2008-09-13 :: بقلم: د। أيمن الهاشمي ::
مرة أخرى يحط الرحال، وبدون أدنى حياء ولا خجل، "مثال" السوء المدعو "مثال الآلوسي" أحد عملاء الأحتلال، ورئيس ما يسمى بـ "حزب الأمة العراقية!"، حيث لم تثنه الأستنكارات والإحتجاجات التي رافقت كشف زيارته المعلنة الأولى قبل أكثر من عامين، للكيان الصهيوني الغاصب، لم تثنه عن هذه الزيارة الوقحة، وفي شهر رمضان المبارك، ووسط تصاعد الغضب العالمي والأسلامي والعربي من جرائم الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني وحصارهم الظالم لأهل قطاع غزة، وما يتعرض له الفلسطينيون من إضطهاد وتجويع وجرائم صهيونية يندى لها جبين الانسانية॥ها هو المثال السئ يجدد دعوته من داخل الكيان الغاصب من أجل إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع الصهاينة। وبالرغم من عاصفة ردود الفعل الغاضبة والمستنكرة تجاه هذه الخطوة اللعينة والأستفزازية لمشاعر العراقيين، ومطالبة كثيرين من أعضاء ما يسمى بالبرلمان المسخ بإجراء التحقيق مع هذا المثال السئ عن تحدّيه لإرادة وكرامة العراقيين، وقيامه بزيارة أسياده في تل أبيب، فإن الحكومة مازالت صامتة ولم تصدر بيانا ولا نطق متحدثها الرسمي ببنت شفة!। وكانت صحيفة «جيروزالم بوست» الاسرائيلية ذكرت في عددها الصادر الأربعاء ان الالوسي الذي يزور اسرائيل حاليا دعا في كلمة القاها في مؤتمر نظمه «معهد السياسات ضد الإرهاب» التابع لأكاديمية هرتسليا العسكرية «إلى إقامة علاقات وطيدة بين بغداد وتل ابيب»। وأضافت أن الالوسي دعا إلى تعزيز التعاون بين العراق وإسرائيل في مكافحة الإرهاب، موجها انتقادات حادة إلى ايران، واتهمها بالتدخل المستمر في شؤون العراق، ومشيرا الى أن «طهران استغلت انشغال الولايات المتحدة بحربها ضد الإرهاب في العراق وأفغانستان للمضي قدما في برنامجها النووي»। ودعا الالوسي، على ما أفادت الصحيفة الاسرائيلية، إلى تعاون عسكري واستخباراتي إقليمي يضم العراق وإسرائيل والأردن والكويت وتركيا اضافة الى الولايات المتحدة لمواجهة ايران التي وصفها بـ «بمركز المصائب في المنطقة»। الى ذلك، اعتبر النائب عن القائمة «العراقية» اسامة النجيفي الزيارة «تجاوزاً لكل الحدود والخطوط الحمر واستفزازاً لمشاعر العراقيين والعرب»। وقال لـ «الحياة» ان زيارة الألوسي تمثل انتهاكاً دستورياً وقانونياً خطيراً لأن العراق ما زال في حالة حرب مع إسرائيل، ومازال القانون العراقي يُعرّف إسرائيل بأنها دولة عدوة ويجرّم التعامل معها وهو قانون ما زال سارياً ولم يتم تبديله او الغاؤه»، مشيرا الى ان هناك سياسيين آخرين يقومون بزيارات سرية لتل ابيب ومنهم سياسيون معروفون»।وعن دعوة الألوسي الى تشكيل منظومة أمنية لمواجهة ايران ، قال النجيفي ان تلك التصريحات «تمثل رأيه الشخصي ولا تمثل رأي الحكومة او مجلس النواب»، وأضاف انه «على رغم التدخل السلبي لايران في العراق فإننا نرفض التكتل مع اسرائيل لمواجهتها»। والمضحك في الأمر أن ما يسمى بمكتب النائب مثال الالوسي مازال يرفض تأكيد او نفي زيارته لاسرائيل مكتفيا بالقول انه حاليا خارج العراق!!। وقال محمد الانصاري، مدير مكتب الألوسي لـلصحف انه ليس لديه علم بتلك الزيارة ولا يستطيع تأكيدها او نفيها ، عازيا ذلك الى عدم تمكنه من تأمين اي اتصال مع الألوسي «لأن هواتفه مغلقة!!!»، مشيرا الى انه «سيعود الى العراق الأحد او الإثنين»।حتى قادة الأكراد المعروفون بعلاقاتهم المعروفة والمعلنة مع إسرائيل إنتقدوا الزيارة وقال النائب عن «التحالف الكردستاني» محمود عثمان إن المطالبة بإقامة علاقات مع اسرائيل «امراً غير مناسب وغير صحيح ويعقـّد مشاكل العراق لانه حالياً في حاجة الى تأييد الدول العربية والإسلامية!!». إن زيارة المثال السئ لم ولن تكون عفوية بل هي مخطط لها في سياق خطة التطبيع، بل "التطويع" لتطويع العراقيين بإتجاه قبول التعاون وإقامة علاقات متبادلة مع الكيان الصهيوني الغاصب، وليست المصافحات واللقاءات بين الطالباني وباراك، وبين هوشيار وعدد من المسؤولين الصهاينة، وزيارات مسعود البارزاني إلى إسرائيل، والأخبار المتواترة عن تواجد مكثف للإسرائيليين داخل المنطقة الخضراء "فيما سميت بالبناية المرشحة لتكون سفارة الكيان الصهيوني في العراق"، كلها تصب في مسلسل التطويع تمهيدا للتطبيع وإقامة العلاقات الكاملة بين الحكم العميل في المنطقة الخضراء وبين الكيان الصهيوني الغاصب.متناسين أن الشعب العراقي هو في مقدمة الشعوب العربية الرافضة للتطبيع مع الصهاينة، وأن كل هذه المحاولات مصيرها الفشل الذريع، ولن يتخلى العراق عن عروبته وثوابته، ولن تذهب دماء شهداء الجيش العراقي والمتطوعين المجاهدين العراقيين في فلسطين هدرا॥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق