الاثنين، نوفمبر 10، 2008

هنيئا لشعبنا ومقاومتنا اسقاط عصابة بوش الفاشية، ودعوة لتشديد وتصعيد الجهاد وتسريع توحيد المقاومة لتقريب موعد النصر الحاسم


شبكة البصرة
د. عبد الله الغني
هنيئا لشعب العراق ولأبنائه المكافحين ضد الاحتلال في فصائل المقاومة العراقية الباسلة والاحزاب والهيئات السياسية والشرعية والمهنية والعشائرية الوطنية، هنيئا لهم جميعا هذا النصر المؤزر على العصابة الفاشية الاستعمارية المتصهينة المجرمة. هنيئا لهم جميعا السقوط المدوي لعصابة جورج بوش ودك جيني ومن لف لفهم من عتاة المجرمين الكذابين المزورين اعداء الإنسانية. ففوز باراك اوباما هو شهادة عالمية آخرى على صواب النهج الجهادي الذي اختطته فصائل المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية العراقية وحاضنتها الشعبية المناهضة للاحتلال، واستفتاء آخر على فعالية وبأس وقوة ونجاح النهج الكفاحي المبدأي غير المساوم الذي اختارته الطليعة الوطنية والقومية والإسلامية العراقية، ودليلا ماديا آخر على فشل واندحار المشروع الاستعماري الفاشي الصهيوني في العراق.

فبعد أن اسقط جهاد العراقيين ومقاومتهم الباسلة وصمودهم وتضحياتهم جميع أعوان اميركا الذين شاركوا في جريمة العصر جريمة العدوان على العراق واحتلاله وتدمير حياة ابنائه ودولتهم الوطنية الحديثة، من امثال المجرمين اثنار وبرلسكوني وتوني بلير و جون هوارد رؤساء حكومات اسبانيا وايطاليا وبريطانيا واستراليا على التوالي، جاء دور كبيرهم المجرم بوش الذي علمهم السحر سحر جريمة الابادة الجماعية الفاشية لشعب العراق تحت اكاذيب وافتراءات ومعلومات مضللة ومزورة. فاسقطه العراقيون بجهادهم وتضحياتهم وصمودهم وبطولاتهم وقتالهم الملحمي. صحيح انه خرج لانتهاء ولايته غير مأسوف عليه، ولكن سقوط حزبه ومرشحه ومرشح عصابته الفاشية المتصهينة المجرم مكين بهذا الشكل المدوي يعني سقوطا مدويا لكبير المجرمين الطاغية المتهور المتصهين الفاشي جورج وليم بوش.
وعندما يفرح العراقيون واشقاؤهم العرب بهذه النتيجة المخزية لعصابة بوش-جيني الفاشية الاستعمارية التي اعتدت على بلادهم الامنة واحتلتها ودمرت دولتهم الوطنية الحديثة ونصبت عليهم شذاذ الافاق من اللصوص والجواسيس والحثالات التي نبذها المجتمع العراقي منذ عشرات السنين، فانهم يفرحون بانتصار كاسح لصبرهم وصمودهم ونضالهم وتضحياتهم وبطولات ابنائهم المقاتلين على اعتى قوة ظالمة متوحشة استعمارية في التاريخ.
واذا كانت مواقف الحزبين الديمقراطي والجمهوري متقاربة من بعضها بعضا في السياسة الخارجية على وجه الخصوص (وهو ما يعنينا في هذه المقالة)، فأن من الطبيعي ان نشير الى ان باراك اوباما قد ابدى منذ البداية وحتى الآن استعدادا اكبر من جميع مرشحي الرئاسة ومعظم السياسيين الاميركيين البارزين الآخرين لتلبية المصالح الوطنية الاميركية وتغليبها في السياسة الخارجية الاميركية، بعد أن الحقت عصابة بوش-جيني من المحافظين الجدد الفاشية المتصهينة اضرارا فادحة بهذه المصالح نتيجة تغليب مصالح اسرائيل التوسعية الاستعمارية واهواء عصبة من المتطرفين الفاشيين على ما سواها من الاعتبارات السياسية والعسكرية.
أن مطلب الانسحاب من العراق الذي تبناه الرئيس المنتخب اوباما وغيره من السياسيين الديوقراطيين والجمهوريين وكثير من كبار الضباط الاميركيين بات بالنسبة للاميركيين الذين ينشدون مصلحة بلادهم قبل غيرها مطلبا وطنيا اميركيا. ولذلك مهما كانت هوية المطالبين الاميركيين بالانسحاب من العراق فانهم يفعلون ذلك لخدمة بلادهم بالدرجة الاولى.
لقداصبح اوباما المناهض للحرب على العراق شخصية محورية في السياسة الاميركية المناهضة للحرب على العراق نتيجة ما جرته على الولايات المتحدة من ويلات لا حسر لها في جميع الميادين البشرية والاقتصادية وخسائر استراتيجية على صعيد مكانتها في العالم مما دعى سياسيين اميركيين بارزين من امثال برجنسكي مستشار الامن القومي الاميركي في عهد كارتر لاعتبارها من اكبر الكوارث التي اصابت اميركا.
وهنا لابد ان نشير الى حقيقة مهمة وهي ان العراقيين ومقاومتهم الباسلة لم يعولوا في السابق ولن يعولوا الان ولا في المستقبل الا على الله عز وجل اولا وعلى صمود شعبهم واحتضانه لهم وتضحياته وصبره وعلى بطولاتهم وقدراتهم القتالية المتجددة. فهذه العوامل هي التي صنعت النصر المتحقق حتى الآن والمتمثل بكسر ظهر الاحتلال عسكريا وسياسيا والحاق الهزيمة بمشروعه الاستعماري وفضح واسقاط اعوانه و اذنابه وتعريتهم في فترة قياسية وفي ظروف بالغة الصعوبة وفي اجواء من الحصار الكامل على المقاومة العراقية. وهذه العوامل نفسها هي التي احدثت تصدعات هائلة في جبهة الخصم الاميركي الداخلية. وهذه التصدعات الخطيرة هي التي مكنت الديمقراطيين من تسيد الكونغرس، وهي التي مكنت اوباما الافرقي الاصل المعارض للحرب من تسيد القائمة الديمقراطية ومن الحلول سيدا في البيت الابيض.
ولذلك ينبغي ان ننظر الى فوز مرشح الانسحاب من العراق في سياقه الصحيح بوصفه انتصار للمقاومة العراقية التي فرضت شعار الانسحاب من العراق وانهاء الحرب على اعتى قوة حربية واستعمارية في التاريخ وفي فترة قصيرة جدا تكاد لاتحسب في عمر ثورات التحرير من الاحتلال.
ان التمسك بالعوامل نفسها التي حققت للعراقيين ومقاومتهم الباسلة هذه الانتصارات أي مواصلة الاتكال على العلي القدير وعلى طاقات شعبنا المتجددة في الصبر والتضحية وعلى بطولات ابنائه وبسالتهم والاعتصام ببرنامج التحرير الشامل والكامل هو الكفيل بتقريب موعد النصر الحاسم الذي بات مسالة وقت. ولكي تتعامل المقاومة وقواها الشعبية والشرعية والمهنية والعشائرية الحاضنة بكفاءة وحزم ومقدرة عالية مع المتغير الجديد فان الطليعة العراقية المؤمنة المجاهدة التي تشرفت بقيادة كفاح وجهاد العراقييين ضد الاحتلال ستفتح الباب حتما أمام الادارة الاميركية الجديدة اذا رغبت في تصحيح المسار الاجرامي الاعوج الذي سارت به ادارة بوش-جيني الفاشية لمجرمة المندحرة، وستكون مستعدة للتعامل الايجابي مع اية خطوات استراتيجية يتخذها الرئيس الجديد لانهاء ورطة بلاده في العراق وتلبية الحقوق الوطنية المشروعة لشعب العراق المعتدى عليه وعلى دولته وابنائه.
ولايفوتنا هنا ان نشير الى ان ثمة كلاما يدور هنا وهناك عن نية الادارة الاميركية الجديدة في الابقاء على حامية اميركية في العراق بعد سحب معظم الوحدات المحتلة من العراق في غضون ستة عشر شهرا. وقد يكون الرئيس الجديد قد اشار الى هذه الاهداف في اثناء حملته الانتخابية لكي لا يتهم بالخيانة من ابواق الفاشيين الاميركيين. وعلى اية حال فمهما كانت نيته، فأن السقوط المدوي لادارة بوش الفاشية المجرمة ستقود مباشرة الى متغيرات جديدة مؤثرة في واقع ومعنويات واداء الطرفين المتنازعين على ارض العراق. فستقدم هذه المتغيرات دفعة معنوية هائلة للعراقيين ومقاوميهم الابطال في مقابل ما ستحدثه من تسريع في انحدار معنويات جنود اميركا وعصابات عملائها وعملاء حليفتيها في ادارة حكومة الاحتلال اسرائيل وايران من مجاميع الحثالات والسوقة واللصوص والطائفيين والجواسيس. ومن شأن هذه المتغيرات في ارض المعركة ان تزيد مسلسل الهزائم والانكسارات في صفوف المحتلين وعصابات عملائهم، وتزيد من سيطرة المقاومة على ارض المعركة وماجريات الاحداث في العراقبما يسرع في الخلاص من الاحتلال ودحره.
كما ان الاعتبارات التي جعلت اوباما يطرح هذه التوقيتات للانسحاب في اثناء حملته النتخابيةا هي وليدة ظروف تختلف كليا عن تلك التي توجت هذه الحملة. فقد شهدت الايام الاخيرة انهيارا مريعا في الاقتصاد الأميركي نتيجة اسباب في مقدمتها حرب اميركا على العراق التي تكلف الاقتصاد الأميركي 4 ملايين دولار في كل ساعة والتي زادت الدين العام من 5 ترليون الى تسعة ترليونات. وقد خلقت هذه الازمة المالية الخانقة ظروفا جديدة وعوامل أضافية تحتم على الادارة الجديدة التي فازت بحسب وعود التغيير اجراء مراجعة وتغييرات شاملة لانقاذ الاقتصاد الاميركي مما وصفه اوباما نفسه باخطر كارثة تواجهه منذ الكساد الكبير في العشرينيانت من القرن الماضي. ومن الطبيعي ان يتوجه اوباما الى واحد من اهم العوامل الت فجرت الازمة أي الخروج من هذا النفق المظلم الذي حشر بوش وابوه وعصابتهما الفاشية اميركا فيه بالهجوم على مركز الخلافة والحضارة والنهضة وقلعة الصمود والبطولة العربية والاسلامية العراق. ومن اولى الخطوات المتوقعة في هذا الصدد مراجعة التوقيتات والخطوات التي تحدث عنها في اثناء حملته والتي توحي بموقف غير حاسم باتجاه الانسحاب الكامل.
ولا اظن ان قيادات المقاومة والعمل الوطني الجهادي السياسي والشرعي والمهني والعشائري الشعبي الحاضن للمقاومة بحاجة الى من يذكرها بأن المرحلة الجديدة تطرح امرا في غاية الاهمية لانجاز المرحلة النهائية من جهاد العراقيين وثورتهم التحريرية وتتويجها بالنصر المؤزر بعون الله وتحرير العراق تحريرا كاملا واستعادة سيادته واستقلاله وتلبية حقوق ومطالب شعبه الوطنية. فهذه المرحلة تستوجب زيادة الطرق على رؤوس المحتلين واعوانهم بكل الوسائل من خلال تشديد المقاومة وتصعيد العمليات الجهادية وتوسيع نطاق الضربات الموجعة لجيوش الاحتلال وتصعيد العمل المبارك لتوحيد الفصائل الجهادية والتنسيق مع الفصائل الأخرى في الامور العملياتية والسياسية والعسكرية والاستخبارية فضلا عن تعزيز خطوات التنسيق والتضامن والتكاتف بين القوى السياسية والشرعية والمهنية والعشائرية المناهضة للاحتلال والحاضنة للمقاومة.
وأخيرا لابد ان نقول ان العد العكسي للاحتلال الذي بدأه المناضلون المجاهدون من ابناء جيش العراق ومن ابناء البعث واخوانهم المجاهدين الاخرين منذ يومه الاول عندما شرعوا بعملياتهم الجهادية ضد قوات ووحدات وجنود الاحتلال في الاعظمية والطارمية وعرب جبور والدورة والكرخ في بغداد وفي معظم مدن العراق وقراه وقصباته التي دخلها الغزاة، قد بدا يتسارع لكي يصل قريبا ان شاء الله وبعونه وبهمة ابناء العراق الابطال المجاهدين الى يوم جلاء المحتل وتحرر العراق، وما النصر الا من عند الله.
شبكة البصرة
الاربعاء 7 ذو القعدة 1429 / 5 تشرين الثاني 2008
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار