هارون محمد - القدس العربي : : 2008-11-07 - 09:32:21
ارتسم الوجوم على وجوه قادة الاحزاب والدكاكين والمليشيات الطائفية والعرقية والمناطقية في العراق، عقب الاعلان عن فوز المرشح الديمقراطي باراك اوباما بالرئاسة الامريكية صباح الاربعاء الماضي، وهم الذين منوا أنفسهم بفوز منافسه ربيب بوش ورفيقه في الحزب الجمهوري السناتور ماكين، الذي لو فاز لكانت رئاسته بمثابة ولاية ثالثة للرئيس بوش، وهو صاحب التصريح الشهير الذي افتتح به حملته الدعائية بضرورة بقاء القوات الامريكية في العراق لقرن كامل أي مئة عام بالتمام والكمال في محاولة متهافتة لتكريس الاستعمار الامريكي لبلد عربي معروف بأصالته القومية وهويته الحضارية ومواقفه المعادية لكل أشكال الهيمنة الاجنبية والاحتكارات الخارجية. واذا كانت هواجس قادة الاحزاب الكردية من الرئيس الامريكي الجديد ، أنه مصر على انسحاب القوات الامريكية من العراق خلال ستة عشر شهرا كما جاء في برنامجه الانتخابي المعلن، وهو ما يعرض بعضهم خصوصا الذين يتولون مواقع ومناصب حكومية في بغداد الى الهرب منها، وهزيمة ميليشيات البيشمركة في كركوك والموصل وديالى وعودتها الى جيبها المخنوق في شمال العراق اذا أتيحت لها فرص النجاة والهروب، فان رؤساء وكوادر الاحزاب الاسلامية الطائفية (الشيعية والسنية) المتحالفة مع ادارة بوش وقواته المحتلة جزعون من الرئيس اوباما لانهم علموا ان سياساته في العراق ستقوم على مبدأين: أولهما الحوار مع جميع الاطراف بدون استثناء، والثاني يتمثل في العمل على نسف جميع الاجراءات والقرارات التي اتخذتها الادارة السابقة التي قادت الى تورط أمريكي هائل في العراق لا تنفع معه التغييرات الصغيرة وعمليات الترقيع، اضافة الى ان العديد من مساعدي اوباما والعاملين في طواقمه الاستشارية السياسية والاعلامية أجروا خلال الشهور الثلاثة الماضية اتصالات ولقاءات مع الكثيرين من الشخصيات السياسية والفكرية والاجتماعية التي لها مواقف مناوئة لأحزاب السلطة وعشرات الضباط والقادة العسكريين السابقين، استهدفت تبادل الآراء واستعراض المواقف للتوصل الى صيغ تخدم أجندة اوباما في سحب قوات بلاده من العراق وفق سياقات يتفق عليها لاحقا، وتضمن مصالح العراق وسيادته وتأمين الظروف المناسبة لعودته الى سابق عهده كبلد محوري في المنطقة ودولة مستقلة فاعلة.
ارتسم الوجوم على وجوه قادة الاحزاب والدكاكين والمليشيات الطائفية والعرقية والمناطقية في العراق، عقب الاعلان عن فوز المرشح الديمقراطي باراك اوباما بالرئاسة الامريكية صباح الاربعاء الماضي، وهم الذين منوا أنفسهم بفوز منافسه ربيب بوش ورفيقه في الحزب الجمهوري السناتور ماكين، الذي لو فاز لكانت رئاسته بمثابة ولاية ثالثة للرئيس بوش، وهو صاحب التصريح الشهير الذي افتتح به حملته الدعائية بضرورة بقاء القوات الامريكية في العراق لقرن كامل أي مئة عام بالتمام والكمال في محاولة متهافتة لتكريس الاستعمار الامريكي لبلد عربي معروف بأصالته القومية وهويته الحضارية ومواقفه المعادية لكل أشكال الهيمنة الاجنبية والاحتكارات الخارجية. واذا كانت هواجس قادة الاحزاب الكردية من الرئيس الامريكي الجديد ، أنه مصر على انسحاب القوات الامريكية من العراق خلال ستة عشر شهرا كما جاء في برنامجه الانتخابي المعلن، وهو ما يعرض بعضهم خصوصا الذين يتولون مواقع ومناصب حكومية في بغداد الى الهرب منها، وهزيمة ميليشيات البيشمركة في كركوك والموصل وديالى وعودتها الى جيبها المخنوق في شمال العراق اذا أتيحت لها فرص النجاة والهروب، فان رؤساء وكوادر الاحزاب الاسلامية الطائفية (الشيعية والسنية) المتحالفة مع ادارة بوش وقواته المحتلة جزعون من الرئيس اوباما لانهم علموا ان سياساته في العراق ستقوم على مبدأين: أولهما الحوار مع جميع الاطراف بدون استثناء، والثاني يتمثل في العمل على نسف جميع الاجراءات والقرارات التي اتخذتها الادارة السابقة التي قادت الى تورط أمريكي هائل في العراق لا تنفع معه التغييرات الصغيرة وعمليات الترقيع، اضافة الى ان العديد من مساعدي اوباما والعاملين في طواقمه الاستشارية السياسية والاعلامية أجروا خلال الشهور الثلاثة الماضية اتصالات ولقاءات مع الكثيرين من الشخصيات السياسية والفكرية والاجتماعية التي لها مواقف مناوئة لأحزاب السلطة وعشرات الضباط والقادة العسكريين السابقين، استهدفت تبادل الآراء واستعراض المواقف للتوصل الى صيغ تخدم أجندة اوباما في سحب قوات بلاده من العراق وفق سياقات يتفق عليها لاحقا، وتضمن مصالح العراق وسيادته وتأمين الظروف المناسبة لعودته الى سابق عهده كبلد محوري في المنطقة ودولة مستقلة فاعلة.
ومن أبرز ما اقترحه سياسيون ديمقراطيون وبينهم أعضاء متنفذون في الكونغرس يعتقد انهم سيتبوأون مواقع قيادية في الادارة الجديدة مع قيادات عسكرية عراقية تولت مسؤوليات مهمة في النظام السابق، ضرورة اقامة منطقة آمنة عسكرية يعتقد ان مكانها سيكون في المنطقة الغربية العراقية بالقرب من الحدود الاردنية والسعودية، وفي هذه المنطقة تتم عمليات تدريب وتأهيل قوات جديدة مهنية ومحترفة لتكون نواة وركيزة جيش عراقي جديد يخلف الجيش الحالي الذي يصفه المستشارون الامريكيون بانه لا يصلح لأي مهمات قتالية او خدمية بسبب اختراقه من قبل أحزاب وميليشيات السلطة وعجزه عن القيام باي دور عسكري مستقبلي وخاصة فيما يتعلق بحراسة الحدود العراقية والدفاع عنها ضد اشكال التدخل الخارجي، ويتردد في أوساط بعض العسكريين العراقيين الذين التقوا بمساعدين لاوباما ان فكرة اقامة المنطقة الامنة العسكرية اقترحها الجنرال المتقاعد انتوني زيني قائد القوات الامريكية المركزية او الوسطى الاسبق، وهذا الجنرال معروف بانه من أشد أعداء جماعات المعارضة السابقة التي يتولى قادتها الآن المواقع الرئاسية والوزارية والرسمية في العراق، وله تصريح مشهور أطلقه عليها من مقره في الدوحة عام 2000 قال فيه ان قادة المعارضة جبناء ولصوص وأشياء أخرى لا نريد ذكرها هنا، والمعلومات المتسربة من مصادر مقربة من الرئيس الجديد تشير الى ان الجنرال زيني سيكون له موقع مهم في الادارة الامريكية الجديدة يعتقد انه سيكون مبعوثا للرئيس أوباما الى العراق، واذا تحققت هذه المعلومة، فان أكبر الخارجين من بغداد سيكون وقبل ان يباشر الجنرال لوظيفته جلال طالباني ومساعده برهم صالح ووزير خارجيته هوشيار زيباري وحلفاءه احمد الجلبي واياد علاوي وعبد العزيز الحكيم، أقطاب مؤتمر لندن في نهاية 2002 الذي نظمه بنتاغون رامسفيلد وأشرف عليه اللوبي الصهيوني والمحافظون الجدد وخطط للمحاصصة الطائفية والعرقية، ويومها أطلق الجنرال زيني وكان متقاعدا تحذيرا للرئيس بوش جاء فيه:
لا تثق بهؤلاء .. انهم مكروهون من أغلبية العراقيين ولا يمثلون غير أنفسهم.
وعودة الى المنطقة الآمنة العسكرية المزمع اقامتها في المنطقة الغربية العراقية فان المعلومات عنها غير مكتملة على اعتبار انها ما زالت فكرة مطروحة، الا ان العمل بشأنها والتحضير لها قائمان على قدم وساق، صحيح انه على الورق حاليا، ولكن ثمة اتصالات تجري بسرية بالغة ولقاءات جانبية تتم بعيدا عن الاضواء، ومؤخرا تمت مفاتحة عدد من الطيارين من رتبة عقيد طيار فما دون لاشراكهم في المنطقة وتدريبهم على قيادة الطائرات الامريكية، ويقال ان النية تتجه لتخصيص قاعدة البغدادي لتجميعهم وتأهيلهم فيها.
وقد جادل مساعدو اوباما الذين كانوا على ثقة بفوزه في الانتخابات الرئاسية، في لقاءاتهم واتصالاتهم مع العراقيين السياسيين والعسكريين الذين اجتمعوا بهم خلال الاشهر الثلاثة الماضية، ان الرئيس القادم أي اوباما قادر على التغيير في العراق والنجاح في مهمات اصلاح سياسات بوش، لانه يملك ثلاثة مقومات أساسية تتيح له الانطلاق في توجهاته العراقية، اولها ان أوباما لا علاقة له بقرار الحرب على العراق وهو عارضها علنا في الكونغرس في شباط (فبراير) 2002 وحذر من تداعياتها المدمرة، وثانيها ان الرئيس الجديد ثبّت في برنامجه الانتخابي قضية انسحاب القوات الامريكية من العراق وحدد فترته، وثالثها انه تعرض بسبب ذلك الى هجمة من منافسه الجمهوري ماكين الذي وصف تركيزه على مسألة الانسحاب بانها مهينة وتعني هزيمة لامريكا، لذلك يرى هؤلاء المساعدون ان اوباما لا عقدة عنده في بحث ومناقشة أي موضوع يخص الوجود الامريكي في العراق، وليست لديه حساسيات في التعاطي مع قضية انسحاب قوات بلاده، اضافة الى انه رجل يعتمد الحوار في تعامله مع الجميع، واستنادا الى ما ذكرته شخصية عراقية معروفة بمعارضتها الشديدة للاحتلال وتشكيلاته الحكومية التقت صحافيا أمريكيا من الفريق الديمقراطي في الشهر الماضي في عاصمة عربية مجاورة للعراق، انها لا مشكلة قديمة او سابقة مع الرئيس الامريكي الجديد، ومستعدة للتعاطي معه شرط ان يتخذ قرارات عاجلة في الغاء اجراءات الاحتلال من ايام بريمر الى يومنا الراهن وعلى رأسها قضيتا الانسحاب المبرمج وفق سقف زمني محدد، وانهاء العملية السياسية برمتها، وكان جواب الصحافي الامريكي المقرب من اوباما ، سيحصل أكثر من ذلك، دون ان يدخل في التفاصيل.
والواضح ان شعار التغيير الذي رفعه اوباما يتناول في جانبه العراقي تغيير التحالفات الامريكية الحالية مع الاطراف العراقية المتعاونة، بتحالفات جديدة مع أطراف لم تساهم او تشارك في العملية السياسية التي شكلت عبئا على امريكا وأفضت الى آثار وخيمة على العراق، والاطراف الجديدة من خلال المعطيات السياسية تمثل شخصيات وهيئات وجماعات وقيادات عسكرية سابقة لديها استعداد للتحاور والتفاوض مع مسؤولي الادارة الامريكية الجديدة، طبعا ليس من بينها فصائل المقاومة العراقية التي يعكف قادتها حاليا على تقييم الوضع الامريكي الجديد وانتظار ما سيعلنه الرئيس اوباما من قرارات سياسية وعسكرية تخص العراق، وثمة آراء تنقل عن بعض تلك الفصائل تفيد باستعداد مسبق للتعامل مع اوباما اذا باشر بتنفيذ ما جاء في برنامجه الخاص بالعراق.'
كاتب سياسي عراقي - عمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق