوقف على أعتاب الإرادة الأمريكية الصهيونية الفارسية المجرمة.. وكلمة شعب العراق وطلائعه المقاتلة هي التي ستكون مسك الختام وبيرغ الحق الذي سيعود بكل أوجهه واستحقاقاته. والله اكبر ..

aarabnation@yahoo.com


Wiki leaks Exposes Iran's Secret Revenge on

Iraqi Pilots For 1980s War
Iran Has Hunted Down and Killed 182 Iraqi Pilots Who Fought in Iran-Iraq War


By ABC NEWS BAGHDAD STAFF
BAGHDAD Dec. 6, 2010
A brief paragraph in the mountain of Wikileaks documents shed a sliver of light on what officials claim is a viscious and coldly efficient Iranian campaign of revenge on Iraqi air force pilots who bombed Iran during the Iran-Iraq war of the 1980s.
"Many former Iraqi fighter pilots who flew sorties against Iran during the Iran-Iraq war were now on Iran's hit list (NOTE: According to [Name removed], Iran had already assassinated 180 Iraqi pilots. END NOTE)," the Dec. 14, 2009 confidential U.S. cable stated.
The systematic elimination of Iraqi air force pilots by Iran was a little noticed vendetta amid the crossfire of ethnic fighting and urban combat that convulsed Iraq in the years after the U.S. invasion toppled Saddam Hussein's regime.
Iran used the chaos in the aftermath of the invasion to settle scores from the Iran-Iraq war, an eight-year slug fest from 1980 to 1988 in which an estimated 500,000 Iranians and Iraqis died. The war was largely a bloody standoff that resembled World War I at times with trench warfare, poison gas, human wave and bayonet attacks.
Iran, however, has taken a special vengeance on the pilots of the Iraqi air force and the lawlessness that followed the collapse of Saddam's regime gave Iran its opportunity.
In addition to the 182 pilots who have been hunted down and killed by Iranian agents, the assassination campaign prompted another 800 Iraqi pilots to flee the country, according to statistics released by the Iraqi Defense Ministry.
The targeting of air force pilots began in Baghdad's largely Shiite neighborhood of Karradah and reached its peak in the holy month of Ramadan in 2005 when 36 pilots were gunned down in that neighborhood.
Residents of Karradah refer to that killing season as the Black Ramadan.
The Iranian fury was on display in the death of former pilot Sayyid Hussien, a Shiite who felt that he was relatively safe running a hardware store in the Sunni neighborhood of Ghazaliyah. He was wrong. Shiite militia dressed all in black and wearing masks shot him dead in a daylight hit, emptying an entire magazine of 30 bullets into Hussien's head.
During Hussien's funeral, his distraught mother Um Sayyid Hussien cried, "May Allah curse Iran. They took my son."

حتى لا تضللون


حتى لا تضللون!

·        الدكتور عبد الجبار عواد الكبيسي

قبل أيام قلائل هبت نسائم الخير محملة ببشائر الصحوة، صحوة الضمير والانتفاض على الباطل المبطن بكلمات حق أريد بها باطل، وتكشفت معه صور الكذب والتدليس والتلفيق، وانبرى لها رفيق لطالما عرف بحسن السيرة والسريرة، وانتقل بنفسه ورفاقه الذين معه من جانب التآمر والكذب والتدليس إلى جانب الحق المبين، خدمة لإحقاق الحق وإيقاف نزيف الفتنة والاختلاف التي حلت بحزبنا العظيم، والذي طالما تغنينا ببطولاته متمثلة بصولات أبنائه الشرفاء، والذين كانوا دائماً حجراً أساساً في بناء الوحدة والدفاع عن أسسها ومبادئها، والتي كانت وما زالت هدفاً جليلاً يراود كل أبناء هذه الأمة.
هنا لابد لي أن أقف وأسأل الكثير من رفاقي الذين أرّقهم افتراقنا ولطالما حلموا بأن يتوحد حزبنا طالما إننا لم نفترق لاختلاف في المبادئ أو الأهداف، إنما كان اختلافاً مبنياً على الاستئثار بالقيادة، فدلّس من دلّس وزوّر من زوّر وكذب من كذب لإقناع الرفاق بأحقية مطلبه، وأسفاً صدقه الكثير من الرفاق الخيرين سليمي السريرة، ومرت الأعوام الأربعة المنصرمة بكل ثقلها وما قدمته من عمل خجول متواضع لا يرقى إلى مستوى ما تم الاتفاق عليه والوعد به، وإذا بنا حطب لنار فتنة أريد منها تشتيت جهد المناضلين في الداخل، وتخدير وتحييد الرفاق في الخارج، على مستوى إعلامي لم نكن قدر المسؤولية ولم نرتفع بنضالنا إلى مستوى الحدث، على مستوى تنظيمي عوضاً عن جمع الرفاق إن كنا على سبيل المثال عشرة أصبحنا خمسة، على مستوى الجهاد صفراً، وأتحدى أياً من رفاقي أن يثبت العكس حتى وإن كان برقم خجول يسمو على الصفر، وكلكم يعلم ما هي وعود المؤتمر الاستثنائي المشؤوم، من يرشح للقيادة يجب أن تكون أمتعته جاهزة للذهاب والنضال في الداخل.. أهي حقيقة.. أم كذب؟
قلتم مؤتمر تصحيح.. أين وكيف وما هي الدلائل قياساً بالزمن؟
قلتم تجديد... أين وكيف وما هي الدلائل قياساً بالزمن؟
قلتم نهوض.. أين وكيف وما هي الدلائل قياساً بالزمن؟
قلت سترفد المقاومة.. بماذا رفدتها أيها الرفيق بالملايين التي استحوذت عليها من أمول المقاومة أم بمبلغ 50 ألف دولار تم استلامها على دفعتين من عبد التواب ملا حويش؟ وعجزنا أن نلتمس أين صرفت!! أم 50 ألف دولار جلبتها لك من أحد المواطنين الخيرين، التي صرفتها على المهمة الكبرى شراء سيارة أخرى تتناسب وحجم المحررين أيها المقدام!! رفاقك لا يجدون سد رمق عيشهم اليومي وأنت تتصرف وكأنك قائد التحرير ووطنك الذي عرض أكتافك ما زال محتلاً!!
لم تمض سويعات على خبر العودة إلى الشرعية التي افتقدناها لمدة أربعة أعوام كانت مشوبة بالشك والشكوى والقلق والتبرير، ومن ثم بالتراجع والتبعثر والتكابر والكذب والاستعلاء والفردية، فإذا بك وفريق من المنافقين يتجاوزون دائرة المألوف في التعامل مع الرأي الآخر وتتلاطم أمواج الشائعات التي تعبر عن نفس مريضة متأزمة، مدللة بكل معاني الكلمة عن جاهل لم تداعب المبدئية والروح الرفاقية أياً من مكامن الرجولة والأصالة التي يتحلى بها أبناء الأصول، ولكن غير مستبعدة من أبناء الأصول!
أليس من العار عليك وعلى تابعيك أن تلتقي بالمسمى (عزت الشابندر) رسول المالكي والذي يمثل الوجه القبيح للاحتلال، والذي ما زالت يده ملطخة بدماء رفاقنا وأبنائنا الشرفاء، وفي بيت أحد أركان قيادتكم الحكيمة (مدرب الرقص الغجري) ويسجل كامل الحوار، وكلها توحي بالضعف والتنازلات لسلطة الاحتلال، ودون الرجوع إلى رفاقك بالقيادة الذين أوصلوك إلى ما أنت عليه، يا صاحب الحس الأمني الرفيع، شجاعتك وحسك الأمني يدفعك لتفتيش وإطفاء تلفونات رفاقك والتعالي عليهم يا عين الوصول!
إن الوصول إلى الهدف السامي الذي أرهق الكثير من الرفاق، هدف التوحد، له مسوغاته، أولها التخلي عن الشك حيث يقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: (اضرب الشك باليقين).. وها هو اليقين يتجلى بدعوة صريحة من الغطاء الشرعي للتنظيم متمثلة بالقيادة القومية تدعو الجميع للالتحاق والالتحام مع رفاقكم الذي ما غادروا ما اتفقوا عليه، وحين يلتحم الجمعان لا يبقى مكان لصاحب الطموح المريض، وبذلك نتخلص من عقدة خطيرة لطالما قضت مضاجعنا، ونتفرغ لواجبنا كي ننهض بواجبات التحرير وفي مقدمتها تحرير عراقنا الحبيب من قبضة مغول القرن الحادي والعشرين الأمريكان وعملائهم، والتصدي للهجمة الشعوبية العنصرية الحاقدة التي تستهدف حزبكم العظيم ومناضليه الشرفاء.
هل إن عودة من اجتهد نتيجة الزيف والكذب، فوقف واستنجد بتراثه الخير ونصح رفاقه بالموقف الصواب، يكافئ أم يتهم بالخيانة، وخيانة من؟ مبادئه أم موقفه الشجاع بالتصدي للذات وتأنيبها والعودة بها إلى طريق الصواب، طريق تجسيد الفكر والنضال والانتصار على الذات رغم المغريات، وتطهير ذاته ورفاقه من أدران التآمر على وحدة الحزب وخدمة عملاء المحتلين الذين تلطخت أياديهم بدماء رفاقنا الطاهرة، بعيداً عن العواطف ورفقة الدرب التي ظهرت وتجسدت فيها مواقف التخاذل والتآمر واستئثار شخصي ومصلحي بعيداً عن الأهداف السامية التي من أجلها اجتمعنا.
لذلك أصبح لزاماً وواجباً بكل المعطيات أن نقف ضد أي تضليل أو تسويف أو عدم شفافية في كل إجراء نحن فيه، لأننا نشعر قد وضعنا في موضع الاتهام وتعطيل وعرقلة ما يجمع البعثيين ويوحد كلمتهم ويرتقي بعملهم إلى مستوى المهمات الصعبة التي أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضى، إنه قدرنا أن نصمد وقدرنا أن نتحمل وقدرنا أن نواجه ونواصل المسيرة حتى التحرير من خلال وحدة المناضلين، ولنا حديث آخر لكي نوضح فيه كثير من الملابسات، ولكي نضيء نبراساً متوهجاً لكي لا يتوهم الآخرون، ولكي لا نجد أنفسنا في طريق مسدود ليس له أي بعد قومي أو نجاح، وهذا ما نرفض أن نستسلم له.
ولابد لي أن اتقدم بالشكر والعرفان والروح الرفاقية العالية إلى الرفيق المناضل شيخ المجاهدين أمين سر القطر عزة الدوري، الذي قال في رسالته إلى الرفيق غزوان: (موقفكم يجبُّ ما قبله كما إن الإسلام يجبُّ ما قبله).

أقول غير محاذر ولا محتشم




بسم الله الرحمن الرحيم
أقول غير محاذر ولا محتشم
نصري حسين كساب
لقد عشنا حتى ادركنا زمن ، يشتم فيه نبي الله وصحبه وامهات المؤمنين ، يكون فيه ما يقوله محمد وعمر سلفية وتأخر ، وما يقوله الصفويين الكفرة وبطانات السوء واسيادهم حرية رأي  ، وعلماءنا صامتين عن قول كلمة الحق وهم يدرون ويعرفون ويعلمون ان ملالي الصفوية يريدون تقويض الدين وتدمير الاسلام ..
الله أكبر .. نكون مسلمين ، في بلاد اسلامية ، في دولة مسلمة ، ثم نخشى ان نجهر بكلمة الحق ، اتقاء لغضب سفهاء قم وطهران !!
اننا في جاهلية عمياء ، وواجب المؤمن أن يصدع بأمر الله لنغير واقعا أسود لايمكن أن ندين له بالولاء ..
قتال المسلم للمحتلين والغزاة فرض ، ما قعد عنه الا جبان .
قادة  ما يسمونه مجلس التعاون الخليجي ، وقادة النكسات والهزائم والكوارث تحت المظلة العربية  ، ساقوا الامة الى عارها ، وقادوها الى ذلها ، يسيرون في منعطفات الطريق تحت مسميات وهمية بين ممانعة وموالاة والغالبية  تحت مظلة الصهيونية و الصفوية الايرانية ! وان القيادات التي خانت العراق بقيت هي القيادات مسيرة وسائرة وهي نتاج مؤامرة صهيونية صفوية مجوسية ، مدبرة محبوكة ضد حضارتنا الاسلامية وتراثنا الفكري والروحي ، ولهؤلاء على اختلاف مسمياتهم  عن ارادة وتصميم ، دور التمهيد والتحضير  لغزو العراق  والاعداد للامتداد الصهيوني الصفوي الفارسي لوطننا العربي الكبير .
ياناس !
ان المصيبة   التي حاقت  في العراق بجهدهم وجهد اسيادهم هي قبل كل شيء وبعده تستهدف مستقبل العروبة والاسلام ، غاظهم أن يكون العراق عربيا قويا ، فحاروا وداروا ، وأخذتهم العزة بالأثم ، ومضوا كما تزور لهم أهواؤهم ، يعللون ويبررون ويفسرون ، يخطبون ، ويثرثرون ، يعللون المؤامرة بكل اعذار الا الدين ، وكل تعلة الا الايمان .. ولم يخجلوا عن اعتبار كارثة العراق نصرا للديمقراطية الجديدة ، وما زالت حقارة غيظهم المدمر لم تستطع تحقيق هدفها الاخير في الاجهاز على المقاومة والجهاد والاستشهاد في العراق !!
فأذا قلت لهم : الصفويين الفرس سيجلسون في أحضان نساءكم .. وينتفون لحاكم .. ويجهزون على الدين الاسلامي .. قالوا بهتان مبين من جماعة صدام على ايران  !
فأذا قلت لهم : الصفويين الفرس يطلبون العلم ، ويستعينوا بالتقنية ، ويستخدمون أفضل ما توصل اليه العقل من منجزات التكنولوجيا في الحشد والتعبئة ، والتسليح والتكديس ، والتدريب والتنظيم ، واعداد التنظيمات الصفوية النائمة لاقامة الهلال الصفوي المجوسي وهدم الكعبة .. قالوا افتراء من جماعة صدام على ايران !
فأذا قلت لهم ايران وضعت اسلحة بيولوجية وصواريخ بعيدة المدى على حدود العراق مع السعودية لاستخدامها  لضرب المملكة العربية السعودية في حال تعرض ايران  لاي ضربة عسكرية  امريكية .. قالوا افتراء من جماعة صدام على ايران !
فأذا قلت لهم ايران تريد اقتطاع جزء من الرمادي وضمه الى كربلاء لتصبح على حدود الاردن .. قالوا بهتان من جماعة صدام على ايران !
فأذا قلت لهم أتقوا الله في العراق وأهله .. وساندوا المقاومة العراقية بالمال والسلاح وافتحوا حدودكم للمجاهدين ليقاتلوا الصفويين الفرس نيابة عن العروبة والاسلام  .. قالوا هذا يخدم عودة جماعة صدام ويغضب الامريكان !  
جدلهم مراء ، ونقاشهم انكار ، ومنطلقهم ضلال .. وهدفهم ، وهدف اسيادهم واحد لا خلاف عليه : هو اجتثاث الحضارة الاسلامية من جذورها العميقة . واما من يقولون ان العدو الرئيسي والحقيقي لنا ليس الصفوية الفارسية المجوسية ، فهو كفر لايستحق الرد ، نتركه للكتاب الجهلة ليتطوفوا به ، وحسبهم ذلك مقتا !
يا ناس !
الوطنيين العراقيين ، ينشرون بيانات مطولة مهللين مبشرين ، يحددون ويشخصون العلل واسبابها ، ويفسرون بواطنها ، ويبررون  مواقفهم فيها ، لايجرؤون ان يقولوا ان الدول العربية كلها تتحمل مسؤولية ما حدث ويحدث في العراق ، منهم المملوء حقدا على البعث ورفاق الشهيد صدام حسين .. ومنهم المنحرف والانتهازي والمزايد بالكلمات والشعارات البراقة ، والخلاصة كل من هم خارج كتائب المقاومة والجهاد والاستشهاد على ارض العراق متطفلين اهدافهم تشتيت الاماني والاهداف وتجزئة الولاءات وشق الوحدة الوطنية وتمزيق وحدة المقاومة والجهاد والتحرير العراقية . و ما جرى ويجري في العراق يؤكد صحة ما ذهبنا اليه .. العراق دمر وبطريقه للتقسيم ، فلا العدو براحم ، ولا الاخ وابن العم بمسعف .. والفارس القائد صدام حسين قرع ابواب الجنة وراح معه الالتزام الاخلاقي ازاء الوطن والامة والدين ، والعراق غرضا لملالي الصفوية الفارسية و العراق الورقة الرابحة بيدهم ، وغزو العراق واحتلاله وتقسيمه يستتبعه خللا من المحيط الى الخليج ، ولايهم الشرق والغرب ان تكون  اشلاء العراق هي الضحية ، تلحق بها مشيخات الخليج العربي .. ولايضيرهما الوطن العربي مثخنا بجراحه ، تتكاثر عليه الكواسر ، وتتكسر في ندوبه النصال .
يا ناس !
أقرأ بين الحين والأخر لجاهل يقول : الميت عزت الدوري ويهزأ ب عزت الدوري الذي يقاتل الغزاة والمحتلين  مؤمنا عن ديرته وربعه ، وشرف أمته ومقدسات دينه وكيانه ممتليء بوجود الله معه ، فلا يرهب العدو ، ولا يهاب الموت . مثل هؤلاء يتهجمون قبل ان يتعلموا وما هم فيه باطل ، جعل الله على قلوبهم أكنة ان يفقهوه وفي أذانهم وقرا !
المعتز بالله مؤمن يجاهد وقد أمتلأ كيانه بوجود الله معه ، فلا ينثني ، ولا يجبن ، ولا يهزم حتى يلقى وجه ربه ، قد اختار احدى الحسنيين : النصر او الاستشهاد .. لكن لا تعمى الابصار ، بل تعمى القلوب التي في الصدور .. يقول احد الفجار : عزت الدوري ميت ولا بد من القضاء على البعث العربي ويوافقه الرعاع والخونة والجواسيس والعملاء ، يصخبون ويكتبون عارضين بضاعتهم المأجورة وألسنتهم المسعورة ، وعقولهم المنخورة في خليط متعفن مليء بالادعاء .. مليء بالافتعال ، مليء بالتشدق ، قوامه العهارة الخلقية المقصودة ، لو اطلعت عليهم لملئت منهم رعبا ! والاكثرية الصامتة تسمع وترى ، ولا تحرك ساكنا ، قد ارتاحت على يأسها ، واختارت الهروب والانطواء .
يا قوم  !
والله لم ولن يقاتل الصفويين الفرس ويحرر العراق ويحافط على وحدته ، ويعيد العراق البوابة الشرقية للوطن العربي وسدا منيعا بوجه الرياح الصفوية الفارسية واطماعها الا كتائب المقاومة والجهاد والتحرير على ارض العراق  بقيادة المعتز بالله عزت ابراهيم الدوري ورفاقه الاحرار . وكل ما يدعيه السفهاء كذب ويجافي الحقيقة وهم ليسوا اكثر من متصعلكين على اعتاب المتأمرين !
المعتز بالله عزت الدوري يقود القيادة الميدانية مؤمنا بربه وبنفسه وبتراثه وعقيدته .. ينطلق من ينابيعه الروحية ومصادره الفكرية في مسيرته الوئيدة الوطيدة نحو التحرير والثأر ، وبالامس القريب القريب  قال لصديق صدوق  :  ( كل مؤمن بالله حق ايمانه هو رفيق طريقي ، مسلما كان أو مسيحيا .. والقيادة بلا ايمان خيانة .. والسياسة بغير ايمان دجل .. والفداء بغير ايمان انتفاع .. وكل ما عدا ذلك باطل يدفع باطلا وشبهة تسوق شبهات . وقال  شيخ المجاهدين الايمان حتمية فوق كل حتمية ، وراحة روحية تصنع الاعاجيب وتحقق المعجزات .. والعروبة والاسلام وحدة الأمال والالام وشركة السراء والضراء وهما في نسق متصل لا أمت فيه ولا اعوجاج ) . وقال : اسمع يا اخي الصفويين الفرس يريدون للاردن والسعودية الدمار والانهيار ورفاقكم المقاومين المجاهدين هم واهلهم واخوتهم وابناء عمومتهم من امة العرب يستطيعون صيانة وطننا العربي من الدمار الذي يسعى له ملالي الصفوية في قم وطهران ) .
يا قوم !
ذلك هو فكر ورؤية شيخ المجاهدين المعتز بالله عزت ابراهيم الدوري ، فأين العرب والقادة الشرفاء منه اليوم ؟

الاثنين، ديسمبر 06، 2010

بالأرقام والوثائق.. ذبح الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان

شبكة البصرة
بقلم: عامر عبد المنعم







الجيش الأمريكي منهك وغير قادر علي غزو أي دولة أخري، وأي تهديدات بغزو دولة إسلامية كاليمن أو باكستان أو السودان أو إيران مجرد كلام أجوف وغير واقعي. فالجيش الأمريكي بعد تكسير عظامه في العراق وفي أفغانستان عاجز عن خوض حروب جديدة، وغير قادر علي اجتياح دولة ثالثة برياً، لا الآن ولا مستقبلاً. وضاع الحلم الإمبراطوري مع تمزيق هذا الجيش العدواني في أرض الرافدين وقري الأفغان.
 
تؤكد الأرقام والوثائق التي تحت أيدينا أن الحرب في العراق وفي أفغانستان كانت أكبر محرقة لمعدات وجنود الجيش الأمريكي منذ نشأة الولايات المتحدة وحتي الآن. لقد خسرت أمريكا ما يزيد عن 600 ألف قطعة من العتاد، ما بين دبابة وعربة قتال ومدرعة وهمفي ومروحية، وسقط ما يزيد عن مليون عسكري بين قتيل وجريح ومعاق ومصاب بالأمراض النفسية وأمراض الدماغ.
ربما تكون هذه الأرقام مذهلة للبعض، وقد كانت بالفعل مفاجئة بالنسبة لي شخصيا، ولكن بعد عملية بحث دقيقة، وضعت يدي علي الكثير من المعلومات من مصادرها الأمريكية، كالبنتاجون والكونجرس وغيرها. وهالني الكم الكبير من المعلومات المتاحة والتي تستحق أن نضعها أمام أعيننا لنفهم مايدور حولنا ولا نكون كجن سليمان نعمل في العذاب بينما أمريكا الإمبراطورية شاخت، وشلت، وسقطت.
وقد تلقيت رداً من القيادة المركزية الأمريكية للمرة الثانية علي مقالي السابق الذي ذكرت فيه 22 دليلاً اقتصادياً علي الإنهيار الوشيك للولايات المتحدة الأمريكية، وكنت أتوقع أن يكون رداً علميا يستحق النقاش حوله ولكن وجدته كالرد الأول مجموعة من الإدعاءات، والكلام المكرر الذي لا يقف علي ساقين.
وقد رددت في المقال السابق علي معظم ماورد في الرد الأخير، وحتي لا نبتعد عن صلب موضوعنا، فإنني سوف أتعرض لما يستحق التفنيد في مقال قادم إن شاء الله.
كنت في المقال السابق قد ركزت علي الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه أمريكا ودوره في إنهاء الهيمنة الأمريكية وإسقاط المشروع الإمبراطوري الأمريكي وسردت الأدلة علي أننا ننتظر لحظة الانهيار الوشيك كما حدث مع الإتحاد السوفيتي.
وفي هذا المقال - كما وعدت القراء- فإنني سأركز علي الانكسار العسكري للجيش الأمريكي في العراق وفي أفغانستان، وأكشف عن معلومات تفضح حقيقة الثور المذبوح بأيدي حفنة من أبناء الأمة بإمكانات عسكرية بسيطة جدا، في أفقر دولتين مسلمتين عانتا من حصارٍ زاد عن عقدٍ من الزمن.
ولكي نقف علي حجم التدمير الذي تعرض له الجيش الأمريكي، فإنني ركزت علي حجم الخسائر في المعدات وأنظمة التسليح، والخسائر البشرية بالقتل والإصابة أثناء العمليات العسكرية، وإصابات ما بعد الحرب، والقتلي والمصابين من المتعاقدين من غير العسكريين. ولم أتعرض للتكلفة الاقتصادية إلا في حدود ضيقة لأنني أشرت إليها في المقال السابق.
 
أولاً: الخسائر في المعدات وأنظمة التسليح
1- المعدات المدمرة والمعطوبة
- قدرت دراسة لمكتب الميزانية بالكونجرس الأمريكي في سبتمبر 2007 عدد القطع التي فقدها الجيش وتحتاج إلي تعويض علي وجه السرعة بنحو 300 ألف معدة من كل الأنظمة الأساسية، خاصة المروحيات ودبابات أبرامز وبرادلي والمدرعات والهمفي والمدافع.[1]
وقالت الدراسة المتعلقة بعملية الإصلاح والإحلال والتجديد للمعدات المدمرة والمعطوبة التي تم استقدامها من ساحات الحرب بعنوان "Replacing and Repairing Equipment Used in Iraq and Afghanistan" أن عمليات إصلاح وتعويض هذه الأسلحة ستأخذ وقتا طويلا.
- قال الجنرال روبرت رادين رئيس قيادة العتاد في الجيش الأميركي ونائب رئيس الأركان للعمليات اللوجستية والعمليات أن عدد المعدات التي دمرتها الحرب وخضعت للإصلاح مثل عربات القتال برادلي ودبابات ابرامز وقطع المدفعية والعربات ذات العجلات في عام 2005 بلغت 20000 قطعة. وفي 2006 بلغت 33000 قطعة، و في 2007 بلغت حوالي 47000 قطعة من المعدات خضعت للإصلاح.[2]
- وفقا لمكتب الميزانية بالكونجرس عام 2006 فإن النقص في المعدات نتيجة التدمير كان كالتالي:
13 ألف من المركبات سريعة الحركة ومتعددة الأغراض (همفي)
32 ألف مركبة تكتيكية متوسطة
7,600 آلاف مركبة تكتيكية ثقيلة
- قال بيتر شوميكر رئيس أركان الجيش الأمريكي في سبتمبر 2006 أمام مجموعة متخصصة في الكونجرس أن 1500 من عربات هامفي والدبابات ام 2 والمركبات القتالية برادلي وغيرها تنتظر الإصلاح في مركز الصيانة في "رد ريفر آرمي"، وتنتظر 500 دبابة ام 1 في مركز انيستون في الاباما. وقال إن مراكز الصيانة الخمس الكبري التابعة للجيش لاتعمل بنصف طاقتها بسبب نقص الاعتمادات.[3]
- في نهاية 2006 بدأت عملية نقل الآلاف من الدبابات والمركبات المعطوبة إلي مستودعات وورش الجيش في الولايات المتحدة للإصلاح. ففي مستودع "Red River" في ولاية تكساس، حسبما ذكرت "Fort Worth Star-Telegram" ما لا يقل عن 6200 عربة همفي ودبابة ومدرعة وشاحنة وسيارات الإسعاف تنتظر الإصلاح.
- وهناك مقبرة أخري للدبابات وعربات القتال في مستودع الجيش في انيستون في ولاية ألاباما. وقالت المتحدثة باسم المستودع جوان غوستافسون أن المستودع سيقوم بإصلاح 1885 من الدبابات والعربات المدرعة الأخري خلال السنة المالية التي بدأت في 1 أكتوبر 2006. وقالت ان المستودع قام باصلاح 1169 دبابة وآلية في 2004 واصلاح 1035 في 2005.[4]
- كثير من المعدات الأمريكية تعطلت بسبب الإجهاد والإهلاك، والحركة، كرا وفرا في أرض المحرقة، واستنفاد الطاقة المحددة لها. ففي جلسات استماع بالكونجرس في يناير 2007 قال الجنرال تشارلز اندرسون مدير تطوير الجيش أمام أعضاء اللجان الفرعية لجهوزية القوات الجوية والبرية: إن الحرب أجهدت الشاحنات والدبابات وطائرات الهليكوبتر وأهلكتها، فالدبابات تتحرك في أرض المعركة بمعدل يتجاوز خمس مرات المعدل المقرر لها، والشاحنات بما يفوق المعدل بـ 5-6 مرات، ونفس الأمر مع المدرعات الثقيلة كما أن المروحيات استهلكت حيث تطير بمعدل يزيد 5-6 مرات عن المقرر لها.[5]
- نسبة أخري من المعدات تعطلت بسبب ظروف التشغيل القاسية حيث تتحرك الدبابات والمدرعات لمسافات طويلة علي الطرق الأسفلتية المعبدة التي تزيد من معدلات الاهتزازات بالنسبة للأنظمة الإلكترونية و الميكانيكية مما يتسبب عنه إهلاك هذه الأنظمة.[6]
- الظروف البيئية في العراق حاربت الجيش الأمريكي، فالمعدات التي لم تصبها العبوات الناسفة علي الطرق وقذائف المورتر في القواعد العسكرية، تعطلت بسبب عواصف الرمال والغبار التي أفسدت محركات الطائرات والأنظمة الإلكترونية والفلاتر، وأتلفت محركات الدبابات. ويصعب إصلاح ما أتلفته الرمال والغبار في الميدان ويحتاج إلي ورش تم التوسع في بنائها في الولايات المتحدة خصيصا لإنقاذ معدات الجيش.[7]
- أعلن الجيش أن كل الدبابات أبرامز وبرادلي العائدة من العراق تم إرسالها إلي المستودعات لإصلاحها بسبب الرمال التي سدت المحركات والفلاتر. ويكلف اصلاح الدبابة الواحدة وتخليصها من الرمال 800 ألف دولار، ويكلف ذلك للبرادلي 500 ألف دولار.[8]
- مع استنزاف كل الترسانة الأمريكية وإرسالها إلي العراق وأفغانستان والمناطق المحيطة بهما في أول خمس سنوات للحرب أكد الخبراء في وزارة الدفاع الأمريكية عدم توفر معدات للقوات المتوجهة إلي المعركة، علاوة علي عدم توفر معدات للتدريب. [9]
 
2- تأثير العبوات الناسفة
لعبت العبوات الناسفة، هذا الاختراع البسيط جدا، دورا متميزا في تعجيز الجيش الأمريكي وتدمير معداته وقتل جنوده، ووقف الجيش الغازي المسلح بأحدث التقنيات حائرا لا يدري ماذا يفعل أمام هذا السلاح البدائي. لقد رصدوا الميزانيات ووضعوا الخطط ولكنها باءت كلها بالفشل.
- في دراسة لخدمة أبحاث الكونجرس صدرت في 25 سبتمبر 2006 حول العبوات الناسفة في العراق فإن ما تم إنفاقه منذ 2004 إلي 2006 لتمويل جهود يائسة لمكافحة العبوات الناسفة بلغ 6.1 مليار دولار، حيث تم تمويل عدة هيئات متخصصة في البحث عن التقانة التي تساهم في الكشف عنها بما فيها الطائرات، وعندما عجزوا قرروا تخصيص طرق مؤمنة خاصة لتحرك المعدات.[10]
- وللتدليل علي خطورة العبوات حجما وتأثيرا، ففي حادثة وقعت عام 2004 فوجيء الأمريكيون بالمركبة القتالية برادلي التي تزن 22 طنا طارت في الهواء جراء مرورها علي عبوة ناسفة واستقرت قاعدة المركبة المدرعة علي مسافة 60 ياردة (54 متراً) من مكان الانفجار.[11]
- ومع تصاعد عمليات تفجير المعدات علي الطرق تم تأسيس صندوق للانفاق علي برامج تساعد في مواجهة العبوات الناسفة بداية من 2006. وما خصص له كان كالتالي حسب الأعوام:
2006 تم تخصيص مبلغ 3.3 مليار دولار
2007 تم تخصيص 4.4 مليار دولار
2008 تم تخصيص 4.3 مليار دولار
2009 تم تخصيص 3.1 مليار دولار
2010 تم تخصيص 1.8 مليار دولار
2011 مع تزايد الخسائر في أفغانستان تم تخصيص 3.3 مليار دولار.[12]
ولكن حتي الآن لازالت العبوات تحصد المعدات الأمريكية في العراق وانتقلت هذه التقانة البدائية إلي ايدي المجاهدين في أفغانستان.
وهنا أتذكر، وعلي سبيل المثال، قصة اثنين من الأفغان في ولاية هلمند، أحدهما الشيخ (صالح جان) البالغ من العمر 69 عاماً، والآخر ابنه (عطا جان) البالغ من العمر 18 عاماً استطاعا لوحدهما خلال 21 شهراً أن يفجرا 32 دبابة و 6 ناقلات للجنود من نوع (رينجر) للناتو بواسطة زرع الألغام لها في طرق مرورها.
وهذه القصة وردت في رسالة محمد يوسف الأحمدي المتحدث باسم طالبان إلي أعضاء الكونجرس الأمريكي. وكلّ ما صرف من المال في هذا العمل لا يتجاوز 2500 دولار، والأعجب من ذلك أن جميع الأدوات والوسائل التي استخدمت في هذا العمل قد تمّ شراؤها من (سوق لشكركا) المحلية. وقد تمّ كلُ هذا العمل في الوقت الذي يمارس فيه العمّ (صالح جان) وابنه عمليهما في الفلاحة، ولم يضطرا للسفر إلي قرية أخري.
ولم يتعلم هذه الخبرة في صيد البابات في أية أكاديمية عسكرية، ولم يطلبا الأجر الماديّ علي ما فعلاه من طالبان.
وقد تمّ تفتيش بيت الرجل أربع مّرات من قبل جنود الناتو خلال هذه المدة، ولم يعثروا في بيته علي ما يمكن أن يستعمل في التفجيرات.
و يحكي العمّ صالح جان: إنني ذات مرّة قمت بتفجير العبوة الناسفة عن بُعدٍ علي الجنود الذين كانوا في طريق الخروج من القرية بعد تفتيش بيتي، فقتل منهم واحد، وجرح ثلاثة آخرون، فأحضرت الماء واتجهت نحوهم، فسقيت الجرحي الماء البارد لأموّه عليهم أنني لست الذي قام بهذا التفجير، ولاعتقادي أن الجرحي إن شربوا الماء البارد في هذه اللحظة فستنفتق جروحهم أكثر وأكثر.[13]
 
3- حجم وتكلفة المعدات المدمرة والمعطوبة
وفي السطور التالية سأثبت بالأرقام من واقع الميزانيات السنوية بالكونجرس أن الجيش الأمريكي خسر معظم ترسانته العسكرية في الحرب، وأنه أنفق المليارات من الدولارات لتعويضها وإصلاح ما يمكن إصلاحه.
أعدت وزارة الدفاع الأمريكية تقريرا للكونجرس في 2006 قالت فيه إن 20% من أسلحة ومعدات الجيش تم إرسالها في بداية الحرب إلي العراق.[14]
وقدر مكتب المحاسبة بالكونجرس قيمة المعدات في العراق وافغانستان والمنطقة المحيطة بساحة المعارك بـ 30 مليار دولار.[15]
ويتم الحفاظ علي هذه النسبة لأسباب عسكرية، إذ توجد معادلة توازن بين تعداد القوات والألوية وبين عدد المعدات، وما يتم إعطابه أو تدميره يتم اصلاحه أو استبداله لاستعادة القدرات القتالية. وحسب الوزارة فإن عدد المعدات التي تم إرسالها إلي العراق 570 ألف قطعة وهي كالتالي:
من 15% :20 % من أسطول المروحيات موجود في العراق وأفغانستان في اي وقت.
550 دبابة ابرامز في العراق تمثل 9% من مجموع الترسانة للجيش الامريكي.
تم نشر اكثر من 20% من ترسانة العربة المقاتلة سترايكر.
57.400 ألف شاحنة من مجموع 300 ألف أي20%.
تم نشر 23.800 من الهمفي في البداية، ثم ارسال كل ترسانة الجيش الأمريكي فيما بعد.
ومنذ العام الأول للحرب في العراق يتم شحن ثلثي المعدات الي الولايات المتحدة بسبب ما أصابها من تدمير وإعطاب مع عملية تبديل القوات وتذهب القوات الجديدة بأسلحة جديدة، أي إن معظم أسلحة الجيش الأمريكي تم شحنها الي مناطق الحرب لتذوق التدمير أو الإعطاب فتبقي هناك المدمرة وتعود المعطوبة للإصلاح. وجدير بالذكر أن تبديل و تدوير القوات يتم كل 12 او 15 شهراً.[16]
وبسبب الخسائر في المعدات واتساع دائرة المواجهة مع المقاومة في البلدين تضاعف الإنفاق العسكري الأمريكي خلال العقد الماضي ففي عام 2000 أي قبل شن الحرب كان الإنفاق العسكري يمثل 2.9% من إجمالي الناتج المحلي. ارتفع الي 4.5% في 2009، ثم إلي 4.7% في ميزانية 2010 وثبت علي 4.7% في ميزانية 2011.
قالت دراسة لـ Congressional Research Service عن تكلفة الحربين صدرت في 2 سبتمبر 2010 أن الكونجرس وافق مع حلول عام 2010 علي تخصيص 1.291 تريليون دولار منذ هجوم 11 سبتمبر لتمويل الحربين. منها 802 مليار للعمليات في العراق و 455.4مليار للعمليات في افغانستان، و28.6 مليار لتعزيز الأمن، و8.6 مليار للرعاية الصحية للمحاربين القدماء المصابين في الحربين.
والإنفاق العسكري وما ترتب عليه كان العامل الأساسي وراء الأزمة الإقتصادية التي ضربت أمريكا. لقد كتب جوزيف ستيجلتس الحاصل علي جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2000 وليندا بالمز الأستاذة بجامعة هارفارد مقالا في واشنطن بوست يوم 5 سبتمبر 2010 قالا فيه أن تقديراتهم السابقة للحرب والتي وصلت إلي 3 تريليون دولار تقل عن الحقيقة بعد اضافة بنود أخري كانت غائبة وقد تزيد عن 6 تريليونات.[17]
ما يهمنا هو معرفة حجم العتاد المدمر من خلال أرقام المخصصات السنوية التي أقرها الكونجرس والخاصة ببند استبدال وتجديد المعدات المدمرة والمعطوبة.
- باستعراض الميزانيات السنوية للوقوف علي القيمة المالية لاستبدال وتجديد المعدات التي خسرها الجيش الأمريكي في الحربين تبين الآتي:
2004 تم تخصيص 7.2 مليار دولار لعملية تعويض واصلاح المعدات
2005 تخصيص 18 مليار
2006 تخصيص 22.9 مليار
2007 تخصيص 45.4 مليار
2008 تخصيص 61.5 مليار
2009 تخصيص 32 مليار
2010 تخصيص 28 مليار
2011 تخصيص 21.4 مليار
ولوحظ زيادة كبيرة في الإنفاق خلال الأعوام 2006و2007 و2008 بسبب زيادة وصول عمليات المقاومة في العراق إلي ذروتها في تدمير المعدات العسكرية.
- وبجمع هذه المبالغ يصل إجمالي ما تم انفاقه علي عمليات الاستبدال والإصلاح يبلغ 236.4 مليار دولار. فإذا كانت تكلفة 20% من المعدات تساوي 30 مليار فإن هذا يعني ان الجيش الامريكي جدد معداته التي خسرها في العراق وفي أفغانستان ست مرات تقريبا،0 أي استنفد ترسانته العسكرية بنسبة 120% تقريبا.
- يضاف إلي ما سبق أن إجمالي التمويل الإضافي الذي طلبته وزارة الدفاع لنقل المعدات المعطوبة من الميدان إلي الولايات المتحدة بلغ 151 مليار دولار.[18]
- ولتوضيح الصورة أكثر، ففي تقرير لمكتب الميزانية بالكونجرس ولمواجهة تدمير وإعطاب المعدات تم شراء المعدات الآتية خلال الفترة من 2005 إلي 2007
1300 مدرعة سترايكر بينما مجموع ما يملكه الجيش الأمريكي 1400
27300 همفي ومجموع ما يملكه الجيش 107700
21300 عربة تكتيكية متوسطة ومجموع الترسانة 25500
3100 شاحنة تكتيكية ثقيلة والمجموع 14400
1000 نظام Palletized Loading والمجموع 4000
1500 Line-Haul Truks  والمجموع 8900
- وفي عام 2009 قال الجيش أنه يعاني من عجز قدره 10 آلاف وحدة من الآليات من جميع الأنواع رغم أنه اشتري 21 ألف وحدة وأرسلها إلي منطقة القتال.
- في فبراير 2006 طلب الجيش 9 مليار دولار لاستبدال وإصلاح منظومات الأسلحة من الدبابات والمروحيات والمدرعات التي دمرتها الحرب. وبعدها بخمسة شهور فقط قال الجنرال بيتر شوميكر قائد أركان القوات الأميركية أن الجيش يحتاج الي 17.1 مليار في ميزانية عام 2007 لتعويض المعدات المدمرة.[19]
- وفي أبلغ تعبير عن حجم الخسائر في المعدات، ما حدث في يوليو 2006 عندما أرسل النواب الديمقراطيون خطابا إلي الرئيس بوش قالوا فيه إن ثلثي الألوية المقاتلة في الجيش غير مستعدة للقتال بسبب النقص في المعدات.[20]
 
ثانياً: الخسائر البشرية في القوات المقاتلة
1- الجنود القتلي
- وفقا للإحصاءات الرسمية للبنتاجون فان عدد القتلي العسكريين الأمريكيين حتي 8 نوفمبر 2010 بلغ 5798 قتيلا منهم 4409 قتيلا في العراق و1389 قتيلا في أفغانستان.
- ذكرت وزارة شئون المحاربين القدماء أن عدد القتلي من الجنود الأمريكيين منذ حرب الخليج وحتي 2007 بلغ 73 ألف قتيل. وقالت إن عدد المصابين في العمليات الحربية 1.6مليون مصاب. وقد قامت الوزارة بحذف هذه الإحصاءات فيما بعد لإخفاء حجم الخسارة البشرية. ولكن الإعلام الأمريكي المعارض للحرب اهتم بهذه الأرقام بالتعليق والتحليل.[21]
وإذا علمنا أن عدد الجنود القتلي في حرب الخليج رسميا (1990 – 1991) كان 383 وعدد المصابين 467 حسب إحصاءات وزارة الدفاع.[22] وإذا أضفنا لهم المصابين بما سمي مرض حرب الخليج بسبب التطعيم ضد الجمرة الخبيثة والمصابين بأمراض ما بعد الحرب، ثم بإجراء عملية طرح بين الأرقام فإن عدد العسكريين الامريكيين القتلي في العراق وفي أفغانستان يبلغ 72.617 ألف قتيل، وعدد المصابين يزيد عن مليون مصاب أي نصف قوات الجيش الأمريكي التي تم نشرها في البلدين.
 
2 – الجنود المصابون
2- أ – المصابون جراء العمليات القتالية
- وفقا للإحصاءات الرسمية للبنتاجون في 8 نوفمبر 2010 فإن عدد المصابين في الحربين 41,030 ألف مصاب، منهم 31,935 ألف في العراق، و9,095 آلاف في أفغانستان.
ووفقا لتقديرات موقع antiwar.com  يبلغ عدد المصابين في العمليات العسكرية 100 ألف جندي وضابط أمريكي.
- عدد المصابين من المحاربين القدماء في العراق وأفغانستان، الذين تلقوا علاجا علي نفقة وزارة المحاربين القدماء بلغ 600 ألف شخص.[23] وهذا الرقم يختلف عن المصابين في الخدمة الذين تلقوا العلاج في المستشفيات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع.
- عدد الجنود الذين خرجوا من الخدمة وأصيبوا بالعجز والاعاقة وتقاضوا إعانة بسبب العجز من وزارة المحاربين القدماء بلغ 500 ألف جندي وضابط مصاب.[24]
- أكد تقرير لوزارة شؤون المحاربين القدامي أن أكثر من 58 ألفا من الجنود الذين خدموا في العراق وأفغانستان فقدوا السمع تماما، وأن ما يقرب من سبعين ألفا من الجنود مصابون بطنين في الأذن يترتب عليه متاعب عصبية وفقدان السمع تدريجيا.[25]
 
2- ب - إصابات الدماغ
- عدد الجنود الذين أنهوا خدمتهم في العراق وفي أفغانستان وأصيبوا بالاكتئاب وضغوط ما بعد الصدمة وإصابات المخ الإرتجاجية بلغ 630 ألف جندي حتي 2007. ذلك بناء علي دراسة لمؤسسة راند بعنوان "الجراح غير المنظورة للحرب" أو " Invisible Wounds of War" حول الإصابات غير المنظورة للجنود والتي لاتكتشفها أجهزة الأشعة رغم خطورتها، والناتجة عن تفجير المركبات علي الطرق بالعبوات الناسفة والقذائف. أكدت الدراسة أن من بين 1.64 مليون عسكري تم نشرهم في العراق وأفغانستان منذ بداية الحرب وحتي اكتوبر 2007 أصيب 300 ألف عسكري بما يسمي ضغوط ما بعد الصدمة والاكتئاب الشديد، وإصيب 320 ألف عسكري بإصابات المخ الإرتجاجية.[26]
ويترتب علي هذه الإصابات فقدان الذاكرة والإنتحار وسلوكيات عدوانية وممارسات غير طبيعية تجاه أسرهم وأطفالهم ومجتمعاتهم.
وإذا اخذنا هذه النسبة وعممناها علي عدد القوات التي تم نشرها حتي 2010 والتي بلغت 2.4 مليون عسكري أمريكي فان نسبة المصابين بأمراض الدماغ ستصل إلي 830 ألفاً تقريبا.
أجريت دراسات عديدة حول إصابات الدماغ. منها واحدة بجهد مشترك بين منظمتي ProPublica and NPR  وقد توصلت إلي أن إصابات الدماغ أكبر خطر يواجه المجتمع الأمريكي. حيث أنها تصيب الجنود بفقدان الذاكرة، وعدم القدرة علي قيادة السيارة والعجز عن قراءة فقرة في كتاب أو جريدة ويفقدون القدرة علي التركيز. وقالت الدراسة التي صدرت بعنوان" Brain Injuries Remain Undiagnosed in Thousands of Soldiers " أن الطابع الغالب علي هؤلاء الجنود أنهم يشكلون خطرا علي المجتمع، حيث أن كثيرين منهم يسيرون في الشوارع الأمريكية يكلمون أنفسهم، ولذلك أطلق عليهم معدو الدراسة مصطلحاً غريباً حيث أسموهم " walkie talkies".[27]
 
2- ج - الإنتحار
من الظواهر التي لفتت الإنتباه انتشار الانتحار وسط الجنود الأمريكيين أثناء الخدمة وبعد الخروج منها.
- أكدت فصلية الكونجرس Congressional Quarterly أن افراد الجيش الأمريكي الذين انتحروا في عام 2009 زاد علي عدد الجنود الذين قتلوا نتيجة العمليات الحربية في كل من أفغانستان والعراق.[28]
- في جلسة خصصت لمناقشة الموضوع اعترف الجنرال بيتر شياريلي، نائب رئيس هيئة الأركان أمام قادة الجيش في البنتاجون بزيادة حالات الإنتحار وقال: "نحن نشهد زيادة مزعجة حقا في زيادة الإنتحار ولكن لانفهم سببها ونبذل أقصي جهد لدراستها والسيطرة عليها.[29]
- قالت السناتور باتي موراي إن عدد محاولات الانتحار للمحاربين المتقاعدين من حربي العراق وأفغانستان نحو 12 ألف حالة سنويا. وانتقدت موراي وزارة شئون المحاربين القدماء واتهمتها بإخفاء الأرقام الحقيقية. وقالت إن هؤلاء المرضي قنابل موقوتة تمشي في الشوارع لعقود قادمة. واعترف غوردون مانسفيلد نائب وزير شؤون المحاربين القدامي خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ وقال إن الوزارة عينت 17 ألف موظف في قطاع الصحة العقلية لمواجهة تضخم عدد المحاربين المرضي.[30]
- لم يقتصر الانتحار علي من ذهبوا ألي العراق وأفغانستان، بل امتد إلي القواعد العسكرية في الولايات المتحدة. لقد شهدت قاعدة فورت هود في وسط تكساس وهي أكبر قاعدة أمريكية في العالم ومنها يتم إرسال الجنود إلي العراق وأفغانستان انتحار 11 عسكريا خلال عام 2009.
وهي ذات القاعدة التي شهدت قيام الضابط الأمريكي من أصل عربي نضال مالك حسن بفتح النار علي الجنود الأمريكيين وقتل 13وإصابة 31 عسكريا أمريكيا آخرين.[31]
- كشفت دراسات ميدانية ارتفاع نسب وفاة الجنود الذين حاربوا في العراق وأفغانستان نتيجة ارتكاب حوادث السيارات والدراجات النارية جراء الأمراض النفسية والاكتئاب. كمثال: قالت وزارة الصحة العامة أن أكثر من 1000 محارب من كاليفورنيا تحت سن 35 عاما قتلوا في الحوادث بسبب سلوكياتهم العدوانية وميولهم الانتحارية، خلال الفترة من 2005 الي 2008. [32]
وعلق السيناتور الديمقراطي بوب فيلنر رئيس لجنة شؤون المحاربين القدامي في مجلس النواب بقوله إن هذه الأرقام مفزعة حقا وتهدد البلاد كلها.
وتعددت الدراسات الميدانية عن الخطر الذي يشكله الجنود المرضي نفسيا في المجتمع الأمريكي، والتركيز علي السلوكيات العدوانية للمحاربين القدماء تجاه أنفسهم وأسرهم وفي الشارع. منها دراسة لمنظمتين غير حزبيتين هما باي سيتزن و نيو أمريكا ميديا كشفت عن قنابل بشرية تسير في الشوارع الأمريكية.[33]
هذه الظاهرة تجعلنا نتساءل: لماذا ينهار البنيان النفسي لهؤلاء الجنود ويتقوض بالهزيمة؟
ذلك لأن ممارساتهم في المدنيين، مفزعة مخالفة للفطرة الإنسانية. ونشوة النصر تقوي تماسك المرء قليلا، أما مع طول المدة ومع الهزيمة والعار فتقصم القشة ظهر البعير وينتهي التحمل وكبت التأنيب.
ولأنهم -وبشهادة حارس جوانتاناموا الذي أسلم وعقدت معه لقاءات في شتي الوسائل الإعلامية - لا يبيتون ليلهم إلا مع الأفلام الجنسية في وحداتهم، وهذا له دلالات علي هذه الأنفس الهشة العابدة للذة التي ليست صاحبة قضية، ومن ثم لا مقاومة لديها ولا صمود معنوي تفيء إليه وينهي جزعها وقلقها ويبرد ألمها ويضيء غايتها.
كما أن هؤلاء يوقعون عقودا ليست للفداء، بل من مضمونها وبمقتضاها أنهم يعملون في الجيش لكي يعيشوا ويرتزقوا، ويؤدون واجبهم لينالوا ثمرته نقدا، وهذا يدخل المرء في حيرة ومقارنة وتقييم لأدائه وممارساته بشكل يحطم راحة البال، لأن الغايات الكبري والتفاصيل فجة ودموية وغير منصفة، والإنسان مهما كان يبقي لديه حوار بين "النجدين" الخير والشر.
 
2- د – إدمان تعاطي الخمور والمخدرات
- أكدت دراسة أجرتها مجلة "الطب العسكري" في 2007 سقوط ثلث القوات العائدة من العراق وأفغانستان في مستنقع إدمان الخمور.[34]
- قالت دراسة للإدارة الصحية للمحاربين القدماء أجريت في 2009 أن 27 ألفا من المحاربين العائدين من العراق وأفغانستان يعالجون من الإفراط في تعاطي المخدرات، و 16,200ألفا يعالجون من إدمان الخمر حيث يترددون علي مستشفيات المحاربين القدماء. [35]
- أشار تقرير لجنة منع الإنتحار التي شكلها الجيش ولجنة تعزيز الصحة والحد من المخاطر لعام 2010 الي أن 16,997ألف جريمة ارتكبت داخل الجيش بسبب المخدرات والكحول خلال عام 2009. وأكد التقرير أن التحقيقات في 64,022 ألف جريمة قتل داخل الجيش خلال الفترة من 2001 إلي 2009 أكدت أنها مرتبطة بالمخدرات.[36]
 
3 - الهروب من الخدمة
هرب آلاف الجنود من الجيش إلي كندا بسبب الرعب الذي شاهدوه أو سمعوا عنه في العراق وفي أفغانستان. في احصاءات البنتاجون بلغ عدد الهاربين 40 ألف هارب من كل أفرع الجيش. وجاء حصرالرقم من خلال القضايا التي أقيمت علي الجنود الهاربين.[37]
وطلب هؤلاء الفارون في كندا اللجوء السياسي، وانضموا إلي المجموعات الرافضة للحرب. لكن الحكومة الكندية الحالية تعارض منحهم اللجوء بسبب تحالفها مع أمريكا في الحرب.[38]
 
ثالثاً - الخسائر البشرية في المتعاقدين
- وفقا للأرقام المعلنة بلغ عدد القتلي المدنيين الأمريكيين من مقاولين ومهندسين خلال الفترة من 2001 الي 2010 في العراق وأفغانستان نحو 2008 قتيلا، منهم 1487 في العراق، و521 في أفغانستان، يضاف إليهم 44 قتلوا في الكويت. ومصدر الأرقام وزارة العمل الأمريكية التي استقتها من واقع سجلات وزارة الدفاع بشأن عدد الأسر التي طلبت التأمين. وهناك تشكيك وانتقادات من قبل المنظمات الأمريكية تجاه الأرقام المعلنة وتأكيدات بأن العدد أكبر من ذلك بكثير.
- وفقا لدراسة متخصصة فإن عدد المصابين من الأمريكيين المتعاقدين في العراق بلغ 44152 شخصا منهم 16 ألفا إصاباتهم خطيرة، بواقع 36023 في العراق، و8129 في أفغانستان. [39]
- ومن المعروف أن وزارة الدفاع وحدها توظف 250 ألفا من هؤلاء المرتزقة في منطقة العمليات وفقا لتقرير صدر في يوليو 2010 من خدمة أبحاث الكونجرس. وبسبب هذا العدد الضخم للمتعاقدين والمرتزقة الذي يفوق عدد القوات المقاتلة بمقدار الضعف أشارت الإحصاءات إلي ان عدد القتلي منهم تفوق علي عدد القتلي العسكريين منذ بداية العام الجاري 2010.وموضوع المرتزقة وما ارتكبوه من جرائم يحتاج إلي بحث مستفيض مستقل.
- لم يصدر الجيش الأمريكي إحصاءات كاملة عن الإصابات في أفراد شركات الأمن الخاصة ولا عدد الهجمات التي تتعرض لها القوافل التي يحرسونها. تقول فيكتوريا واين التي كانت مساعدة رئيس إدارة إعادة البناء بقوات سلاح المهندسين الأمريكي "أن الجيش كان يحذف الأرقام التي كانت تكتبها. وأضافت فيكتوريا واين التي عملت في العراق عامين ونصف أنها عندما احتجت علي إخفاء أرقام القتلي والمصابين بأعداد كبيرة قيل لها إنها أخبار سيئة يفضل عدم نشرها. ووفقا لبيانات " إدارة إعادة البناء" أن شركة "آرمور جروب" البريطانية نظمت 1184 قافلة في 2006، وبلغ مجموع ما ضرب منها450 قافلة معظمها بعبوات ناسفة علي الطرق بالإضافة إلي المورتر والأسلحة الخفيفة، وتعرضت قوافل الشركة إلي 293 هجوما في الشهور الأربعة الأولي من عام 2007.[40]
ومع تفاقم الخسائر وعجز الجيش الأمريكي عن فتح جبهة قتال ثالثة رفض العسكريون الاستجابة للقيادة السياسية بالنزول علي الأرض في باكستان وقرروا التخلي عن العمليات القتالية لإدارة المخابرات المركزية الأمريكية لتحارب وحدها.
 
رابعا: الطائرات بدون طيار وتخلي الجيش عن القتال
في بداية أكتوبر 2010 حدث تحول استراتيجي كبير حظي بتعليقات واسعة من وسائل الإعلام الأمريكية ولم يعره الإعلام العربي اهتماما؛ إذ تخلي الجيش عن أسطول الطائرات بدون طيار في أفغانستان وسلمه إلي المخابرات المركزية الأمريكية، وترك لها العمليات العسكرية ضد القاعدة ومجموعات قبلية تراها أمريكا معادية. الأمر الذي اعتبرته الصحف الأمريكية تحولا خطيرا وتخليا من الجيش عن دوره القتالي لجهاز مدني وتوريط أمريكا في توسيع دائرة القتل الألكتروني، وتحول الـ CIA من مكافحة الإرهاب إلي مكافحة "المتمردين".
حظي هذا التحول العسكري بموافقة قادة الجيش في مقدمتهم وزير الدفاع روبرت غيتس الذي كان المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية كما أيده رئيس هيئة الأركان المشتركة، الأدميرال مايك مولين، والقائد الجديد لقوات التحالف في أفغانستان، الجنرال ديفيد بتريوس.[41]
وقال مدير وكالة الإستخبارات المركزية ليون بانيتا في كلمة له في مؤسسة أبحاث في لوس أنجليس أن برنامج الطائرات بدون طيار الأسلوب الوحيد المتاح أمامنا.
يقول بيتر سينغر مدير دراسات الدفاع في معهد بروكينغز ومؤلف كتاب Wired for War :"اننا وصلنا إلي نقطة تحول في تاريخ الحرب، وربما في تاريخ الإنسانية.. لم يكن هناك سوي حفنة من الطائرات بدون طيار عندما غزت الولايات المتحدة العراق في 2003، واليوم هناك أكثر من 7000 طائرة من هذا النوع وفي القريب سيقومون بانتاج عشرات الآلاف منها.[42]
وهذه الطائرات المبرمجة لا يستطيع الأمريكيون استخدامها إلا بموافقة بعض الحكومات الضعيفة؛ لذا يضغطون ويرهبون بعض الحكام لإجبارهم علي قبول قواعد لإدارة هذه الطائرات التي تقتل الأبرياء وتنشر الارهاب وتتسبب في القلاقل الداخلية.
 
الخلاصة
إن الحقائق والأرقام الموثقة تؤكد أن الجيش الأمريكي الآن ينزف، وأمنية قادة البنتاجون والجنود هي العودة إلي الساحل الأمريكي والانكفاء علي الذات.
ولتقريب الصورة، يمكن أن نشبه ما حدث للجيش الأمريكي في الحربين بأسلحته المتطورة كثور قوي بقرون طويلة يستطيع أن يقضي علي من يقف أمامه، وفي المقابل تقف المقاومة في العراق وفي أفغانستان كمصارع الثيران الرشيق، الذي يتلاعب بالثور الهائج، ويدور حوله ولا يقف أمامه، ويصوب السهم تلو الآخر بمهارة تجاه نقاط ضعفه، حتي أسقطه أرضا في النهاية وقرونه القوية التي نطح بها الجدران والبيوت لازالت فوق رأسه.
إن قرون الثور القوية الفتاكة لازالت موجودة ولكنها فوق رأس جسد كسيح راقد علي الأرض ينزف الدم ينتظر الموت. قد يحاول إثبات أنه لازال حيا، ولكن بعد فوات الأوان، فالسكين قد قطعت الوتين.
العالم من حولنا يتغير ويشهد انهيار الإمبراطورية الأمريكية وكل دولة تبحث لها عن مكان في ظل نظام عالمي يتشكل، وأصبحت حالة التمرد علي الهيمنة الأمريكية والغربية ظاهرة جلية لكل ذي عينين.
أنظروا كيف تتلاعب كوريا الشمالية بأمريكا؟
أنظروا كيف تتحرك دول أمريكا اللاتينية وروسيا والصين والهند علي الساحة الدولية.
أنظروا كيف أن الخصمين اللدودين: بريطانيا وفرنسا ولأول مرة في التاريخ يشكلان حلفا عسكريا جديدا رغم وجود الناتو.
إن الأوربيين هم أول من يعرف أن الناتو قد انتهي في أفغانستان، وأن أمريكا غابت عنها الشمس بغير رجعة.
ولكن ثمة ملاحظة تتعلق بإصرار أمريكا والغرب علي الإستمرار في أفغانستان 4 سنوات أخري رغم كل هذه الخسائر.
من خلال تصريحات قادة الغرب أنفسهم فإنها محاولة يائسة من السياسيين لايجاد مخرج بأي شكل وصيغة تحفظ ماء الوجه وتخفف من وقع الخسارة، فهم يتخوفون من لحظة الخروج الذليل من أفغانستان وما تمثله، فهذه اللحظة هي الإعلان النهائي لهزيمة الغرب كله الذي يقاتل هناك وعودة طالبان للحكم، وهذا يعني بزوغ فجر عالمي جديد، وعالم إسلامي مختلف.
 
الحلقة القادمة (الثالثة) الأفول السياسي والحضاري لأمريكا.
والحلقة التي تليها (الرابعة) تنامي حركة المقاومة واتساعها والصعود الإسلامي، والاستراتيجية المطلوبة للفكاك من التبعية. فليست البشري لقومنا بقلة الوطأة علي أقفيتهم ورؤوسهم، بشيرا بأنهم سينصبون ظهورهم المحنية عاجلاً، بل لو لم ينهضوا نهضة علي أسس حقيقية ستتغير ماركة الحذاء المظلل لنا من أمريكي لصيني أو غيره.
مفكرة الاسلام 5/12/2010
 
الهوامش
[7] http://www.cbo.gov/ftpdocs/86xx/doc8629/09-13-ArmyReset.pdf
[8] Institute of Land Warfare, Resetting the Force: The Equipment Challenge (Arlington, Va.: Association of the United States Army, October 2005).
[10]  Congressional Research Service: Improvised Explosive Devices (IEDs) in Iraq and Afghanistan
[11]  Congressional Research Service: Improvised Explosive Devices (IEDs) in Iraq and Afghanistan
[15]  CONGRESSIONAL BUDGET OFFICE: Replacing and Repairing Equipment Used in Iraq and Afghanistan: The Army's Reset Program
[16]  CONGRESSIONAL BUDGET OFFICE: Replacing and Repairing Equipment Used in Iraq and Afghanistan: The Army's Reset Program
[34]  C. Erbes, J. Westermeyer, B. Engdahl andE. Johnsen, "Post-traumatic stress disorder and service utilization in a sample of service members from Iraq and Afghanistan," Military Medicine 172 (2007)
[35] www.medicalcriteria.com/criteria/dsm_alcoholdep.htm
[36] Department of the Army, Health Promotion/Risk Reduction/Suicide Prevention 2010 Report
[39] http://www.pscouncil.org/Content/NavigationMenu/Publications/ServiceContractorMagazine/SC_SEPT2010_Web.pdf









آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار