الاثنين، أكتوبر 27، 2008

رسالة مفتوحة إلى الرئيس بشار الأسد



شبكة البصرة
السيد الرئيس بشار الأسد المحترم
رئيس الجمهورية العربية السورية

صاحب السيادة
نتقدم لسيادتكم نحن مجموعة من المثقفين العرب والأحوازيين برسالتنا هذه، راجين تدخلكم الفوري لتصحيح خطأ جسيم اِرتكبته الأجهزة الأمنية السورية في اِنتهاك صريح لمواقف سوريا القومية واِلتزاماتها الدولية والإنسانية، وتسبّب في تعريض حياة أسرة عربية إلى خطر الموت.

صاحب السيادة
بتاريخ 7 أيار/مايس 2008 وصلت السيدة معصومة الكعبي وأطفالها الخمسة إلى دمشق قادمة من الأحواز (إيران). وحال وصولها سجلت اِسمها كلاجئة لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وقدمت للمفوضية طلب تسهيل اِلتحاقها بزوجها السيد حبيب جبر (نبكان) اللاجيء في الدانمرك. وقبلت المفوضية الطلب ونقلته إلى السلطات الدنمركية التي أجابت بالموافقة على اِلتحاق السيدة معصومة وأطفالها بزوجها، وأصدرت السلطات الدنمركية لها وثيقة سفر مؤقتة. وفي يوم 9 أيلول 2008 توجهت السيدة معصومة الكعبي وأطفالها إلى مصلحة الهجرة والجوازات السورية للحصول على سمة المغادرة التي تسمح لها بمغادرة سوريا إلى الدنمارك. وهناك ألقت السلطات الأمنية السورية عليها القبض من دون توضيح الأسباب الموجبة لذلك الإجراء، إذ أنَّ السيدة الكعبي لم تقترف أي ذنب يتعلق بالأمن السوري، ولم تخالف أياً من الانظمة والتعليمات السورية، وأودعتها مع أطفالها الخمسة في مركز للاِحتجاز، وفي يوم 27 أيلول 2008 جرى تسفيرها قسرياً إلى طهران، رغم أنها كانت تحمل وثيقة سفر رسمية صادرة عن الحكومة الدنماركية.
وحال وصول السيدة الكعبي وأطفالها إلى مطار طهران اِحتجزتهم السلطات الأمنية في المطار الإيراني، ثم نقلوا إلى مركز اِحتجاز تابع للمخابرات الإيرانية في طهران. وفي 29 أيلول جرى تفرقة الأبناء عن أمِّهم ونقلوا جميعا إلى مركز للاِحتجاز تابع للمخابرات الإيرانية في الأحواز. وقبل أيام قليلة اِتصلت السلطات الإيرانية بأقرباء العائلة المقيمين في الأحواز، وأبلغتهم بمكان اِحتجاز الأطفال، كما حذرتهم من السؤال عن مكان اِحتجاز السيدة معصومة الكعبي.

سيادة الرئيس
إنَّ القانون الدولي والاِتفاقيات الدولية التي وقّعت عليها سوريا ـ أضافة الى الشرائع الإنسانية كلها ـ تمنع الإعادة القسرية للاجئين المتمتعين بالحماية التي تقدمها اِتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة باللاجئين، خاصة إذا كان متوقعا تعرضهم في بلدانهم إلى التصفية الجسدية أو الإخفاء القسري أو المحاكمة الجائرة، أو التعذيب الهمجي البشع، وغير ذلك من ضروب المعاملة القمعية أو العقوبة القاسية أو الإجراءات اللا إنسانية أو المهينة بحق الإنسان كإنسان، أو غيرها من الانتهاكات الخطيرة المجافية لحقوق الإنسان.

إن تهمة السيدة الكعبي وأطفالها هي أنها زوجة ناشط سياسي يدافع عن حقوق الشعب العربي في الأحواز، الذين يواجهون الاِضطهاد والحرمان وطمس الهوية والمطاردة، وتهمة أطفالها الخمسة أنهم أبناء ذلك الرجل السياسي المخلص لوطنه وأمته. إن السيدة معصومة وأطفالها هم الآن من سجناء الضمير في إيران، سجنوا بغية اِبتزاز والدهم لكي يعود إلى طهران. وهذه العائلة معرضة الآن للتصفية وللتعذيب وبقية أنواع سوء المعاملة.
ولا نخفي سراً عندما نقول أنَّ آلاف الأحوازيين العرب وأشقائهم من كافة الأقطار العربية، يشعرون بالقلق العميق من اِحتمال مواجهتهم ذات المصير الذي لقيه عشرات الأحوازيين منذ تاريخ 15/5/2006، وهو اليوم الذي جرى خلاله أول عملية تسليم لعدة مواطنين أحوازيين إلى الأمن الإيراني، والذين مايزالون يعانون أبشع صنوف التعذيب، فيما لقي بعضهم أحكام الإعدام التي جرى تنفيذها بسرعة.. ويؤسفنا أنْ نضع المعلومات المستمدة من المراسلات بين وزارة الخارجية السورية وإحدى الجهات الدولية الأوروبية، التي محتواها: عدم إمكانية مغادرة أيَ لاجيء عربي أحوازي إلا ما ندر، ومن دون أنْ يحظى برضى السلطات الأمنية الإيرانية، علماً أنَّ بعض المرحلـّين قسراً كانوا يحملون وثائق سفر رسمية صادرة عن دول أوربية غربية.

صاحب السيادة
إن سوريا العروبة، المدافعة أبدا عن شرف الأمة العربية وقضاياها المصيرية كانت على الدوام الصدر الرحب والملاذ الآمن لأبناء العروبة، وهي اليوم تحتضن الملايين من أبناء العراق الذين شردهم الاِحتلال الأمريكي البشع، والسياسات الطائفية البغيضة للحكومة القائمة المنشأة في ظل الاِحتلال، لذا نناشدكم يا سيادة الرئيس أن تصححوا خطأ تسليم السيدة معصومة الكعبي وأطفالها إلى السلطات الإيرانية، والذي نتج عنه اِحتجاز اطفالها العرب الاحوازيين، وتغييب أُمهم السيدة معصومة الكعبي قسريا، وأن تطلبوا من السلطات الايرانية إعادتها وأطفالها إلى دمشق، وأنْ يترك لها حرية الاِلتحاق بزوجها..
ثقتنا بالله وبحكمتكم أن تنقذوا هذه العائلة من مصير مجهول ينتظرها في إيران، وأن تحاسبوا من يفرّط باِلتزامات سوريا الوطنية والقومية والقانونية والإنسانية.

راجين لكم ـ فخامة الرئيس، دوام الصحة والسؤدد، ولسوريا وشعبها المكافح، الصمود والاِنتصار على أعداء الأمة العربية.. حفظكم الله وحفظ سوريا والأمة العربية.

عنهم :
القوى الوطنية والقومية الأحوازية
أُكتوبر 2008

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار