كتابات أبو الحق
السابع عشر من آب
2008
ليس هناك أدعى من إعلانات الحكومة العراقية على قناة العربية والحرة وغيرها من القنوات الببغاوية , ليس هناك أدعى منها للضحك والسخرية وتحريك مكامن القهقهة وطرد الكاربون المتراكم في القصبة الهوائية وفي بطيخة الكَزوز !! , لا بل وإستثارة الكتّاب حِسّيا ولا حِسّيّا , لكتابة المزيد من المقالات ,
أول أمس كانوا يروجون لتلك السخيفة ...
" لعيون العراق فتّح عيونك يا أثول يا أخّ الأخّل "
وأمس إستجمعوا قواهم الخايسة وخرجوا علينا بإعلان يروّج للشرطة العراقية , يظهر فيه منحرفان أخلاقيّان من شرطتنا اللا وطنية وهما يلعبان بالإرهابيين طوبه على طريقة ماتركس , ويخلون طشّارهم ماله والي , جاكي خشان الخشالي و بروس علي , فيما إبن أحدهما , الشفيّه كما يعرف في كل جوبة غنّامه وبلغة الكَصاصيب , يتباهى بالقوى السوبرناجرال لأبيه البايولوجي الفلتات , كل هذا , بينما أنا شهدت بعينيّ هاتين كيف يدخل الجندي والشرطي مرتجفا لعمارة وسط بغداد الكرخ يطلب سترا و وقاية من رصاص يلعلع طيلة ما يقارب الساعة , دخل أحدهم , وهو يطلب من مرتادي البناية أن يلزموا أماكنهم لحين إنتهاء الرمي , وعبارته تلك لرجل طلب السماح له بالخروج على مسئوليته للوصول للفرع المجاور,
" وين تطلعون يمعود ؟ مو خيّر البينه صاير جريدي , مدا تشوف ؟؟
عبارته تلك لا زالت ترنّ بأذني...فهل يصدّق المشاهد العبد الفقير , أم يصدّق الشفيّه ؟؟
ولا تعدم هذه الإعلانات التي تقرّ العربية علنا بأنها إعلانات مدفوعة الثمن , لا تعدم أناسا من فصيلة ال ( إزواج ) (الكمش عالتيغه ) ( الغشمه ) أو الخضر كما ينبغي تسميتهم حسب اللغة الإنكليزية , يصدقون أن شرطتنا تهتم لأمر المواطن وتهب لنجدته إذا ما تعرض للسرقة أو للإعتداء , ...لكن كلمة " مدفوع " هي إسم مفعول , يعني أن الفاعل مخفي لسبب ما , مَنْ الذي دفع الثمن ؟؟ العراقيون يعرفون من هو دافع الثمن , إنه نفس المجرم الذي خلق جهاز الشرطة ودرّبهم في جمهورية التشيك اللا أخلاقية والأردن جارتنا العربية للأسف , وهو نفسه الذي يدفع رواتبهم ويجتهد لصنع الأبطال من مادة خام قوامها الزبال وجامع القمامة والنكَري والعتّاك ..
وآخر تحفة من تحف الإعلانات المدفوعة الثمن هذه , إعلان يجري هكذا :
المعلم : ( ما هي أهدافكم المستقبلية بعد تخرجكم ) , وماذا ينوي كل واحد منكم أيها السرسرية يا مَنْ تشبهون النكَرية أولاد الدلالات والسينيَر نكَريّه , في كل بقعة , باب الشرجي وهتلية الدولعي و كَيّارة نعيريّه ؟؟
الطالب الأول بلغته التي يتكلم بها فعلا وليس كما يريدون خداعنا :
" أرغب ( يلفظها بأقرب ما يمكن لعبارة " ألغف" وكذا حال البقية ), أستاذ أريد أدخل الجامعه وأصادق بنتك وأنعل أبو طاهرك بالمسجات والتلفونات , وأخليك تحرّم تسأل هيج أسئلة فطيره .."
الطالب الثاني : أرغب ( يلفظها " ألغف"هو الآخر ) أن أدخل أكاديمية الشرطة وألغف المواطنين , حالي حال الشرطة الحاليين
الطالب الثالث :
"أريد أن أشارك بحملات إعمار العراق , عفوا أستاذ , اقصد حملة إعمار جيوب الحرامية , حسب المودة اللي سائدة من 2003 ولحد اليوم وبنجاح ساحق ماحق " ..
الطالب الرابع :
"أرغب ( يلفظها " ألغف " هو الآخر ) أن أصبح طبيبا حتى أعلس المرضى اللي من ذاك الصوب , و أسرق كلى المرضى اللي من صوبي , وأخمط الأدوية المنقذة للحياة , وأعيش حياتي مثل أطباء مسلسل " سكرَبس " أو " كَرَيز أناتومي " دك ونسه و بالحرام , هيج تعلمت من مسلسلات إم بي سي "..
هل هؤلاء البريكية السفلة من ممثلي قناة الحرة والأعلام العراقي هم حقيقة طلابنا العراقيين ؟؟ أم أولئك السمر الشعث المغبري السحنات ولد المَلحه , و الذين عرضوا لقاءا معهم اليوم عصرا وهم يندبون حظهم العاثر أن ولدوا بالبصرة , منبع الفقهاء والعلماء والشعراء , حيث طحنتهم ماكنة النزاعات بين فرقاء يودّ أحدهم أن يأكل لحم أخيه حيا أو ميتا , صراعات حزبية وطائفية بين عدة أطراف , فيما كلّ الأطراف هي " ساخت إيران " !! , إلى أن داح الطلاب ديحانا , باعة جنابر و عواطلية , وتصوّروا نوع العائلة التي سينتجها كل منهم يوم أن يتزوج , فالمأساة ستستمر , جيل أفكَس من جيل , وسنبقى نشهد نساءا يرتدين السواد كأكياس الفحم , وأطفالا يعبثون بالمزابل و بهياكل السيارات المنخورة على جانب الرصيف , و رجالا منهكين ومحبطين , لم يتذوقوا طعم العاطفة ولا تمكنوا بالتالي من منحها لشريكات حياتهم , زبائن مدمنين للكَهاوي و عبيدا مختارين طائعين للتدخين , وهنيالهم أنصار التغيير والديمقراطية !! , .. وهل هكذا يكون مآل البصرة , بعد سنين متتالية من تدمير البيئة والأعراف الإجتماعية , البصرة التي كادت تموت عطشا في بلد حباه الله نهرين دافقين , لا يصل ما تبقى من مياههما للبصرة إلا بعد أن يصبح زبالة خالصة ؟؟
وأتساءل أنا , هل أنّ هؤلاء الطلاب المناحيس كانوا ليصبحوا بهذه الهيئة وهذه العقلية , لو تيسر لهم كادر تدريسي وإدارات عليا , تجعلهم يتعشّقون العلم والأدب والدين السليم عشقا, بعيدا عن بيع أنفسهم لشياطين الأحزاب و الإنتماءات الأخرى التي يزعل مني بعض القراء إن تناولتها على المكشوف ؟؟
كم هو حظهم من اللوم وسط معمعة من مثبّطات العلم , كالخزاعي والقندري ومن لفّ لفّهم ؟؟
إذا كان وزير التربية قردا خايسا من حثالات أهل العمايم , وهو وأمثاله يقودون العملية التربوية , فأيّ حظ لنا بأن يتخرج من مدارسنا شباب نفتخر بهم ؟؟ القضية يلزمها معجزة ربّانية ..
وإلى أن تترجل هذه الإعلانات من على بغلتها الهزيلة , بعد سقوط الوزراء هؤلاء , فسأبقى أتفرج على هذه النتاجات الإبداعية وأكتب المزيد ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق