2008-08-17 :: بقلم: أبو سيف الدين - الموصل ::
تطاول سكرتير في وزارة الصحة على أطباء أخصائيين من الموصل بعد اعتراضهم على نقلهم الى الجنوب ..
فضيحة جديدة من فضائح وزارة الصحة.! قبل أسابيع صدر أمر وزاري عن وزارة الصحة يقضي بنقل عشرين طبيب أخصائي من محافظة نينوى إلى محافظات الوسط والجنوب الأمر الذي اثأر استغراب الأطباء المنقولين والعديد من الكوادر الطبية في محافظة نينوى، فكما معلوم أن الوضع الأمني المتردي في العراق عامة ومحافظة نينوى بوجه خاص قد دفع العديد من الأطباء الأخصائيين بالهجرة إلى خارج القطر وخصوصا مع ما يتعرضون له من تهديدات شملت عمليات اغتيال وخطف من قبل عصابات البيشمركة في محافظة نينوى والغرض من تلك العمليات إجبار أولئك الأطباء على الانتقال للسكن والعمل في محافظات ما يسمى بإقليم كردستان للاستفادة من خبراتهم في إقليمهم المسخ الذي يخلو من الخبرات الكفاءات الطبية الموجودة في محافظة نينوى..
فالكل يعلم أن مستوى التعليم ومستوى خريجي جامعات الإقليم المسخ لا يوازي عشر خبرة وكفاءة أطباء الموصل والذين أغلبهم من خريجي كلية الطب في جامعة الموصل والمعروفة بعراقتها ورصانتها العلمية. لذا وكما أسلفنا فقد استغربت الكوادر الطبية في محافظة نينوى هذا القرار الذي صدر عن وزارة الصحة والقاضي بنقلهم إلى محافظات أخرى في الوقت الذي تعاني فيه محافظة نينوى من شحة في الكوادر الطبية الاختصاص اذ لم يتبقى في المحافظة سوى قلة قليلة من الاطباء الاختصاص من حملة شهادات الدكتوراه والماجستير والبورد في مختلف الاختصاصات ممن اثروا البقاء في بلدهم وتحمل المخاطر التي تنطوي على بقائهم من أجل العمل على محاولة رفع الواقع الصحي المتدهور وتقديم الخدمات الضرورية لأبناء مدينتهم يدفعهم في ذلك حرصهم ووطنيتهم وشعورهم العالي بالمسؤولية تجاه بلدهم. في بادئ الأمر فقد توقع أولئك الأطباء العشرون ممن شملهم قرار النقل أن يتدخل مدير صحة محافظة نينوى ويعمل على إلغاء قرار النقل أو على الأقل تأجيل تنفيذه أو التريث به في الوقت الحالي كما فعل بقية مدراء الصحة في باقي المحافظات فقد رفض مدير صحة محافظة صلاح الدين تنفيذ هذا القرار على الرغم من أن المنقولين من محافظته هم طبيبان اثنان فقط وليسوا عشرين طبيبا كما هو الحال في نينوى وكذلك مدير حال مدير صحة محافظة الانبار الذي رفض نقل أي طبيب من دائرته وعمل على إلغاء قرار نقلهم وكذلك مدراء الصحة في بقية المحافظات فقد قاموا بمخاطبة وزارة الصحة وإلغاء قرارت النقل التي تخص محافظاتهم باستثناء الدكتور صلاح الدين ذنون مدير صحة نينوى ( المدعوم من الأحزاب الصهيوطرزانية ) فقد أبلغ الأطباء في دائرته بضرورة الانصياع للأمر الوزاري وتنفيذه والالتحاق بالمواقع التي تم نقلهم إليها مع علمه بحاجة مدينة الموصل الماسة لأولئك الأطباء!! ..
فما كان من وزارة الصحة المباركة أمام هذا التواطؤ والتراخي من قبل مدير صحة نينوى إلا أن أصدرت قرار ثانيا بنقل ( 49 ) طبيب أخصائي فأصبح عدد المطلوب نقلهم من محافظة نينوى إلى محافظات الوسط والجنوب ( 69 ) طبيبا وطبيبة تنوعت اختصاصاتهم بين الجراحة العامة وجراحة العيون وجراحة الوجه والفكين وغيرها..
وكأن انتقاء الأحزاب الصهيوكردية لازلامهم وأقزامهم مسخّر لتنفيذ ودعم أي قرار يؤثر على المدينة وأهلها سلباً, وأي كرامة لهذا الدميّة وهو يشهد دفاع أقرانه عن أطباء مدنهم وهو يدعم تشريد واستهداف شريحة من مدينته تقوم مقام من تمّ تهجيرهم وهروبهم دون أن يحرّك ساكناً! ومع هذا العدد الكبير من المطلوب نقلهم وعجز مدير صحة نينوى عن التدخل فقد قرر هؤلاء المنقولين إرسال وفد ممثل لهم إلى وزارة الصحة للالتقاء بوزير الصحة من أجل شرح قضيتهم له أملين إلغاء قرار نقلهم أو على الأقل تأجيله، ولكنهم ولدى وصولهم الوزارة لم يتمكنوا من مقابلة وزير الصحة المصون, فكما يبدو أنه منشغل باعداد قرار طائفي جديد بحق أطباء محافظة أخرى, فتوجهوا إلى مكتب وكيله الذي تذرع بانشغاله بأعماله اليومية والتي تعتبر له أهم من لقاء كوكبة من خيرة أطباء محافظة نينوى وقام سكرتيره بإبلاغهم نقلا عن لسان الوكيل بالتالي: ( تروحون تباشرون أحسن لكم وإلا نفصلكم ونجيب أطباء من فيتنام لو الفلبين يشتغلون بنص رواتبكم وبأي حائط تريدون اضربوا رؤوسكم ).
فأين أنت يا هالكي من هذه التصرفات الدنيئة وأين أنت يا وزير الصحة يا من دعوت في وقت سابق الأطباء العراقيين في الخارج للعودة إلى بلدهم بحجة استقرار الوضع ؟ وهل وزارتكم التي لقبت بوزارة ( القتل ), سائرة على ذات النهج الطائفي البغيض الذي لم يبق لا طبيباً ولا مريضاً ولا مثقفاً من الطائفة الأخرى إلا تمّ استهدافه بسيارات اسعافكم..
وأي عار وشنار هذا الذي أضحى فيه أمثال هؤلاء الجهلة يتحكمون برقاب صفوة أبناء شعبنا وأطباءنا..؟بل وأي تواطيء وسقوط قد وصل بهؤلاء وهم يشهدون مدينة تكاد تخلو من الأطباء, ليتسلطوا على ما تبقى ممن منهم كي تخلو المدينة على عروشها من كل من ينقذ أبناءها من أمراض واصابات لا حصر ويط الانهيار الأمني التي تعايشه..هل تريدون أن ترسلونهم ليكونوا هدفا لمليشياتكم الطائفية أم تهدفون ليكونوا أهدافا سهلة للموساد الإسرائيلي وعملائه من عصابات البيشمركة أم تريدون عودتهم لتهينوهم وليتطاول عليهم كلاب جيش المهدي من الرعاع المندسين في وزارة الصحة من أمثال سكرتير وكيل الوزير هذا؟؟
إن هذا القرار الاجرامي يعكس استمرار النهج الذي سار عليه سفاحي وزارة القتل من الشمري والزاملي وغيرهم من الرعاع, بل إنه تأكيد على أن هؤلاء لم يكتفوا بحمامات الدماء التي أراقوها على حراب الطب العدلي الذي كان يستقبل ضحاياهم ويستهدف ذويهم ويتاجر بجثثهم..
فيا وزارة ( القتل ) أما كفاك استهدافاً لأبناءنا, أما كفاك سفكاً لدماءهم, حتى وصل الأمر لملاحقة كل طبيب وأخصائي بمدننا كي تترك نهباً للجهلة والمرض والفقر والتخلف..
فارجعوا عن هذا القرار الجائر قبل نبش سلسلة جديدة من فضائحكم التي أزكمت الأنوف, وليتم نفي وعقاب من لا يفقه من مهنته سوى الاستهداف الطائفي واصدار قرارات حاقدة هدفها معلن جليّ..
ونوجه كلمة إلى الهالكي بالذات ونقول له: أفي كلّ مرة تثبت أنك الأكثر تواطؤاً وسقوطاً عندما تبارك ما ترتكبه هذه العصابات دون أن تحرّك ساكناً سوى الصمت على قراراتهم التي توقعها بفخر..
وكيف تطالب أن يصدقك الشعب وأنت سائر بذات النهج الطائفي وتبارك ما يفعله هؤلاء الرعاع بأبناءنا وأهلنا..!ها نحن نفضح هذه الممارسات على أعين الشهار, فأرنا ماذا ستفعل إن كنت حقاً تمتلك قدرة على التغيير, وأرنا قدرتك على ايقاف هذا القرار وأرنا ماذا ستفعل حياله..
لأن مجرّد صمتك عليه هو اعلان لمباركته ودعمه واعلان العداء لأبناء مدينة الموصل!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق