الجمعة، أغسطس 22، 2008

ماذا سيقدم رموز النظام العربي الرسمي لعملاء العراق؟



شبكة البصرة
الدكتور غالب الفريجات
هناك اجماع على سقوط النظام العربي الرسمي، وانه فاقد الوزن والهوية الوطنية والقومية، فهو على الصعيد الوطني فشل في التنمية والامن الوطني داخليا وخارجيا، وعلى الصعيد القومي اكثر بعدا عن الالتزام بالحدود الدنيا في الالتزام بالعلاقات العربية الرسمية والشعبية، وانه الاكثر تدنيا في حدود حتى التجارة البينية بين اطرافه، وليس هناك من يستطيع ان يدعي من هذه الاطراف، انه يمثل الشرعية الشعبية، في السماح له بالبقاء في السلطة، لانه لا يخضع لمعايير هذه الشرعية.

نظاما رسميا سياسيا بهذه المواصفات لا يملك من امره شيئا، وهو لا يسير وفق هواه ومصالح جماهيره، بل ماهر في تنفيذ تعليمات اسياده، وعلى وجه الخصوص تعليمات واشنطن، فاذا كانت رغبة واشنطن اضفاء الامن والاستقرار الكاذبين على العراق، من خلال بوابة زيارات المسؤولين العرب، وارسال السفراء الى المنطقة الغبراء في بغداد، فما على اولاة الامر في دنيا العروبة الا ان يصدعوا للاوامر، ليحلوا ضيوفا على عملاء العراق وعبيد واشنطن وخدمها.

المثل الشعبي العربي يقول "التم المتعوس على خايب الرجا " ولا يهم ايهما المتعوس او خايب الرجا، فالظاهر ان فاتورة النفط مع العراق هي تبرير لبعض هؤلاء، وهم الذين يتاجرون بهذه الفاتورة لصالح جيوبهم، وليس لتخفيف المعاناة عن شعوبهم الا ان الاهم الفاتورة السياسية التي يريدون ان يدفعوها للعراق باوامر من واشنطن، والتي سيقوم عملاء العراق بقبضها، وهم يعلمون انها لا تقدم ولا تؤخر، بل هي كذر الرماد او كمن يقبض على الريح، وهي لن تفيدهم في شيئ على الارض، اذا كانت سيدتهم في واشنطن تتلوى من الهزيمة، التي تعاني منها امام ضربات المقاومة الباسلة، حتى وان ترتب على ذلك ما يريد الحزب الجمهوري ان يبيعه للناخب الاميركي، والانتخابات الاميركية الرئاسية على الابواب.

ينسى رموز النظام العربي الرسمي، وخاصة الذين يقيمون علاقات حميمة او يقومون بزيارة بغداد، انهم في حماية حراب جنود الاحتلال، وان العراق حتى في عرف الامم المتحدة يقع تحت الاحتلال الاميركي، مما يترتب عليه ان هؤلاء لا يقيمون وزنا للهم القومي، وخاصة في ظل الاحتلال الاجنبي لتراب هذه الامة، وهم في مثل هذه الحالة خارجون من ملة الامة القومية وعقيدتها الدينية، ثم هم يشرعون لكل العملاء والخونة ان يتمادوا في عمالتهم وخيانتهم، وان ابتليت الديار التي يقبضون على الحكم فيها بالاحتلال الاجنبي، فلا مانع لدى هؤلاء من ان يسلكوا سلوك عملاء وخونة العراق، ولا مانع لرموز النظام العربي الرسمي ان يتعامل مع هؤلاء العملاء والخونة دون أي اعتبار للاحتلال، وهذه لايمكن ان تتم في ظل أي عقيدة وطنية او قومية او دينية، الا اذا كان من يدعي تمثيلها لا علاقة له بها و طارئ عليها.

الجماهير العربية تعي تماما، ان زوار بغداد في ظل الاحتلال، ليس لهم ارتباط لا بالعراق ولا بالدول التي ابتليت بحكمهم، وان مشكلة الامة ليست في الاحتلالات في فلسطين والعراق وسواهما، بل في عجز النظام العربي الرسمي، وفشله في اداء واجباته، والوقوف في وجه جماهير الشعب، لاداء رسالتها الوطنية والقومية والدينية، اتجاه حماية الامة ارضا وشعبا وثروة، من كل الطامعين والمغتصبين في الداخل والخارج.

زوار بغداد في ظل الاحتلال لن ينفعوا عملاء العراق في شيئ، لان فاقد الشيئ لا يعطيه، وهم لا يملكون حتى من امرهم شيئا، وعملاء العراق لن تفيدهم قبلات هؤلاء الزوار، ولن تطيل في بقائهم في المنطقة الغبراء، خاصة وان اسيادهم في واشنطن على ابواب الهزيمة، وهم يجهدون انفسهم لتبرير الهروب، وترك مصير العملاء لقصاص الشعب العراقي، الذي لن يغفر لهم خياناتهم في حق الوطن.

لهؤلاء العملاء في العراق، واخوانهم من رموز النظام العربي الرسمي، ان يتعلموا درسا من جورجيا وصداقة رئيسها مع واشنطن، فقد ابدعت واشنطن في ارسال البطانيات ـ المساعدات الانسانية ـ بطائراتها العسكرية، امام غضبة الروس، وتركت صغيرها المدلل في جورجيا عاريا امام هجمات الجيش الروسي.
dr_fraijat@yahoo.com
شبكة البصرة
الخميس 20 شعبان 1429 / 21 آب 2008
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
http://www.albasrah.net/ar_articles_2008/0808/qaleb3_210808.htm



انظر ايضا :
د. عبدالله الغني : العراق حاضر في معركة القوقاز!... ما ابعاد الركلة الروسية المهينة لنفوذ اميركا وعملائها؟
ترجمة الدكتور عبد الله الغني : برجنسكي : حرب العراق تهور واحتلاله كارثة كبرى على اميركا وانهاؤه يخدم المصلحة الوطنية الاميركية العليا معاد لاهميته

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار