الجمعة، ديسمبر 26، 2008

انه عصر التاراتاتا

د.محمد رحال.السويد

ذكرني هذا البرنامج العظيم والثقافي والغني باشراقاته واكتشافاته العلمية بالحرب العالمية الثانية , وماذا فعل الانكليز

عندما بات الخطر النازي قرب حدودهم , وكيف استعد هؤلاء القوم لمقاومة الغزو الهتلري الكاسح والذي سحق الدول الاوروبية امامه كطوفان عات , وكيف استنفر الانكليز كشعب واحد , ووقف يدا واحدة امام هذا الخطر الداهم , فلم يعد هناك مقاطعات , او امارات , وانما هناك دولة واحدة استعد فيها كامل الشعب باطفاله ونسائه ورجاله , ليعملوا في جوقة متناسقة لتعزيز المجهود الحربي , ولم يخرج من بينهم ناشز واحد يطالب باستقبال الغازي الجديد هتلر , واصبح الاعلام الانكليزي اعلاما هادفا متوجها نحو خطوط القتال ودعم التوجه الوطني, واستنفر المشروع الوطني للتبرع بالغالي والرخيص من اجل صد العدوان , بل والسعي لتحرير باقي القارة الاوروبية من سطوة الاحذية النازية , والتي دقت بالديكتاتورية شعبها قبل ان تدق رقاب الاخرين , وتحول رجل مهووس وارعن ومريض بالنرجسية الى اعظم ديكتاتور في العصر , والى جانبه شخصيات لاتختلف عنه في الانتفاخ بمظهرها , ويكفي ان نرى منظر موسوليني كيف يتعامل مع شعبه وجنده وهو يلقي خطبه ومواعظه والتي تشبه خطب ومواعظ قادتنا اليوم حتى ندرك مدى تفاهة الديكتاتورية ورجالها وزعمائها , والذين قادوا حروبا عالمية قتل فيها ملايين الشباب , ورملت معهم ملايين النساء , وتيتم بسببها عشرات الملايين من الاطفال , واحترقت قلوب عشرات الملايين من الامهات على ابنائهم الذين قضوا في خنادق القتال تاكلهم ضواري الطبيعة , وحرمت الامهات حتى من نظرة وداع لمن سهرن السنين عليهم ليفقدوهم وبطرفة عين ارضاء لشهوة ديكتاتور مريض وحقير همه تدمير الكون وهو يظن انه يحسن عملا, ولهذا فان الفن في تلك الفترة من عمر بريطانيا قد توجه لدعم القضية الاساسية وهي القضية الوطنية, ولم يشذ احد عن ذلك , ولهذا اقول ان برنامج التاراتاتا ذكرني بالحرب العالمية الثانية وذكرني بالمدى الساقط والذي وصل اليه الاعلام العربي والذي يجر الامة جرا من رقبتها الى مهاوي الرذيلة ودون خوف او وجل او رادع اخلاقي, ومن يسوس هذه الامة مجموعة من الشياطين او مجموعة من الشاذين والمصابين بكل انواع الارتجاس الجنسي والاخلاقي, ولقد جلت في العالم الذي اعرفه جيدا فلم اجد امة استهانت بمصائب اهلها , وكان هذه الزبالة الحاكمة تعيش في كوكب اخر , ولاتعيش في كوكب اسمه الارض, وانهم وللاسف ينتمون الى امة زعيمها يلقب برسول النور والهدى , والذي حمل رسالة الاسلام والتي عمادها الاخلاق , ولم استطع ان اجد رسالة هذا النبي العظيم من تلك البرامج والتي يصرف عليها من المال الذي اهداه الله لهذه الامة هبة منه لاتباع رسول الهدى , ولقد علمت ان هذه البرامج تكلف الملايين في الوقت الذي يموت فيه اهل العراق جوعا وتشردا بعد ان تحالف ارباب التراتاتا مع المحتل الامريكي والجار الصفوي , ومعهم اهل العراق اهل فلسطين كلها من البحر الى النهر والتي يجبر شبابها على العمل لبناء المستوطنات الاسرائيلية وذلك لان المال العربي المسلم وجد من اجل برامج التاراتاتا واشباهها , واهل الصومال ومالي والنيجر يموتوا جوعا امام بصر ونظر حكام ينتسبون اسما الى نبي النور والرحمة , والذي كان يطوي الايام جوعا لتشبع امته , واكثر عجبي من هؤلاء الحكام هو مدى انسجامهم مع هكذا برامج والتي لايقبل بها الا من كان ديوثا او شيطانا , وكيف يروق لهؤلاء ان ينتسبوا الى امة النور وهم جزء من بضاعة الشيطان وآلته التي تخرب وتدمر وتنخر سوسا في جسد امتنا وعظامها , بحيث اصبح تيس ماعز شامي اغلى من فلسطين , وجمل احور اغلى من العراق وشرف العراق , وحصان مؤصل اشرف من كل الجوعى في مغربنا العربي الذي يعشق الشرق ويتقرب الى الله بحبه , والغريب ان البضاعة المعروضة في هذه البرامج لاتقدم الا الفساد وكأن الفساد هو الرد الطبيعي والسليم على من انتهك بلداننا واحتل ارضنا واذل شعبنا , ووطيء اعراضنا, ونهب ثرواتنا , وداس رسالاتنا, وحرق حضارتنا , وشوه تاريخنا , ولقد وضع معدي هذه البرامج والدول التي رضيت ان تصرف عليهم نفسهم في نفس تيار من ارتدى جبة الدين ثم بدا بتقطيع هذا الدين ومن داخل الجسد الاسلامي بادعائه المظلومية , فشوه التاريخ والبسه لباس الفتنة والردة , وكذب كتاب الله الذي فسره على مزاجه , وادخل اليه ماليس فيه , واخرج منه كل من كان نبي الهدى يحبه وقتل ومات بعيدا عن اهله من اجل ان تصل رسالة النور الى اقصى بلدان العالم ,شهيدا حالما بلقاء ربه في يوم لايضيع فيه العمل ولايخطيء فيه ميزان العدل , شاكيا الى الله كذب الكذابين ووضاعة الوضاعين وشيطنة المدعين وعلى راسهم شياطين التاراتاتا ومن يمدهم بالمال المسروق من ميزانية ومال الامة التي ارادها الله ان تكون امة واحدة لرب واحد .
د.محمد رحال. السويد
globalrahhal@hotmail.com
تحرير العراق واجب ديني شرعي شرعي شرعي ومعه كل ارض سليبة
يرجى الاشارة الى رابطة عراق الاحرارعند اعادة النشر او الاقتباس

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار