السبت، ديسمبر 20، 2008

لأول مرة: حقائق مهمة وصور لم تنشر من قبل تعرضها الرابطة العراقية حول البطل (منتظر الزيدي) فك الله أسره








– تقرير مصور
2008-12-20 :: إعداد الرابطة العراقية ::
الرابطة/خاص:
يبدو أن حكومة الزريبة الخضراء وفضائيات الأحزاب الطائفية قد شعرت بقسوة صفعة حذاء البطل (منتظر) على وجهها، فشرعت تكيل له الاتهامات، تارة بانتماءه للتيار الصدري والميليشيات، وتارة بالرعونة وقلة الذوق وغيرها من السخافات، دفاعا عن ولي نعمتهم (بوش) الذي وضعهم في سدة الحكم متسلطين على رقاب العراقيين .. ولقطع الشك باليقين حول شخصية (منتظر الزيدي) قامت الرابطة العراقية بالبحث والتقصي بتجرد لمعرفة الحقيقة، فقد أوردت إحدى الصحف الأجنبية حديثا أدلى به (صحفي) كردي من أتباع الأحزاب الصهيوكردية اتهم فيه منتظر بأنه من أتباع التيار الصدري مدعيا أنه كان يعرفه بشكل شخصي من خلال حضورهما معا لـ(دورة التدريب الاعلامي) التي نظمتها (مؤسسة الدراسات الاستراتيجية) في بيروت قبل 3 شهور.



فكانت هذه نقطة انطلاقنا حيث أن أحد مراسلي الرابطة في الفلوجة (سلام خالد) وآخرون من زملاءه كانوا قد حضروا هذه الدورة أيضا وتعايشوا عن قرب مع منتظر الزيدي.. فكان لنا هذا الحديث مع الأخ (سلام خالد) من الفلوجة:
الرابطة: ماهو انطباعك عن منتظر؟
صفه لنا..-
سلام خالد:
تعايشت مع منتظر عن قرب من خلال الدورة الاعلامية التي عقدت في بيروت شهري أكتوبر ونوفمبر من هذا العام، وقد انهينا الدورة وعدنا الى العراق قبل يومين من عيد الأضحى المبارك فقط.. كان منتظر إعلاميا مهنيا وحريصا جدا على إتقان المهارات الصحفية، وكان دون شك متفوقا علينا لأنه عمل مع قناة البغدادية وتنقل في تغطياته بين البصرة الموصل وحتى المناطق الكردية.. وقد شارك في إعداد مالايقل عن 16 فيلما وثائقيا، أحدها كان يتعلق بالرئيس العراقي عبد الكريم قاسم.. يمكنني أن أختصر وصف منتظر بأنه كان (عراقي فقط) بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان.. وقد قال لي أكثر من مرة: (علينا أن ننسى انتماءاتنا المذهبية ونتعامل وفق انتماءنا الوطني الى العراق كله)..
الرابطة: من خلال معرفتك بشخصية منتظر، هل تتوقع أنه كان مدفوعا لهذا الفعل من جهة ما؟
- مستحيل..! لمن لا يعرف منتظر فهو شخص مغامر، يعشق الصحافة الجريئة ويحب التحديات، وكان يعرب لي دوما عن رغبته في أن يصبح مراسلا حربيا ليغطي المعارك.. ليس لأنه يحب العنف أو الدماء، لكنه كان طموحا جدا ومعتدا بشخصيته.. وكان يصرح لنا دوما بكرهه الشديد للميليشيات، ومن المضحك اتهامه بالانتماء للتيار الصدري لأنه لم يكن حتى يصلي - ككثير من شباب اليوم، لكنه لم يكن شريرا أو سيء الخلق أبدا.. منتظر كان يوجه الآخرين ولايمكن لأحد فرض أي شيء عليه بسهولة.. ربما لأنه نشأ يتيما معتمدا على نفسه منذ وقت مبكر.. - وقد أخبرنا منتظر أنه شارك بالتغطية الاعلامية للضربة الأمريكية لمدينة الصدر، وأنه بحكم عمله هذا فقد بنى علاقات إعلامية مع عدد من قيادات التيار الصدري، لكنه قال لنا أنه لم يكن يؤيد المواجهة المسلحة مع الأمريكان في تلك الفترة لأن الانتقام الأمريكي كان يأتي ضد المدنيين والأبرياء.. كان منتظر يكره الأمريكان جدا ويعتبرهم المسئول الأول عن خراب العراق.

الرابطة: اذا كان منتظر يتيما فمن هذه السيدة التي يقال عنها في الاعلام أنها والدته؟

- هذه السيدة الشجاعة هي شقيقته الكبيرة، فمنتظر قد فقد أبويه وهو في عمر مبكر، ونشأ في رعاية شقيقته الكبرى ولعل هذا سبب الوهم.. لكنه خلال الأعوام الماضية كان يعيش بمفرده في شقة قريبة على مسكن شقيقه، وقد منحته هذه الاستقلالية في الحياة استقلالية في القرار أيضا.. ومما كان يؤلمني أننا كنا نتلقى اتصالات مستمرة على موبايلاتنا من آباءنا وأمهاتنا ونحن في لبنان بينما كان يقول لنا منتظر: ليس عندي أب أو أم يتصلون ويطمئنون علي.. وقد حرصت بعد أن سمعت هذا منه أن لا أجري اتصالاتي بأهلي أمامه حرصا على مشاعره..

الرابطة: كيف كانت علاقة منتظر مع زملائه في الدورة؟

- كان معنا في هذه الدورة 12 أخ كردي من أصل 30 مشارك، عدد منهم استطاع المشاركة بفضل انتماءه أو قربه من الأحزاب الكردية. منتظر كان لايطيق هؤلاء بصراحة، وكان يجادلهم باستمرار أنه مع الشعب الكردي لكنه ضد الأحزاب الانفصالية، وأن اسلم شيء للأكراد هو أن يعيشوا بسلام وتآخي في عراق موحد.. لذلك كان هؤلاء الأكراد المنتمين للأحزاب لايطيقون منتظر.. وهو لايطيقهم أيضا.. أما الآخرون فكان على علاقة ممتازة معهم لأنه كان يؤكد دوما أننا عراقيون قبل أن نكون أي شيء آخر. كنت أشعر أن منتظر انفعالي يستفز بسرعة ولكن بالحق.. كان يقول لنا دوما: أنتم تشعرون برهبة عندما يأتي شخص مسئول.. لكنني وبسبب مقابلاتي الكثيرة لهم ودخولي المتكرر للمنطقة الخضراء فقدت هذه الرهبة لهم، فهم أناس عاديون جدا..

الرابطة : حدثنا عن الحفلة التي حضرتموها معا في بيروت..- في يوم 20 نوفمبر (أي قبل قرابة الشهر من تاريخ هذا التقرير) ذهبنا أنا وهو وعدد من المشاركين معنا الى منطقة المنارة في بيروت، وكان هناك مطرب عراقي يغني للعراق بشكل عاطفي، وحيث أن معظم الحضور كانوا من العراقيين فقد تفاعل أحدهم مع الغناء وطرب له فأخذ يرمي النقود بين رجلي المطرب.. عندها استشاط منتظر غضبا وذهب الى هذا الشخص وقال له غاضبا: ترمي النقود الى مطرب واخوانك العراقيين اللاجئين في لبنان لايجدون ما يأكلونه.. فأدركت أننا سنقع في مشكلة وربما عركة.. فسارعنا لاقناع منتظر بالخروج من الحفل، وقلت له بالنص: (اذا كل مرة نطلع تورطنا بعد ما أطلع وياك).. كانت غيرته على العراق والعراقيين كبيرة، فك الله أسره.

الرابطة: هل تخطر ببالك حادثة مميزة ذكرها لك منتظر؟

نعم، في عام 2006 وفي اسوأ أوضاع الاقتتال الطائفي، خرج منتظر لتغطية مؤتمر حول العراق في عمان، وكان قد ذهب عن طريق البر، فلما وصل الى الحدود الأردنية منع من الدخول كما كان يمنع كثير من العراقيين حسب مزاج الضباط هناك.. ولما كان طريق العودة برا محفوفا بالمخاطر فقد تعرف منتظر (وهو شيعي) بسائق لوري من الرمادي (يعني سني) وقال له: (آني بشاربك أريدك توصلني وياك)، فقال له السائق أنت بعهدتي اذا صار عليك شي آني أموت وياك.. هكذا دون سابق معرفة! وهذه هي الأخلاق العراقية الأصلية التي يريد المحتل قتلها فينا.. وبالفعل فقد وفى السائق بوعده وأوصله بأمان في رحلة محفوفة بالمخاطر.. كان منتظر يقولي لي: لن أنسى وقفة ابن الأنبار هذه معي، وقد بقيت على تواصل مع هذا السائق بعد أن تبادلنا أرقام هواتفنا..!

الرابطة: أخيرا، كيف كان تفاعل مدينة الفلوجة مع حادثة حذاء منتظر؟

- كل أبناء الفلوجة بحمد الله مع منتظر وفخورون به أيما فخر.. وقد خرجت أكثر من مظاهرة في تأييده والمطالبة بإطلاق سراحه.. إحدى هذه المظاهرات نظمتها منظمة العشائر، لكنني اكتشفت مظاهرة أخرى لطلاب المدارس انطلقت بشكل عفوي دون تنظيم ودون لافتات.. أما الأحزاب فقد صمتت تماما إزاء هذا الموقف المشرف لمنتظر، ونحن ندرك تماما أنها لو تحدثت بمناصرته فسوف تفقد كراسيها الثمينة في الحكم..

- لقد كان بودي لو أن بحوزتي كاميرا ديجيتال لألتقط لكم الكثير من الصور من الفلوجة الصامدة.. ولكن وضعي المادي لايسمح حاليا باقتناءها..

الرابطة: أخ سلام نتقدم لك بخالص شكرنا وامتناننا على هذا التحقيق الجميل وعلى تزويدنا بالصور المنشورة هنا والتي التقطتها لمنتظر بكاميرته هو، وندعو الله القدير أن يلطف به ويفك أسره ويعيده الى أهله وزملائه سالما غانما، إنه على ما يشاء قدير وبالاجابة جدير.. كما ندعو من أحب أن يساهم معنا في اقتناء كاميرة متواضعة لصحفينا الشاب (سلام) أن يكتب لنا، فهو يستحق كل خير وثناء..**
ملاحظة: يرجى الاشارة الى الرابطة العراقية عن نقل هذا الخبر أو اقتباس جزء منه..

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار