الأربعاء، سبتمبر 10، 2008

صدام حسين.. مصور في الفلوجة استفاد من مزايا اسمه ويتحمل مخاطره الآن.. رفض توسلات والدته لتغييره.. والضباط العراقيون يؤدون التحية له




التاريخ: 9/9/1429 الموافق 10-09-2008 الزيارات: 964
المختصر /
الشرق الأوسط / ارتعدت فرائص صدام حسين عندما امره الملازم في الجيش العراقي بالنزول من السيارة رغم توسلات والدته وعمته، لكنه فوجئ بالضابط يؤدي له التحية و«الهوسة» التي يشتهر بها العراقيون.
ويقول صدام الذي يعمل مصورا في مدينة الفلوجة (50 كلم غرب بغداد) «اعتقدت للوهلة الاولى بانني اواجه الاعتقال او ما قد يكون اسوأ منه. لكن الملازم بدا بالهوسة محييا الرئيس السابق ومن ثم طلب مني الصعود مجددا الى السيارة». وولد المصور عام 1979، عندما تبوأ الرئيس السابق اعلى هرم السلطة في العراق. وفي غياب والده الرقيب في الجيش المنتشر في البصرة (جنوب)، كان من الصعب على والدته وعماته العثور على اسم لاول ولد بين سبعة ذكور، الا ان الطبيب اقترح تسميته صدام، خصوصا ان اللقب هو حسين.
وكان صدام حسين نائبا للرئيس ومسؤولا عن الاجهزة الامنية عند انقلاب البعث عام 1968 لكنه ازاح الرئيس الفريق احمد حسن البكر عام 1979 للحلول مكانه. ويضيف المصور «عندما كنت ادخل الى قاعة الفصل المدرسي، كان الزملاء يهتفون ضاحكين: بالدم بالروح نفديك يا صدام». لكن اوجه الشبه متباعدة جدا بين المصور والرئيس السابق. فالاول بني الشعر والعينين مربوع القامة يتحدث بصوت تكاد لا تسمعه بينما كان الاخير طويل القامة مهيب المنظر صاحب صوت جهوري. ويؤكد المصور «كان بعض الاساتذة يمنحونني علامات اكثر في الامتحانات بفضل اسمي». كما كان للاسم وقعه لدى الفتيات ايضا. ويقول «في مخيم للعطلات الصيفية، كان الناظر يناديني باسمي الاول فسألتني احدى الفتيات اذا كان هذا صحيحا فاجبتها بالايجاب لكنها الحت علي لمعرقة اللقب. وعندما عرفت فتحت حدقتيها بشكل واسع طالبة مني ان اكون صديقها». ويقول تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية ان لدى سقوط النظام في ربيع عام 2003، توسلت اليه والدته لتغيير اسمه «لقد كنت مرتعبا لكنني رفضت تغييره فلطالما اسدى الي خدمات في السابق».
وابان معركة الفلوجة الثانية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، فرض الجيش الاميركي على سكان المدينة حمل بطاقات باسمائهم. ويروي صدام في هذا السياق «فوجئ الجنود عندما عرفوا اسمي وقال احدهم بينما كان يتهجى الاحرف (انتم السنة كنتم مسيطرين اثناء عهد صدام حسين اما الان فلم تعودوا كذلك)». ويضيف ان «الضابط الاميركي طلب منهم طبع بطاقة باسمي وقال لي العسكري الذي التقط الصورة (كان صدام حسين رجلا قويا) رافعا ابهامه الى اعلى». وكما حصل على البطاقة الاميركية، حظي صدام باحترام المسلحين الذين قام بتصوير تحركاتهم «كانوا بغالبيتهم العظمى عسكريين سابقين ومن اجهزة الامن والحرس الجمهوري (...) كان اسم صدام حسين يفرض نفسه عليهم».
وتوصل صدام ايضا الى تفاهم مع الجيش العراقي الجديد بحيث ان احد الضباط اراد تفتيش منزله في احد الايام لكنه اوقفه قائلا «لا توجد اسلحة هنا. اسمي صدام حسين وانا مثله ليس لدي سوى كلمة الصدق (...) لقد اقنعته بعدم التفتيش».
وقبل اعدام الرئيس السابق في 30 ديسمبر(كانون الاول) 2006، اصيب صدام برصاصتين في الكتف خلال تبادل اطلاق نار بين عقيد في سلاح الجو السابق كان منتميا الى الجيش الاسلامي وعناصر من شبكة «القاعدة». وفي المستشفى، صرخ افراد من العائلة بان «صدام حسين اصيب بجروح، فسرعان ما بادر الاطباء والممرضات الى الاعتناء بي كما لو كنت الرئيس السابق». ويختم المصور قائلا «عندما شنقوه، اصبت باحباط تام (...) ومنذ ذلك الحين، اصبحت اشعر بانني الوحيد الذي يحمل هذا الاسم».

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار