الاثنين، سبتمبر 22، 2008

جرائم اغتيال الصحفيين العراقيين .. إليكم الفاعل الحقيقي..! - حقائق موثقة


2008-09-22 :: بقلم: إياد الدليمي
كثيرا ما أمازح زميلي الصحافي العراقي عامر الكبيسي، مراسل قناة الجزيرة الفضائية في بغداد، قائلا: «يجب أن تشكروا إياد علاوي لأنه خلصكم من الموت»، في إشارة إلى قرار إغلاق مكتب الجزيرة في بغداد إبان فترة تولي علاوي رئاسة الوزراء في العراق العام 2005.جرائم اغتيال الصحافيين في العراق باتت أكثر من أن تعد أو تحصى، والغريب أن هذه الجرائم تسجل كلها ضد مجهول، وفي أحسن الأحوال إذا ما تم إلقاء القبض على أحد الأشخاص فإنه يكون مشتبها به وليس الفاعل الحقيقي، لأن الفاعل الحقيقي، وببساطة، هو تلك المؤسسة السياسية الفاسدة التي تقبع في «المستعمرة الخضراء»، ومعها أحزابها وميليشياتها وحرسها الثوري وغير الثوري العابر من جهة الشرق.ليس هذا تجنيا أو اتهاما دون دليل أو دون بيّنة، بل هي الحقيقة لكل من كان له قلب، ولكل من كانت لديه ذرة من بصيرة. قبل أيام اغتيل أربعة من العاملين في قناة «الشرقية» الفضائية المستقلة التي لا تنتمي إلى أية جهة أو حزب سياسي. عملية الاغتيال تمت في مدينة الموصل شمال العراق، ثاني أكبر المدن بعد بغداد. فريق عمل برنامج تلفزيوني كانوا في منطقة «الزنجيلي» لتصوير برنامج «فطوركم علينا» يعرض بعد الإفطار في رمضان، ويقوم بتقديم وجبة إفطار، بالإضافة إلى هدايا عينية ونقدية، لعائلات عراقية فقيرة، أي أنهم يعملون في برنامج أبعد ما يكون عن السياسية.الفريق تم اختطافه من قبل مسلحين يستقلون سيارة رباعية الدفع، في منطقة تعرف بأنها منزوعة السلاح وسط الموصل وفي وضح النهار. وعلى بعد كيلومتر واحد من موقع الاختطاف، تمت تصفية الصحافيين الأربعة، فمن لديه يا ترى تلك الإمكانية؟منذ احتلال العراق في ربيع العام 2003، كنا نحن العاملون في المجال الصحافي نلحظ تلك الروح العدائية لدى القادمين على ظهر الدبابة الأميركية تجاه كل صحافي وإعلامي لا يعمل في مؤسساتهم التي أسسوها، حتى وصل الأمر إلى تهديدات مكتوبة من تلك المنظمة أو ذاك الحزب لكل صحافي يمكن أن يتجرأ ويكتب فينتقد الوضع في العراق أو العملية السياسية.ثم جاءت المرحلة الثانية. فبعد أن فشلت التهديدات في وقف عمليات النقد للعملية السياسية وأحزابها، بدأت مرحلة الاغتيالات المبرمجة. ونحن هنا لا نلقي التهم جزافا، فإحصائية بسيطة للصحافيين الذين تم اغتيالهم يظهر لنا أن أغلب هؤلاء كانوا يعملون ضمن مؤسسات إعلامية عرف عنها نقدها الصريح للحكومة، وإليكم بعض الأمثلة.لقد تم اغتيال الصحافية أطوار بهجت، العاملة في قناة العربية ومن قبلها الجزيرة، بعد أن تلقت تهديدات من جهات حزبية، طالبتها أولا بالاعتذار عن برنامج بثته قناة الجزيرة بحجة أنه أساء إلى المرجعية، علما أنها كانت قد تركت القناة، وظهرت فعلا في قناة الحكومة «العراقية» وأعلنت براءتها من البرنامج، ثم انتقلت إلى العربية. وبعد أسبوعين فقط تم اغتيالها قرب سامراء مع المصور عدنان خيرالله، وهو من أهالي الفلوجة. وطبعا، صرحت أجهزة حكومة «الخضراء» بأن القاعدة تقف وراء العملية.قناة الشرقية الفضائية، ربما هي من أكثر وسائل الإعلام التي تعرض صحافيوها لعمليات اغتيال منظم. فلقد قتل أكثر من عشرة صحافيين يعملون في هذه القناة. ولمن لا يعرف قناة الشرقية نقول إنها من أكثر القنوات التي تنتقد أداء الحكومة العراقية. وقبل عملية اغتيال أربعة من العاملين فيها بالموصل قبل أيام، عرضت القناة فيلما لعمليات التعذيب التي تجري داخل أروقة السجون العراقية. عمليات تعذيب تلك وصلت حد بتر الأعضاء، علما أن مكتب القناة في بغداد مغلق منذ نحو عامين.وقبل أيام قلائل تعرض مدير مكتب قناة العربية في بغداد، جواد الحطاب، لمحاولة اغتيال بواسطة تفجير عبوة ناسفة لاصقة بسيارته. عملية جاءت بعد أيام من طرد مدير مكتب العربية في طهران بسبب ما وصفته إيران بعدم حيادية القناة.القائمة تطول، فأكثر من 250 صحافيا عراقيا قتلوا خلال سني الاحتلال، بحيث تحتاج إلى بحث مفصل وموسع لمعرفة الجهة وليس الجهات التي تقف وراء عملية الاغتيال المنظم.الغريب أن قناة العراقية الحكومية التي تناصب ليل نهار الجماعات المقاومة المسلحة في العراق العداء، وتتهمهم بشتى التهم، لم يقتل من إعلامييها والعاملين فيها إلا العدد القليل. بعضهم قتل عقب تحول خطاب القناة لمهاجمة جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر. ونحن هنا نرفض أن يتعرض أي إعلامي عراقي وغير عراقي، بغض النظر عن موقفه من الأوضاع الجارية في العراق، لأي اعتداء، لكننا فقط نورد ذلك من أجل الوصول إلى الحقيقة.وللتذكير ليس إلا، فقد نشر عدد من الصحف العراقية قبل نحو شهرين إعلانا يشير إلى تورط إيران في عمليات العنف الجارية في العراق، وهو الإعلان الذي أثار حفيظة السفير الإيراني في بغداد، فقام بإرسال رسائل شديدة اللهجة إلى تلك الصحف مطالبا إياها بوقف الإعلان.!نعم، نقولها بشيء من التأكيد: إن الحكومة القابعة في «المغتصبة الخضراء»، ومعها أحزابها وميليشياتها وقناتها التي تدعى زورا وبهتانا «العراقية»، يتحملون دماء الصحافيين العراقيين، وهو ما أعلنته صراحة قناة الشرقية عبر الناطق باسمها، عندما حمّل القناة الحكومية الممولة بأموال الشعب العراقي مسؤولية اغتيال فريق العمل في الموصل، وللإشارة، فإن القناة الحكومية لم تبث خبر اغتيال الصحافيين الأربعة في الموصل إلا بعد 15 ساعة من وقوعه، رغم تداول الخبر من قبل كل وسائل الإعلام العراقية والعربية والدولية.لا عزاء لصحافيي العراق ما دامت العقول التي تقبع في «الخضراء» وما جاورها ترى في الإعلامي هدفا مشروعا للقتل، ولا عزاء لصحافيي العراق ما دامت الجهات التي تسير الإعلام في العراق اليوم هي عبارة عن عمائم لا تفقه من الإعلام وعمل الإعلام سوى مدى الولاء للمرجع الفلاني والسيد العلاني.تحية إكبار وإجلال لشهداء الصحافة العراقية.العرب - قطر* مقتبسة عن موقع دورية العراق

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار