2008-09-26 :: العرب اون لاين - رأى العرب ::
عدد ليس هناك شك فى أن لعبة سياسية تقف وراء التفجيرات المستمرة بلا هوادة فى العراق، لعبة حولت الدم العراقى إلى تسلية لدى زعمائها وقياداتها العسكرية دون مراعاة لسقوط عشرات القتلى والجرحى يوميا..فزاعة تنظيم القاعدة الذى يفجر مجالس العزاء ويهدم المساجد والحسينيات على رؤوس روادها لم تعد تنطلى على أحد..
صحيح أن العراقيين رفضوا القاعدة وحاربوها وأخرجوها من ديارهم لأنها لا تعبّر عن سماحة الإسلام الذى يدين به أغلبهم، ولا تعبر عن المقاومة الشريفة التى ينهضون بمهمتها لطرد الاحتلال..لكن الصحيح، ايضا، أن جهات أخرى تتمترس وراء يافطة القاعدة وسلوكها الهمجى وتتخذ من التفجيرات الإرهابية وسيلة لإرسال إشارات إلى جهات أخرى تريد ان تصفى معها الحساب.
.تقارير كثيرة أمريكية وإيرانية ومحايدة تجمع على أن المليشيات الموالية لإيران وعلى أن الاستخبارات الإيرانية التى تملأ حياة العراقيين رعبا تمارس لعبة القتل لتقول للأمريكيين إنه لا استقرار ولا أمن دون الاعتراف بدورها، وتدعو سرا وعلانية إلى تشريكها فى الحل. ولكن أى حل؟إنه حل تقاسم التركة العراقية رغم ما يتبدى من تناقضات إعلامية موهومة بين الطرفين اللذين تآمرا منذ اللحظة الأولى للغزو، ونسّقا مليا قبله من خلال ما كان يعرف بلقاءات المعارضة العراقية السابقة فى الخارج..والعالم كله يعرف أن تلك "المعارضة" كانت صوتا إيرانيا أمريكياالأمريكيون ومن ورائهم الشركات الأمنية والاستخبارات الغربية التى تملأ بدورها حياة العراقيين رعبا، يمارسون ذات الأسلوب ليقولوا للإيرانيين إنه لا شيء يعطى لهم بالقوة والابتزاز..وقد وصلت الرسائل المتبادلة وفُتحت، ونهض كل واحد بدوره فى الحصول على جزء من الغنيمة التى تتوجت بمحاولات تمرير الاتفاقية الأمنية بين حكومة المالكى والإدارة الأمريكية، فضلا عن صفقات النفط التى تهرب من الجهتين.الصورة اتضحت بما فيه الكفاية، وعلى الإعلام العربى الذى لم تخترقه الآلة الأمريكية أو الإيرانية أن يسعى ليكشف للعراقيين أولا ثم للعرب ثانيا وللعالم ثالثا حجم اللعبة وأطرافها حتى يتوجه جهد المقاومة إلى الجهة التى يتوجب الاتجاه لها، وحتى لا يتحول جهدها إلى حال شبيهة بما يفعله الصحوات حين توهموا أنهم يخوضون حرب تحرير من القاعدة ليجدوا أنفسهم أداة طيعة تنفذ الأوامر الأمريكية وتتواطأ مع الغزاة فى استهداف شرفاء العراق الذين رفضوا أن ينضموا إلى قائمة الصحوات الأمريكية..ومن المهم، ايضا، ان تتضح الصورة حتى لا يغرق العراقيون فى لعبة التمترس الطائفى التى لا تفعل سوى أن تفرقهم وتضعف جهدهم المقاوم، وتحولهم إلى بيادق إيرانية أو امريكية كما جرى مع التيار الصدرى حين دُفع إلى حرب قذرة ثم جاء الدور على منخرطيهم لتتم تصفيتهم تحت مسوغات شتى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق