الخميس، سبتمبر 11، 2008

أنشدها المعتقل والسجان :(يظل عالي العراق اوعالية اسواره.. وبحدوده الزلم عالتفك نطارة) - رواية من سجون الرضوانية في ذكرى يوم الهجوم على الفاو


2008-09-११ بقلم: سعد الأوسي ::

في شهر نيسان من عام 1987 واثناء الهجوم على مدينة الفداء والبطولة البصرة الصامدة من خلال محور مدينة الفاو، كنت سجينا في احدى زنزانات معسكر الرضوانية، حينها بدأنا نسمع اناشيد واغاني وطنية॥ نصغي لها بدقة والتي رافقتها البيانات العسكرية التي كانت تصدر من القيادة العامة للقوات المسلحة، كان معي في السجن مصور صدام حسين (طه) و(وائل سعدون حمادي)!وغيرهم من افراد سرايا الحماية الخاصة والحرس الخاص ومهندسين يعملون في القصر الجمهوري واعلاميين ورياضيين من نادي الرشيد الرياضي كانوا يقضون معي فترة العقوبة في سجون الرضوانية عرفنا انذاك من خلال الاذاعة الداخلية للمعسكر الذي كنا معتقلين فيه ان ايران بدأت هجومها على مدينة الفاو الحبيبة! واخذت مشاعر جميع السجناء تتوحد شيئا فشيئا حتى وصلت ذروتها عندما لاحت في اسماعنا انشودة (هاه خوتي النشامة॥ عليهم يالنشامة)! فوقف شعر رؤوس السجناء واقشعرت الابدان وجميعنا بدأ ينشد باعلى صوته (يا كاع اترابج كافوري.. عالساتر هلهل شاجوري)!فقد تصورنا ان ثرى العراق الطاهر يناشدنا لنلبي الدعوة لحماية الوطن من العدوان الايراني، فحدثت ضجة كبرى داخل المعتقل بسجنه العام وزنزاناته الانفرادية وظل الجميع يكبر باسم الله وينادي (الله اكبر يا عراق)! الى ان حضر السجانون الينا فطلبنا منهم حضور آمر السجن وما ان حضر حتى اكدنا له رغبتنا واصرارنا بأن حدود العراق اولى بنا من قضبانه ونحن نطالب بارسالنا الى جبهات القتال للمشاركة في المعركة.. فاستمع الرجل الينا واكد انه سيسعى بنقل طلبنا الى مراجعه العليا! ولم تمر سوى 48 ساعة فقط حتى جاء امر الرئيس باطلاق سراح جميع سجناء معسكر الرضوانية لموقفهم الوطني।الامر كان مفاجأة لنا جميعا حيث لم يخطر ببالنا اطلاق سراحنا بل كنا نتوقع بالفعل ارسالنا الى جبهات القتال! لأن الوضع كان عصيبا للغاية! فخرجنا نرقص جميعا الى ساحة المعسكر (العرضات) الذي كان فيه المعتقل (بالهوسات)! ونردد الاغاني الوطنية الحماسية اتذكر منها على سبيل المثال (يظل عالي العراق اوعالية اسواره.. وبحدوده الزلم عالتفك نطارة)! ودموعنا امتزجت مع دموع السجانين الذين ودعونا باعتزاز مؤكدين لنا ان المشاكل والعقوبات تذوب عندما تتوحد المشاعر والاواصر وعندما يتصاعد نداء الوطن داعيا ابناءه البررة للدفاع عنه..اليوم ونحن نرى العراق يذبح من الوريد الى الوريد ودخول النكرات ممن كان يتمنى دخول البلاد بات اليوم يدنس تراب حدوده واصبحت له اقدام ومكاتب واغطية ومؤسسات وقام بشتى الاعمال القذرة تجاه الشعب العراقي ويسفك الدماء منذ خمس سنوات ويزهق ارواح ابنائه دون وجه حق ودون رد او عقوبة! فهل هناك من يلبي نداءات واستغاثات الوطن ويضمد جراحاته وآهاته التي اثخنها هؤلاء الاعداء الذين يغرسون خناجرهم في عراقنا الحبيب بعد ان ترجل الرجال الرجال عن صهوات جيادهم تاركين الوطن لمن هب ودب يبيعون به حيثما يشاؤون!ومن اليوم يعيد صولات ابناء الوطن لطرد كل غاصبيه والداخلين اليه من غير الشرفاء ليعود العراق معافى عصيا على كل العملاء والخونة؟! وعندما نجد هؤلاء الرجال سنصرخ حينها ونقول (هاه خوتي النشامه.. عليهم يالنشامة)!


ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار