الأربعاء، نوفمبر 12، 2008

مشكلة العراق مع المنافقين أكثر مما هي مع المحتلين



الدكتور غالب الفريجات
بعد غزو العراق واحتلاله طفت على سطح المجتمع العراقي ثقافة فاسدة ، سبق وان أشّر عليها علي الوردي في كتاباته ، فقد ظهرالعملاء والجواسيس والخونة ، وان كان هؤلاء قد أصبحوا مكشوفين للناس ، واجتثاثهم من السهولة بمكان ، لأنه لن يكون لهم أثر بعد هروب الاحتلالين الاميركي والفارسي ، أما المنافقون فان خطورتهم أكبر بكثير ، لأن هؤلاء يبدلون جلودهم بسرعة، وينافسون في أنهم كانوا ضد الاحتلال وافرازاته ، على الرغم أنهم ممن يدافع عن الاحتلال وافرازاته ، وهم لا يقلون خيانة عن الخونة .
شيوخ كثر ورموز اكثر طفوا على سطح العراق المحتل ، ركبوا موجة انهم كانوا من المقموعين والمضطهدين ، وان النظام الوطني كان عدوا لهم ولشعب العراق ، وعيون هؤلاء وضمائرهم ليست على العراق ومصالحه ، بل على من يملأ جيوبهم ويرضي نفوسهم الرخيصة والمريضة، ويجادلون في لوي عنق الحقيقة ، وقلب الواقع ، فكأن العراق كان واحة من واحات الجنان الغناء، والامية فيه قبل الثورة اكثر من ثمانين بالمئة ، وان عائدات ثروته النفطية لاتسد رواتب موظفي الدولة ، فلا صناعة ولا زراعة ولا مدارس ولا جامعات ولا مستشفيات ، يمكن أن يؤشر عليها ، انها واحدة من مؤشرات التقدم ، فكان العراق قبل الثورة ينام ويصحو على التخلف .
كل الافرازات التي طفت على السطح بعد الاحتلال كانت من مخلفات النضال المنافق ، وهم يمارسون مسيرتهم النضالية مع الاحتلال ، ايا كان اميركيا او فارسيا ، ونسوا ان الشعب العراقي رغم ثقافة النفاق ، فيه رجال آمنوا بالله وبالوطن والأمة ، حملوا سلاح المقاومة كما حملوا سلاح البناء في عراق الثورة ، ولن ينفع هؤلاء كل ادعاءت التنافخ الكاذب بامجادهم وبطولاتهم ، ولا بمسحة ثقافة اللطم ، التي أجاد صناعتها الكثير من هذه الافرازات .
مع شيخ من شيوخ التكاذب النضالي ، ممن يدور على زوايا النظام العربي الرسمي للارتزاق، يقول ان صدام حسين قد كرّمه ثلاث عشرة مرة ، ومع ذلك فهو اكثر حقدا على الشهيد الرئيس، وممالأة لعملاء الاحتلال ، ويدعي بوطنيتهم ، وعندما تستغرب منه لا يذكر بعد ذكره صدام حسين ـ رحمة الله عليه ـ ، يجيب انني أخاف من الذين يحكمون العراق ، على الرغم انه يعلي من شأنهم ، ويقف الى جانب بقاء الاميركان ، كما هي سياسة العملاء الذين نصبهم الاحتلال حكاما ، ويقف بالضد من المقاومة الباسلة ، التي يعترف العالم كله بأنها هي من أفشل المشروع الامبراطوري الاميركي .
مثل هذا الشيخ الكثير ممن تسلح بلغة الكذب والنفاق ، وتمسح بمسحة النضال في الماضي، والحرص على العراق ومستقبله في الحاضر ، ومثل هذا الشيخ الموبوء بالحقد والنفاق يشكلون خطرا ، لانهم يظهرون امام الناس خلاف ما يبطنون ، فهم يلثون كالكلاب وراء منافعهم ومصالحهم ، والتي لا تلتقي مع العراق ومصلحة ابنائه .
في زمن عبد الناصر كان العرب يعلون من شأن المواطنين المصريين عندما يلتقون بهم اكراما لقيادة عبد الناصر، لانهم كانوا يتوهمون ان كل مصري صورة مصغرة عن صورة عبد الناصرالنضالية ، وكذلك مع العراقيين في زمن الشهيد صدام حسين ، كانت الممارسة ذاتها مع العراقيين ، فبعد وفاة عبد الناصر بدأت سياسة الردة في زمن السادات ، حتى انقلبت صورة المصريين في اذهاننا ولم يعد المصريون يمثلون الصورة النضالية التي كان عبد الناصر يرمز اليها ، وكذلك الامر في العراق كان صدام حسين رمزا قوميا ، صنع العراق الحديث واعلى من شأن العراقيين في وسط المجتمع العربي ، لما وفره لهم من امكانيات في شتى المجالات ، فكيف انقلبت صورة العراقيين ابطال القادسية الثانية ؟ ، والماجدات العراقيات اللواتي كن يحضين بوضع خاص ومميز في عقلية القائد ، وفي مؤسسات الدولة وفي المجتمع .
لماذا انقلبت صورة العراقيين ؟
، هل هو الاحتلال او رموزه وافرازاته ؟
، ام هي ثقافة المجتمع الفاسدة ، التي تظهر خلاف ما تبطن ، وتعض اليد التي امتدت اليها ، وتنكر الفضل والجميل ، وتجرد المحسن من احسانه ، والشجاع من شجاعته ، والبطل من اقدامه ، وتجعل من مثل هذا الشيخ يعلي من رموز الاحتلال ، ويخاف ان يترحم على صدام حسين رغم تكريمه لثلاث عشرة مرة من صدام حسين ، ويتملق افرازات الاحتلال وعملائه وخونة الوطن ، ورموز النظام العربي الرسمي التي تآمرت على العراق .
رغم هذه الحالة المأساوية التي تتناقض مع ما كان يسعى اليها صدام حسين في بناء المجتمع وتطويره ، ورغم ما يطفو على السطح من ثقافة الكذب والنفاق ونكران الجميل ، فالعراق يزخر بالرجولة والشجاعة والبطولة ، فهذه من فجر أسرع مقاومة في العالم في وجه الاحتلال ، وهذه من أجبر الاميركان على التفكير بالرحيل أو مواجهة الهزيمة المنكرة ، وهذه من سيدوس على على العملاء والخونة والعملاء والمنافقين ، وهذه من سيحرق ثقافة الكذب والنفاق في شوارع المدن العراقية ، وعلى مرأى ومسمع العالم ، وعندها سيرى هؤلاء المنافقين أن صدام حسين عاش بطلا ومات شهيدا ، وان رجاله وحدهم من يصلح لبناء العراق ، ولا احد غيرهم قادر على تحمل مثل هذه المسؤولية الوطنية والقومية ، فليذهب الشيخ وأمثاله الى الجحيم ولترفرف روح صدام حسين في جنات الخلد .
انها الحياة فيها ما هو خير وشر ، وفيها ابطال وجبناء ، وفيها من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وفيها من المنافقين اخوان الشياطين ، فيها من يستلهم مصلحة الوطن والامة، وفيها من يلهث كالكلب وراء منافعه الشخصية ، ولكن النصر لاصحاب النخوة الشجعان ، وليس للمنافقين اصحاب الوجوه المتلونة ، وقد استطاع جانب الخير في العراق الشامخ ، ان يحفر على ارض العراق وجه العراق العربي المشرق ، الذي لن تستطيع ايادي هؤلاء العملاء والخونة ومرتزقتهم ان تقوم على تشويهه ، وسيبقى كما اراد له صدام حسين ، لان كل هؤلاء لا يزنون بوطه العسكري الذي هزم قوى الظلام المجوسي في القادسية الثانية ، ولن يتمكن ايا من هذه القمامات البشرية ان تصل الى الموقف البطولي ، الذي وقفه الشهيد صدام حسين ، يوم كان يواجه ربه ، فانتصر على الموت ، في الوقت الذي انتصرت فيه الخسة والنذالة على اعدائه .

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار