الاثنين، سبتمبر 07، 2009

الشهواني احرج اسياده ثم توارى

من البديهيات ان العملاء ليسو اسياد انفسهم. فالعميل مسير وليس مخير. احيانا يشطح العميل معتقدا بانه اصبح غير قابل للاستغناء، ولايدري ان العملاء يمكن الاستغناء عنهم كورقة المحارم او حتى بتصفيتهم ان اقتضت الحاجة.

محمد عبد الله الشهواني، رئيس مايسمى بجهاز المخابرات العراقية، الذي قام بمسرحية من فصل واحد مبتور لم يستطع اكماله، فر عندما وصل المشهد الدرامي اوجه.

من هو محمد المشهداني؟ قبل ان نوصفه بوصفه الحقيقي، نورد الحقائق الاتية:

جندت وكالة المخابرات المركزية الامريكية ( سي. أي .اي) المشهداني في بداية التسعينات من القرن الماضي عسى ولعل يفتح خط مع كبار العسكريين العراقيين لتجنيدهم للقيام بانقلاب عسكري ضد النظام الوطني السابق. حاول فلم يفلح. احتضنته المخابرات الامريكية دربته مع الكوادر التي اختارها الشهواني في مراكز تدريب الوكالة.( انظر مقال ديفيد اغناطيوس في الواشنطن بوست يوم 26.8.2009

في العام 2004 اسست وكالة المخابرات المركزية الامريكية جهاز المخابرات العراقية وابرمت عقدا لمدة خمس سنوات مع محمد عبدالله الشهواني لرئاسة هذا الجهاز. مع بقاء الرئاسة الفعلية والادارة العملياتية وجمع وتحليل المعلومات تحت ادارة واشراف سي. أي. اي، حيث يعمل فيه الى الان أكثر من 125 عنصرا من عناصر الوكالة بجانب الكوادر العراقية التي دربتها الوكالة سواءً في العراق او في دورات خارج العراق. وقتل من كوادرها 235 ضابطا ومجندا.

اذا الوصف الحقيقي لمحمد عبدالله الشهواني هو العميل محمد عبدالله الشهواني.

العميل الشهواني حضر اجتماع ما يسمى بمجلس الوزراء، بعد جريمة يوم الاربعاء الدامي يوم 19\8\2009 . نفذها الارهابيون السفلة الحاقدين على العراق والعراقيين. وصف الاعلام الاجتماع بانه كان عاصفا صاح فيه الشهواني وعربد وهدد بفضح الجناة الحقيقيين للجريمة . قيل بانه قدم استقالته وقيل بان العميل رئيس الوزراء قبل الاستقالة.

الان لنسأل هل يستطيع العميل شهواني تقديم استقالته لمن يسمى برئيس الجمهورية او لرئيس الوزراء، كلا، لانه ليس موظفا عراقيا، بمعنى انه لم يتعين بمرسوم جمهوري ولايستطيع العميل رئيس الوزراء قبول استقالته لانه لم يتعين بامر وزاري صادر من مجلس الوزراء. فانه ببساطة عميل كان يعمل بعقد لدى سي. أي .اي لمدة خمس سنوات كما اشرنا.

فر العميل الشهواني من العراق بطائرة امريكية الى عمان مهددا بانه سيعقد مؤتمرا صحفيا يسمي الجناة الحقيقيون بالاسم وان لديه مستمسكات بالصوت والصورة تثبت بان ايران هي وراء هذه الجريمة البشعة وان بعض الاحزاب المرتبطة بها قد سهلت دخول الشاحنات الى بغداد. وصل الرجل الى عمان، طلب منه مغادرتها على الفور فتوجه الى لندن، جرت اتصالات مع الخارجية البريطانية، وعلى اثرها خنق هناك اعلاميا. ولا يعرف مصيره ، لان فضح ايران وعملائها هو فضح لامريكا نفسها، فاذا كان العميل الشهواني لديه كل هذه المعلومات الموثقة بالصوت والصورة فمن باب اولى ان المحتلين الامريكا يمتلكونها وزيادة ومنذ العام 2004 فلماذا هذا الصمت والتغطية على مرتكبي الجريمة الحقيقين؟!!!!.

انبرى الدجالون يمتدحون العميل الشهواني ونخوته العراقية و شرفه العسكري ورفضه قبول الادعاءات الباطلة التي ساقتها الحكومة العميلة. ولكنه خرس، كما يخرس اي عميل باع شرفه الوطني ، وهو يشاهد ويسمع ظلما وعدوانا اتهام سوريا الشقيقة بتهم باطلة ومجحفة ومحاولات جرها الى محكمة الجنايات الدولية. العراقيون الشرفاء سوف لن ينسوا مواقف سوريا الانسانية النابعة من اصالة عروبية وهم في محنتهم.

ان كان لهذا العميل شرف عسكري ونخوة وطنية عراقية فلماذا لم ينبري ليكذب كل تلك الاتهامات ويقول الحقيقة للعالم اجمع ليكشف مدى ضلوع المحتلين وتعاونهم مع الايرانيين والاحزاب الصفوية لتدمير العراق وتقسيمه وتفتيته. لماذا تخلى عن عقد مؤتمره الصحفي الذي كان من الممكن ان يعري البقية الباقية من الكذب والدجل والزيف والبهتان.

العميل رئيس الوزراء كان في سوريا قبل يوم واحد من جريمة يوم الاربعاء الدامي. السؤال لماذا اختصر زيارته الي يوم واحد في الوقت الذي كان مقررا لها ثلاثة ايام؟!!

لماذا غادر دمشق فورا بعد لقائه الرئيس بشار الاسد؟ ماذا طلب من الرئيس الاسد وماذا كان رد الرئيس بحيث افزع المالكي؟!!

سوريا الصامدة تتصف بطول البال والحنكة السياسية وانها تعرف عين اليقين ان اتهامها بالضلوع في جريمة يوم الاربعاء الارهابي باطل ولا اساس لها من الصحة، ليس الا ذريعة للضغط عليها لتحقيق مآرب اخرى تشترك فيها امريكا واسرائيل وايران وانها استخدمت العملاء لاثارتها!!!!

مازال أمام العميل محمد عبد الله الشهواني، فرصة ثمينة لقول الحقيقة للعراقيين والعالم، ليرفع الوصف، غير المشرف، من امام اسمه ويثبت بانه عراقي اصيل لاينحني امام الظلم.

وعندما يكشف للعالم الحقيقة سيقول العراقيون، عفارم، ابن ضال تاب وعاد الى الصف الوطني. ويحجز له التاريخ مقعدا مشرفا بين دفتيه.

ان المسافة بين الشجاعة والجبن اقل من شعرة.

اللهم أحفظ العراق والطيبين من اهل العراق.

وجدي أنور مردان





بغداد 10\9\2009

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار