الأربعاء، سبتمبر 03، 2008

لتكن أحداث جورجيا بداية تحجيم أمريكا


حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي
قيادة قطر العراق
مكتب الثقافة والأعلام


أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة حرية اشتراكية


شبكة البصرة


ياجماهير امتنا العربية العظيمة
حينما بشر القائد الشهيد صدام حسين عقب العدوان الثلاثيني على العراق، في عام 1991، بان مكانة امريكا قد بدأت تتدهور حالما شنت العدوان المذكور، فانه كان يقرأ في صفحة الواقع والتجارب التاريخية وطبيعة العراق وتأريخه. ان العالم ومنذ غزت امريكا العراق في عام 2003 يشهد التدهور الواضح والسريع لمكانة امريكا في العالم وتعرض مشروعها الامبراطوري الاستعماري للتحجيم والتراجع، ووضعه على حافة الانهيار، بفضل انتصارات المقاومة العراقية الباسلة على قوات الاحتلال. لقد نجحت المقاومة العراقية، وهي تخوض المعركة الاعظم ستراتيجيا في عالمنا، في جر امريكا الى مستنقع مميت، اهم سماته الاستنزاف المستمر لقدرات امريكا المادية والنفسية وجعلها عاجزة عن الانتصار او خوض حروب جديدة، وكان ذلك النحاح هو السبب الوحيد في ايقاف تعاقب المخطط الامريكي في الوطن العربي، لتكون سوريا وبقية اقطار الوطن العربي الاهداف القادمة لحروب امريكا. كما ان انتصارات المقاومة العراقية، رغم التضليل الامريكي والايراني، ومحاولات لفت الانظار الى ساحة ثانوية هي لبنان، قد مهدت الطريق لوقوف دول عديدة موقفا صلبا ضد امريكا في امريكا اللاتينية وغيرها، من خلال تعجيز امريكا، رغم كل عظمتها التكنولوجية والعسكرية والمالية، حرمانها من النجاح في استعمار العراق.
واخيرا وليس اخرا فان الموقف الروسي الشجاع الاخير من احداث جورجيا تبلور بمساعدة رئيسية من قبل المقاومة العراقية التي وضعت امريكا امام استزاف هائل جعلها عاجزة عن خوض حرب اخرى، فكيف تستطيع ذلك اذا كان الطرف الاخر قوة عظمى تنبعث من جديد هي روسيا؟

ايها المثقفون العرب
لقد تأنى حزبنا في اصدار بيان حول احداث جورجيا اعتقادا منه بان الاحداث اللاحقة لها ستكشف حجم الضرر الذي لحق بامريكا من جراء غزو العراق والتورط مع المقاومة العراقية الباسلة، والان وبعد مرور وقت كاف فان حزبنا يؤكد بان امريكا قد فقدت فرصتها التاريخية لاقامة نظام استعماري كوني جديد، مستغلة انهيار الاتحاد السوفيتي وسياسة الصين القائمة على تجنب الصدام مع امريكا. لقد بدت امريكا عاجزة حتى عن اطلاق تصريحات قوية ضد روسيا، التي احبطت المؤامرة الامريكية عليها بدفع النظام الجورجي العميل لها للقيام بمهاجمة المدنيين في اوسيتيا الجنوبية وارتكاب مجازر جماعية ضد شعبها والتحرش الوقح بروسيا.
لقد ارادت ادارة بوش ان تستغل احداث جورجيا لدعم موقف الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الامريكية، وتضييق الخناق حول روسيا بتجريدها من المزيد من مناطق امنها القومي الحيوية، ومحاصرتها واجهاض نهضتها الجديدة لمنعها من لعب دور اخذت كل المؤشرات في عهد الرئيس بوتين تقدمها وتؤكدها. لكن روسيا الجديدة، روسيا بوتين ومديفيدف خرجت من مرحلة البحث عن خيار وتيقنت بان امريكا تخطط لتدمير روسيا والحاقها بها وان لا امل في تراجع امريكا عن هذا المخطط، فوجهت روسيا ضربة ستراتيجية ذكية وحاسمة وقوية لامريكا ونفوذها وادواتها في العالم واكدت لكل الشعوب بان امريكا هي حقا نمر من ورق. ان من رأى الرئيس الجورجي العميل وهو يولول كالجرذ المذعور بعد ان ادرك بان امريكا قد خذلته، يرى بدقة ان امريكا قد فقدت المبادرة العالمية الى الابد وان نظاما عالميا جديدا متعدد الاقطاب في طور الولادة.
لقد شعر كل من عول على امريكا وقوتها في معاداة الشعوب ان امريكا اعجز من ان تدافع عن اتباعها ومنهم النظام الجورجي العميل، الذي بلغت تبعيته لامريكا حد ارسال قوات جورجية لمحاربة شعب العراق وارتكاب مجازر ضده مع ان الغزو غير شرعي وغير قانوني! من هنا فان المرحلة القادمة من تطور احداث العالم ستشهد حتما المزيد من التراجع والهزائم الامريكية وانتصار الشعوب الحرة المناضلة وفي مقدمتها الشعب العراقي وشقيقيه الشعب الفلسطيني والشعب الاحوازي البطل والصامد ضد الطغمة الفارسية التوسعية.

ايها الاحرار في العالم
ان حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي اذ يؤكد بان التعجيل بدفع امريكا الى الخلف واجبارها على الانعزال او الانهيار من الداخل، وفي العراق وافغانستان، رهن بدعم روسيا للمقاومة العراقية وتصعيد عملياتها ضد قوات الاحتلال الامريكي، فعبر ذلك فقط تستطيع روسيا، وكل من يقف ضد الاستعمار الامريكي البغيض، ان يتحرر من امكانيات امريكا المادية وعدواناتها. ان المقاومة العراقية الباسلة تستطيع الان، واكثر من اي وقت مضى، تضييق الخناق على امريكا اكثر وتدفعها للانهيار في العراق او الهزيمة فيه. ومما يعجل بتحقيق هذا الهدف النبيل الذي يخدم كل الشعوب الحرة التي تتعرض لغزوات الاستعمار الامريكي، هو دعم روسيا للمقاومة العراقية بالسلاح خصوصا الصنوف المتطورة التي تحيّد الطائرات والدروع.
ان احياء الصداقة التقليدية العراقية الروسية امر ضروري الان للطرفين، فالثورة العراقية المسلحة تستطيع ان تخدم المصالح الستراتيجية الروسية بجعل امريكا تواجه مقاومة اشد في العراق وبذلك تعجز عن تنفيذ الخطط الجديدة ضد روسيا، وروسيا بتقديمها السلاح للمقاومة العراقية تساهم في تحجيم امريكا واجبارها على قبول الهزيمة ليس في العراق فقط بل في العالم اجمع.

يا اصحاب الضمائر الحية في العالم
لقد بلغت وقاحة امريكا واطراف في الاتحاد الاوربي الى حد انها ادانت التدخل الروسي الدفاعي في جورجيا باسم القانون الدولي واحترام سيادة دولة عضو في الامم المتحدة والدفاع عن حدودوها الاقليمية، مع ان امريكا وحلف الناتو تدخلا في يوغسلافيا وقسماها رغم ان قرارت الامم المتحدة كانت ترفض التقسيم! كما ان عنصرية الرئيس الامريكي بوش وصلت حد الغباء المطلق وهو يدين روسيا على اساس ان زمن الغزو قد ولى مع انه غزا العراق ودمره!!! وسط تواطؤ اوربي واضح، دون مبرر واستنادا الى اكاذيب فجة! ان هذه الازدواجية في المعايير لدى الغرب فضحت كل ما كان مخفيا ويمكن الدفاع عنه واصبح الغرب عبارة عن معسكر استعماري صرف لا يحترم القانون والقيم والحقوق بل يتبع مطامعه الاستعمارية ويسخر القانون لخدمتها، وهي حقيقة لم تعد مجهولة بل اصبح كل انسان مهما كان ساذجا يدركها!

ايها المجاهدون العرب
انها فرصة تاريخية اتيحت للقوى القومية والوطنية والاسلامية الحقيقية، في العراق والوطن العربي، لتوجيه ضربات ستراتيجية متعاقبة ومؤثرة لامريكا، ومن يواليها ويدعمها، لاجل حسم الصراع العربي مع امريكا والكيان الصهيوني او تغيير مجراه لصالح الامة العربية، وتلك المهمة تتطلب اقامة علاقات ستراتيجية بين اطراف حركة التحرر العربي وروسيا وكل القوى المناهضة للاستعمار الامريكي، وباسرع وقت وباي صيغة عملية مناسبة تأخذ بنطر الاعتبار حقيقة ان الدول الكبرى تحركها المصالح وليس المبادئ. ان الصراع بين روسيا وامريكا ليس طارئا ولن يكون قابلا للحل، على الاقل لان امريكا تدرك الان، خصوصا بعد الضربة الروسية لجورجيا، بان مشروعها الكوني غير قابل للحياة مالم تضعف روسيا وتحجمها، وربما تقسمها، من هنا وبتأثير هذه الحقيقة فقط ستكون روسيا مضطرة لخوض صراعات جديدة مع امريكا دفاعا عن نفسها ومصالحها وستبحث، رغما عنها، عن تحالفات اقليمية ودولية تدعم مركزها.
لتتجه كل بنادق الشعوب لالحاق الهزيمة الحاسمة بامبراطورية الشر الاعظم امريكا.
عاش نضال كل محبي الحرية والاستقلال في العالم
لتسقط الامبريالية الامريكية.
عاشت المقاومة العراقية الامل الاعظم للامة العربية والانسانسة في دحر الغول الامريكي.

قيادة قطر العراق
مكتب الثقافة والأعلام
بغداد في 1/9/2008

للاطلاع على النظام الداخلي لحزب البعث العربي الاشتراكي

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار