شبكة البصرة
الدكتور غالب الفريجات
في اعقاب الردع الروسي لاعتداء جورجيا على اوسيتيا الجنوبية، والمجازر الدموية التي ارتكبها النظام الجورجي العميل للولايات المتحدة الاميركية، استشاطت الادارة الاميركية غضبا على الردع الروسي، وفي ضوء العجز الاميركي عن مساندتها الرئيس الجورجي العوبتها في تبليسي، تحدثت رايس ضفدع البيت الابيض، وسيدة الخارجية الاميركية، عن ان موسكو قضت على سمعتها.
يقولون في الامثال شر البلية ما يضحك، عندما يتحدث اللص عن الامانة، والمجرم عن الاخلاق، والعاهر عن الشرف، كما هي الادارة الاميركية، التي لم تترك مجالا لاحد ان يعتب عليها، في ممارستها كل المآسي في حق دول العالم وشعوبه، من قتل وتدمير، وعدم اعتبار للقوانين الدولية، ولا للحد الادنى للمعايير الاخلاقية.
اميركا التي نالت شرف اكثر دول العالم كراهية، واكثر دول العالم عدوة للسلم العالمي، ولم يشاركها في هذا الا حليفتها وربيبتها في فلسطين المحتلة، تتحدث عن السمعة، فاي نوع من السمعة هذه التي تعرفها ادارة الحقد والشر في حق الانسانية؟، والتي لم تترك جريمة بشعة في حق الانسان، الا ومارستها بالحديد والنار.
من يحرك اساطيله وبوارجه ويغزو ويحتل دولا اعضاء مستقلة في هيئة الامم؟، ومن يستخدم اسوأ انواع السلاح والمحرم دوليا؟، من الاسلحة النووية حتى القنابل العنقودية يتحدث عن السمعة والشرف والاخلاق، ومن يساند اسوأ انظمة العالم، ويقف ضد ارادة الشعوب وتطلعاتها نحو الحرية والديمقراطية الحقيقية؟، يتبجح في الحديث عن السمعة والشرف والاخلاق، والذي لم يعرف لهما طريقا منذ تأسيسه على ارض مغتصبة، وعلى جماجم رؤوس ابناء الارض الحقيقيين، في عموم اميركا الشمالية، التي تأسس نظامها على ايدي المجرمين والقتلة واللصوص، الهاربين من وجه العدالة في اوروبا.
رايس وادارتها تتحدث عن نظام جورجيا العميل، وتعيب على روسيا لانها قامت بتأديبه، بعد ان مارس القتل والتدمير في حق المدنيين العزل، وتنسى مجازرها المستمرة في افغانستان والعراق، في نشر ديمقراطيتها الكاذبة، القائمة على القتل والتدمير، ونهب ثروات الشعوب، ولا مانع لديها ان يقوم هذا النظام الديمقراطي جدا بارساله جنوده لمساندة الغزو والاحتلال الاميركي للعراق، وعلاقاته التسليحية مع اسوأ نظام في الكون في فلسطين المحتلة، الذي يمارس ابشع جريمة في القرن العشرين في حق شعب فلسطين.
اميركا فقدت العقل وضاعت منها الحكمة منذ يومها الاول، وظنت واهمة ان القوة تصنع منها سيدة على هذا الكون، يحق لها ان توزع الاوسمة والنياشين على كل محبيها ومريديها، رغم هذا الكم الهائل من احتقار الامم والشعوب، والكراهية التي تغطي كل ذرة تراب من اراضيها.
اميركا وان سنحت لها الفرصة الذهبية لتكون امبراطورية هذا الكون، الا ان وقاحتها وعدوانيتها لطخت وجهها البشع، وانهت عمرها الزمني الامبراطوري بايديها الملطخة بالدم، وسيسجل التاريخ لاسرع سقوط لامبراطورية جاءتها سيادة العالم بدون ثمن، ولكن غباءها افقدها هذه الفرصة الذهبية، نظرا لبشاعتها ومدى الحقد الذي مارسته في حق الانسانية، فاستحقت السقوط السريع والمريع، ومثلها لايؤخذ باقواله، لانها لا تملك الحق في ان تتحدث عن قيم الانسان قيم الحق والخير والعدالة.
اميركا التي تتحدث عن السمعة في طريقها الى الانهيار، لان مقدمة الانهيارسقوط الاخلاق الذي فقدته، فالشاعر يقول : انما الامم الاخلاق ما بقيت... الخ، فاي اخلاق في الممارسات الاميركية؟، وبشكل خاص في افغانستان والعراق، ومساندة الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين المحتلة.
dr_fraijat@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق