الجمعة، ديسمبر 19، 2008

توديع يستاهله بوش بجدارة



بعد ان ادينا شعائر الحج العام 2003 صحبنا المطوف السري لانكي لزيارة جبل عرفات والمنى ومواقع رمي الجمرات، شاهدنا على جدار حوض العقبى الكبرى ( الشيطان الاكبر) عبارة مكتوبة بخط الثلث الانيق وباللون الازرق ( بوش هو الشيطان الاكبر) وعندما سألني الحجاج السريلانكيين، ماذا تعني العبارة، شرحتها لهم. ابتهل الحجاج الى الله تعالى ان يرجمه في الدنيا قبل الاخرة. اما دعائى فكان اللهم ارجمه بالاحذية والنعال بدلا من الحجارة. حمدا لله وشكرا عى استجابته لدعائي قبل مماتي.

كتبنا عدة مقالات نشرت في هذا الموقع الاغر، بعناوين مختلفة قاسمها المشترك، كيف سيدخل هذا الرئيس المجرم التاريخ وماذا سيقول عنه المؤرخون. فبعد ان اعتبره شعبه بانه اسوء رئيس حكم الولايات المتحدة طيلة تاريخه الذي لم يتجاوز تاريخ دولة الخروف الاسود. هذا الرئيس استحق هذا و بجدارة منقطعة النظير القابا كثيرة من بينها، الكذاب، الغبي، الغشاش، المخادع،مجرم حرب من الطراز الاول، واخيرا اضاف هو بنفسه، الى القابه السالفه، لقب الجبان.

فالقادة الابطال الافذاذ لاينحنون امام الرصاص والصواريخ ولايهابون حبال المشانق، اما الجبناء يرتعدون وقد يبولون على انفسهم ، ينحنون باذلال ،يخفون رؤسهم حتى امام حذاء لايحدث اثرا كبيرا اذا اصابه .انه بفعلته هذا قد اهان نفسه واهان شعبه واهان رمزه، اي العلم الامريكي الذي كان منصوبا خلفه، فان هذا الرعديد لم يحمي حتى راية بلاده الذي اوجع رأس العالم طيلة ثمان سنوات عجاف من حكمه المشؤوم بانه يدافع عنها وعن امن مواطنيه وامن بلاده وهو لم يصمد خمسة ثواني ليصد حذاء البطل منتظر الزيدي حتى لاتمس رايته المفروض انه انتحب من اجل حمايتها والدفاع عنها.

لقد فرحت جدا لان حذاء منتظر الزيدي العراقي لم يمس جسد المجرم حتى لايتنجس، لانها لم تكن فردة حذاء فحسب، بل انها كانت تحمل صرخة الكرامة العراقية بوجه المجرمين الكبار منهم والصغار، انها كانت انين خمسة ملايين طفل يتيم و ألالام مئات الالاف من الذين عذبوا في سجون الاحتلال وازلام الاحتلال، انها كانت غضبة الملايين المهجرين ودعاء مليون ونصف مليون شهيد يشق عنان السماء. والكف التي رمتها كانت كانت تمسك بها كفوف جميع شهداء العراق.

هكذا عبر العراقيون من خلال بطلهم المقدام منتظر الزيدي بانهم استقبلوا الغزاة بالرصاص وانهم مصممون على طردهم حتى بالقنادر.

ان العالم سيتسائل اذا كان العراقيون قد قذفوا رئيس اكبر واقوى دولة في العالم بالحذاء، فبماذا سيقذفون العملاء اللصوص الذين خانوا الوطن وسرقوا الثروات وحاولوا اذلال هذا الشعب العظيم.
فهيهات لهم ثم هيهات!!

العالم ما بعد حذاء البطل منتظر الزيدي، سوف لن يكون كما كان قبله. انه صنع تاريخا وانهى تاريخا وافهم العالم بان الشعب الذي اخترع التاريخ والرحم العراقية التي انجبت قائدا هاب منه الموت وفزع واعتذر منه التاريخ وانحنى اجلال واكبارا لشجاعته، هذا الشعب العظيم اثبت بانه قادر على انجاب بطلا من طراز منتظر الزيدي وانه قادر بعون الله على انجاب الالاف من هذا الطراز النادر. الله اكبر كم عظيم انت ياعراق. الله اكبر كم ابي انت ياشعب العراق، لقد علمت البشرية كيف يقرأ ويكتب، وها هو احد اولادك النجباء يلقن العالم درسا بليغا كيف تكون الشجاعة وكيف يجب ان يعامل المجرمون.

سوف يكون حذاء منتظر الزيدي مادة تاريخية قد يتعلم منها الخونة والعملاء و رمزا، يرفع بوجه كل مجرم و خائن وعميل و بوجه الظلم والقهر والاستعباد والفساد . سيصبح وسيلة حضارية لتلقين المجرمين الدرس الذي يستحقوه. وبلا شك ان حذاء هذا العراقي الشهم سيدخل التاريخ وسيدخل كل الموسوعات حتى الامريكية منها كما قال الزميل الدكتور المقدادي.

العراقيون شعب مضياف ولايسيئون لضيوفهم، ولم يحدث في تاريخ العراق ان صفع امريكيا واحدا قبل الاحتلال، ولكن هذا المجرم السفاح لم يكن ضيفا ولا زائرا وانما لصا تسلل الى العراق في جنح الظلام ، كما تسلل مرات عدة، بعد ان دمره وقتل مئات الالاف من ابنائه، اطفالا ونساءً وشيوخا وعلماء، كل فرد منهم يعادل كل امريكا بقضها وقضيضها. ان هذا السفاح تسلل يتسلل اللصوص تحت جنح الظلام ولم يعرف بمقدمه حتى مجموعة اللصوص والقتلة والعملاء الذين جاؤا على ظهر دباباته. اليس من طبيعة الاشياء ان يهان اللص اذا امسك به متلبسا بالجريمة؟ وكان هذا توديعا له استحقه بجدارة.
لقد اراد بوش من تسلله الى العراق، توجيه الشكر لعملائه وازلامه ولقواته المجرمة التي عاثت في بلاد الرافدين فسادا وقتلا وتدميرا والاحتفال باتفاقية الذل والوصاية والعار ولكن حذاء البطل منتظر الزيدي قد حطم امال هذا المأفون واصبح وبالا عليه وخاتمة مهينة لحكمه المشين، الحادث الذي سيذكره المؤرخون وشعوب العالم كلما واينما ورد أسمه ونعته، وسيقول كل من يشاهد صوره ذليلا، حيل به يستاهلها بجدارة واستحقاق.
أن الفرحة التى عمت الارجاء المعمورة بهذا الفعل البطولي العراقي ما هو الا تعبير عن مدى الغضب والكراهية التي تحملها شعوب العالم لمجرم حرب من الطراز الأول. ولن تستطيع الماكنة الاعلامية الامريكية من اخفاء تداعياته.
لقد اسقط البطل منتظر الزيدي العراقي البقية الباقية من هيبة الدولى التي كانت العظمى ومعها اتفاقية الذل والعار والخيانة وبات عملائه وازلامه على شفير الهاوية.
وأخيرا ، أن ضمير الانسانية في امتحان عسير، اما ان تنتصر للبطل منتظر الزيدي وتنقذه من اسره ومحنته ومن يد جلاديه المجرمين أو ان جميع ما تتشدق بها من حرية وديموقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير هو دجل وكذب وافتراء .
منتظر الزيدي ان استشهد فهو ابن العراق،استشهد قبله مليون ونصف المليون عراقي برئ. انه دخل التاريخ كما لم يدخله احد من قبله . سيقام له نصب في قلب بغداد المحرره بحجم بطولته وعنفوان رجولته، ويجعل العراقيون من يوم 14 كانون الاول عيدا وطنيا تخليدا لبطولته وشجاعته. اما جلاديه فلن يعثر على جيفهم حتى في المزابل.
وجدي أنور مردان
wamardan@hotmail.comبغداد 18 كانون الاول 2008

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار