2008-08-18 :: بقلم: حسين الحسيني* ::
ما أشبه اليوم بالبارحة.. والضحية واحدة
ردا على ما يزعمه العملاء (من مطايا إيران القابعين في المنطقة الخضراء) عن ما أسموها بـ (الأنتفاضة الشعبانية) والتي حدثت في عدد من محافظات العراق الجنوبية خلال شهر شعبان 1411 هـ (آذار 1991) في أعقاب إنسحاب القطعات العسكرية العراقية من الكويت بعد 45 يوما من القصف الأمريكي الثلاثيني الذي دمر جميع مناحي الحياة، وقطع أهم صلة رئيسة بين الدولة والمواطنين ألا وهي الأعلام،
بعد تدمير جميع معدات البث الأذاعي والتلفزيوني، وتوضيحا للحقائق من أناس شهدوا الأحداث أقول لعل من الإجحاف أن نسمي ما حصل آنذاك بـ (إنتفاضة) أو (ثورة) نظرا لما قامت به الزمر القائدة والمنظمة لهذا التمرد (وجميعهم قدموا من خلف الحدود الايرانية) من قتل وسفك دماء وهتك أعراض وقتل للتشفي وتحويل المراقد الشريفة إلى قاعات للمحاكمة ولتنفيذ أحكام الإعدام العشوائي والتعذيب الوحشي الذي تقشعر منه الأبدان...
وللأسف فإن كثيرين مازالو منخدعين بالدعاية والتلفيقات الكاذبة (التي لاتقل كذباء عن حكاية أسلحة الدمار الشامل، وحلبجة، والأنفال، وعلاقة النظام السابق بالقاعدة، وكلها فبركات واهية ومفضوحة.
ولأنه مازال كثيرون من أبناء أمتنا العربية لا يعرفون بالضبط حقيقة ما جرى في شعبان (مارس،آذار) عام 1991 في مدن العراق الجنوبية والشمالية، عقب إنتهاء ما سميت بـ (حرب تحرير الكويت) والإنسحاب (غير النظامي) لقطعات الجيش العراقي من الكويت بإتجاه بغداد، وتبييت إيران وأعوانها للنوايا السيئة في إستغلال الحالة العراقية المنهارة، وضعف إن لم نقل إنهيار أداء الاجهزة الحكومية وغياب الاعلام، وفقدان السيطرة الأمنية والحكومية على أجزاء كبيرة من العراق..
إذ ثبت بما لايقبل الشك أن إيران قامت بدفع عناصر أجهزتها الإستخبارية وحرسها الثوري وعملائها إلى داخل مدن العراق الجنوبية، والفرات الأوسط، وكذلك عاونت في تحريك ميليشيات الكرد (البيشمركة) في محافظات شمال العراق الثلاث ومعها كركوك للسيطرة على الأوضاع فيها، مما أدى إلى إنفلات الأمور وسيطرة (جموع الدهماء) على الوضع في محافظات (البصرة والناصرية وميسان والسماوة والديوانية والنجف والكوت وكربلاء وبابل، إضافة إلى أربيل ودهوك والسليمانية وأخيرا كركوك) وإستمرت أعمال الفوضى والقتل والتدمير في تلك المحافظات لمدد مختلفة، فمنها مادام التمرد فيها أياما قليلة كالبصرة والناصرية (ثلاثة أيام)، ومنها مادام أكثر من (أسبوعين) كالنجف وكربلاء..
بعد 17 عاما:
ما هي حقيقة ما جرى؟
بعد 17 عاما من تلك الأحداث التي لم تخضع لكثير من التحليل والتفسير التاريخي، لا قبل سقوط النظام ولا بعده، إلا في حالات محدودة جدا، فلابد من مراجعة حقيقية ومُنصفة لحقيقة ما جرى في العراق في آذار (شعبان) 1991 عقب حرب الخليج الثانية.
لأنه مازالت قوى كثيرة من القوى المسيطرة على المشهد العراقي اليوم تتكئ على تلك الأحداث بإعتبارها (إنتفاضة) شعبية شاملة، أسهمت فيها الأحزاب الشيعية الموالية لإيران، وكان القمع القاسي الحكومي لأحداث شعبان واحدة من التهم الموجهة للنظام السابق نتيجة مقتل الآلاف من المشاركين في التمرد وكذلك ضحاياه من المواطنين والموظفين الحكوميين والبعثيين.
المعلوم أن حرب الخليج الثانية إنتهت في 26/27 شباط (فبراير) بإنسحاب (غير منظم) للقطعات العسكرية العراقية (بسبب إنقطاع المواصلات)، ومعها قطعات الشرطة والأجهزة الأمنية والجيش الشعبي، وتعرضت القطعات المنسحبة إلى إستهداف بالطائرات الحربية خلافا لأتفاق وقف إطلاق النار، وللأسف كان طياروها من العرب، الذين أمعنوا في إيذاء وتدمير القطعات المنسحبة وإحراق العربات الناقلة بمن فيها ومن نجا عاد إلى البصرة والى بغداد مشيا على الأقدام(!!)..
وكانت الجسور على شط العرب والفرات ودجلة مدمرة بالكامل، وإستغرقت رحلة المعاناة لبعض العسكريين في العودة يومين أو أكثر مرورا بمحافظات البصرة والناصرية والعمارة.. بإتجاه العاصمة.. وكان كثير من الجنود الجوعى يبيعون سلاحهم وعتادهم بقليل من التمر أو الأكل على طول الطريق.. وإستغلت بعض القوى المدعومة من إيران هذه الحالة في الحصول على قطع سلاح من الجيش المنسحب بالشراء أو بالقوة.
الدور الإيراني في أحداث جرائم شعبان:كان لإيران من خلال مخابراتها وحرسها الثوري ومن خلال عملائها من العراقيين الموجودين في إيران (من بدر وغيرها)، دور بارز في توجيه وتخطيط أحداث شعبان، وللعلم فإن الدور الإيراني كان قد إبتدأ فعلا في التخطيط إعتبارا من يوم 2/8/1990 بدخول القوات العراقية الى الكويت الذي قرأت فيه القيادة الإيرانية فرصة جيدة للتحرك بإتجاه تدمير العراق والإنتقام منه، فتظاهرت في البدء بالحياد، وعدم تدخلها في الشأن العراقي، لكنها في الحقيقة بدأت تبيّت النوايا السيئة، وكان النظام العراقي في أوج تورطه بقضية إحتلال الكويت، يعيش فورة (الأحلام الزائفة) بعهد وديّ جديد من العلاقات الطيبة من الجارة الشقيقة (إيران) متناسين حقائق التأريخ، ونتذكر كيف جازف النظام بإيداع طائراته الحربية والمدنية في إيران كوديعة (أمانة) لدى جار مسلم (!!) حفاظا عليها من قصف الحلفاء..
لكن إيران كانت تتطلع بشغف إلى هجوم التحالف الدولي بقيادة اميركا على العراق للتخلص من (العدو الأبدي الذي أذاقها الويل في حرب الثماني سنوات)، وإسقاط نظام بغداد، وحين بدأت حرب الخليج الثانية في 17/1/1990 إستغلت إيران ذريعة إرسال قوافل التموين والمساعدات (الإنسانية!!) الغذائية المرسلة من قبل الشعب الايراني الى الشعب العراقي، فكانت شاحنات الرز والدقيق تدخل عبر الحدود العراقية بإتجاه المحافظات الجنوبية والفرات الأوسط وهي محملة الأسلحة والخناجر والمتفجرات تحت أكياس المؤن.. ولم تكن تتعرض تلك الشاحنات الى أي إيقاف أو تفتيش لأنها (مساعدات إسلامية!!) من جار عزيز ومخلص؟؟ لقد كانت من اكبر اخطاء النظام العراقي تلك الثقة العمياء بالجانب الايراني من خلال ارسال الطائرات العراقية وترك الحدود سائبة للشاحنات لتنقل ماسميت امدادات الغذاء للشعب العراقي دون تفتيش..العوامل التي أسهمت في سقوط بعض المحافظات بأيدي الغوغاء:كان هناك جملة من العوامل التي أسهمت في سقوط المحافظات منها:1
- الحالة المعنوية العامة المنهارة عقب (إخراج) القوات العراقية من الكويت بشكل فوضوي غير منظم، حتى ان كثيرا من الجنود عادوا الى محافظاتهم مشيا على الاقدام..
2- الغياب التام للأعلام الحكومي (وبخاصة الإذاعة والتلفزيون) الذي كان أقوى رأسمال لدى النظام في صلته بالناس، نتيجة قطع الكهرباء وتدمير جميع محطات ومعيدات البث في كل أنحاء العراق، فضلا عن تدمير مباني الإذاعة والتلفزيون، وسمح ذلك للبث الإذاعي والتلفازي الإيراني أن يسيطر على معظم محافظات العراق (وبضمنها بغداد) ويكون هو مصدر المعلومات الوحيد، مع باقي المحطات المعادية للعراق التي كانت تبث دعايات عن سقوط وإنهيار النظام، وإحتمال هرب الرئيس صدام إلى روسيا، وغيرها من الإشاعات التي أسهمت في خلخلة ثقة الناس بالسلطة وقوتها.
3- هذا القطع الإعلامي، مع نشر إشاعات مختلقة، في اطار حرب الدعاية النفسية جعلت الكثير من العراقيين في المحافظات الساقطة يعتقدون أن نظام بغداد قد إنهار بالكامل وأن صدام هرب إلى الخارج.
4- الدعم الإيراني (الذي تحدثنا عنه) وإدخال آلاف قطع السلاح والتفجيرات إضافة إلى الدعم البشري بعناصر من العراقيين المقيمين في ايران والمجندين من قبل سلطات النظام الإيراني.
5- خضوع عموم الناس الى نظرية (السلوك الجمعي) والإنقياد الطوعي لمثيري الفتنة من خلال تشجيع الناس على مهاجمة الدوائر الحكومية وسرقة مافيها من مواد ومخزونات وأثاث، وتخوف الناس (العوام) من غدر المسلحين القادمين من إيران الذين هددوا الناس بالقتل إن لم يشتركوا فيما سميت بالإنتفاضة!!.
من هم وقود الفتنة!؟
أول أهداف الدهماء كانت مهاجمة المواقف أو مواقف المجرمين (الموقف والتسفيرات) في كل محافظة وقاموا بإطلاق سراح المئات من المجرمين والموقوفين رهن المحاكمة، وهم الذين كانوا عنصراً فاعلا في القيام بالعمليات الإجرامية، سواء بالقتل والسرقات وأعمال الإنتقام. ومن المعلوم أن عددا كبيرا من عناصر حزب البعث كانوا مشاركين ضمن (الجيش الشعبي) في الكويت، وكانت حراسات الشرطة واهنة، لذلك كان سقوط عدد كبير من مراكز الشرطة والأمن والدوائر الحكومية بيد الدهماء.
أبرز أحداث الفتنة:
كانت البصرة هي المدينة الأولى التي سقطت، في (29/30) من آذار، ولكن التمرد لم يدم طويلا، ومن المفارقات أن مدينة البصرة سقطت، لكن مقر القيادة العسكرية في منطقة مقر الفيلق لم يسقط، وكان (علي حسين المجيد) عضو قيادة الحزب والمشرف على البصرة، موجودا في الفيلق، وكذلك سلطان هاشم معاون رئيس اركان الجيش حينها وكان في خيمة صفوان للتفاوض مع شوارتسكوف، وكان علي حسن المجيد من هناك يدير عملية التخطيط لتطهير البصرة من المتمردين، وفعلا كانت البصرة من أوائل المحافظات التي تم القضاء على التمرد فيها خلال يومين. وكانت الناصرية (محافظة ذي قار) هي المحافظة الثانية التي سقطت في اليوم التالي لسقوط البصرة، وإستمر التمرد فيها حوالي 6 أيام. وكذا العمارة، ولكن أطول المحافظات الجنوبية تمردا كانت كل من (النجف) و (كربلاء) بسبب إحتماء عناصر التمرد المجرمة داخل الأضرحة الدينية المحكمة وكونهما مركزا رئيسا للتمرد. أما الديوانية فإستمر التمرد فيها (4) أيام، أما (الكوت) أو مركز محافظة واسط فلم تسقط نهائيا، بل شهدت مصادمات عنيفة وتمكنت قوات الجيش والشرطة والمخابرات والحزب من إفشال التمرد.
ولم يستمر التمرد في مدينة الكوت أكثر من يوم واحد.
هل كانت فعلا (إنتفاضة) تحريرية أم فتنة طائفية؟
إن محاولات إضفاء صفة (الإنتفاضة) على أحداث آذار/شعبان 1991 تصطدم بالحقائق على الأرض التي تؤكد:
1- وجود النَفَس الطائفي الصريح، والتحريض الإيراني الذي وصل حد التسليح والتجهيز والإمداد، والمعاونة الإعلامية في ترويج الدعايات.
2- قيام أفعال النهب والسلب للمقار الحكومية.
3- مهاجمة المساجد، وحرقها، وقتل أئمتها، وتحويل (الحسينيات) إلى مقار للتمرد ومحاكمة موظفي الحكومة ومنتسبي حزب البعث وإعدامهم.
4- أول فعل قام به الغوغاء المجرمون هو التوجه نحو السجون والمواقف وإطلاق سراح المجرمين والمحتجزين وإشراكهم معهم في أعمال القتل والنهب والسلب.
5- القيام بأعمال إنتقام سياسي وطائفي وعرقي كما حصل في معظم محافظات التمرد، ومنها الناصرية التي تم إعدام المحافظ ومدير الشرطة ومدير الأمن بعد تعذيبهم وسحلهم في الشوارع.
6- كانت كاميرات التلفزيون الإيراني هي الوحيدة المتواجدة في محافظات التمرد، والتي كانت تنقل الأحداث يوميا وكان العراقيون يتابعون الأخبار من خلال قنوات التلفزيون الإيراني.
تحويل مراقد الإمام علي والحسنين ساحات لتنفيذ الإعدامات بعد التعذيب:
تم تحويل المراقد الدينية في كل من النجف وكربلاء إلى مقرات لقيادة التمرد، وتشكيل حكم محلي يقود التمرد، وقد شاهدت بأم عيني كيف تم تحويل مرقدي الأمام علي والحسين عليهما السلام إلى ساحات للمحاكمة وتنفيذ أحكام الإعدام بحق الموظفين البعثيين، ورجال الشرطة والأمن، وحدثني أحد الناجين من الإعدام في مرقد الإمام علي بالنجف، كيف تم إعدام أعداد من المقبوض عليهم ممن قاوموا التمرد ومن الحزبيين، إذ تم طعنهم بالخناجر والسيوف إمعاناً في تعذيبهم ومعظمهم كانوا من المصابين بجروح نتيجة المقاومة، ومن بينهم عقيد هارون (مدير شرطة النجف) ومعاونه الكردي عقيد (سردار) اللذين تعرضا للتعذيب بالأسلحة الجارحة وبعد أن نزفوا دما كثيرا تم إطلاق النار عليهم داخل مرقد الإمام علي؟؟
ونفس الحال جرى مع أحد الشعراء الشعبيين المعروفين في النجف والحلة حيث تم تعذيبه وقطع لسانه ومن ثم إطلاق النار عليه.
وأتيحت لي فرصة زيارة مكتبة الإمام علي في النجف (المسماة دار الحكمة) ووجدت برك الدماء تصل إلى الركب من كثرة الإعدامات التي أجريت في هذه المكتبة؟؟
كركوك آخر المدن التي سقطت وآخرها تحريراً!؟
كانت مدينة كركوك آخر مدن العراق التي سقطت بيد المتمردين، إذ سقطت يوم 22 آذار 1991 لكن تم تحريرها من قبل قطعات الجيش العراقي في 29 آذار أي بعد إسبوع من سقوطها.
كما تم تحرير السليمانية وأربيل ودهوك. إلا أن قطعات الجيش والحكومة إنسحبت بأمر من القيادة العراقية من محافظات الحكم الذاتي الثلاثة أعلاه، بعد ان تدخلت القوات الأمريكية في منع الجيش العراقي من إستخدام الأسلحة والطيران ضد المحافظات الكردية الثلاثة، وتم إستلام مسؤولية حكم المحافظات الثلاث من قبل الحزبين الرئيسين الكرديين، حزب الطالباني (الإتحاد) في السليملنية، وحزب (البارزاني) الديمقراطي الكردستاني في أربيل ودهوك.تحرير المحافظات وقصة المقابر الجماعية:إستطاعت الحكومة المركزية (القيادة في بغداد) من الإسراع في إعادة تنظيم وتسليح قوات الحرس الجمهوري التي تحركت لتحرير المحافظات الساقطة وإعادتها إلى سيطرة الدولة، وكانت أسرع المحافظات في التطهير هي البصرة والناصرية والعمارة والسماوة، وكانت أطولها تمردا النجف وكربلاء ومن ثم كركوك.
ولقد ادت أعمال الشغب والقتل والإنتقام إلى (مقتل المئات بل الألوف) في مدن التمرد، سواء ممن قتلتهم قوات التمرد، أم من قتلتهم قوات الحرس الجمهوري أثناء عمليات التطهير، من المتمردين أو المخدوعين بالتمرد أو من أجبرتهم قوات التمرد على الإلتحاق بها.
وتم إنشاء محاكم ولجان تحقيق في المحافظات المحررة قامت بإجراء التحقيقات الفورية وتنفيذ أحكام الأعدام بالمشاركين في القتل وأعمال الإنتقام.
أسوأ أيام العراق المعاصر في القرن العشرين:
إن أحداث شعبان (آذار) 1991 المأساوية كانت محنة بمعنى الكلمة مر بها العراق بعد محنة حرب الخليج الثانية التي أنهكت العراق وإستنزفت قواه العسكرية والتعبوية والمالية، وذهب ضحيتها عشرات الألوف من العراقيين، سواء ممن شاركوا تحت التأثير الإيراني في أعمال التمرد، أو ممن أجبروا على المشاركة إنقاذا لحياتهم، أو الموظفين الأبرياء والحزبيين الذين تم تنفيذ أعمال الثأر ضدهم من قبل قوى التمرد، إرضاءً لشهوة الإنتقام والثأر وتنفيذا لأجندات وأوامر الجهات التي دفعتهم وغررت بهم للإشتراك في أعمال إجرامية يعدها القانون من أفعال الجريمة التي تستحق العقاب الصارم..
وكانت النتيجة هي سقوط الضحايا والخسائر.. ومازال العراقيون يذكرون تلك الأيام كأسوأ أيام مرت على تاريخ العراق المعاصر (بعد أحداث فتنة المد الشيوعي الدموي عام 1959). إن ما حصل في آذار 1991 لم يكن ثورة ولا إنتفاضة، بل مؤامرة إيرانية لتسيير (قطعان) الدهماء وفق نظرية السلوك الجمعي للأعتداء على رموز الدولة، والنظام، والأنتقام العشوائي، وهنا لا يمكن أن أنسى مواقف والاف من الأسر العراقية الكريمة الأصيلة والعشائر العراقية العروبية، التي آوت أعدادا كبيرة من الجيش العراقي المنسحبين بدون سلاح من الكويت، وحموهم من جموع الدهماء الغوغاء وآووهم لديهم لحين تطهير المحافظات وعودة الأمن والأستقرار إليها..
. وإن من الظلم للتاريخ أن نزور حقائق ما حدث ونصور للناس أن ما حصل كان ثورة أو إنتفاضة...
إن العدالة تقتضي محاكمة القتلة واللصوص والغوغاء الذين إرتكبوا أبشع الجرائم بحق الأبرياء العزّل، وقتلوا الآلاف من الموظفين والابرياء في أسوأ الأيام في ذاكرة العراقييين، وإجراء تحقيق منصف وعادل ومحايد لمعرفة حقيقة ماجرى، ومحاكمة الفاعلين، ونحن واثقون أن هذا اليوم سيكون قريبا وأقرب مما يتصوره القتلة المجرمون عملاء وخدم ومطايا إيران.
*شبكة البصرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق