الأربعاء، سبتمبر 24، 2008

محمد المشاط ..... ان لم تستحي فقل ماشئت


أبو ياسر
السيد محمد المشاط، رئيس جامعة الموصل و وزير التعليم العالي والبحث العلمي سابقا، ثم سفير العراق للفترة من العام 1979 ولغاية العام 1991، في كل من فيينا وباريس ولندن وواشنطن. لم يزور العراق، الا في حالات الاستدعاء للتشاور، وكانت قليلة جدا. وأستكمالا لمقال الاستاذ الدكتور عبد الوهاب محمود المنشور في شبكة البصرة يوم 31/7/2004. جاء هذا المقال.
لانريد ان نعرج في هذه العجالة على تاريخه الشخصي وتاريخ عائلته، بيد انه من الضروري الاشارة الى انه من التبعية الايرانية وكان لقب عائلته ( شانه ساز) أي صانع الامشاط ( جمع مشط)، وبعد ان انعم، الرئيس السابق صدام حسين، عليه وعلى عائلته الجنسية العراقية بعد تحويل تبعيتهم من الايرانية الى العثمانية. ترجموا اللقب الايراني الى العربية وتلقبوا بـ (المشاط) ومازال شقيقه ( أحمد شانه ساز) في طهران، صاحب محلات بيع الحلويات يحمل اللقب القديم.
كتب السيد مشاط مقالين هزيلين في صحيفة الشرق الاوسط، الاول في نهاية العام الماضي والثاني، الذي كان تكرارا للاول في شهر آذار من هذا العام، هاجم فيهما الرئيس السابق صدام حسين وطعن بمواقفه من القضية الفلسطينية، وذكر فيهما أن التعليمات التي صدرت اليه، عندما تولى منصب سفير العراق في واشنطن بعدم اثارة اليهود الامريكان. ثم أخيرا عزف نفس المعزوفة المشروخة في مقاله( صدام الكهل والقاضي الشاب) في أحدى المواقع الاسلامية.
عملنا مع السيد المشاط في أحدى السفارات العراقية، ومعرفتنا به ليست سطحية، وأحتراماً منا لخصوصيات الاشخاص فأننا لا نخوض في ذكر أي جانب من تصرفاته وسلوكه وقدراته العلمية والثقافية وعنجهيته خلال عمله سفيرا للعراق وممثلا لصدام حسين في البلدان التي عمل فيها، ولكننا نظرا لتمادي السيد المشاط في عدم الوفاء لمن أحسن اليه وكرمه، أضطررنا الى ذكر حقيقة لايعلمها ألا عدد قليل من الناس، ونترك الحكم عليه لمن يقرأ هذا المقال.
خلال العدوان العسكري الامريكي الغاشم على العراق في 17/1/1991 كان السيد المشاط سفيرا للعراق في واشنطن. غادر الولايات المتحدة الى النمسا في طريق عودته الى العراق عقب قطع العراق علاقاته الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول المتحالفة معها. ولكنه بدلا من العودة الى العراق بقي في النمسا. بتاريخ 9 شباط، فبراير 1991 ارسل برقية رمزية ( جفرية) من فيينا عن طريق السفارة العراقية في عمان، لأنها كانت حلقة الاتصال بين وزارة الخارجية العراقية وبين سفاراتها في بقية انحاء العالم بعد انقطاع اتصالات العراق بالعالم الخارجي. وردت البرقية ضمن البريد الوارد من عمان الساعة الرابعة فجرا الى المقر البديل لوزارة الخارجية في كلية صدام الطبية في الكاظمية، وبغداد حينذاك، بل العراق بأكمله يلتهب بالنار وقصف الصواريخ والطائرات وعشرات من الشهداء يتساقطون في ارجاء العراق يوميا.
وفيما يلي نص البرقية التي ارسلها السيد المشاط.
((السيد الرئيس القائد صدام حسين حفظه الله ورعاه من السفير محمد المشاط. سيدي القائد بعد مغادرتي مقر عملي متوجها الى بغداد لأكون بجانبكم وبجانب المقاتلين الابطل للذود عن الوطن والدفاع عنه ضد العدوان العسكري الامريكي الغاشم. خلال توقفنا في فيينا أصيبت زوجتي بوكعة صحية ادخلت بسسبها المستشفى. بعد اجراء الفحوصات قرر الاطباء اجراء عملية جراحية عاجلة لها. سيدي القائد ترددت كثيرا قبل ارسال هذه البرقية والعراق في هذه الظروف. أن عظمتة سماحتكم وقلبكم الكبير شجعاني لأرسالها. ان مصاريف العملية الجراحية لزوجتي هي 60 الف دولار. فارجوا من سيادتكم وكرمكم الابوي الموافقة على صرف النفقات لأن مرضها خطير. ليحفظكم الله ذخرا للعراق العظيم سيدي القائد.)). ( البرقية محفوظة في شعبة الاتصال وآرشيف مكتب وزير الخارجية في الاضبارة المرقمة م.خ/ 1/ خاص/ العدوان الثلاثيني).
أطلع على البرقية السيدان طارق عزيز وزير الخارجية ومحمد سعيد الصحاف وزير الدولة للشؤون الخارجية حينذاك. علق طارق عزيز على البرقية (هذا ما يعرف ظروفنا، ما يستحي يطلب مثل هذا الطلب في مثل هذا الوقت). ومع هذا رفع البرقية الى سكرتير الرئيس حامد حمادي لعرضها على الرئيس. بعد يومين جاء الجواب من السكرتير بما يلي ((أمر السيد الرئيس القائد بصرف نفقات علاج زوجة السفير محمد المشاط. يتمنى سيادته لها الصحة والسلامة.))
طلبت الوزارة من سفارتنا في فيينا صرف المبلغ. بعد مرور اسبوع واحد من ابلاغ السفارة بصرف النفقات، وردت برقية أخرى من السيد محمد المشاط يشكر فيها السيد الرئيس ويبلغه بان الاطباء قرروا ضرورة بقائها في المستشفى لمدة 10 أيام أخرى للنقاهة والعلاج، وطابت المستشفى دفع مبلغ 30 الف دولار مقدما لتغطية فترة النقاهة والعلاج. وافق الرئيس السابق على طلبه الثاني أيضا، وبغداد تستقبل يوميا عشرات الصواريخ ونحن في الملجىء نأكل البطاطة والبيض المسلوق ونجرى المراسلات مع السفارات تحت ضوء الشموع .
في شهر نيسان 1991. أختفى السيد المشاط من فيينا. ولم يعود الى العراق. ارسل الدكتور عبد رحيم الكتل، سفير العراق في فيينا برقية الى الوزارة جاء فيها. ((بعد تدقيق القوائم المقدمة من السيد المشاط عن نفقات اجراء عملية جراحية لزوجتة ولفترة النقاهة والعلاج و بعد التدقيق تبين انها مزورة وان زوجته لم تجرى لها اية عملية. حاولنا الاتصال به فلم نفلح لمغادرته محل اقامته دون ان يعلمنا.)) !!!! أبلغت البرقية الى السكرتير، فأجاب (أمر السيد الرئيس القائد بحفظ المعاملة وغض النظر فيها)!!!!
تبين فيما بعد ان السيد المشاط لجأ الى هذه الطريقة لكي يماطل في العودة الى العراق أنتظارا لما سيؤول اليه العدوان العسكري على العراق حينذاك. على أية حال تسلم من السفارة العراقية في فيينا مبلغ (90) الف دولار عن طريق الغش والاحتيال وعن طريق المتاجرة بمرض زوجته!!! ثم سافر وأستقر في فانكوفر بكندا ليستمتع بصرف المبلغ الذي صرفه له صدام حسين في الوقت الذي كان فيه العراق بحاجة الى دولار واحد!!!!
لم يكتفي السيد المشاط بذلك، بل أرسل، وبكل صلافة وقباحة، رسالة الى السيد وزير الخارجية الاسبق عام 1998، يعرض فيها خدماته لتصدير الادوية الى العراق من كندا ضمن برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء. (مؤكدا فيها على انه مازال مخلصا للعراق ولقيادة السيد الرئيس القائد صدام حسين حفظه الله ورعاه) على حد تعبيره في رسالته.
السيد محمد شانه ساز... ، فقل بعد هذا ماشئت، لأنك لاتستحي. ولأنك من صنف أؤلائك الذين يأكلون من الماعون ويوسخون فيه!!!

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار