بسم الله الرحمن الرحيم
شيعنا يوم أمس فارسا ترجل عن صهوة النضال .. فارسا عرفناه أستاذا ومربيا فاضلا ومناضلا عنيدا
أفنى سنين عمره كي يبقى العراق أسدا مرفوع الرأس, ولكنه غادرنا وفي قلبه غصة الاحتلال, وفي عينيه حلم الاستقلال.عرفنا الدكتور حسن هاشم في سبعينيات القرن الماضي مربيا ومديرا لمدرستنا - ثانوية الأمين- في بغداد وكان معظم طلابها من أبناء الفلاحين والعمال, ولأنه ولد ونشأ في نفس قريتنا كان همه أن يزرع ويغرس في أعماقنا بذورا أثمرت في:
- حب العلم والدراسة كطريق أكيد لبناء المستقبل
- الصلابة وقوة الإرادة في مواجهة التحديات
- العشق الصوفي للوطن والثورة
- التواضع والالتصاق بالناس البسطاء
وتمكن بالإقناع تارة وبالحزم تارة أخرى من أن يجعل من مدرسته مصنعا أنتج إلى المجتمع الآلاف من المهندسين والضباط والاطباء .
بعد الاحتلال كان له شرف إشعال نار المقاومة بالتنسيق مع الضباط الشباب في مناطق الدورة وهور رجب واليوسفية حتى أصبحت قلعة للمقاومة ومقبرة لجنود ومعدات الاحتلال ,ولم يترك ارض المعركة إلاّ بعد أن ضبط اسمه ضمن قوائم لدى الرئيس الراحل صدام حسين عند أسره.
نودعه ونتذكره مناضلا صلبا لم يساوم على مبادئه وتحمل جراء ذلك ما تحمل ,سابقا ولاحقا, قابضا على جمر قضيته, محافظا على ثوابت العراق, نموذجا يحتذى به في العقل المرن والمفتوح.. بعيدا عن التشنج والتخشب, قارئا ومثقفا حتى آخر أيامه.
نم قرير العين أبا وسام... وقد حملتك الأكتاف... تزين نعشك راية العراق ونجومها , ونعاهدك أن نسير على خطا ك ونعدك بان ما زرعته فينا سيثمر ويورق أجيالا وأجيالا.
وان نصرا في العراق يرونه بعيدا ونراه قريبا إن شاء الله سيمنح روحك السكينة والراحة .
د. خالد ألمعيني
الأربعاء 17 رمضان 1429
17 أيلول 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق