الثلاثاء، أغسطس 19، 2008

رسالة عاجلة من الرئيس الباكستاني المخلوع (برويز مشرف) إلى الحكومة العراقية.




2008-08-18 :: بقلم: محمود عبدالرحمن ::

إخواني أعضاء الحكومة العراقية الموقرةتحية طيبة..
كيا حال هيه؟
أعتذر عن رداءة الخط في رسالتي هذه والتي أرسلها لكم بالفاكس من مكتب قريب عن منزلي بعد أن هربت مسرعا عصر هذا اليوم من القصر الرئاسي، حيث تخلت عني الولايات المتحدة الأمريكية حليفتي التي ظننتها ستقف معي ابد الدهر بوجه الارهاب، وبعد أن تركني لمصيري المشئوم أعز أصدقائي وأحبابي جورج بوش، والذي من أجله ومن أجل الشعب الأمريكي الصديق فتحت حدود بلادي وأجواءه ومياهه وأراضيه أمام الجيش الأمريكي الذي جاء ليحرر العالم من إرهاب المسلمين.
لم اقل (لا) قط لحلفائي منذ أن توليت سدة الرئاسة بانقلاب عسكري أطاح بمن قبلي، وقد ضربت وبيد من حديد كل من سولت له نفسه تحدي مشاعر الأمة الأمريكية الصديقة، فقصفت قرى المناطق الحدودية وقتلت منهم أعداد هائلة، وعندما اعتصم المصلون نساءا ورجالا في الجامع الأحمر في اسلام أباد هدمته فوق رؤوسهم..
وهم يستحقون ذلك لأنهم لا يؤمنون بالقيم الأمريكية المحبة للخير والسلام.لقد كنت الآمر الناهي لمائة وعشرين مليونا من البشر، أفعل بهم ما أشاء بمباركة وتمويل وغض طرف جميع الدول الغربية الصديقة، لأننا كنا جميعا تحت لواء (محاربة الارهاب)، وحتى عندما اعترض القضاة على مخالفاتي الدستورية ألقيت بهم خلف القضبان، لأنني كنت متيقناً أن الرضى الأمريكي عن قراراتي جميعها فوق أي اعتبار آخر.ولكن، يا إخوتي في الحكومة العراقية الشقيقة، حصل مالم يكن في الحسبان، ووقع مالم يكن في الظنون والأوهام، فبين ليلة وضحاها تخلى عني جميع الأصدقاء، وتركت تحت رحمة الشعب الباكستاني الأحمق، وكلما حاولت الاتصال بالقيادة الأمريكية لتهب لنجدتي قالوا الي أن صديقي بوش في منتجعه السياحي لايود أن يزعج هدوءه أحد، وهو الذي كان قبيل غزو أفغانستان والعراق قد خصص خطاً ساخناً نتحدث فيه مع بعضنا متى شئنا..!
وها أنا اليوم أجر ذيول الخيبة والندم، تطاردني كل ليلة أشباح من قتلتهم وقصفت دورهم نيابة عن الصديق الأمريكي.. ولا من مغيث، ولا من نصير..
نعم، أعترف أنني نسيت أن المتعاونين مع الأمريكان كان هذا مصيرهم في كل زمان ومكان، وظننت أنني استثناء من هذه القاعدة، لا أدري كيف نسيت شاه ايران الذي صنعته أمريكا وسلحته وأغدقت عليه، بل وأعادته الى سدة الحكم رغم أنف الرئيس المنتخب (مصدق) والذي نفي خارج البلاد كما نفيت أنا (نواز شريف) الذي يطاردني الآن تحت شعارات الديمقراطية..
ثم بعد ذلك عندما انتهت (صلاحية) شاه ايران لم يسمحوا له حتى بالموت بسلام في أية دولة أوروبية، حتى تصدق عليه أنور السادات بملجأ في مصر حتى وافته المنية غير مأسوف عليه..
ولا أدري كيف نسيت الجنرال ضياء الحق قبلي الذي تمتع بالدعم الأمريكي غير المحدود، حتى اذا حانت ساعة الخلاص منه وضعوا له صندوق (مانجو مفخخ) في طائرته، وكما تقولون في العراق (صعد لحم نزل فحم)..!
بل كيف نسيت جنرالات أمريكا اللاتينية وفيتنام الجنوبية ممن تركتهم أمريكا فريسة لغضب شعوبهم بعد أن استعملتهم كالمناديل الورقية ثم ألقت بهم في سلة الأزبال..
وكيف نسيت (حسين كامل) الذي جاءته المخابرات الأمريكية بالوعود تتلوها الوعود من أجل أن يكشف الأسرار النووية لوطنه، حتى إذا حصلوا على كل ما لديه من معلومات تركوه ليلقى مصيره المحتوم..!
لا أخفيك يا فخامة الرئيس العراقي وطاقم الوزراء الأكارم يامن تنعمون اليوم بالحماية الأمريكية خلف أسوار المنطقة الخضراء..
أنني أشعر هذه اللحظة كالمومس التي نال منها جورج بوش ما أراد، فلما انتهى صفعني وركلني وألقى الي ملاليم على الأرض، ولم أعد في نظره تلك الفتاة الجميلة التي كان يتغزل بها وبجمالها ليل نهار.. وها أنا اليوم في نظر مائة مليون باكستاني وألف مليون مسلم لست سوى سمسار قذر وشرطي فاقد للضمير وللكرامة، أنا اليوم لست سوى شخص وضيع باع شرفه وعرضه لارضاء أعداء شعبه ووطنه..
ولا أخفيكم يا أصدقائي في الحكومة العراقية أنني أرى اليوم فيكم جميعا نسخة (طبق الأصل) لما كنت عليه من حفاوة وتكريم في نظر سيدي الأمريكي، وأنا على يقين أن مصيركم سوف لن يكون بأفضل حالا مما آل حالي اليه هذا اليوم، فشعب العراق كاره لكم ولأفعالكم، ويترقب كما ترقب شعبي لحظة التخلي الأمريكي لينقضوا عليكم..
صدقوني حينها ستجدون هاتف الرئيس الأمريكي مشغولاً، وستجيبكم خدمة الاجابة الآلية كما أجابتني اليوم وهي تقول: (السيد الرئيس مشغول هذه اللحظة، أترك رسالتك وقد نتصل بك لاحقاً)..
لكن وصلت الجماهير الغاضبة الى القصر الرئاسي قبل أن يصلني جواب الرئيس الأمريكي.. !
**المؤلف: هذه رسالة (افتراضية) نظن أن الرئيس (المخلوع) مشرف ربما يود ارسالها الى حكومة العملاء في بغداد، فكتبناها نيابة عنه..!

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار