الأحد، ديسمبر 14، 2008

الآن فقط تذكروا رامسفيلد!


الجعفري يقدم سيف الامام علي هدية لرامسفيلد



... الوطن العمانية
2008-12-13 6:55:07 PM




بينما تلملم الإدارة الاميركية الحالية اوراقها لمغادرة البيت الابيض، تتسارع الخطى لمحو ما يمكن محوه من فضائح، لعل التاريخ يرحم بوش واليمينيين الجدد من وصمهم بأسوأ الاوصاف التي يمكن ان يوصف بها نظام سياسي من تلك الانظمة والادارات التي تعاقبت على حكم الولايات المتحدة مدفوعة جميعها تقريبا ـ خاصة في الآونة الاخيرة ـ بنزعة غطرسة زينت لقادتها اتخاذ اي قرار يسهم في تخويف الخصوم وشل حركتهم وافقادهم القدرة على المواجهة او حتى انتقاد السياسات البشعة التي مورست في اعقاب حادث الحادي عشر من سبتمبر، التي اتخذت كذريعة لقتل البشر وتدمير الدول واخراجها من مسيرة الحضارة بزعم مقاومة الارهاب العالمي، وتحت هذا العنوان المغري راح اليمينيون الجدد يعيثون في العالم فسادا الى ان غربت شمسهم وها هم يحاولون تجميل وجوههم التي علاها قبح الفوضوية السياسية والعسكرية الى ابعد مدى.
واذا كان مجلس الشيوخ الاميركي قد قرر مؤخرا المساهمة في تحسين صورة اميركا بتحميل رامسفيلد وزير الدفاع السابق مسؤولية فظائع سجن جوانتانامو، فأين كان هؤلاء الشيوخ حين اعلن رامسفيلد ان المعتقلين ليسوا مقاتلين او اسرى وليس لهم اي حقوق ووصل به حد الغرور ان يعتبرهم غير مستحقين لاي محاكمة او حتى معاملة انسانية.
اين كان عقلاء اميركا حين دمر رامسفيلد العراق وافغانستان واباح الوقاحات المخططة سلفا في سجن ابوغريب؟ يومها لم يكن يقوى احد على الانتقاد الا الذين صنفوا على انهم معادون لمصالح الولايات المتحدة. حتى المعارضين الاميركيين كانوا اصواتا معزولة ومطاردة ومتهمة في وطنيتها لمجرد انها كانت تطالب بوقف المهازل التي ينفذها القادة العسكريون والسياسيون للولايات المتحدة.
ان ما فعلته اميركا في العراق على وجه الخصوص لهو امر يفوق كل توصيف ويستدعي اقصى ألوان العقاب ، لكن ماذا يفعل الشيوخ مع رامسفيلد عقابا له بعد تحميله مسؤولية التعذيب في جوانتانامو، ولماذا لا يحمله الشيوخ مسؤولية احداث ابوغريب المخزية والمهينة؟.
هل يذكر احد الآن سيدني شيهان ام الجندي الاميركي القتيل ومدى ما واجهت من عنت كي يصدقها الناس بان إدارة بوش إدارة معتدية وفاشلة؟.
وبعدها هل سمع احد بانتقادات الجندي الاميركي اندريه شيفارد الذي رفض الخدمة في العراق وهرب الى المانيا وطلب اللجوء ولم يحصل عليه حتى الآن، ولا يزال يطالب بمحاكمة بوش والاعتذار للشعب العراقي؟. بعد ان اعترف بانهم كانوا يقتلون العراقيين بدون اي سبب.
لماذا لم يسمع هؤلاء الذين ينتقدون رامسفيلد اليوم صرخات فنانين مثل مايكل مور وهويتهم إدارة بوش بالغباء في كتابه (رجال بيض اغبياء) ويتهم بوش بالتزوير والتآمر، ثم تعرض للنقد ولم تجد صرخاته (مور) أي صدى.
ان مساعي كل المؤسسات الدستورية الاميركية جميعها لن تجدي فتيلا في تجميل وجوه السياسة الاميركية ، ولن تغسل دماء الابرياء من على ايديها، وسيدخلون التاريخ بفضيحة اخلاقية وسياسية وعسكرية لم يشهد التاريخ مثلها، مهما كانت الذرائع ومهما كانت الوسائل التي تبعد الشبهة عن فئة او تحمل المسؤولية لاشخاص سواء في الجيش او المخابرات او غيرهم، فليسمع الساسة الاميركيون بواكير نواقيس الغضب جيدا لعلهم يفيقون على حجم الدمار الذي الحقوه بالعالم امتدادا الى الازمة المالية التي كان غزو العراق احد اسبابها.
ليسمعوا جيدا وليعوا حجم الغضب والاستياء قبل توجيه التهم لاشخاص منهم دون آخرين فالكل في الجريمة سواء

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار