أبو محمد المقدادي
(العراق هو مشروع بوش وليس مشروع أوباما)
حيدر العبادي – قيادي في حزب الدعوة فرع نوري المالكي
منذ أن فاز باراك أوباما بمنصب الرئاسة في البيت الأبيض الأمريكي انتاب أتباع الاحتلال في بغداد من مختلف الأحزاب والمشارب وخصوصاً حكومة نوري المالكي نوع من الصدمة. فجأة وجدوا أنفسهم أمام سيّد جديد في البيت الأبيض لا يعرفون ما سيفعله بمصيرهم وهم الذين تعودوا على قرارات ورعونة وغباء جورج بوش الذي أتى بهم ونصّبهم في الحكم وحماهم طيلة سنوات الحرب. لكنك لن تجد الكثير منهم يعترف بذلك... بل على العكس فهم يمنّون النفس بأنّ أمريكا هي أمريكا بغض النظر عن الرئيس في البيت الأبيض...
وبقدر تعلّق الأمر بالاتفاقية الأمنية المتعلقة ببقاء القوات الأمريكية في العراق فقد بدأت حكومة المالكي تمارس الأعمال الطفولية بدلاً من الوطنية فقد عادوا لمناقشتها بعد أن وافقوا على صيغة مسوّدة نهائية ثم بدلوا اسم الاتفاقية من جانب واحد إلى (اتفاقية سحب القوات الأمريكية) مما سيدخلهم في عناد أطفال مع فريق المفاوضات الأمريكي الذي تباحث لمدة عام على اتفاقية (صوفا) التي يمكن في الحقيقة تسميتها (اتفاقية البقاء الدائم للقوات الأمريكية). وفي نفس الوقت ظهرت من أذناب الاحتلال ردود أفعال عجيبة غريبة على انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما. فها هو المقيت عباس البياتي من الائتلاف الموحّد يقول:
"ما يهمنا من الانتخابات الأمريكية هو ان تلتزم الحكومة الجديدة بما التزمت به الادارة السابقة للولايات المتحدة على ثلاث اصعدة مهمة هي حماية العراق من اي اعتداء خارجي ،وحماية التجربة الديمقراطية في العراق ،مع تقديم كافة انواع الدعم والمساعدات لهذه التجربة ،ليصبح العراق واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط.(حسب تعبيره)." المصدر.
تخيلوا أحلام هذا الرجل صغير العقل الذي يتصوّر أنّ قوات الاحتلال الأمريكي جاءت إلى العراق من أجله والذين خلّفوه!
وها هو ضخامة هوشيار زيباري يقول لصحيفة يوس إس اي توداي الأمريكية:
"إنّ أوباما يفهم بأنّ المكاسب الأمنية والتقدم السياسي والاقتصادي الذي حصل في العراق يجب أن لا يتم التفريط بها".
بينما نجد من الجانب الآخر أنّ الناطق الرسمي للمكتب الانتقالي للرئيس أوباما (دان فايفر) يقول لنفس الصحيفة بأنّ أوباما عند دخوله مكتب الرئاسة سيلتقي بمستشاريه العسكريين و "يضع خطة مسؤولة لتخفيض القوات العسكرية الأمريكية في العراق تتماشى وما عبّر عنه في حملته الانتخابية". نفس المصدر.
وتمضي الصحيفة بالقول أنّ السياسيين العراقيين في الوقت الذي يترقبون فيه بفارغ الصبر ما سيفعله الرئيس المنتخب فانهم لا يفهمون أهمية تحركاته.
وترى مجموعة من مستشاري أوباما الذين زاروا العراق الشهر الماضي أنّه يختلف كلياً عن إدارة الرئيس بوش. وقد حذروا السياسيين العراقيين من توقيع اتفاق أمني يتعلّق بالوجود الأمريكي البعيد المدى في العراق.
وفي هذا الخصوص يقول حيدر العبادي وهو من المقربين لنوري المالكي وعضو قيادي في حزب الدعوة الذي يرأسه:
"أخبرنا مستشاروا أوباما بأنّنا إن لم نوافق على الاتفاقية الأمنية مع إدارة الرئيس بوش فمن المحتمل أنّنا سنحصل على أقل منها بكثير من الإدارة الديمقراطية".
وأكّد العبادي أيضاً أنّ الاجتماع بمستشاري أوباما أكّد ما يعرفونه عنه كونه "لن يكون متعاطفاً" مع السياسيين العراقيين كما كان جورج بوش. "فالعراق هو مشروع بوش وليس مشروع أوباما". المصدر صحيفة يوس إس اي توداي.
وهذه حقيقة مرّة ومن الصعب على أيتام بوش فهمها جيداً لذا عليهم أن يستعدوا للكثير من الأخبار غير السارة قريباً. وشيء من التاريخ قد يكون مفيداً هنا، فعندما شكّلت إدارة الرئيس الأمريكي المجرم جورج بوش قبل احتلال العراق بسنوات مختلف تنظيمات ما كان يسمى بالمعارضة العراقية في لندن وواشنطن وطهران ودمشق وغيرها لم تكن تنوي استخدامهم أكثر من أدوات تمويه عند وقوع الاحتلال. الغرض من توظيفهم كان لوضع قناع عراقي على الاحتلال الذي كان أمريكياً بالدرجة الأولى وبمشاركة بريطانيا والكيان الصهيوني وإيران والكويت وعدد كبير من الدول التي لوت أمريكا أيادي قادتها للمشاركة كي تعطي الاحتلال غير الشرعي صفة الشرعية الدولية.
أما أذناب الاحتلال، فبعد أن كانوا مهملين يتراكم عليهم غبار السياسة القذرة لا يستطيع أحدهم إيجاد عمل شريف لكسب العيش، وأغلبهم يقتات على المعونات الحكومية الغربية في كل شيء، فجأة وجدوا أنّ أمريكا يمكن أن تجد لهم عملاً! أي عمل حتى لو كان خيانة الوطن والشعب والدين... أي عمل يجعل منهم أذناباً يتحركون وفي موقع رسمي يستطيعون منه نهب الأموال... لتفعل أمريكا ما تريد بالعراق وشعب العراق ودينه وقيمه... المهم أن يصبحوا في موقع المسؤولية الحكومية ويرتدون الملابس الغربية ويظهرون على شاشات التلفزيون وصفحات الصحف والمجلات... حلم لم تصدقه حتى زوجاتهم اللاتي كنّ يتنافسن بينهنّ قبل الاحتلال ببضعة أشهر حول من سيكون زوجها وزير كذا أو سفير كيت... نكرات مهملون جعل منهم جورج بوش مسؤولين حكوميين... ووفرت إيران للكثير منهم قبل ذلك بسنوات الملجأ والسلاح والتنظيمات العسكرية ضمن الجيش الإيراني والحرس الثوري وكذلك التنظيمات الحزبية المدنية بل وحتى المؤسسات التي تمنحهم الشهادات والدرجات العلمية الكاذبة لتهيأتهم للمناصب في العراق المحتل. كلّ هذا رغم معرفة قادة إيران بتفاهة وضعف هؤلاء الأشخاص، إلا أنّ إيران استخدمتهم مستغلة الطائفية وتعابير مثل (آل البيت) و (أتباع آل البيت) وشعارات (حوزتنا تقودنا) في خدمة الاحتلال ومدّ نفوذها في كل مكان من العراق. وبما توفّر لهم من دعم وحماية أمريكية وإيرانية تمكّن أيتام بوش من خدمة الاحتلال بطرق لم يفكّر بها المحتلون أبداً... فعندما اشتدّت المقاومة ضد المحتلين ووجدوا أنّهم غير قادرين على مواجهة الشعب العراقي ومقاومته الوطنية الأصيلة أطلق أذناب الاحتلال وخلفهم الأجهزة الأمنية الإيرانية والأمريكية والصهيونية فرق الموت والقتل والجريمة المنظمة التي راحت تفتك بالأبرياء في كل مكان وبدون رحمة وبأبشع طرق الموت... الهدف هو منع الشباب العراقي من الانضمام للمقاومة الوطنية ضدّ المحتل. وسالت دماء غزيرة في مدن وقرى العراق على يد المحتل وأذنابه، ورغم كون معظمهم من الأحزاب الدينية (السنيّة والشيعية) فلم يلتفت أحدهم إلى الدين الإسلامي والقرآن الكريم الذي جعله المحتلون وأذنابهم هدفاً بحد ذاته لتحليل القتل والنهب والجريمة التي حرمّها الله ورسوله وكتابه الكريم. لم يكن لديهم الوقت للتفكير بالحلال والحرام... المهم هو البقاء في السلطة تحت حماية قوات الاحتلال التي كانت تنظر للعراق كأرض وثروات يجب امتلاكها بأي ثمن.
ومرّت سنوات الاحتلال البغيض مليئة بالمآسي لشعب العراق بينما يتمتّع أذناب الاحتلال بالسلطة والمال الحرام والكثير منه. نكرات وتوافه مثل ابراهيم الجعفري ونوري المالكي والهاشمي والمشهداني والبرزاني والطالباني وآل الحكيم والصغير والحقير والفطير والعشرات مثلهم وجدوا أنفسهم في موقع القرار والحكم والمال وقصور المرمر مما لم يكن يأتيهم حتى في أكثر أحلامهم خيالية ووردية.
ولكن مقاومة الشعب العراقي الباسلة حرّمت عليهم أهمّ شيء يمكن أن يفخر به مسؤول يتبوأ منصباً حكومياً كبيراً أو صغيراً... ألا وهو الشرعية والأمان وحرية الحركة بدون الخوف من القتل في أية لحظة... لذا تراهم يحكمون من المنطقة الخضراء التي تحميها قوات الاحتلال كأفراد بدون عوائلهم التي بقيت تعيش خارج العراق. وكونهم تحت الحماية الكاملة لقوات الاحتلال جعلت منهم سجناء في مكاتبهم بحيث يمكن لفصيل واحد من القوات الأمريكية أن يجمعهم مقيّدين بالأصفاد في أية لحظة يريدها المحتلون. لهذا السبب جاءت تصريحات السفير الأمريكي رايان كروكر ورسالة التهديد التي وجهها قائد قوات الاحتلال الجنرال راي أوديرنو لحكومة المالكي، رسائل واضحة تعني ما تقول. وسبق لكوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية أن هدّدتهم بأنّ رقابهم ستتعلق من أعمدة الكهرباء في المنطقة الخضراء إن لم يعملوا بشكل جيّد.
إلا أنّ إدارة بوش وبكل غباء رئيسها وديكتاتوريته لم تتمكن من فهم عقليات أذنابها وطرق تفكيرهم وضحالة نفسياتهم وفقر شخصياتهم... نظرت لهم كأذناب مأمورين تفضّلت هي عليهم بعد أن جمعتهم من بلدان إقاماتهم السابقة وجعلت منهم مسؤولين حكوميين... لذا كانت تعتقد أنّهم سيفعلون كلّ ما تريده منهم وقت ما تريده منهم... ونسيت بذلك أو غفلت عن أنّ معظمهم هم أذناب لإيران أيضاً التي آوتهم سنوات عديدة ووفرت لهم الحماية والأموال.
أما الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما فيبدو أنّه يفهم هذه الأمور جيداً وهو القائل:
"من المهم جداً أن لا تتراخى مهمتنا ونبدأ باقتراح إبقاء القوات لمواجهة التأثير الإيراني. فلو كنا مهتمّين حقاً بالتأثير الإيراني فلماذا نصّبنا هذه الحكومة أصلاً، وما كان علينا احتلال العراق". المصدر.
هذه الحقائق الجديدة ستفعل فعلها في الأشهر القادمة وسيعرف أيتام بوش حقّ المعرفة أنّ القادم لن يكون سهلاً... كما كان في أيام "المجنون" بوش.
إنّ المتتبع لأعمال العنف والتفجيرات والعبوات اللاصقة التي تقع كل يوم لا يخفى عليه أنّ التهديدات الأمريكية قد بدأ تنفيذها وأنّ قوات الاحتلال ستسحب بالتدريج الحماية عن أذنابها تاركة مصيرهم للمجهول.
إن باراك أوباما وفريقه في الإدارة الأمريكية الجديدة لن يمارسوا ما مارسته إدارة بوش بأي شكل من الأشكال. فهم يعرفون معرفة أكيدة انّ الحرب في العراق خاسرة وبنيت على أكاذيب لذا سيحاولون التخلّص منها ومن تكاليفها المادية والبشرية ومن تبعاتها الداخلية والخارجية بأسرع وقت ممكن.
ما هو مؤكّد أنّ القوات الأمريكية ستنسحب من العراق بكاملها وسيواجه أيتام بوش الشعب العراقي وجهاً لوجه...
(العراق هو مشروع بوش وليس مشروع أوباما)
حيدر العبادي – قيادي في حزب الدعوة فرع نوري المالكي
منذ أن فاز باراك أوباما بمنصب الرئاسة في البيت الأبيض الأمريكي انتاب أتباع الاحتلال في بغداد من مختلف الأحزاب والمشارب وخصوصاً حكومة نوري المالكي نوع من الصدمة. فجأة وجدوا أنفسهم أمام سيّد جديد في البيت الأبيض لا يعرفون ما سيفعله بمصيرهم وهم الذين تعودوا على قرارات ورعونة وغباء جورج بوش الذي أتى بهم ونصّبهم في الحكم وحماهم طيلة سنوات الحرب. لكنك لن تجد الكثير منهم يعترف بذلك... بل على العكس فهم يمنّون النفس بأنّ أمريكا هي أمريكا بغض النظر عن الرئيس في البيت الأبيض...
وبقدر تعلّق الأمر بالاتفاقية الأمنية المتعلقة ببقاء القوات الأمريكية في العراق فقد بدأت حكومة المالكي تمارس الأعمال الطفولية بدلاً من الوطنية فقد عادوا لمناقشتها بعد أن وافقوا على صيغة مسوّدة نهائية ثم بدلوا اسم الاتفاقية من جانب واحد إلى (اتفاقية سحب القوات الأمريكية) مما سيدخلهم في عناد أطفال مع فريق المفاوضات الأمريكي الذي تباحث لمدة عام على اتفاقية (صوفا) التي يمكن في الحقيقة تسميتها (اتفاقية البقاء الدائم للقوات الأمريكية). وفي نفس الوقت ظهرت من أذناب الاحتلال ردود أفعال عجيبة غريبة على انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما. فها هو المقيت عباس البياتي من الائتلاف الموحّد يقول:
"ما يهمنا من الانتخابات الأمريكية هو ان تلتزم الحكومة الجديدة بما التزمت به الادارة السابقة للولايات المتحدة على ثلاث اصعدة مهمة هي حماية العراق من اي اعتداء خارجي ،وحماية التجربة الديمقراطية في العراق ،مع تقديم كافة انواع الدعم والمساعدات لهذه التجربة ،ليصبح العراق واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط.(حسب تعبيره)." المصدر.
تخيلوا أحلام هذا الرجل صغير العقل الذي يتصوّر أنّ قوات الاحتلال الأمريكي جاءت إلى العراق من أجله والذين خلّفوه!
وها هو ضخامة هوشيار زيباري يقول لصحيفة يوس إس اي توداي الأمريكية:
"إنّ أوباما يفهم بأنّ المكاسب الأمنية والتقدم السياسي والاقتصادي الذي حصل في العراق يجب أن لا يتم التفريط بها".
بينما نجد من الجانب الآخر أنّ الناطق الرسمي للمكتب الانتقالي للرئيس أوباما (دان فايفر) يقول لنفس الصحيفة بأنّ أوباما عند دخوله مكتب الرئاسة سيلتقي بمستشاريه العسكريين و "يضع خطة مسؤولة لتخفيض القوات العسكرية الأمريكية في العراق تتماشى وما عبّر عنه في حملته الانتخابية". نفس المصدر.
وتمضي الصحيفة بالقول أنّ السياسيين العراقيين في الوقت الذي يترقبون فيه بفارغ الصبر ما سيفعله الرئيس المنتخب فانهم لا يفهمون أهمية تحركاته.
وترى مجموعة من مستشاري أوباما الذين زاروا العراق الشهر الماضي أنّه يختلف كلياً عن إدارة الرئيس بوش. وقد حذروا السياسيين العراقيين من توقيع اتفاق أمني يتعلّق بالوجود الأمريكي البعيد المدى في العراق.
وفي هذا الخصوص يقول حيدر العبادي وهو من المقربين لنوري المالكي وعضو قيادي في حزب الدعوة الذي يرأسه:
"أخبرنا مستشاروا أوباما بأنّنا إن لم نوافق على الاتفاقية الأمنية مع إدارة الرئيس بوش فمن المحتمل أنّنا سنحصل على أقل منها بكثير من الإدارة الديمقراطية".
وأكّد العبادي أيضاً أنّ الاجتماع بمستشاري أوباما أكّد ما يعرفونه عنه كونه "لن يكون متعاطفاً" مع السياسيين العراقيين كما كان جورج بوش. "فالعراق هو مشروع بوش وليس مشروع أوباما". المصدر صحيفة يوس إس اي توداي.
وهذه حقيقة مرّة ومن الصعب على أيتام بوش فهمها جيداً لذا عليهم أن يستعدوا للكثير من الأخبار غير السارة قريباً. وشيء من التاريخ قد يكون مفيداً هنا، فعندما شكّلت إدارة الرئيس الأمريكي المجرم جورج بوش قبل احتلال العراق بسنوات مختلف تنظيمات ما كان يسمى بالمعارضة العراقية في لندن وواشنطن وطهران ودمشق وغيرها لم تكن تنوي استخدامهم أكثر من أدوات تمويه عند وقوع الاحتلال. الغرض من توظيفهم كان لوضع قناع عراقي على الاحتلال الذي كان أمريكياً بالدرجة الأولى وبمشاركة بريطانيا والكيان الصهيوني وإيران والكويت وعدد كبير من الدول التي لوت أمريكا أيادي قادتها للمشاركة كي تعطي الاحتلال غير الشرعي صفة الشرعية الدولية.
أما أذناب الاحتلال، فبعد أن كانوا مهملين يتراكم عليهم غبار السياسة القذرة لا يستطيع أحدهم إيجاد عمل شريف لكسب العيش، وأغلبهم يقتات على المعونات الحكومية الغربية في كل شيء، فجأة وجدوا أنّ أمريكا يمكن أن تجد لهم عملاً! أي عمل حتى لو كان خيانة الوطن والشعب والدين... أي عمل يجعل منهم أذناباً يتحركون وفي موقع رسمي يستطيعون منه نهب الأموال... لتفعل أمريكا ما تريد بالعراق وشعب العراق ودينه وقيمه... المهم أن يصبحوا في موقع المسؤولية الحكومية ويرتدون الملابس الغربية ويظهرون على شاشات التلفزيون وصفحات الصحف والمجلات... حلم لم تصدقه حتى زوجاتهم اللاتي كنّ يتنافسن بينهنّ قبل الاحتلال ببضعة أشهر حول من سيكون زوجها وزير كذا أو سفير كيت... نكرات مهملون جعل منهم جورج بوش مسؤولين حكوميين... ووفرت إيران للكثير منهم قبل ذلك بسنوات الملجأ والسلاح والتنظيمات العسكرية ضمن الجيش الإيراني والحرس الثوري وكذلك التنظيمات الحزبية المدنية بل وحتى المؤسسات التي تمنحهم الشهادات والدرجات العلمية الكاذبة لتهيأتهم للمناصب في العراق المحتل. كلّ هذا رغم معرفة قادة إيران بتفاهة وضعف هؤلاء الأشخاص، إلا أنّ إيران استخدمتهم مستغلة الطائفية وتعابير مثل (آل البيت) و (أتباع آل البيت) وشعارات (حوزتنا تقودنا) في خدمة الاحتلال ومدّ نفوذها في كل مكان من العراق. وبما توفّر لهم من دعم وحماية أمريكية وإيرانية تمكّن أيتام بوش من خدمة الاحتلال بطرق لم يفكّر بها المحتلون أبداً... فعندما اشتدّت المقاومة ضد المحتلين ووجدوا أنّهم غير قادرين على مواجهة الشعب العراقي ومقاومته الوطنية الأصيلة أطلق أذناب الاحتلال وخلفهم الأجهزة الأمنية الإيرانية والأمريكية والصهيونية فرق الموت والقتل والجريمة المنظمة التي راحت تفتك بالأبرياء في كل مكان وبدون رحمة وبأبشع طرق الموت... الهدف هو منع الشباب العراقي من الانضمام للمقاومة الوطنية ضدّ المحتل. وسالت دماء غزيرة في مدن وقرى العراق على يد المحتل وأذنابه، ورغم كون معظمهم من الأحزاب الدينية (السنيّة والشيعية) فلم يلتفت أحدهم إلى الدين الإسلامي والقرآن الكريم الذي جعله المحتلون وأذنابهم هدفاً بحد ذاته لتحليل القتل والنهب والجريمة التي حرمّها الله ورسوله وكتابه الكريم. لم يكن لديهم الوقت للتفكير بالحلال والحرام... المهم هو البقاء في السلطة تحت حماية قوات الاحتلال التي كانت تنظر للعراق كأرض وثروات يجب امتلاكها بأي ثمن.
ومرّت سنوات الاحتلال البغيض مليئة بالمآسي لشعب العراق بينما يتمتّع أذناب الاحتلال بالسلطة والمال الحرام والكثير منه. نكرات وتوافه مثل ابراهيم الجعفري ونوري المالكي والهاشمي والمشهداني والبرزاني والطالباني وآل الحكيم والصغير والحقير والفطير والعشرات مثلهم وجدوا أنفسهم في موقع القرار والحكم والمال وقصور المرمر مما لم يكن يأتيهم حتى في أكثر أحلامهم خيالية ووردية.
ولكن مقاومة الشعب العراقي الباسلة حرّمت عليهم أهمّ شيء يمكن أن يفخر به مسؤول يتبوأ منصباً حكومياً كبيراً أو صغيراً... ألا وهو الشرعية والأمان وحرية الحركة بدون الخوف من القتل في أية لحظة... لذا تراهم يحكمون من المنطقة الخضراء التي تحميها قوات الاحتلال كأفراد بدون عوائلهم التي بقيت تعيش خارج العراق. وكونهم تحت الحماية الكاملة لقوات الاحتلال جعلت منهم سجناء في مكاتبهم بحيث يمكن لفصيل واحد من القوات الأمريكية أن يجمعهم مقيّدين بالأصفاد في أية لحظة يريدها المحتلون. لهذا السبب جاءت تصريحات السفير الأمريكي رايان كروكر ورسالة التهديد التي وجهها قائد قوات الاحتلال الجنرال راي أوديرنو لحكومة المالكي، رسائل واضحة تعني ما تقول. وسبق لكوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية أن هدّدتهم بأنّ رقابهم ستتعلق من أعمدة الكهرباء في المنطقة الخضراء إن لم يعملوا بشكل جيّد.
إلا أنّ إدارة بوش وبكل غباء رئيسها وديكتاتوريته لم تتمكن من فهم عقليات أذنابها وطرق تفكيرهم وضحالة نفسياتهم وفقر شخصياتهم... نظرت لهم كأذناب مأمورين تفضّلت هي عليهم بعد أن جمعتهم من بلدان إقاماتهم السابقة وجعلت منهم مسؤولين حكوميين... لذا كانت تعتقد أنّهم سيفعلون كلّ ما تريده منهم وقت ما تريده منهم... ونسيت بذلك أو غفلت عن أنّ معظمهم هم أذناب لإيران أيضاً التي آوتهم سنوات عديدة ووفرت لهم الحماية والأموال.
أما الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما فيبدو أنّه يفهم هذه الأمور جيداً وهو القائل:
"من المهم جداً أن لا تتراخى مهمتنا ونبدأ باقتراح إبقاء القوات لمواجهة التأثير الإيراني. فلو كنا مهتمّين حقاً بالتأثير الإيراني فلماذا نصّبنا هذه الحكومة أصلاً، وما كان علينا احتلال العراق". المصدر.
هذه الحقائق الجديدة ستفعل فعلها في الأشهر القادمة وسيعرف أيتام بوش حقّ المعرفة أنّ القادم لن يكون سهلاً... كما كان في أيام "المجنون" بوش.
إنّ المتتبع لأعمال العنف والتفجيرات والعبوات اللاصقة التي تقع كل يوم لا يخفى عليه أنّ التهديدات الأمريكية قد بدأ تنفيذها وأنّ قوات الاحتلال ستسحب بالتدريج الحماية عن أذنابها تاركة مصيرهم للمجهول.
إن باراك أوباما وفريقه في الإدارة الأمريكية الجديدة لن يمارسوا ما مارسته إدارة بوش بأي شكل من الأشكال. فهم يعرفون معرفة أكيدة انّ الحرب في العراق خاسرة وبنيت على أكاذيب لذا سيحاولون التخلّص منها ومن تكاليفها المادية والبشرية ومن تبعاتها الداخلية والخارجية بأسرع وقت ممكن.
ما هو مؤكّد أنّ القوات الأمريكية ستنسحب من العراق بكاملها وسيواجه أيتام بوش الشعب العراقي وجهاً لوجه...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق