الاثنين، أغسطس 18، 2008

تعليق مختصر على محاضرة احمد ألجلبي



بواسطة
aliraqnews في 2008/8/17 17:30:24 28 القراء) -->

مراقب وطني :
في محاضرة ألجلبي في 21/7/2008 التي تحدث فيها عن الاقتصاد العراقي وركز على القطاع النفطي ـــ هناك عدة جوانب تستحق الملاحظة ,والتعليق والتشخيص وأول هذه الجوانب محاولته ( وهي ليست الأولى ) أن يحسن صورته أمام الرأي العام من خلال إظهار غيرته على مصالح الوطن وأسفه على ما يعانيه من ويلات ومشكلات وترد في الأوضاع العامة له .. وانه يبرئ نفسه مما يجري أو ما جرى للبلد وكأنه لم يكن اكبر المحرضين على الاحتلال .
والجانب الآخر هو رغبته بالظهور في مظهر الخبير الاقتصادي ـــ السياسي ـــ الاجتماعي بشؤون العراق .. وهو ما فشل فيه لأنه لا يعرف أولا / طبيعة الاقتصاد العراقي ولا مظاهر قوته ( قبل الاحتلال وأثناء الحصار وقبل الحصار ) ولا يعرف كيف ( صنعت ) مظاهر القوة هذه ولا من بني ذلك الاقتصاد .. وحتى ما كان يعرفه من ذلك حاول أن يعمى عليه أو يتجاهله ..
أما الجانب الثالث الذي نعتقد أن ألجلبي لم يقصده ألبته في محاضرته بل كان يقصد العكس :
هو انه اعترف من حيث لا يدري بكثير من الحقائق التي هي شهادات شرف لمرحلة حكم الحزب ولقيادة صدام حسين ( رحمه الله ) فمن ناحية اعترف أن أموال النفط كلها كانت تصرف ( داخل العراق ) رغم انه ( وهذه حقيقة واقعة في كل العالم ) لم يكن الصرف دائما وفق معايير اقتصادية سليمة تماما . هذا نعترف به ولا نبتئس منه .. ولكننا نعتز بان أموال النفط لم تودع في الاحتياط الفدرالي ( البنك المركزي الأمريكي ) كما هو الحال أموال العراق اليوم وكما اعترف هو نفسه ... بل كانت تصرف لأغراض العراق ولخدمة أهدافه ( أيا كانت ) ولم توظف لخدمة الاقتصاد الأمريكي كما هو الحال الآن .
وفيما يخص موضوع البطاقة التموينية . اعترف ألجلبي ضمناً بأنها وفرت القوت للشعب في أصعب مرحلة يمر بها البلد . وهي التي جنبت الشعب العراقي المجاعة التي كان الأمريكان يتمنونها له . ورغم ما حاول أن يلصقه بها من سلبيات فانه عجز تماما عن ذلك . ويكفي أن البطاقة التموينية هي نظام تمويني شهدت له اعرق الجامعات الأمريكية في عام 1991 بأنه أكفأ نظام تمويني في التاريخ ... وهذا هو الواقع .. ولن يستطيع ألجلبي أن ينكر ذلك ولا غيره . وستظل البطاقة التموينية شهادة فخر للعقول والأيادي التي أوجدتها .
أما موضوع المشاريع النفطية .. فانه قد تغافل جهلاً أو تجاهلاً عن أعظم المشاريع التي أقامتها حكومة الثورة :
لم يتحدث عن مشروع الخط الإستراتيجي ، ولم يتحدث عن التأميم ، ولم يتحدث عن الاستثمار المباشر والاستكشاف والتنقيب ، أهمل ذكر آلاف الآبار الجاهزة للإنتاج فورا والتي حفرت بأيدي عراقية .. دون خبرات أجنبية . لم يأت على ذكر ميناء البكر والميناء العميق .. تجاهل أسطول ناقلات النفط التي مكنت العراق قبل الحصار الأمريكي من أن يمتلك كل حلقات الصناعة النفطية ( الاستكشاف ــ الحفر ــ الإنتاج ــ التسويق ــ التكرير ) ..
اقتصر على الإشارة إلى أن مصفى الدورة بني في الخمسينيات ولم يطور ــ هذه المعلومة التي استقاها من سيده بريمر .. وفي كتابه سيء الصيت ــ وتجاهل أن حكومة الثورة بنت مصفى البيجي التي هي اكبر مجمع للصناعة النفطية في الشرق الأوسط ولا زال شامخا وعاملا يشهد يوما على عظمة انجازات الثورة في القطاع النفطي .
وطورت مصافي البصرة وخانقين وكركوك والقيارة .. وغيرها الكثير وكانت ــ قبل الحصار ــ تخطط لبناء مصافي أخرى واضعة هدفا عظيما هو انه لا يصدر العراق نفطا خاما . بل يكرره ثم يصدره منتوجات وهذا أجدى اقتصاديا ..أما موضوع حجم الإنتاج النفطي فانه هذه كلمة حق يراد بها باطل .. فلماذا ينتج العراق ثمانية ملايين برميل من نفطه .. ألكي ينقل النفط العراقي إلى الخزين الإستراتيجي الأمريكي ؟ وتوضع العوائد في المصارف الأمريكية ؟
هل هذا هدف وطني أم تنفيذ رغبات ومخططات ومصالح أمريكا بالضد من مصلحة الوطن ؟ وهل يعي ألجلبي ومن لف لفه أن هذا الإنتاج غير المنضبط ليس له هدفا إلا الحفاظ على وتيرة النمو الاقتصادي ومستوى الرفاهية للفرد الأمريكي وليس هدفا وطنيا وليس فيه مصلحة الأمة العربية والإسلامية .. وان بعض الحكام . ينساقون وراء ماكنة الدعاية الأمريكية لزيادة الإنتاج بحجة تلبية الطلب ( ألنهم الذي لا يشبع ) للعالم الرأسمالي .. فيخزن النفط في الخزين الستراتيجي لتلك الدول وتودع عوائد النفط بالدولار في المصارف الغربية لخدمة اقتصاديات العالم الرأسمالي المتردية .. وإنقاذها من الانهيار المحتم .. أين مصلحة شعوب المنطقة مالكة النفط الحقيقية ــ في كل ذلك ؟ وما الذي تستفيده من تلك الموارد الهائلة ؟ومعروف مصير هذه الأموال .. تتآكل قيمة الدولار فتفقد هذه الموال قيمتها مع الزمن . والباقي ينثره الحكام الفاسدون على موائد القمار . ويبعثرونها هنا وهناك . ويبنون عقارات في الجزر البعيدة فهل كان العراق يتصرف هكذا ؟ أم انه كان يتبع سياسة نفطية وطنية . هدفها الاستفادة من موارد النفط وتقنين الإنتاج وكان يرفع شعارا إستراتيجيا هو .. يجب أن يكون أخر برميل نفط ينتج عراقيا .
ولا بد أن نعلق على موضوع برنامج النفط مقابل الغذاء وما استطاع العراق من أن يستفيد منه لكسر الحصار .. إن نجاح العراق في الحصول على موارد خارج البرنامج هو أمر نعتز به وانه شهادة شرف للعراق ولصدام .. وان ما يحاولون يزيفونه حول كوبونات النفط هو شهادة فخر لحكومة العراق وقيادتها وقائدها الفذ الشهيد (صدام حسين) .. الذين روضوا أمريكا وكسروا الحصار واستطاعوا أن يحصلوا على موارد جيدة للعراق مكنت حكومة الثورة من تحسين وضعية الاقتصاد العراقي .. وتحسين ظروف المواطن وزيادة دخله ولو بصورة بسيطة .. هل هذه سلبية ضد النظام أم إنها شهادة عز وفخر ؟.. إننا نفخر بأننا لم نخضع لقراراتهم الجائرة التي حرمتنا من مواردنا ومن ثروتنا .. ظلما وبهتانا فهل ( تمردنا ) على قراراتهم الجائرة مثلبة أو تهمة ندان بها أم عز وفخر نشمخ بها ؟..
ثم أن الأمريكان اللصوص الفاسدين الفاجرين القتلة لا يحق لهم أن يتحدثوا عن الأمانة والشرف وأي قيمة إنسانية عليا .. لأنهم فاقدون لها .. والأيام تكشف باستمرار عن إنهم ليسوا إلا لصوصا وقتلة ومجرمين كأفراد وكحكام وكنظام سياسي قد كشفهم العراقيون تماما وعروهم أمام العالم .. فما الذي يبقي ألجلبي وأمثاله لكي يتحدثوا به ؟.
تبقى الشهادة الأخيرة المزدوجة التي يدين فيها نفسه وأمثاله من حكام العراق الجدد والتي هي في نفس الوقت شهادة غير مباشرة في صالح الوطنيين الشرفاء الذين كانوا يديرون شؤون العراق بإباء وإيثار وتغليب للمصلحة الوطنية على المصالح الشخصية وبأمانة وشرف .. ذلك عندما يتحدث عن إساءة استخدام المال العام وتبذيره وسرقته من قبل القائمين على أمور العراق الآن وان هؤلاء ليسوا إلا لصوصا لم يأتوا إلى تحقيق أي مصلحة وطنية همهم إرضاء أسيادهم في المخابرات الأمريكية والصهيونية والإيرانية والمحافظة على مكاسبهم وكراسيهم ..
انه يعترف أنهم لم ينجزوا أي مشروع ذا شان .. ويعترف أنهم عاجزون عن ذلك .. وان أموال النفط العراقي مودعة ومجمدة في المصارف الأميركية يشغلها الأمريكان ويستفيد منها الصهاينة .
فما الذي لديهم ليتحدثوا فيه .. واي شيء حققوه لهذا الشعب المبتلى بهم ..؟
حقا لقد أفرحتنا اعترافات ألجلبي ... ونقول له لن ينفعك ذلك .. فالشرف إن سقط فلن يعود ...
وان الأمريكان هذه عادتهم .. وعندما ينتهي دور العملاء فأنهم سيركلونهم إلى .. مزبلة التاريخ ...

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار