الثلاثاء، ديسمبر 16، 2008

أطـلـقْ حـذاءَكَ

الشاعر والإعلامي محمد نصيف

أطــلـــقْ حــــذاءَكَ تــســلـــمْ إنـهُ قــــــدرُ فالـقــولُ يـا قــــومُ مـا قــد قــالَ مـنـتـظرُ
يا بـــنَ الــعـــراق ِ جـوابٌ قـلـتـَـهُ عـلـنـاً على الملا و بـه ِ قولُ العراقيينَ يـُختـَصرُ
أطلـقْ حذاءَكَ ألـجــمْ كــلَّ مِـنْ جـَبـُنـَوا وقـامــروا بـمـصـيـر ِ الشـعـب ِ واتـمـروا
هــذا الـعــراق ُ وهـــذا الـطـبــع ُ في دمِنا الغـيـظ ُ جـمـرٌ عـلـى الأضـلاع ِ يـسـتعـرُ
أطلـقْ حــذاءكَ يـا حــــرّاً فــــداكَ أبـــي بـمـا فــعــلــتَ عـــراقُ الـمـجــد ِ يـنـتصرُ
ارفــعْ حــذاءكَ وليُـنـْصَبْ فـوقَ هـامتِهـِم تاجاً يـَلـيـقُ بـمـنْ خــانــوا ومـَـنْ غـَـدَرُوا
هـــذي الشـجـاعـة ُ لـم نـُدهـشْ لـثـورتـِها هـــذي الــرجــالُ إذا الأفــعـــالُ تـُخـْتـَبــَرُ
هـــذي الـمــدارسُ والأيـــام ُ شــاهــــدة ٌ فـَسـَلْ عـَن ِ الأمر ِفي الميدان ِمَنْ حَضَرُوا
هــذي المــواقـفُ لـم يـُرهـِبْ رجـولـَتـَنا حــشــدُ اللـئــام ِ ولـم نـعـبـأ ْ بـِمَـنْ كـَثـُـرُوا
يـا أمَّ مـنــتـظــر ٍ بـُـوركــــت ِ والـــــدة ً الـيــوم َ فـيـك ِ الـعــراقـــيـّــات ُ تـفـتــخــرُ
إنّ الـنــســاءَ تـَمـَـنـَّـتْ كــلُّ واحــــدة ٍ لــو أنّ مـَـنْ حـَمـَلـَـتْ في الأرحام ِ مُنتـظـرُ
يـا أمَّ هـــذا الـفـتـى الـمـقــدام ِ لا تـَهـُـنـي فـــإنَّ مــثــلـَك ِ مــعــــقـــودٌ بــهـا الـظـفــرُ
يـا أمَّ مـنـتـظـر ٍ لا تـَحـمـِـلـي كـــــدراً مـَنْ تـُنـْجـِب ِ الأسـدَ لا يـقـربْ لهـا الكـدرُ
خمس ٌ مـِنَ السـَنـَوات ِ الليـل ُ ما بـَرحَـتْ فـيـه ِ الهـواجــس ُ مـسـكــوناً بـهـا الـخطـرُ
كـم حـرّة ٍ بـدمـوع ِ الـقـهـر ِ قد كـَتـَمـَتْ نـوحـــاً تـَحـَـرَّقَ فــيــه ِ السـمـع ُ والـبـصرُ
كـم حـــرّة ٍ وَأدَتْ في القـلـب ِ حسرتـَها تـبـكي شــبـابـاً عـلـى الألـقـاب ِ قـد نـُحـِـروا
كـم حـــرّة ٍ بـسـيـاط ِ الـعـار ِ قد جـُلـِدَتْ وسـِتـْـرُهــَــا بــيـــد ِ الأنـــــذال ِ يـنــتـحـــرُ
كـم حـُـرقـة ٍ مــزّقــَتْ أضـلاعـَنـَا أسَـفـاً كـم دمـعـة ٍ فـي غـيــاب ِ الأهـــل ِ تـنـهـمـرُ
يـَحـِــقُّ أنْ تـَهْـنـَئـِـي يا أمَّ مُـنـتـظــر ٍ مـا كــلُّ مـَنْ أرضَعـَتْ قـد سـَرّهـَا الكِـبَـرُ
فإنَّ زرعـَــك ِ قـد طـابـَـتْ مـنـابــتـُـه ُ مـا كـلُّ مـَنْ زَرَعـَـتْ قـد راقـَـهـَـا ثـَمـَـرُ
إنَّ ابـنـَـك ِ الحــرَّ قـد وفـّى مـراضعـَه ُ ما ضَــاع َ فــيــه ِ عــذابـــاتٌ و لا ســهــرُ
أيـَا عـــراقَ الـمـنـى لا تـبـتـئـسْ لــغـــد ٍ فـلـنْ يـُضيـرَكَ مـَنْ شــذوا و مـَنْ كـفـروا
فـفـي رجــالـِكَ قـــامـــاتٌ تـَـديـــنُ لها هــولُ الخـطــوب ِ و إنْ قـد خـانـَهـَا نـفــرُ
مـهـمـا ادلـهـمَّ سـواد ُ اللـيـل ِ يـا وطـنيُ فـســوفَ يـمــســح ُ أســتــارَ الـدجــى قـمــرُ
هـــذي رجـالـُكَ لا تعجبْ بما صَنَعـَوا فـي كلِّ خـَـطـْب ٍ و مــيـــدان ٍ لـهــم أثــــــرُ
قـد ثـَبّـتـَوا في ركـاب ِ المجـد ِ رايـتـَهُم فـحـيـثـما أسْـرَجـَـوا أمــســى لـهـم خـبـــرُ

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار