الأربعاء، نوفمبر 12، 2008

تاريخ الصمود العربي



د.محمد رحال. السويد

للصمود العربي حكايات ذوات شجن, وتاريخ الصمود العربي الحديث يعطينا عن اساليب التكتيك العربي دروسا وعبر , ولاادل على ذلك من النتائج الباهرة التي حصدناها من هذا الصمود , والتاريخ الحديث والذي يبدأ منذ ان تركنا نابليون بونابرت يدخل الى اراضينا وبيوتنا , وتركناه يعيث فسادا في ارضنا , والبسناه جبة وعمامة واسميناه شيخ محمد بونابرت , وقلنا انه اسلم وساعدناه بعد اسلامه ليذهب الى بلاد الشام , وفي يافا تركناه يذبح اربعة الاف جندي استسلموا له , في الوقت الذي كانت كل قوات الشيخ محمد بونابرت لاتتجاوز ثلاثة الاف جندي , ولولا ان قيض الله لعكا واليها الجزار لفعل الشيخ محمد بأهل عكا وجنودها عين الفعل في يافا , ليعود الشيخ محمد بونابرت مخزيا بعد حصار لعكا دام ستة شهور كانت بدايات الانكسار البونابرتي, حينها عرف والي عكا ان الصمود اليافاوي لاينفع فكانت صفعته لنابليون صفعة قاتلة ارخت لبدايات الخروج من المحروسة والتي صمدت للاحتلال وكان تعدادها عدة ملايين , وتعداد حملة نابليون ثلاين الف جندي , وهذا الصمود المشرف شاهدناه في والي الجزائر والذي لم يعد بلده بشكل جيد وترك الفرنسيون يجتاحون الجزائر , وبسبب من هذا الاحتلال فقد استمر الاحتلال لاكثر من قرن من الزمان , وكان يكفي والي الجزائر ان يسخو بشيء من المال المكدس لتأمين الحصون لدفع الصائل الفرنسي , ولم يكن ينقصه كحكام العرب اليوم لاالمال ولاالرجال, وكان ان ضحت الجزائر العظيمة باكثر من نصف سكانها من خيرة شعوب الارض , وكان ذلك بسبب سياسة الصمود التي سار عليها والي الجزائر رحمه الله , ومعه نصف شعب الجزائر , وهذا الصمود ايضا لم يغب عن بال الشعب في ليبيا , فبدلا من ان يدافع الشعب الليبي عن نفسه , فان قسما معتبرا منه قبل التعامل مع المحتل الفاشي , وتحول الى قوات صحوة تطارد ابناء بلدها من المجاهدين وعلى رأسهم شيخ المجاهدين في القرن العشرين عمر المختار , والاسوأ من ذلك ان عمر المختار حين اصيب لم يعرفه الايطاليون , وانما تعرف عليه احد جنود قوات الصحوة الليبية واخبروا الطليان انه هوالسيد عمر , بعد ان تركه الطليان , وكان بعد ذلك ماكان من مهازل المحكمة الفاشية والتي استقوت على هذا الشيخ الطاعن في السن والجريح, ولولا ان اختلف الحلفاء فيما بينهم لبقي الطليان حتى اليوم محتلين لهذا البلد العربي المسلم ولشبع اهله من المعكرونة الايطالية والتي صارت الطبق اليومي في ليبيا , ولن اذكر مايسمى بالساحل المهادن والذي استسلم الى معاهدات بدات ولم تنته حتى اليوم , وصار فيه الاوروبي سيدا والعربي ضيفا ثقيل الظل على حكام تلك القرى والتي ضحك الاوروبي عليهم واقنعهم انهم دول عظمى , وحال بلاد الشام من الصمود لايقل عن البلاد الاخرى , فقد احتلت فلسطين من قبل الجنرال اللنبي , وسارت القوات العربية بقيادة المنتصر بالله لورانس العرب , وطردت القوات التركية لتحل علينا بركة الاحتلالين الانكليزي والفرنسي , ودخلت قواتهم متحدية كل المشاعر الى قبر صلاح الدين الايوبي ليقول قائدهم امام القبر الان انتهت الحروب الصليبية , وكان ذلك بالتعاون مع الصحوات العربية , وبعد مقاومة غير مجدية في ضواحي دمشق من قبل الشهيد يوسف العظمة بعد فرار ملك البلاد المعظم الملك فيصل الاول رحمه الله ,ودخلت القوات الفرنسية الى دمشق واستقبلت من قبل عائلات معروفة في دمشق والساحل السوري , والتهبت سورية بثورات اثقلت كاهل الفرنسيين ولاول مرة يعترف الفرنسيون بالعجز امام بطولات لم يشهدوا لها مثالا, ولأول مرة يشاهد الفرنسيون كيف يهاجم البطل السوري الدبابة الفرنسية المصفحة بالعصا , ويحتلها بالعصا , واستطاعت القوات الفرنسية تكوين جيش للصحوات في سوريا , اكثرها من البدو والذين فاعوا في البلاد قتلا وسلبا ونهبا , ولم يسلم منهم قائد الثورة السورية الابرز في تاريخ سورية الحديثة ابراهيم هنانو والذي مثل خير انموذخ للثائر الذي بدأ بحرق بيته قبل انطلاقه في ثورة عارمة , كي لاتثنيه الدنيا من التطلع الى اوساخها , وعندما قطع مدد السلاح عنه واستشهد اكثر من معه تراجع الى البادية السورية وهناك سلبه رجال الصحوة في البادية وتركوه عاريا , ليلجأ الى فلسطين , ومن هناك سلمه الانكليز الى الاحتلال الفرنسي , ليحاكم , وليطلق سراحه بعد انتفاضة دامية من اهله في سورية من شمالها الى جنوبها, واستسلمت لبنان التي فصلت عن سوريا, وسلم الاحتلال الانكليزي الاردن الى الاسرة الهاشمية تعويضا عن فقدانهم بلاد الحجاز وما جاورها , وتركت فلسطين لتسلم بارضها وشعبها واملاكها مفروشة الى العصابات الصهيونية في اكبر عملية سطو في التاريخ كله , وبدعم دولي كامل , وامام عيون العرب حلفاء الانكليز , وحينها طلب من العرب الصمود , وكان صمودا رهيبا , فقد عزل الشعب الفلسطيني عن محيطه العربي والاسلامي , وحرم من اي وسيلة للدفاع عن النفس , في الوقت الذي جهزت دولة الاحتلال العصابات الصهيونية بكل ماتحتاجه, وتعرض العرب في فلسطين الى ابشع انواع التهجير والقتل والذبح والاغتصاب , بينما كان القادة العرب يتنافخون بمقولة الصمود والاعداد , وضاعت فلسطين وشرد شعبها, وما زال يحلم بالعودة , فخيامهم باقية ومفاتيح بيوتهم مازالت في جيوبهم , وبقي الحكام العرب في صمودهم , هذا الصمود الغير اعتيادي في كل تواريخ الامم , وبدلا من تجهيز هذه الدول من اجل التحرير , فان الهم العربي انصرف بكليته الى التامر على بعضهم بعضا , وما ان هل عام 1967 حتى اتحفنا الصمود العربي بالنصر المبين الكبير , فخسرت مصر الثورة وجمال عبد الناصر كل سيناء مضافا اليها تعطيل قناة السويس وتدمير الجيش المصري تدميرا كاملا , وحزن قائد العرب جمال عبد الناصر حزنا شديدا لدى سماعه بخبر الهزيمة المخزي , ولهذا فقد كان يغني لام كلثوم ساعة سماعه الخبر وذلك بشهادة الشافعي نائبه , وخسرت الاردن كل الضفة الغربية ومعها قسم كبير من الاغوار الاردنية , والاكثر الما هو احتلال الصهاينة للقدس الشريف , ولم تكن الجبهة السورية احسن حالا فقد احتلت اسرائيل هضبة الجولان والتي تعتبرها اهم من كل ماحصلت عليه , ومع ذلك فقد كان الرد العربي من دول الطوق انهم صامدون , وان المخطط الاسرائيلي فشل وذلك لان الهدف الرئيس للاحتلال هو اسقاط الانظمة الثورية في المنطقة , وانطلقت البلاد في حالة من الصمود الغريب الاطوار وحمدنا الله على نعمته في بقاء الانظمة واحتلال البلاد , فليس المهم لدينا الارض , فالارض تذهب وتعود اما الانظمة فهي التي اوصانا سيد النور بالعض عليها بالايدي والارجل والنواجذ , ومنذ تلك الايام ونحن نقف امام السيد الاسرائيلي والامريكي لنلطم على وجوهنا ونضرب على رؤوسنا ثم نخرج فرحين سعداء بصمودنا المنقطع النظير , مع احتفاظنا بحق الرد , هذا الصمود عود الاعداء على تجميع قواتهم وجيوشهم امام الاعين وعلى الملأ ومن كل انحاء العالم , ونحن ننتظر متى تكون الضربة الموجعة لنصمد , وكم عانيت من هذا الصمود درجة خرجت فيها عن طوري , قبل الاجتياح الامريكي للعراق حيث دعيت من القيادة هناك, ونصحت فيها القيادة العراقية بان تجتاح ماسميته عش الجرزان في نقطة التجمع , قبل ان تنطلق الجرذان منتشرين في ارض الرافدين , وكم كان ذلك سهلا , ولم ينفع ندائي ولم يفد فيهم رجائي , وقلت ان ليس لديكم ماتخسرونه بعد ان صارت الرقاب مطلوبة , والارض منهوبة , وكنت ضيفا عزيزا في فندق الرشيد , وحينها طلبت من مرافقي ان يصحبوني الى برج بغداد , وهناك ودعت بغداد وانا ابكيها قبل ان يبكيها اهلها واودعها وداع الاب لوحيده, لاحساسي وعلمي ان ليس للعراق قدرة على الدفع او الصمود , وليس ذلك جبنا ولكنه الصمود؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ , وسقطت بغداد , وكادت ان تتبعها دمشق العروبة والصمود , فهرعت الى عاصمتها , وشددت الهمم ورايت من حال جيشها نفس حال الاخيرة , فنصحت بالاستعداد وتغيير التكتيك العسكري ولقد افلح عدم الاستسلام في لوي يد المجرم بوش والذي اذلته المقاومة العراقية والافغانية نصرهم الله , ومن ثم رأيت نتائج الصمود في لبنان حيث ضربت ضرب غرائب الابل, وشرد اهله في الوقت الذي كانت اسرائيل تجمع قواها وعيون العرب تصور هذه القوات وكانها ذاهبة الى رحلة سياحية وليس الى ضرب بلد عربي شقيق , ومنعت كل المقاومات من المساهمة في ضرب القوات الاسرائيلية , فقد احتكر حق الرد شخص بعينه وعلى مزاجه , وترك لبنان يدق لشهر كامل حتى تناهى الى سمعي ان المخازن قد فرغت من القنابل ومع ذلك لم يسمح سيد المقاومة لاحد برد الهجوم او المشاركة في الرد درجة ان الحدود الجنوبية اضحت مفتوحة تماما امام اهل فلسطين الذين هجروا من تلك المدن في شمال اسرائيل الى لبنان , وكالعادة صمد لبنان كما صمد غيره , وحينها دعوت الله وقلت يارب متى تنتهي حالة الصمود العربي والبله العربي فنكر ولو لمرة واحدة بدلا من ان نفر ونصمد ونفر ونصمد, ثم تبين لي ان حالة الصمود هي حالة اعلامية مفروضة على المواطن العربي وان معناها ان نضرب ونسكت , وحالة الهجوم مكتوبة لغيره , وهي حالة برعاية عربية تسير امريكيا , ومن هناك تاتي الاوامر وعلينا الصمود.
د.محمد رحال. السويد
تحرير العراق واجب ديني ووطني وانساني فساهم في تحرير العراق وكل ارض سليبة

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار