رسالة مفتوحة الى الاعلامي العربي عبد الباري عطوان والى كل عربي شريف (هذا جانب فقط مما يجري .. وآن لكم ان تنتفضوا) أ.د. كاظم عبد الحسين عباس أكاديمي عراقي
تحية العروبة والاسلام
قرات بشغف مقالك الأخير عن العراق الغني وشعبه المعدم، واحسست بفرح غامر اذ بدأت الغمامة تنجلي عن اعين بعض مفكري الامة واعلامييها. ورغم إنا قد نزفنا دما اغلى واهم واقدس من المال والثروات واهم من درجات الغنى وصولا الى خانات الفقر والعدم , الاّ ان فتح الابواب على حقيقة واحدة هو امر يعطينا الامل في ان تفتح بقية النوافذ والكواليس على اعظم جريمة عرفها تاريخ العالم الحديث والمعاصر .. ولعل في توقيت فتحها عبرة وفائدة اذ بدت تلوح في عالم السياسة الدولية متغيرات قد يفيدنا الاطلال من خلالها، علّنا نستعيد بعضا من خسائر مريعة تعرضنا لها كأمة واهمها اننا قد فقدنا حتى حرية ان نقول كلمة حرة ابيّة، وفقدنا القدرة على تقبل هذه الكلمة ايضا.
ما يجري في العراق ليس مجرد افقار لشعب بلده من بين اغنى بلدان الارض بل هو اسوء من هذا بكثير ... ويمكننا ان نضع ايدينا على مواضع الجراح الاتية، حقائق تعلن عن نفسها قبل ان نعلنها نحن وواقع معاش لا يحتاج الى براهين والامة كلها, الرسمية والشعبية, تعرفه:
اولا": اميركا وايران والكيان الصهيوني تعاقب شعبنا بأخس واقذر سبل العقاب من قتل واغتصاب واعتقالات جائرة عشوائية وتهجير وتشريد انتقاما منه على ما لعبه من دور تاريخي في التصدي والدفاع عن حقوق الامة العربية المجيدة واستحقاقاتها في السيادة والحرية وامتلاك قدرها في ثرواتها وتسيير شؤونها، وقد اعلن اكثر من عميل على ان العراقيين كلهم مسؤولين عن مرحلة حكم البعث وصدام حسين في الاسابيع الاولى لعودتهم الى العراق مع دبابات وآليات الاحتلال.
ثانيا": تفتيت الوحدة الجغرافية والاجتماعية عبر تنفيذ اميركا والاحزاب التي جلبتها معها بعد الاحتلال المجرم في طريق سيفضي بالنتيجة الواضحة والمعلنة والموثقة في الدستور الذي وضعه المحتل وعملاءه الى تقسيم العراق الى كونفدراليات وفدراليات واقاليم ستنتهي الى ثلاث دويلات حقيرة تابعة ذليلة ذات سمات تتناغم مع التشكيل العضوي للكيان الصهيوني المغتصب في كونها قومية شوفينية وشيعية صفوية وسنية متطرفة .. اي تكوين كيانات عرقية وطائفية متجانسة مع واقع حال التكوين العضوي لهذا الكيان العرقي الاثني الشوفيني.
ثالثا": تشكيل بؤر قلق وتفجر دائم من خلال تعدد التشكيلات المتناقضة حد الاقتتال داخل الكتلة الطائفية الواحدة وبين الطوائف وبين التكوينات القومية التي ظلت تتعايش مع بعضها طيلة آلاف من السنوات، وبنت اعظم حضارة عرفها تاريخ البشرية كله. ان بؤر التوتر هذه ستعمل على تفتيت المفتت وتجزئة المجزأ وصولا الى لحظة تأتي, لا سمح الله, يكون العراق كدولة وشعب واحد محض ذكرى في التاريخ.
رابعا": تحويل ثروة البلد الى فريسة تقتتل عليها كل المكونات التي اشرنا اليها اعلاه وابعد من هذا فان عوالم الغد المبعثر المتعادي والمتقاتل للعراق ومكونات شعبه توفر مستلزمات نهب ثروات البلد من قبل القوى السياسية العاملة الآن تحت ادارة الاحتلال بل وكل مسوغات الفساد المفجع الذي تحدثت انت عن بعض جوانبه وهي الجوانب المنظورة والتي لا تمثل ربع المبطن والمخفي. ويتكرس هذا الواقع الفاسد نافذا بصعود نسغي الى صورة الصراع الجديد والغريب والاجرامي بين سياسي التفتيت والتجزئة المجرمين الخونة على حدود المحافظات والاقضية والقصبات وعلى نوع المليشيات التي تسيطر عليها بما يسجل عارا ازليا على اميركا واقزام السياسة المتأمركة والعميلة.
خامسا": لقد حولت اميركا وعملاءها العراق الى دكان يبيع النفط ويوزع الرواتب على موظفين حقيقيين بنسبة لا تعبر 30% و وهميين بنسبة 70%. والغالبية المطلقة من هؤلاء الموظفين لا تؤدي أي عمل جدي او حقيقي. ولا يخفى عليكم ان بيادر الاموال التي اشرتم اليها هي جزء فقط من واردات العراق النفطية التي تعطيها دولة الاحتلال للعراق. وفي هذا الاطار تفنن عملاء الاحتلال و(قططه السمان) في ايجاد منافذ عجيبة وغريبة في نهب المال العام منها تعيين جميع افراد ميليشيات بدر والدعوة وغيرها و جميع اعضاء الاحزاب الطائفية والكردية، وبغض النظر عن حاجة لهم او كفاءة او تخصص انما المهم هو ان يمنحوا فرصة استلام الرواتب التعويضية لخيانتهم، واغرب من هذا هو صرف رواتب ثلاثين سنة ماضية لكل منهم، واهم من ذلك ان يعبثوا بدوائر الدولة ومؤسساتها لقتل كل تقاليد العمل الوطني وتفتيت نمطيات الاداء وثوابته واستخدام الوظائف العامة وسيلة لفتح ابواب النهب والسرقة والاختلاس والسيطرة على جزء مهم من ميزانيات الدوائر المختلفة الموضوعة للتجهيز والتعويض والاستيراد لكي تصبح دائرة النهب مكتملة من كرسي الوزير وحتى شخص حارس الدائرة من اعوان العملاء!!.
سادسا": عدم وجود الخطط التي يعمل بها كل العالم بشقيه الرأسمالي والاشتراكي في وضع ميزانيات وزارية نمطيه ولا خطط انفاق نمطية حيث عمد الاحتلال وعملاءه الى تعويم عمليات تقدير وصرف الميزانيات الوزارية، الامر الذي يغرق البلد بفوضى مالية وفساد مفتوح الحلقات من الوزير وصولا الى الادارات العامة. مثل هكذا فوضى تجعل افواه السراق والمفسدين واذرعهم تعمل بكل ما اوتيت من امكانات قد تعجز ادواتها السلمية في الاستحواذ فتلجأ الى خناجر الغدر والقتل والتصفيات. هكذا تصير الخسائر ليس فقط في تضييع الثروات بل وفي فقدان الامن والامان وارواح الناس.
سابعا": ان توزيع الوزارات على الاحزاب والطوائف والمليشيات قد حول هذه الوزارات الى دكاكين اصغر من دكان الدولة وملكيات تستغل وظيفيا كل حسب عائديته. ومن هنا انطلقت حيتان الاحزاب الطائفية تقتل وتستولي على مقاولات الوزارة وتتمترس وراء مكاتب البيع والشراء والاستيراد كل يلهث ليخمط ما يقدر عليه من (ذبيحة الامة).
اخي الكريم:
لقد كانت عملية احتلال فلسطين وتاسيس الدولة العبرية عليها نمطا خاصا من انماط الاحتلال يمكن ان نتوافق مع احدى مسمياته وهي تسمية الاحتلال الاستيطاني. في هذا الاحتلال خسرنا ارضا عربية اولا وتم تشريد مواطني هذه الارض. غير ان ما يحصل في العراق يتعدى ذلك الى تمزيق البلد ووضع ثلاث دويلات احتلالية محل الدولة الواحدة .. ان حقيقة ما يجري هو ارغام العراقيين الكرد على العيش تحت احتلال الاحزاب الكردية المشتغلة تحت ادارة الاحتلال الاصلي وارغام عرب الوسط والجنوب على العيش تحت حراب الاحتلال الفارسي متعاونا مع الاحتلال الاصلي وارغام عرب العراق المقيمين بين خطي عرض التمزيق الاستعماري على العيش تحت حراب الصحوات والحزب اللا اسلامي كعملاء يستلمون فتات سحتهم من المحتل الاصلي. ما اريد قوله ان ما فعلته اميركا واعوانها في عملية (تحرير العراق) هو احتلالات مركبة اكثر تعقيدا بكثير من احتلال جزء من ارض فلسطين الحبيبة. ان الاهداف السياسية والاقتصادية والتاريخية لاحتلال العراق ستفضي في حال نجاحها النهائي لا سمح الله الى تنفيذ خطة انهاء الوجود الحي للامة العربية وباستخدام ادوات تختلف هذه المرة في كونها ليست مجرد مستوطنين يهود جمعتهم من كل ارجاء الارض بل هم:
1-عراقيين بالجنسية لكنهم في واقع الحال تابعين اذلاء لمربعات عمالة متداخلة ومعقدة وفاقدين لاهليات حرف السياسة والاقتصاد ولايعرفون غير بطونهم وجيوبهم وشهواتهم الجنسية.
2-عرب رسمييون اوقعتهم نتائج سقوط الاقطاب المتعددة بعد انتهاء الحرب الباردة في احضان القطب المنتصر بغباء وسلبية انتم ادرى بها ودفعتهم الى فقدان ارادتهم الوطنية والقومية الحقيقية وكان من نتائج استخدامهم لتطويع الامة وشعبها العظيم لواقع حال الوجود الصهيوني كاحتلال مستديم الى ان تدفعهم وتستخدمهم لاهلاك من لم يطوع من انظمة الامة واولها واهمها واخطرها النظام الوطني القومي العراقي.
اخي الفاضل:
نحن اخوتكم في العراق, كنا نعرف وندرك بجدية وعمق اطراف اللعبة الاستعمارية بشقوقها المحلية العربية والاقليمية وكذلك الدولية. ومع فهمنا وادراكنا اننا سنقهر في مواجهتنا مع القطب المنتصر في حرب الاعلام المنتفخ بآليات وتكنولوجيات الموت والتدمير، الاّ اننا اثرنا ان نخسر معركة على ان لا نخسر الحرب برمتها وان نواجه ونقاتل ونتحدى بكل ما اتانا الله سبحانه من عزيمة واصرار وتحدي على ان نستسلم ونحمي رقابنا من الذبح على حساب ذبح رقبة الامة كلها وقضيتها كلها. لذلك قاتلنا منذ عام 1972 وانتصرنا واخفقنا وقهرنا .. خضنا تجربة مواجهة فريدة كنا نعتقد ونهئ الفرصة للامة لاستثمارها ... غير انها لم تفعل .. او انها فعلت ما لا يكفي .. حوصرنا واكلنا تراب الارض فكان عسلا على ان يظل العراق حرا موحدا ولم نفرط بوطنيتنا .. ومع كل يوم مضاف من ايام المواجهة تلك كانت جبال الحقد علينا والكراهية لنا والثأر الاسود ضدنا تنمو وتتسرطن وتستطيل في كل الاتجاهات ... غير اننا اعددنا العدة ان نتحول من قادة نظام وطني قومي الى قادة مقاومة وطنية باسلة.
لماذا؟
اتظنوننا قاصري نظر وضعيفي رؤى؟ البعض يعتقد هذا متوهما. اتعتقدون ان رقابنا ليست غالية كما رقاب حكام الامة الاخرين؟ البعض اعتبر خطأ اننا قد اخذتنا العزة بالاثم. هل كنتم تريدوننا كما اراد لنا حكام الامة المحاطين والمغلفين بالانحطاط والجبن والرياء والفساد ان نطأطأ رؤسنا ونحمل حقائبنا ونغادر العراق لنصير عارا على تاريخ الامة لن تمحوه قرون من الترقيع ولطم الوجوه والتأسي؟ ام ان نواجه كل طواغيت الدنيا التي تجمعت لتضرب الامة وفق الرؤيا اعلاه من خلال ضرب العراق؟ نقهر ونذبح ونهجر وتدمر بنى نزفنا دما وعرقا لنرفعها فوق الارض ام نترنح كالفئران فنعطي لاعداءنا الفرصة ان يلطخوا تاريخ العروبة المسلمة بالعار والرذيلة بنا كوننا من حملناها رايات حرية وبناء وتحد واخلاص وشرف؟
الاسئلة كثيرة, اخي الكريم, والاجابات معروفة .. وانقسمت عليها مواقفنا. بين من يرى اننا اخطأنا لانه كان يريد منا ان لا نبني ولا نتقدم ولا نعمر ولا نقاتل من اعتدى علينا من عجم او عرب في سنوات المواجهة بين ارادة الامة في العراق وبين لحظة الاحتلال المجرم. وبين تصورنا بان نعيش بشرف مع كل التضحيات الجسيمة التي قدمناها على مذابح قضيتنا المركزية فلسطين ووحدة الامة وحريتها وامتلاك ارادتها وصولا الى لحظة مواجهة الغزو التي تحولنا بها ومعها الى خانة الجهاد من اجل اهداف العراق وشعبه واهداف امتنا العربية المجيدة التي آمنا بها وعشنا وذُبحنا من اجلها.
المهم, بل الاهم عندنا, اننا عدنا الى مربعات الجهاد ومواطن المقاومة ونرى في ذلك بصدق وامانة واخلاص انه مجد للامة وعلياء وشرف ما بعده شرف بل انه انتصار نحن نفتديه بالارواح ورجحناها برضا وقناعة مطلقة على موقف التخاذل والهرب وتنكيس الرؤوس والاحتفاظ بسدة حكم عميلة وخاضعة ذليلة.
فماذا جنينا؟ وماذا جنت الامة؟
بعيدا عن التنظير ووجهات النظر الفلسفية .. نحن انتصرنا في اسقاط المؤامرة الكبرى كمقاومة. ومرّغنا انف اميركا وايران وبريطانيا والكيان الصهيوني في وحل العار. هل هذا كلام وافتراض وادعاء؟
بوسعك سيدي, ان تبعث برسالة الى شيخ الجهاد والمجاهدين عزة العرب والمسلمين عزة ابراهيم الدوري كقائد اساسي في المقاومة الوطنية العراقية الباسلة وبواسطة الانترنيت حيث يمكن لأخوتك مجاهدي العراق ان يلتقطوها ويوصلونها ولكي تكون انت في موقف لا تخش منه من شئ .. ليعطيك صورة الفعل العملاق لمقاومتنا الباسلة وانجازاتها العظيمة في تمريغ العدو بشرا وآليات في مستنقعاتنا الملحية واحراشنا التي يفوح منها عطر القداح ورائحة التمر والحناء ..
هذا مدخل تضيفه الى رصيدك الجهادي ونصر اعلامي لتاريخك المهني .. ونحن سنغنيك عن التعاطف مع جياعنا وفقراءنا ونغنيك عن سهام (القطط السمان) في منطقة اميركا الدولية الخضراء وسيعطيك الصورة التي تنقلها لفلسطين وقيادة العمل الفلسطيني حكومة ومجاهدين اننا لم ندخل سوق العولمة ولا دكاكين البيع والشراء والمتاجرة ولم نفرط رغم غدر الغادرين وتغييب المغيبين لما انجزناه في طريق تثوير الامة والاقتراب من نواصي النصر .. وللزعامات العربية التائهة بين مد الغرب وجزر الشرق وبين مصالح خصى العنينين ... وللامة بسوادها الاعظم وانت وانا منهم .. لوحة حقيقية عن طرق الرجاء التي لم ولن تنقطع بفضل تضحياتنا وصحة قراراتنا رغم قسوتها ومرارتها .. وعن الوسائل التي لم تعدم ولن تعدم والتي ينتهجها ابطال العراق الذين يعرفهم بوش ويحترمهم رغم انفه ولا يسميهم لا ارهابا ولا ارهابيين بل يسميهم مجاهدين او مقاومين او في اسوأ الاحوال متمردين لانه مجبر على احترام فعلنا الذي اذقناها.
هذه خطوة اولى ... ترفد بخطوات عمل اعلامي يتعاون فيه شرفاء الامة من اعلاميين ومثقفين وسياسيين, عبر صيغة يتفق عليها تهدف الى:
1-رصد فعاليات المقاومة العراقية الباسلة بكل فصائلها .. لسنا بصدد تفجيرات الشوارع وقتل الابرياء .. بل مقاومة المحتل وقططه السمان فحسب وتوضيح اهدافها السامية بما يؤدي الى احباط التعتيم الاعلامي المجرم ضد هذه المقاومة البطلة.
2-تعبئة الرأي العام العربي والدولي لدعم المقاومة في العراق لانه دعم ضمني لمقاومة شعبنا البطل في فلسطين والاحواز والخليج والاسكندرونه والجولان والسودان وغيرها من بقع الارض العربية المظلومة.
3-لقد قتلنا الحسين بن علي وابتدعنا طرق التعبير عن احساسنا المدمر بالذنب دون جدوى وقلنا فيه شعرا ونثرا واسسنا تحت قبة مزاره احزابا طائفية وميليشيات، لكننا لم ولن نضيف حرفا واحدا لكتاب النصر المبين الذي سجله دم الحسين عليه السلام. واضعنا فلسطين وابدعنا طرقا فذة للبكاء على اطلال الهزيمة ومنها ما اسميناه بالعملية السلمية التي مازلنا ندفع ثمن الانبطاح تحت عجلاتها الامريكية الصهيونية المستعربة ولم ولن نصل الى شئ. فعلينا ان نغادر البكاء على اطلال هزائمنا وانتكاساتنا ونمد يد محبة ليس الاّ الى رجال العراق النشامى ونفتح امامهم منافذ حق ليس الاّ لكي يمارسوا دورهم الذي رسموه لانفسهم سنوات قبل الاحتلال ألا وهو اضعاف اميركا واخراجها من دائرة القطب الواحد لان ذلك هو طريقنا الوحيد لتحقيق اهداف الامة. وقد انجزت المقاومة العراقية البطلة ما هو عميق وجدي في هذا الاتجاه.
4- اقترح عليكم ايجاد صيغة عمل اعلامي عروبي لا يرهب احد ولا يهاجم احد ولا يقذف على احد بل يوضح بهدوء وموضوعية وصدق ما تواجهه الامة من مخاطر انهاء الوجود والاجتثاث والاستلاب وتعبئة ابناء الامة على خط شروع انساني، اساسه قناعات مشتركة بمشروعية قضايانا, فمن لا قضية له .. لا وجود ولا تاثير ولا حياة له. منبر تشترك فيه فعاليات الامة عبر اقلام ولا شئ غير الاقلام من عرب لا يتجادلون في المسافة بين الابيض والاسود بل يؤمنون بحق الامة في التعبير عن ذاتها وحقها في فلسطين والعراق والسودان والاحواز والجولان وجنوب لبنان شريطة ان لا نطلب تمويلا من حاكم لانه سيشترينا ويستلب ارادتنا دون شك ويجير فعلنا ويخترق لغتنا والعياذ بالله.
5-آن الاوان ان نغادر خلافاتنا على الثوابت فلا خير في رجال ولا شعب ولا امة تختلف على الثوابت على الاقل في مستوى من مستويات التعبير العصرية وضمن منافذ ثورة الاتصالات التي لا تكلفنا الكثير ولا نحتاج فيها الى جمعيات خيرية اما تسرق اموال الناس او تُكبس على انها ارهابية. ولتكن قضيتا فلسطين وكوارث العراق مدخلنا.
اخي الفاضل:
ان بوسع المقاومة العراقية البطلة ان تفعل الكثير لتحرر الامة من ادران الأمس كلها ودفعة واحدة. لأنها مقاومة وطنية شريفة لا تربطها صلة باي دولة او جهة لا مالية ولا تجارية ولا تسليحية لحد اللحظة فبفضل الله هي تمتلك اسلحة وتصنع اسلحة تكفيها لتقاتل لعشرات السنين القادمة, أي انها حرة لا قيد يقيدها ولا ارادة تسيّرها او تؤثر عليها .. وهي لا تبحث عن سلطة وكراسي لانها شبعت سلطة وكراسي عبر اربعين عاما مضت وكل ما تقاتل من اجله هو تحرير العراق واعادته الى ابناءه البررة عربا وكردا، مسلمين وسواهم. وهي وقياداتها الجسورة قد استلهمت عبر ودروس الامس كاملة وانتهت الى صياغات نظرية وتطبيقية تؤهل العراق بعد التحرير الناجز لنوع الحكم الديمقراطي التعددي.
وندعوكم الى قراءة برنامج التحرير واستراتيجية المقاومة لتحقيق هذا الحق الوطني وجميع حقوق العراق والعراقيين التي يرتبها القانون الدولي للاضرار التي سببها المحتل واذنابه. ان هذه القراءه ستمنحكم انت بشخصك الكريم وكل عربي شريف قادر على العطاء في الباب الذي نحن بصدده وضوح الرؤيا والاهداف ... لكي نغادر التعاطف المجرد بين الفينة والاخرى ونرتقي قمة فعل يغيّر ولا يتوقف عند استدرار العواطف او تسجيل المواقف المجردة .. فنحن واثقون ان الامة لن تعود الى الوراء في حالها هذا لتتعكز بالتبرير على مقال صحفي او لتعطي استحقاقا لاحد لانه كتب يوما في صحيفة لأن ما تمر به الآن هو مفترق طرق تكون بعد حافته او ان لا تكون. والله اكبر.
تحية العروبة والاسلام
قرات بشغف مقالك الأخير عن العراق الغني وشعبه المعدم، واحسست بفرح غامر اذ بدأت الغمامة تنجلي عن اعين بعض مفكري الامة واعلامييها. ورغم إنا قد نزفنا دما اغلى واهم واقدس من المال والثروات واهم من درجات الغنى وصولا الى خانات الفقر والعدم , الاّ ان فتح الابواب على حقيقة واحدة هو امر يعطينا الامل في ان تفتح بقية النوافذ والكواليس على اعظم جريمة عرفها تاريخ العالم الحديث والمعاصر .. ولعل في توقيت فتحها عبرة وفائدة اذ بدت تلوح في عالم السياسة الدولية متغيرات قد يفيدنا الاطلال من خلالها، علّنا نستعيد بعضا من خسائر مريعة تعرضنا لها كأمة واهمها اننا قد فقدنا حتى حرية ان نقول كلمة حرة ابيّة، وفقدنا القدرة على تقبل هذه الكلمة ايضا.
ما يجري في العراق ليس مجرد افقار لشعب بلده من بين اغنى بلدان الارض بل هو اسوء من هذا بكثير ... ويمكننا ان نضع ايدينا على مواضع الجراح الاتية، حقائق تعلن عن نفسها قبل ان نعلنها نحن وواقع معاش لا يحتاج الى براهين والامة كلها, الرسمية والشعبية, تعرفه:
اولا": اميركا وايران والكيان الصهيوني تعاقب شعبنا بأخس واقذر سبل العقاب من قتل واغتصاب واعتقالات جائرة عشوائية وتهجير وتشريد انتقاما منه على ما لعبه من دور تاريخي في التصدي والدفاع عن حقوق الامة العربية المجيدة واستحقاقاتها في السيادة والحرية وامتلاك قدرها في ثرواتها وتسيير شؤونها، وقد اعلن اكثر من عميل على ان العراقيين كلهم مسؤولين عن مرحلة حكم البعث وصدام حسين في الاسابيع الاولى لعودتهم الى العراق مع دبابات وآليات الاحتلال.
ثانيا": تفتيت الوحدة الجغرافية والاجتماعية عبر تنفيذ اميركا والاحزاب التي جلبتها معها بعد الاحتلال المجرم في طريق سيفضي بالنتيجة الواضحة والمعلنة والموثقة في الدستور الذي وضعه المحتل وعملاءه الى تقسيم العراق الى كونفدراليات وفدراليات واقاليم ستنتهي الى ثلاث دويلات حقيرة تابعة ذليلة ذات سمات تتناغم مع التشكيل العضوي للكيان الصهيوني المغتصب في كونها قومية شوفينية وشيعية صفوية وسنية متطرفة .. اي تكوين كيانات عرقية وطائفية متجانسة مع واقع حال التكوين العضوي لهذا الكيان العرقي الاثني الشوفيني.
ثالثا": تشكيل بؤر قلق وتفجر دائم من خلال تعدد التشكيلات المتناقضة حد الاقتتال داخل الكتلة الطائفية الواحدة وبين الطوائف وبين التكوينات القومية التي ظلت تتعايش مع بعضها طيلة آلاف من السنوات، وبنت اعظم حضارة عرفها تاريخ البشرية كله. ان بؤر التوتر هذه ستعمل على تفتيت المفتت وتجزئة المجزأ وصولا الى لحظة تأتي, لا سمح الله, يكون العراق كدولة وشعب واحد محض ذكرى في التاريخ.
رابعا": تحويل ثروة البلد الى فريسة تقتتل عليها كل المكونات التي اشرنا اليها اعلاه وابعد من هذا فان عوالم الغد المبعثر المتعادي والمتقاتل للعراق ومكونات شعبه توفر مستلزمات نهب ثروات البلد من قبل القوى السياسية العاملة الآن تحت ادارة الاحتلال بل وكل مسوغات الفساد المفجع الذي تحدثت انت عن بعض جوانبه وهي الجوانب المنظورة والتي لا تمثل ربع المبطن والمخفي. ويتكرس هذا الواقع الفاسد نافذا بصعود نسغي الى صورة الصراع الجديد والغريب والاجرامي بين سياسي التفتيت والتجزئة المجرمين الخونة على حدود المحافظات والاقضية والقصبات وعلى نوع المليشيات التي تسيطر عليها بما يسجل عارا ازليا على اميركا واقزام السياسة المتأمركة والعميلة.
خامسا": لقد حولت اميركا وعملاءها العراق الى دكان يبيع النفط ويوزع الرواتب على موظفين حقيقيين بنسبة لا تعبر 30% و وهميين بنسبة 70%. والغالبية المطلقة من هؤلاء الموظفين لا تؤدي أي عمل جدي او حقيقي. ولا يخفى عليكم ان بيادر الاموال التي اشرتم اليها هي جزء فقط من واردات العراق النفطية التي تعطيها دولة الاحتلال للعراق. وفي هذا الاطار تفنن عملاء الاحتلال و(قططه السمان) في ايجاد منافذ عجيبة وغريبة في نهب المال العام منها تعيين جميع افراد ميليشيات بدر والدعوة وغيرها و جميع اعضاء الاحزاب الطائفية والكردية، وبغض النظر عن حاجة لهم او كفاءة او تخصص انما المهم هو ان يمنحوا فرصة استلام الرواتب التعويضية لخيانتهم، واغرب من هذا هو صرف رواتب ثلاثين سنة ماضية لكل منهم، واهم من ذلك ان يعبثوا بدوائر الدولة ومؤسساتها لقتل كل تقاليد العمل الوطني وتفتيت نمطيات الاداء وثوابته واستخدام الوظائف العامة وسيلة لفتح ابواب النهب والسرقة والاختلاس والسيطرة على جزء مهم من ميزانيات الدوائر المختلفة الموضوعة للتجهيز والتعويض والاستيراد لكي تصبح دائرة النهب مكتملة من كرسي الوزير وحتى شخص حارس الدائرة من اعوان العملاء!!.
سادسا": عدم وجود الخطط التي يعمل بها كل العالم بشقيه الرأسمالي والاشتراكي في وضع ميزانيات وزارية نمطيه ولا خطط انفاق نمطية حيث عمد الاحتلال وعملاءه الى تعويم عمليات تقدير وصرف الميزانيات الوزارية، الامر الذي يغرق البلد بفوضى مالية وفساد مفتوح الحلقات من الوزير وصولا الى الادارات العامة. مثل هكذا فوضى تجعل افواه السراق والمفسدين واذرعهم تعمل بكل ما اوتيت من امكانات قد تعجز ادواتها السلمية في الاستحواذ فتلجأ الى خناجر الغدر والقتل والتصفيات. هكذا تصير الخسائر ليس فقط في تضييع الثروات بل وفي فقدان الامن والامان وارواح الناس.
سابعا": ان توزيع الوزارات على الاحزاب والطوائف والمليشيات قد حول هذه الوزارات الى دكاكين اصغر من دكان الدولة وملكيات تستغل وظيفيا كل حسب عائديته. ومن هنا انطلقت حيتان الاحزاب الطائفية تقتل وتستولي على مقاولات الوزارة وتتمترس وراء مكاتب البيع والشراء والاستيراد كل يلهث ليخمط ما يقدر عليه من (ذبيحة الامة).
اخي الكريم:
لقد كانت عملية احتلال فلسطين وتاسيس الدولة العبرية عليها نمطا خاصا من انماط الاحتلال يمكن ان نتوافق مع احدى مسمياته وهي تسمية الاحتلال الاستيطاني. في هذا الاحتلال خسرنا ارضا عربية اولا وتم تشريد مواطني هذه الارض. غير ان ما يحصل في العراق يتعدى ذلك الى تمزيق البلد ووضع ثلاث دويلات احتلالية محل الدولة الواحدة .. ان حقيقة ما يجري هو ارغام العراقيين الكرد على العيش تحت احتلال الاحزاب الكردية المشتغلة تحت ادارة الاحتلال الاصلي وارغام عرب الوسط والجنوب على العيش تحت حراب الاحتلال الفارسي متعاونا مع الاحتلال الاصلي وارغام عرب العراق المقيمين بين خطي عرض التمزيق الاستعماري على العيش تحت حراب الصحوات والحزب اللا اسلامي كعملاء يستلمون فتات سحتهم من المحتل الاصلي. ما اريد قوله ان ما فعلته اميركا واعوانها في عملية (تحرير العراق) هو احتلالات مركبة اكثر تعقيدا بكثير من احتلال جزء من ارض فلسطين الحبيبة. ان الاهداف السياسية والاقتصادية والتاريخية لاحتلال العراق ستفضي في حال نجاحها النهائي لا سمح الله الى تنفيذ خطة انهاء الوجود الحي للامة العربية وباستخدام ادوات تختلف هذه المرة في كونها ليست مجرد مستوطنين يهود جمعتهم من كل ارجاء الارض بل هم:
1-عراقيين بالجنسية لكنهم في واقع الحال تابعين اذلاء لمربعات عمالة متداخلة ومعقدة وفاقدين لاهليات حرف السياسة والاقتصاد ولايعرفون غير بطونهم وجيوبهم وشهواتهم الجنسية.
2-عرب رسمييون اوقعتهم نتائج سقوط الاقطاب المتعددة بعد انتهاء الحرب الباردة في احضان القطب المنتصر بغباء وسلبية انتم ادرى بها ودفعتهم الى فقدان ارادتهم الوطنية والقومية الحقيقية وكان من نتائج استخدامهم لتطويع الامة وشعبها العظيم لواقع حال الوجود الصهيوني كاحتلال مستديم الى ان تدفعهم وتستخدمهم لاهلاك من لم يطوع من انظمة الامة واولها واهمها واخطرها النظام الوطني القومي العراقي.
اخي الفاضل:
نحن اخوتكم في العراق, كنا نعرف وندرك بجدية وعمق اطراف اللعبة الاستعمارية بشقوقها المحلية العربية والاقليمية وكذلك الدولية. ومع فهمنا وادراكنا اننا سنقهر في مواجهتنا مع القطب المنتصر في حرب الاعلام المنتفخ بآليات وتكنولوجيات الموت والتدمير، الاّ اننا اثرنا ان نخسر معركة على ان لا نخسر الحرب برمتها وان نواجه ونقاتل ونتحدى بكل ما اتانا الله سبحانه من عزيمة واصرار وتحدي على ان نستسلم ونحمي رقابنا من الذبح على حساب ذبح رقبة الامة كلها وقضيتها كلها. لذلك قاتلنا منذ عام 1972 وانتصرنا واخفقنا وقهرنا .. خضنا تجربة مواجهة فريدة كنا نعتقد ونهئ الفرصة للامة لاستثمارها ... غير انها لم تفعل .. او انها فعلت ما لا يكفي .. حوصرنا واكلنا تراب الارض فكان عسلا على ان يظل العراق حرا موحدا ولم نفرط بوطنيتنا .. ومع كل يوم مضاف من ايام المواجهة تلك كانت جبال الحقد علينا والكراهية لنا والثأر الاسود ضدنا تنمو وتتسرطن وتستطيل في كل الاتجاهات ... غير اننا اعددنا العدة ان نتحول من قادة نظام وطني قومي الى قادة مقاومة وطنية باسلة.
لماذا؟
اتظنوننا قاصري نظر وضعيفي رؤى؟ البعض يعتقد هذا متوهما. اتعتقدون ان رقابنا ليست غالية كما رقاب حكام الامة الاخرين؟ البعض اعتبر خطأ اننا قد اخذتنا العزة بالاثم. هل كنتم تريدوننا كما اراد لنا حكام الامة المحاطين والمغلفين بالانحطاط والجبن والرياء والفساد ان نطأطأ رؤسنا ونحمل حقائبنا ونغادر العراق لنصير عارا على تاريخ الامة لن تمحوه قرون من الترقيع ولطم الوجوه والتأسي؟ ام ان نواجه كل طواغيت الدنيا التي تجمعت لتضرب الامة وفق الرؤيا اعلاه من خلال ضرب العراق؟ نقهر ونذبح ونهجر وتدمر بنى نزفنا دما وعرقا لنرفعها فوق الارض ام نترنح كالفئران فنعطي لاعداءنا الفرصة ان يلطخوا تاريخ العروبة المسلمة بالعار والرذيلة بنا كوننا من حملناها رايات حرية وبناء وتحد واخلاص وشرف؟
الاسئلة كثيرة, اخي الكريم, والاجابات معروفة .. وانقسمت عليها مواقفنا. بين من يرى اننا اخطأنا لانه كان يريد منا ان لا نبني ولا نتقدم ولا نعمر ولا نقاتل من اعتدى علينا من عجم او عرب في سنوات المواجهة بين ارادة الامة في العراق وبين لحظة الاحتلال المجرم. وبين تصورنا بان نعيش بشرف مع كل التضحيات الجسيمة التي قدمناها على مذابح قضيتنا المركزية فلسطين ووحدة الامة وحريتها وامتلاك ارادتها وصولا الى لحظة مواجهة الغزو التي تحولنا بها ومعها الى خانة الجهاد من اجل اهداف العراق وشعبه واهداف امتنا العربية المجيدة التي آمنا بها وعشنا وذُبحنا من اجلها.
المهم, بل الاهم عندنا, اننا عدنا الى مربعات الجهاد ومواطن المقاومة ونرى في ذلك بصدق وامانة واخلاص انه مجد للامة وعلياء وشرف ما بعده شرف بل انه انتصار نحن نفتديه بالارواح ورجحناها برضا وقناعة مطلقة على موقف التخاذل والهرب وتنكيس الرؤوس والاحتفاظ بسدة حكم عميلة وخاضعة ذليلة.
فماذا جنينا؟ وماذا جنت الامة؟
بعيدا عن التنظير ووجهات النظر الفلسفية .. نحن انتصرنا في اسقاط المؤامرة الكبرى كمقاومة. ومرّغنا انف اميركا وايران وبريطانيا والكيان الصهيوني في وحل العار. هل هذا كلام وافتراض وادعاء؟
بوسعك سيدي, ان تبعث برسالة الى شيخ الجهاد والمجاهدين عزة العرب والمسلمين عزة ابراهيم الدوري كقائد اساسي في المقاومة الوطنية العراقية الباسلة وبواسطة الانترنيت حيث يمكن لأخوتك مجاهدي العراق ان يلتقطوها ويوصلونها ولكي تكون انت في موقف لا تخش منه من شئ .. ليعطيك صورة الفعل العملاق لمقاومتنا الباسلة وانجازاتها العظيمة في تمريغ العدو بشرا وآليات في مستنقعاتنا الملحية واحراشنا التي يفوح منها عطر القداح ورائحة التمر والحناء ..
هذا مدخل تضيفه الى رصيدك الجهادي ونصر اعلامي لتاريخك المهني .. ونحن سنغنيك عن التعاطف مع جياعنا وفقراءنا ونغنيك عن سهام (القطط السمان) في منطقة اميركا الدولية الخضراء وسيعطيك الصورة التي تنقلها لفلسطين وقيادة العمل الفلسطيني حكومة ومجاهدين اننا لم ندخل سوق العولمة ولا دكاكين البيع والشراء والمتاجرة ولم نفرط رغم غدر الغادرين وتغييب المغيبين لما انجزناه في طريق تثوير الامة والاقتراب من نواصي النصر .. وللزعامات العربية التائهة بين مد الغرب وجزر الشرق وبين مصالح خصى العنينين ... وللامة بسوادها الاعظم وانت وانا منهم .. لوحة حقيقية عن طرق الرجاء التي لم ولن تنقطع بفضل تضحياتنا وصحة قراراتنا رغم قسوتها ومرارتها .. وعن الوسائل التي لم تعدم ولن تعدم والتي ينتهجها ابطال العراق الذين يعرفهم بوش ويحترمهم رغم انفه ولا يسميهم لا ارهابا ولا ارهابيين بل يسميهم مجاهدين او مقاومين او في اسوأ الاحوال متمردين لانه مجبر على احترام فعلنا الذي اذقناها.
هذه خطوة اولى ... ترفد بخطوات عمل اعلامي يتعاون فيه شرفاء الامة من اعلاميين ومثقفين وسياسيين, عبر صيغة يتفق عليها تهدف الى:
1-رصد فعاليات المقاومة العراقية الباسلة بكل فصائلها .. لسنا بصدد تفجيرات الشوارع وقتل الابرياء .. بل مقاومة المحتل وقططه السمان فحسب وتوضيح اهدافها السامية بما يؤدي الى احباط التعتيم الاعلامي المجرم ضد هذه المقاومة البطلة.
2-تعبئة الرأي العام العربي والدولي لدعم المقاومة في العراق لانه دعم ضمني لمقاومة شعبنا البطل في فلسطين والاحواز والخليج والاسكندرونه والجولان والسودان وغيرها من بقع الارض العربية المظلومة.
3-لقد قتلنا الحسين بن علي وابتدعنا طرق التعبير عن احساسنا المدمر بالذنب دون جدوى وقلنا فيه شعرا ونثرا واسسنا تحت قبة مزاره احزابا طائفية وميليشيات، لكننا لم ولن نضيف حرفا واحدا لكتاب النصر المبين الذي سجله دم الحسين عليه السلام. واضعنا فلسطين وابدعنا طرقا فذة للبكاء على اطلال الهزيمة ومنها ما اسميناه بالعملية السلمية التي مازلنا ندفع ثمن الانبطاح تحت عجلاتها الامريكية الصهيونية المستعربة ولم ولن نصل الى شئ. فعلينا ان نغادر البكاء على اطلال هزائمنا وانتكاساتنا ونمد يد محبة ليس الاّ الى رجال العراق النشامى ونفتح امامهم منافذ حق ليس الاّ لكي يمارسوا دورهم الذي رسموه لانفسهم سنوات قبل الاحتلال ألا وهو اضعاف اميركا واخراجها من دائرة القطب الواحد لان ذلك هو طريقنا الوحيد لتحقيق اهداف الامة. وقد انجزت المقاومة العراقية البطلة ما هو عميق وجدي في هذا الاتجاه.
4- اقترح عليكم ايجاد صيغة عمل اعلامي عروبي لا يرهب احد ولا يهاجم احد ولا يقذف على احد بل يوضح بهدوء وموضوعية وصدق ما تواجهه الامة من مخاطر انهاء الوجود والاجتثاث والاستلاب وتعبئة ابناء الامة على خط شروع انساني، اساسه قناعات مشتركة بمشروعية قضايانا, فمن لا قضية له .. لا وجود ولا تاثير ولا حياة له. منبر تشترك فيه فعاليات الامة عبر اقلام ولا شئ غير الاقلام من عرب لا يتجادلون في المسافة بين الابيض والاسود بل يؤمنون بحق الامة في التعبير عن ذاتها وحقها في فلسطين والعراق والسودان والاحواز والجولان وجنوب لبنان شريطة ان لا نطلب تمويلا من حاكم لانه سيشترينا ويستلب ارادتنا دون شك ويجير فعلنا ويخترق لغتنا والعياذ بالله.
5-آن الاوان ان نغادر خلافاتنا على الثوابت فلا خير في رجال ولا شعب ولا امة تختلف على الثوابت على الاقل في مستوى من مستويات التعبير العصرية وضمن منافذ ثورة الاتصالات التي لا تكلفنا الكثير ولا نحتاج فيها الى جمعيات خيرية اما تسرق اموال الناس او تُكبس على انها ارهابية. ولتكن قضيتا فلسطين وكوارث العراق مدخلنا.
اخي الفاضل:
ان بوسع المقاومة العراقية البطلة ان تفعل الكثير لتحرر الامة من ادران الأمس كلها ودفعة واحدة. لأنها مقاومة وطنية شريفة لا تربطها صلة باي دولة او جهة لا مالية ولا تجارية ولا تسليحية لحد اللحظة فبفضل الله هي تمتلك اسلحة وتصنع اسلحة تكفيها لتقاتل لعشرات السنين القادمة, أي انها حرة لا قيد يقيدها ولا ارادة تسيّرها او تؤثر عليها .. وهي لا تبحث عن سلطة وكراسي لانها شبعت سلطة وكراسي عبر اربعين عاما مضت وكل ما تقاتل من اجله هو تحرير العراق واعادته الى ابناءه البررة عربا وكردا، مسلمين وسواهم. وهي وقياداتها الجسورة قد استلهمت عبر ودروس الامس كاملة وانتهت الى صياغات نظرية وتطبيقية تؤهل العراق بعد التحرير الناجز لنوع الحكم الديمقراطي التعددي.
وندعوكم الى قراءة برنامج التحرير واستراتيجية المقاومة لتحقيق هذا الحق الوطني وجميع حقوق العراق والعراقيين التي يرتبها القانون الدولي للاضرار التي سببها المحتل واذنابه. ان هذه القراءه ستمنحكم انت بشخصك الكريم وكل عربي شريف قادر على العطاء في الباب الذي نحن بصدده وضوح الرؤيا والاهداف ... لكي نغادر التعاطف المجرد بين الفينة والاخرى ونرتقي قمة فعل يغيّر ولا يتوقف عند استدرار العواطف او تسجيل المواقف المجردة .. فنحن واثقون ان الامة لن تعود الى الوراء في حالها هذا لتتعكز بالتبرير على مقال صحفي او لتعطي استحقاقا لاحد لانه كتب يوما في صحيفة لأن ما تمر به الآن هو مفترق طرق تكون بعد حافته او ان لا تكون. والله اكبر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق