بقلم: آسر عبد الرحمن عباس الحيدري*
الخدع السياسية كمبرر لمهاجمة الخصم
هل تذكرون الطير الاسود المثقل الجناحين والذي يخرج من بين أمواج الخليج العربي ويسير هنا ويسقط هناك ويقطر من بين ثنايا ريشه الزيت الاسود هل تذكرونه وهل تذكرون كيف أستغلت مأساة هذا الطير المسكين كمادة إعلامية يومية لبعض محطات التلفزة العالمية .. إذا كنتم قد تذكرتموه قفوا معي لحظة رجاءاً..وهل تذكرون تلك الفتاة الكويتية السمراء التي وقفت أمام أعضاء الكونكرس الامريكي عام 1991م وهي تبكي وتنتحب وتتوسل وتقول إن الجنود العراقيين عندما دخلوا بلدي الكويت سرقوا حتى حاضنات الاطفال الرضع وتسببوا بوفاة (312) طفلاً كويتياً رضيعاً بعد ان رموهم على الارض وغادروا المكان واخذوا معهم الحاضنات الى أهلهم وذويهم في بغداد والمدن العراقية الاخرى ..!!هل تذكرتموها ؟
اذا كنتم قد تذكرتموها فقط قفوا معي لحظة اخرى رجاءاً.وهل تذكرون كيف ظهر الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الاب أمام وسائل الاعلام العالمية في اليوم التالي وهو يعيد نفس القصة التي روتها تلك الفتاة الكويتية .. إذا كنتم قد تذكرتم كل هذا وذلك واصابتكم الدهشة وذرفتم الدموع على (الضحايا) أنهاراً لما حصل إذا كنتم قد تذكرتم كل هذا وذلك فأعلموا أيها السادة حقيقة الامر الآن ، إعلموا إنكم قد تعرضتم حينها لما يعرف بعلم السياسية بـ(الخدع السياسية كمبرر لمهاجمة الخصم).
فموضوع الطير الاسود والذي يخرج من بين أمواج البحر ويقطر من بين ثنايا ريشه الزيت الاسود أنما هو موضوع زائف زائف وملفق ويجانب الحقيقة بكثير وانه قد أستغل سياسياً وذلك للأساءة من خلال هذا الطير الى العراق والى شعب العراق واظهارة بمظهر الشعب الغير متحضر بل والشعب الهمجي أمام العالم وذلك لكسر الحاجز النفسي والممانعة والتي قد تبديها بعض الشعوب فيما لو جرت عمليات حرق وقتل وهدم لهذا الشعب وهذا ماحصل فعلاً بعد ذلك فلقد أعترف أحد مصوري وكالة رويتر للأنباء بقوله (إنه هو الشخص الذي قام بتصوير هذا الطير وبهذا الشكل الغريب وانه قام بتصويره أمام السواحل البريطانية وليس في منطقة الخليج كما أشيع حينها وقال هذا المصور إن هذا الطير لايعيش أبداً في المناطق الحارة بل يعيش في المناطق الباردة وامام السواحل الاوربية وبالتحديد في منطقة بحر الشمال حيث غرقت هناك سفينة شحن كانت محملة بمادة الزيت الاسود وقمت انا بتصوير هذا الطير وعلى هذا الشكل المزري..!
أما موضوع الشابة الكويتية السمراء المنتحبة وبكائها المر وتوسلها الشديد بأعضاء الكونكرس الامريكي فهو موضوع زائف ايضاً. فلقد أعترف والد هذه الفتاة مؤخرا(راجع شبكة اليوتوب) وهو الشيخ سعود ناصر الصباح وهو احد أفراد الاسرة الحاكمة في الكويت إنه هو من اختلق قصة حاضنات الاطفال وان كل الموضوع كان زائفاً وغير صحيح وانه قد أختلق إختلاقاً سياسياً وذلك لتبرير مهاجمة أمريكا للعراق أمام أعضاء الكونكرس وامام العالم واعترف هذا الشيخ ايضاً إن الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الاب كان يعلم بزيف هذه القصة لكنه أعادها أمام وسائل الاعلام العالمية في اليوم التالي كذريعة من ذرائع الحرب ضد العراق.
يذكر ان هذه الفتاة والتي ظهرت وتكلمت بضمير الأنا المشاهد أمام أعضاء الكونكرس الامريكي لم تزر الكويت لاقبل ولا أثناء الأزمة وانها عاشت كل مراحل الأزمة في امريكا البلد الذي ولدت وعاشت فيه وهذه هي الحقيقة .يقول جون مكارثر الكاتب والصحفي الآمريكي الشهير وصاحب كتاب الجبهه الثانية (أن إدارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الاب قد أستخدمت أسلوب الخدع السياسية كمبرر لمهاجمة الخصم .
وان ادارة الرئيس جورج بوش الابن قد استخدمت نفس الاسلوب السياسي كمبرر أيضاً لمهاجمة العراق وضرب هذا الصحفي الشهير مثلاً بقول الرئيس الامريكي الحالي (جورج بوش الابن) ان العراق يشكل خطراً على الامن القومي العالمي وان العراق يمتلك عدة قنابل نووية لكن بعد تكذيب هذا الخبر من قبل وكالة الطاقة الذرية العالمية لم يتراجع الرئيس الامريكي عن اقواله بل أخترع مصطلح جديد وهو مصطلح (اسلحة الدمارالشامل كمبرر آخر لمهاجمة العراق..هذا هو الكذب السياسي الغاية فيه تبرر الوسيلة..وفي السياسة كما قيل ـ لا مبدأـ لا دين ـ لا أخلاق ورحم الله من قال ان الحروب يخطط لها الاذكياء وينفذها الأغبياء ليقع فيها الابرياء . فليرحم الله شعب العراق من سياسة أمريكية كاذبة ومن حكومة ايرانية صفوية قومية تحلل الكذب باسم التقية..
* باحث ومفكر \ جنوب العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق