د. أحمد شوتري في محاضرة ألقاها بالاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس- تونس :
*انطلاقا من العراق المنتصر المحرر فإن الأمة العربية ناهضة والمقاومة العراقية هي تتويج لكل نضالات الأمة
* بإذن الله قريبا سوف نفرح بالنصر بدون محاضرات، سوف نرقص للصباح في مثل هذه القاعة احتفالا بالانجاز العظيم للمقاومة العراقية الباسلة
الأخ محمد شعبان: نحن مصرون عل المضي قدما في دعم القضية العراقية بكل الوسائل
شبكة البصرة
ابن تونس
حل بمدينة صفاقس التونسية الدكتور أحمد شوتري وقد استقبل من طرف نقابيي صفاقس وعلى رأسهم الأخ محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس استقبالا حارا بما يليق بالضيف الجزائري الكريم باعتباره من الأصدقاء الحميمين للشهيد صدام حسين.
وقد نظم الاتحاد الجهوي يوم 27/09/2008 سهرة رمضانية ثقافية بالمناسبة اشتملت على محاضرة قدمها الدكتور الشوتري تحت عنوان "المقاومة العراقية الواقع والآفاق" وتخللها عرض موسيقي لفرقة الكرامة التي أبدعت في تنشيط الحصة بالأناشيد والأغاني الوطنية التي تغنت بالشهيد صدام حسين وبالمقاومة في العراق وفلسطين وأمتعت الحاضرين بأغانيها الوطنية الجزائرية والتونسية وابداعات مصر عبد الناصر الغنائية وخلقت أجواء من التفاعل شجع الشباب في القاعة على تقديم عروض في رقصة الدبكة. ومما زاد في اضفاء الشعور بالنخوة والاعتزاز تلك الصورة الضخمة للشهيد صدام حسين وصورة المسجد الأقصى التين ازدانت بهما القاعة.
استهل السهرة الأخ محمد شعبان بكلمة رحب فيها بالضيف الكريم واعتبر أن الحرص على استضافته تندرج في إطار مواقف الاتحاد المبدئية المتعلقة بدعم المقاومة العراقية واعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي وشكر الحاضرين مؤكدا أن حضورهم يجسد تمسكهم بالدفاع عن القومية العربية والتزامهم بمساندة المقاومة العربية في العراق وفلسطين. كما حيى فرقة الكرامة التي اعتبرها الصوت الغنائي للأمة. ثم ألفت الأخ الكاتب العام انتباه الضيف أن الاتحاد العام التونسي للشغل له مبادئ ومقررات هامة في نصرة قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين والعراق معتبرا أن المقاومة في العراق هي واحدة من أهم مقاومات الأمة وأن المقاومة في لبنان وفلسطين خير داعم لها. كما حرص الأخ محمد شعبان على إحاطة الضيف الكريم علما بأن جهة صفاقس كانت رائدة في تحركاتها وتضامنها في كل المراحل التي مرت بها القضية العراقية منذ حرب الخليج الأولى إلى مرحلة احتلال العراق من طرف القوة الغاشمة الأمريكية مع تدعيم من الأنظمة العربية كما وقفت الجهة إلى جانب الشعب العراقي البطل وقائده الشهيد صدام حسين ثم عبر عن اصرار الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس على المضي قدما في دعم القضية العراقية بكل الوسائل. وفي موفى حديثه عن الوضع في العراق تمنى الأخ محمد شعبان النصر للمقاومة الباسلة التي أعد لها جيدا الشهيد صدام حسين كما تمنى للمقاومة الفلسطينية وحدة الصف حتى تتوصل بمساعدة القوى الوطنية العربية إلى فك الحصار على غزة المجاهدة.
ثم بعد ذلك استهل الدكتور أحمد شوتري محاضرته بتمجيد تونس العربية واعتبرها الصوت العربي داخل المغرب العربي. واستسمح الحاضرين في وصفه لجهة صفاقس بالنسج على مقولة الشهيد صدام حول الفلوجة التي قال عنها" إذا كانت الأنبار تاج العراق فإن الفلوجة درتها " وعبر عن ذلك قائلا " إذا كانت تونس هي تاج المغرب العربي فإن صفاقس هي درتها".
كان القائد صدام حسين دائما وفيا لمبادئه القومية العربية
ثم تعرض إلى عمق وحقيقة مشاعر الشهيد صدام حسين تجاه أمته قائلا " كان الرئيس صدام حسين كما عرفته عن قرب في حدود إحدى عشرة سنة له عاطفة جياشة تجاه أمته، فكلما تذكر أمامه حالات من حب الأمة للجهاد ولرموزها تفيض عيناه بالدمع وكانت ثقته بالجماهير العربية كبيرة وقد روى أمامي قصصا تدل على حبه العميق لأمته وأنه لم يميز طوال حياته بين عراقي وعربي وبين قطر عربي وآخر. فحين استقبل العراق خمسة ملايين مصري للعمل اشتغلوا أكثر من عشرين سنة وفي فترة معينة حصلت بعض مناوشات ومشاجرات بين عراقيين ومصريين فظهر صدام على التلفزيون ليقول حرفيا " ابتداء من اليوم فإن الخمسة ملايين مصري الموجودين في العراق هم ضيوف صدام حسين وأي عراقي يتعرض لهم بأذى يكون قد اعتدى على صدام حسين".
وحين تحرشت السينيغال سنة 1984 بموريتانيا وحاولت احتلال جنوب هذا القطر اتصل الرئيس الموريتاني بالرئيس صدام حسين بعد أن يئس من الجامعة العربية. فقد روى صدام حسين أمامي أحداث تلك الفترة قائلا " لقد استدعيت سفير السودان وحين دخل علي لم أنهض من مكاني وتعمدت البقاء في مكتبي وتركته واقفا في الباب ولم أعطه الإذن بالجلوس وقلت له: بلغ رئيسك أن أي اعتداء على موريتانيا هو اعتداء على العراق وأنتم لستم بندّ للعراق وأنا أبلغك برسالة مفادها أن هناك جسر جوي حاليا ينقل الأسلحة والدبابات من بغداد إلى نواق الشط" وواصل الدكتور حديثه قائلا" تدخل صدام هذا أدى إلى تراجع العدوان وبذلك حمى صدام حسين موريتانيا، ثم إن الجيش الموريتاني لأول مرة يملك دبابات وهي دبابات عراقية دبابات صدام حسين".
وحين وصل غيرينغ في السودان سنة 1987 إلى تخوم الخرطوم في محافظة كسلة وحين كان الجيش السوداني لا يملك عتادا ليدافع عن نفسه اتصل الرئيس السوداني بالرئيس صدام حسين بعد أن يئس من الجامعة العربية فقال له صدام" كسلة تساوي عندي البصرة لا فرق عندي بين كسلة والبصرة، خوذوا ما تشاؤون من الأسلحة " وأرسل الرئيس العراقي ضباط وخبراء وتمكن الجيش السوداني عندها من حماية الخرطوم من السقوط.
لقد كان صدام حسين واحدا من العراقيين ولم يعتبر نفسه في مرتبة أرقى من أي فرد عراقي فنزل إلى ساحة المواجهة لقتال الاحتلال مثل أي عراقي ولم يسأل عن أولاده وأسر كأي عراقي وحوكم وأعدم كأي عراقي. ورفاق صدام حسين البعثيين نسجوا على منوال صدام حسين وقد بلغ عدد شهداء البعث من 2003 إلى غاية 2007 120 ألف شهيد. ليس هناك حزبا في الوطن العربي قدم هذا العدد من الشهداء، هؤلاء هم رفاق صدام حسين وهذا هو جيش صدام حسين. وهذا هو صدام الذي ترك أبواب العراق مفتوحة، ففي سنة 1997 وفي رسالة مفتوحة للرئيس ياسر عرفات قال له فيها : إذا قدر لك بأن تتفاوض مع العدو فاترك الأبواب مفتوحة، وإذا حشروك فلا توقع واترك الشعب الفلسطيني يتحمل مسؤوليته. وهذا ما فعله صدام حسين مع العدو، لم يوقع ولم يستسلم وترك الأبواب مفتوحة، وشعبه هو الذي بصدد إكمال المسيرة.
استهل الدكتور المحاضر محور المقاومة العراقية بقوله" أنا أعرف أنكم متشوقين لمعرفة أخبار المقاومة في العراق" ثم واصل قائلا " أنا لا أبالغ، أنا أقدم المعلومات التي أملكها وأطمئن لها وأحلل المعطيات من موقعي كأستاذ أكادمي".
صدام حسين أعد كل مستلزمات الحرب الشعبية وكان على دراية بأن أمريكا ستحتل العراق
بدأ الأستاذ بتذكيرنا ببعض الوقائع قائلا "سنة 1996 خاطب صدام حسين شعبه في التلفزيون وقال له " لا يجب أن تنتظروا قرارات إيجابية من مجلس الأمن حول قضية رفع الحصار عن العراق، أنتم الذين يجب أن ترفعوا الحصار عن أنفسكم وتعتمدوا على أنفسكم ". وكان صدام دائما يخاطب حزبه والقوات المسلحة بشكل مغلق بقوله " يجب أن تتصرفوا وكأن ليس لكم نصير إلا الله ودعاء الخيرين من أبناء أمتكم فعولوا على أنفسكم وأنتم محاطين بكل أعداء العالم " هكذا كان تخطيطه، لذلك فقد قام بتسليح كل الشعب، فحين يدرب سبعة ملايين من خمسة وعشرون مليون فإن السبعة ملايين هم في الواقع عدد الأفراد القادرين على حمل السلاح (إذا حذفنا العجائز والأطفال الخ....) كل هذا قام به صدام حسين استعدادا لهذه المرحلة. من الناحية التكتيكية فقد تمت تسمية الجيش الشعبي الذي تم تدريبه بجيش القدس لكن في الواقع هذه التسمية تضليلية ومثلما قال لي الأستاذ طه يسين رمضان ذلك الجيش هو الجيش الذي تم اعداده لخوض المقاومة ضد المحتلين. لقد انتخب صدام 250 ألف مقاتل تم اختيارهم بشكل دقيق، حتى ملفاتهم تم سحبها من وزارة الدفاع ثم إعدامها ثم وزعوا على كل الولايات وجهزوا بالأسلحة والمال والخطط. وهؤلاء المقاتلين ليس لهم قيادة والوحيد الذي يجمع بينهم هو الشهيد صدام حسين الذي أعد مسبقا القيادة البديلة إذ كان يتوقع الأسر والاستشهاد. هؤلاء المقاتلين هم الذين بدؤوا المقاومة يوم 11/04/2003. قال صدام لهؤلاء المقاتلين "اضمنوا لي الانطلاقة لشهور بعد ذلك أقوم بتعبئة الشعب العراقي المدرب والمسلح أنظمه ثم يلتحق بأولائك المقاتلين النخبة". إلى حد الآن لا أحد فينا ولا أحد في حزب البعث يعرف هذه القيادات ورموزها وكيفية عملها وقد كان هدفهم الوحيد هو إلحاق أفدح الخسائر في الأرواح خاصة في صفوف العدو وفي مقدمته العدو الأمريكي لأنه رأس الحربة. وقال صدام حسين مرة أمامي " طمئنوا الأمة، فبعد معركة العراق لن تتجرأ أمريكا أو غير أمريكا بأن تحتل أرض عربية، سوف تأخذ درس لم تعرفه في التاريخ " لم يكن شعاره أنني سأنتصر بل شعاره العراق سينتصر لأن الأفراد تموت والشعوب هي الباقية ".
وفي أحد تحليلاته قال الدكتور أحمد " إن المقاومة العراقية هي في الواقع تتويج للمقاومات العربية وتتويج للتضحيات التي حدثت في تونس والجزائر ومصر وموريتانيا وكل الأقطار العربية الخ.... ما يميز المقاومة العراقية هي أنها وحدت الجماهير العربية. وكذلك من خصائصها أن 26 مليون عراقي يقاومون 300 مليون. فالجيش الأمريكي وراءه 300 مليون فرد وبلايين الدولارات وأكبر المصانع والعقود ووراءهم كذلك 40 دولة من أكبر دول العالم ووراءهم أعراب الخليج".
نخبة القوات المسلحة التي أعدها صدام حسين هي ركيزة جميع فصائل المقاومة الستين
وواصل الدكتور حديثه قائلا " من سنة 1996 صار واضحا أن الاحتلال قادم وأن حسم المعركة بواسطة الجيوش التقليدية غير ممكن بسبب موازين القوى بقي الحل المتمثل في إعداد الشعب ليقاتل دفاعا عن نفسه. فحين أطلقت نخبة القوات المسلحة شرارة المقاومة يوم 11/04/2003 وثم تم تعميمها في كافة الولايات بدأ تنظيم الفصائل لأن الشعار الذي رفعه الرئيس صدام حسين في الستة أشهر الأولى قبل أسره وطلب من رفاقه أن يلتزموا به هو " لا تبعّثوا المقاومة" (أي لا تحولوها إلى مقاومة بعثية) وذلك لإيمانه أن القضية الآن أصبحت قضية الشعب العراقي وأكد قائلا " نحن نريد من كافة الشعب العراقي أن يقاتل وبالتالي لا يجب منع أي أحد يرفع راية تخالف رايتنا وكل من يريد أن يقاتل تحت راية الاسلام أو الشيوعية أو العشائر فله ذلك وأنتم دوركم تحثون الشعب للتنظم والمشاركة في القتال وعليكم أن تمدوهم بالسلاح وبالخبرات والمعلومات ". لذلك نلاحظ أن كل الفصائل الستين التي شاركت في المقاومة كانت أجنحتها العسكرية متكونة من الجيش العراقي. ففي السنتين الأولى كل الشعب العراقي تنظم وراء المقاومة سواء بجناحه العسكري المباشر أو بالفصائل التي تشكلت تحت رايات مختلفة، وحتى البعث، حزب صدام حسين له مجموعة من الفصائل مثل الآخرين. القوات المسلحة العراقية موزعة على كل الفصائل وهي التي توجه الاستخبارات والمعلومات وتمد بالسلاح ولا تتدخل في مسألة إن كان الاسلامي يقود أو الشيوعي أو غيره".
انجازات المقاومة العراقية
عرج الدكتور على انجازات المقاومة العراقية فقال" في هذين السنتين وحدت المقاومة الشعب العراقي وراء ها وكذلك عزلت العملاء ولم تتركهم يكونون جمهورا وأنصارا من الشعب مما جعلهم يضمحلون بل أكثر من ذلك أجبرهم نجاح المقاومة على الانقسام، فحزب الدعوة انقسم بين أنصار الجعفري وأنصار المالكي الذين أصبحا متناحرين وحزب الدعوة أصبح في تناقض مع الحكيم والصدر أصبح منفصلا عن الآخرين. الجلبي ليس له أنصار وعلاوي في نفس الوضعية والحزب الشيوعي الجناح الكردي كذلك ليس له أنصار والحزب الاسلامي التابع للأخوان المسلمين تشرذم وراح مع الاحتلال وانتهى. إذن تحقق الهدف الثاني وهو شرذمة وإضعاف العملاء الذين راهن عليهم الاحتلال الأمريكي وعزل الجماهير عن هذه الشريحة. سيتحقق الهدف الثالث وهو إلحاق خسائر مادية كبيرة في الأرواح والمعدات والأموال في صفوف العدو وقد بلغ تعداد عناصر المقاومة في هذين السنتين حوالي 400 ألف مقاتل متكونة من 250 ألف عنصر من نخبة القوات المسلحة و150 ألف من مختلف الفصائل".
وفي تقييمه للخمس سنوات من المقاومة قال الدكتور الضيف" الذي حصل بعد خمسة سنوات هو أن المقاومة اتجهت لانجاز المرحلة الثانية المتمثلة في توحيد الفصائل عسكريا والتحامها مع الجناح العسكري (القوات المسلحة) وعلى تكوين جبهة سياسية موحدة فولدت الجبهة القومية والوطنية والاسلامية والتي لها مقر رسمي في دمشق يقودها أبو محمد وهي التي تمثل الواجهة السياسية للمقاومة. أما الستون فصيلا فقد تجمعت في أربعة جبهات وهي جبهة الجهاد والتحرير وهي أكبر الفصائل والتي يقودها المجاهد عزة ابراهيم الدوري نائب الشهيد صدام حسين وتتكون من 35 فصيلا وجبهة الجهاد والتغيير فيها 8 فصائل وجبهة الجهاد والخلاص فيها 6 فصائل هؤلاء الثلاثة فصائل توحدوا حول برنامج وبايعوا القائد عزة ابراهيم الدوري لقيادتها وبذلك يمكن القول أن 93 % من الفصائل أصبحت موحدة حول برنامج واحد. بقيت الجبهة التي فيها بعض فصائل القاعدة صحبة الجيش الاسلامي الذي هو فرع من الأخوان المسلمين وتشتمل هذه الجبهة على 6 فصائل ولانملك إلى حد الآن معطيات كافية حول فصائل هذه الجبهة. ومع ذلك فإن الجبهات الثلاثة الموحدة تقوم بالتنسيق مع هذه الجبهة الرابعة بل أكثر من ذلك فعندما نطلع على برنامج الجبهة الرابعة الذي أصدروه في شهر رمضان الحالي نجد أنه لا يختلف مع برنامج الجبهات الثلاثة الأخرى وهذا شيء مهم".
وعن الوضع الراهن قال الدكتور الشوتري" الآن العدو يترنح، فمسألة الهروب من العراق أصبح معلن. فالسفير الأمريكي الذي رحل منذ شهرين من الجزائر قال لأحد الصحافيين الجزائريين " إننا سنخرج من العراق بعد الانتخابات مهما كان الرئيس" ومؤخرا أعلنت أمريكا أن الجبهة الرئيسية التي يجب أن نركز عليها وننقل إليها قواتنا هي الجبهة الأفغانية والباكستانية وها هم بدؤوا ينقلون حوالي أربعة آلاف جندي باعتبارهم يئسوا من السيطرة على العراق. هناك قاعدة عسكرية تقول : مهما تطورت الأسلحة فإن الجندي يبقى إلاه الحرب. يعني إذا قمت كدولة مستعمرة باحتلال بلد ولا تقدر على الاحتفاظ بها فيعني أنك فاشل. وهذا ما كان يراهن عليه الشهيد صدام حسين الذي قال : يمكن أن تحتلوا العراق لكن لا يمكن أن تحتفظوا به ".
المقاومة تتهيأ ليوم النصر المظفر
وعن الواقع الحالي قال الدكتور" بعد توحيد الفصائل عسكريا وسياسيا فإن المقاومة الآن على مشارف الدخول في مرحلة الحسم، وقد تدوم مرحلة الحسم شهر وربما ستة أشهر أو سنة. فيما يتعلق بمرحلة الحسم فأنا أتوقع أنها ستكون في إحدى الاتجاهين. إما أن أمريكا تقتنع بأن المقاومة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي نتيجة يأسها من العملاء وبالتالي تدخل في مفاوضات مع هذه المقاومة ويقع حسم القضية بالمفاوضات وهذا هو المتوقع أو تضطر المقاومة إلى دك القواعد الأمريكية بالصواريخ وهي تملكها فإمطار القواعد بشكل مكثف يلحق العدو خسائر بشرية فادحة تجبر العدو على الهرب وقد تحدثت المقاومة منذ حوالي ثلاثة أشهر عن تطوير صاروخ مضاد للطائرات وهذا جانب من جوانب الترتيبات لمعركة الحسم التي سيستعمل فيها العدو الطائرات".
وفيما يتعلق بالخسائر الأمريكية قال الأستاذ المحاضر" هناك تعتيم كبير على خسائر العدو. وانطلاقا من الوقائع والأرقام الأمريكية المحايدة فإن آخر إحصائية كانت قدمتها منذ ستة أشهر منظمة قدماء المحاربين التي لها مكتب داخل البنتاغون ونشرت على مواقع الانترنيت ثم تم سحبها بعد أسبوعين بأمر من بوش لما يشكل من خطورة على مصالح الاحتلال الأمريكي، هذه الاحصائيات تقول بأنه منذ سنة 1991 إلى 2007 بلغ عدد القتلى الأمريكيين 73. 400 وحيث أننا نعلم أن المواجهة بين الجيش العراقي والقوات الأمريكية سنة 1991 لم تؤد إلى خسائر كبيرة باعتبار أنها لم تكن مباشرة باستثناء معركة كبرى جنوب البصرة دامت 15 ساعة والتي لا يمكن أن تتجاوز الخسائر البشرية الناتجة عنها بضعة آلاف من القتلى في صفوف الأمريكان فإن عدد القتلى الأمريكيين الذين سقطوا بعد 2003 مرتفعا لا يمكن أن يكون أقل من 60 ألف. أما الخسائر الأخرى فتتمثل في 160 ألف جريح و50 ألف أصم و14 ألف مجنون أعدوا لهم مستشفى في ألمانيا أخفوهم فيه. إذن يمكن القول أن حوالي 270 ألف تم إخراجهم من الخدمة وبالتالي من العراق. في العلم العسكري يمكن أن نقول أن كل ثلاثة جرحى يقابلهم قتيل وحيث أن ثلث الــ 160 ألف جريح يساوي أكثر من 50 ألف، فإن هذا العدد ليس بعيدا عن رقم 60 ألف. أما الخسائر المادية فقد تم تدمير 14. 000 آلية وتم إسقاط 300 طائرة أما الخسائر المالية فقد بلغت باعتراف خبيرين ماليين أمريكيين بليوني دولار وهناك دراسة أخرى تقول أربعة بليون دولار. والحمد لله سمعنا خلال إقامتنا في تونس خبرا منعشا يقول أن أمريكا دخلت في أزمة مالية كبيرة. وأصبح الآن حديث بوش وأوباما والكنغرس مركزا عن كيفية إنقاذ أمريكا. إن هذه الأزمة المالية أحد أسبابها الرئيسية هي المقاومة العراقية وصدام حسين".
المقاومة العراقية هي التي ستصنع الغد المشرق للعراق والأمة ولكل العالم
واصل الدكتور حديثه قائلا" عندما كنت طالبا في الماجستير سنة 1980 كان يدرسنا أستاذ لبناني خريج جامعة كولومبيا وهذه الجامعة متخصصة في الدراسات الاستراتيجية المستقبلية. في ذلك الوقت أي سنة 1980 و1981 كانت الحرب العراقية إيرانية قد اندلعت فسأله الطلبة عن هذه الحرب فكتب لنا في السبورة أربعة نقاط لازلت أذكرها جيدا وهي بمثابة الحكم (بكسر الحاء) وقد ثبتت صحتها.
النقطة الأولى قال فيها : الخمينية جاءت للسلطة في إيران على الحراب الأمريكية
النقطة الثانية : هذه آخر حرب للدين في التاريخ
النقطة الثالثة : طالما أن الخمينية القادمة من العصور الوسطى اختارت الصدام مع الأمة العربية الناهضة فإنها خاسرة لا محالة
النقطة الرابعة : شاءت الأقدار أن تقبر الحروب التقليدية سنة 1956 في السويس وأن تقبر الحروب الدينية في الخليج العربي.
وأنا أضيف نقطة خامسة أقول ستنهزم امبراطورية ثالثة على يد العرب وهي الولايات المتحدة الأمريكية على يد المقاومة العراقية.
فلولا المقاومة العراقية لما تجرأت روسيا وأخذت ذلك الموقف التصعيدي ضد الولايات المتحدة، ولولا المقاومة العراقي ما كانت كوريا الشمالية تتجرأ لطرد الخبراء الأجانب وتعلن بتحدى أنها أعادت تشغيل مفاعلها النووي. ولولا المقاومة العراقية لما تجرأت فينيزويلا وأغلب بلدان أمريكا اللاتينية أن تتحدى أمريكا. هكذا قدر على أمتكم أن تكون سيف الحق. فهذه الأمة هي شوكة الميزان فحين يكثر الظلم ويختل الميزان لصالح الظلم تتحرك الأمة العربية وهي ضعيفة وتعدل الميزان وتنصر الأمم، وقد أثبت التاريخ أنه كلما تتقدم الأمة العربية وتنهض كلما ينحصر الظلم وكلما تضعف يزداد الظلم. فانطلاقا من العراق المنتصر والمحرر فإن الأمة العربية ناهضة إن شاء الله والمقاومة العراقية هي تتويج لكل نضالات الأمة العربية. لقد شاهدت بأم عيني ونحن نقاوم العدوان في العراق بطولات الشباب التونسي، ولا أقولها مجاملة فقد تطوع للمعركة خمسمائة تونسي، شاهدنا كذلك الموريتانيين والسودانيين. هل تعرفوا بأنه كان هناك 200 ضابط سوداني في الجيش العراقي وهل تعرفوا أن قائد الدبابات في العراق هو سوداني. إن تجربة صدام حسين هي تجربة عربية، هل تعلموا أن قائد فرقة مدفعية ميدان هو عقيد موريتاني وأنا أعرفه شخصيا؟ إن التجربة التي خاضها صدام حسين هي تجربة للأمة وكانت تجربة ناجحة لذلك فبالنسبة للعدو يجب أن لا تمتد هذه التجربة، يجب أن تقبر وبقوة مهما كان الثمن.
وفي الأخير
وختم الدكتور أحمد شوتري محاضرته بقوله "أنا متفائل وأشارككم فرحتكم وأشارككم تفاؤلكم وبإذن الله قريبا سوف نفرح بالنصر بدون محاضرات، سوف نفرح فقط سوف نرقص للصباح في مثل هذه القاعة احتفالا بالانجاز العظيم ومن حقنا أن نفرح لأننا شركاء بالدم وشركاء بالنصر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.