2008-11-07 :: بقلم: أحمد العلي ::
تناقلت مواقع الكترونية كثيرة تقريرا خبريا مدعما بشريط فيديو يظهر فيه مشادة كلامية بين ضابط في الشرطة برتبة رائد واسمه (احمد محسن رحمه) وطرفها الثاني احمد الجلبي التي جرت فصولها في مجلس عزاء في مدينة الصدر اتهم فيها الجلبي بأنه السبب الرئيس في بلوى العراقيين من الاحتلال واذنابه الذين دمروا العراق وقتلوا خيرة ابنائه..
تناقلت مواقع الكترونية كثيرة تقريرا خبريا مدعما بشريط فيديو يظهر فيه مشادة كلامية بين ضابط في الشرطة برتبة رائد واسمه (احمد محسن رحمه) وطرفها الثاني احمد الجلبي التي جرت فصولها في مجلس عزاء في مدينة الصدر اتهم فيها الجلبي بأنه السبب الرئيس في بلوى العراقيين من الاحتلال واذنابه الذين دمروا العراق وقتلوا خيرة ابنائه..
وذكر التقرير ان الضابط اغتيل في ظروف غامضة بعد ثلاثة ايام من الحادث، واشارت اصابع الاتهام الى ضلوع الجلبي بجريمة القتل ومن باب التذكير ليس الا حيث سبق وان نقلت صحيفة القضية الاسبوعية التي كانت تصدر في ارض السواد العراقي وعلى صدر صفحتها الاولى بتاريخ 29/5/2004 خبرا حمل عنوان (سرقوا العراق) و(آراس يهرب الى ايران بعد ان سرق 80 مليون دولار) والموضوعين كانا يخصان احمد الجلبي وسبقهما باسبوع موضوعا آخر حمل عنوان (المؤتمر الوطني والجلبي يبعان اسرار العراق الى ايران)!
أم المواضيع التي نشرت في العدد المذكور فقد جاء فيها مايلي:علمت (القضية) من مصادرها المطلعة ان (اراس حبيب) احد اهم مساعدي الجلبي قد هرب الى ايران وبجعبته اكثر من ثمانين مليون دولار عدا ونقدا بعد ان سرقها بالاتفاق مع صباح مدير مكتب وزير المالية وهمام القريشي احد المقربين من احمد الجلبي، وهؤلاء الثلاثة قاموا بالاحتيال على البنك المركزي العراقي وهربوا هذا المبلغ باحدى سيارات البنك المذكور وبعد خروجها من البنك سارت باتجاه حي دراغ في منطقة المنصور وسط بغداد وقد تم مطاردتها من قبل سيارات الـ(CIA) الامريكية وبعد مطاردات داخل ازقة وفروع الحي المذكور استطاع سائق السيارة بالهروب بالمبلغ المذكور وقد صدرت مذكرة توقيف ضد (اراس حبيب) الذي يقبع حاليا في احدى حانات طهران السرية..
وهذا (اراس) من اصحاب السوابق المعروفة وسرقته واحتياله الاخير خير دليل على تاريخه الاسود. وفي نفس الصفحة من جريدة القضية التي نشرت الخبر المذكور كتب رئيس التحرير والذي كان قد شغل منصب امين سر نقابة الصحفيين العراقيين في حينها محمد هارون الفتلاوي عمودا بعنوان: (ارتداء الكفن) قال فيه:
(اليوم سأعلن وسيعلن زملائي في هذه الصحيفة المتواضعة والتي هي نبض المواطن العراقي في مكان...... اليوم سأعلن عن ارتداء كفني وسأحمل قلمي ...اليوم سأضع روحي على راحة يدي لاعلن للعالم ولابناء شعبي انني لا تأخذني في الحق لومة لائم... سأنتصر وسينتصر معي كل الشرفاء من الصحفيين بالكلمة والعمود والمقال والخبر الذي سيعبر اصدق تعبير عن معاناة شعبي المجاهد اليوم سأضع من هذه الصحيفة دستورا وقانون لابناء البلد كيف لا وهي تهدف الى نقل معاناتهم وتعبر عن لسان حالهم من اقصى العراق الى اقصاه...اليوم سأقاتل بالكلمة والقلم اليوم سأنتفض معلنا رفضي للاحتلال والاستسلام لارادة المحتل ....اليوم سأنطق سأصرخ كفى اذلالا فنحن لسنا عبيد نحن عراقيين وهذا بلدي لن نتأمرك.. لن تموت لن تقتصر كرامتنا سأكشف حقائق الزمن اللعين وكل تفاصيل الذي حدث ويحدث فنحن نخبة من شباب العراق وخدامه جعلنا من انفسنا مشاريع لخدمة بلادنا وشعبنا ولو بأضعف الايمان.... فوج من الصحفيين الذين توزعوا في كل ركن من اركان العراق المحتل لينقلوا عبر هذه الصحيفة معاناة ومأساة السجون والاغتصاب الذي يرتضيه البعض ويرفضه الوطني ومعاناة الارامل والاطفال الايتام الذين يتموا في كربلاء والنجف والفلوجة وتكريت والموصل اليوم وليس غدا سأكون ويكون معي كل الشرفاء معاول لحرث الارض وزراعتها بكل الطيبين والمخلصين..مصيري معروف وسأقتل او اعذب او اعتقل لكن العراق ابقى والشعب الاكرم هو الابقى والله فوق كل باق.. وليفهم الجميع ان (القضية) جريدة وطنية عراقية وهي نبض للشعب قبل ان تكون نبضا للصحفيين معاناة الشعب هدفنا الذي نطمح في ايصاله للعالم وحريتنا هي الطريق الذي ننشده ولن نتهاون فيه (القضية) ستصدر وتستمر حتى ولو كلفتنا اثاث بيوتنا او اطفالنا ومنازلنا فـ(القضية) قضية المواطن والشعب المرأة والرجل والطفل والشيخ الطالب والسياسي والامي والمثقف هي قضية العراقي وهذا يكفي).
وفعلا ومثلما تنبأ هارون بأنه وبسبب مواقف صحيفته في كشف الفساد والعملاء فأنه سيقتل او يعذب فقد اغتيل بعد اشهر قلائل في العام 2005 على جسر محمد القاسم وسط بغداد بعد خروجه من مقر نقابة الصحفيين العراقيين في منطقة الوزيرية في عملية نفذها محترف بكاتم صوت!
والسؤال هنا يطرح علامة استفهام كبيرة.. هل فعلها احمد الجلبي وأمر بقتل محمد هارون خوفا من فتح ملفات قادمة تدينه بالسرقة والفساد وعمليات قتل مثلما امر بتنفيذها بحق الرائد احمد محسن رحيمه؟!
والجواب الذي لا يحمل الاستغراب بين طياته ان احمد الجلبي المعروف بتاريخه الدموي الذي بات يدركه الجميع انه لا يتورع ابدا في ازاحة كل من يعترض طريقه او يفكر في كشف اية معلومة تقود الى فضح احدى جرائمه وسرقاته وفساده عبر تاريخه الطويل كانتهازي كبير وبراغماتي يتحالف مع الشيطان اذا ما استشعر بأنفه الذي يجيد شم رائحة المال من اقصى الارض الى اقصاها ان في جعبة الشيطان اوراق نقدية له حصة فيها اذا ما امتثل لاوامره ونفذ ما يؤمر به حتى وان كان على حساب الوطن!