شبكة البصرة
ابو عمار المخضرم
ثوار تموز
قبل ايام ظهر السيد قيس عبد الرحمن عارف على شاشة قناة الشرقية في مقابلة تحدث فيها عن مناقب والده الراحل رحمه الله وبعض ذكرياته عن مرحلة تقلد المرحوم رئاسة الجمهورية.
وبالرغم من انه ذكر بعض الحقائق التي لا نختلف فيها معه الا انه جانب الحقيقة في كثير من ثنايا حديثه وربما كان لذلك اسبابه التي لا تفسير لها الا ان يكون متحيزا او شاهد زور مع سبق الاصرار او محاولة منه لكسب رضا البعض ومنهم عصبة العملاء في المنطقة الخضراء او ربما تجنبا لاتهامه بمناصرة (العهد السابق) وبالتالي شموله بقانون (اجتثاث البعث) الذي شرّعه الاحتلال الامريكي وخدمه الخونة، وخدمة التأريخ وللحقيقة سأذكر بعض الجوانب التي تجاهلها او زوّرها السيد قيس ومن ذلك :
1- أن المرحوم عبد الرحمن عارف لم ينتخب لرئاسة الجمهورية كما ذكر انتخابا حيث لم تكن هناك مؤسسة دستورية لكي تنتخبه وانما فرض فرضا من القادة العسكريين المسيطرين اّّنذاك ومن بينهم سعيد صليبي رحمه الله وطاهر يحيى رحمه الله الذي كوفئ بتعيينه رئيسا للوزراء....
ومعلوم ان الشخص الذي كان الاوفر حظا للرئاسة هو المرحوم عبد الرحمن البزاز _ رئيس الوزراء عند وفاة عبد السلام عارف ولكن (العسكريين) فرضوا عبد الرحمن عارف فرضا لتولي الرئاسة لا لقناعة ذاتية كانت في اعماقهم ولا لمزايا وكفاءة المرحوم بل لسبب اّّخر هو ضمان سيطرتهم ونفوذهم على مقدرات البلاد لمعرفتهم الحقيقية بضعف المرحوم عبد الرحمن واعتقادهم بأنه سيكون اداة بأيديهم وينفذوا رغباتهم وتطلعاتهم أي انهم ارادوه ان يكون كما يقول المثل العراقي (خراعة خضرة) او كما يقول الاخوان المصريون (خيال ماّّتة)
2- رغم ان عهد عبد الرحمن عارف كان افضل بكثير من عهد اخيه عبد السلام الذي اتسم بالطغيان والعنف والحماقة والحقد على البعثيين الذين نصّبوه رئيسا بعد ثورة 14 رمضان العظيمة وغيرهم من الوطنيين والتقدميين الا انه لم يكن كما وصفه السيد قيس خاليا من اعمال الملاحقة والبطش بالقوى الوطنية وكانت السجون تضم كثيرا من المناضلين المعارضين وبخاصة البعثيين.
3- لقد شهد عهد عبد الرحمن عارف اكبر نشاط لشبكات التجسس الصهيونية والامبريالية التي كشفتها وفتتها ثورة السابع عشر من تموز 68 لاحقا وانزلت بعناصرها العقاب الذي تستحق وعلقت جثثهم النتنة في ساحات بغداد بعد محاكمتهم. ولقد وصل نشاط تلك الشبكات التجسسية الى ابواب القصر الجمهوري حيث كانت الساحة المقابلة للقصر تضم ملعب (البولنك) والمقهى الملحق به مقرا ووكرا لتلك الشبكات
4- ان المرحوم اعتمد على كثير من العناصر العميلة للامريكان وغيرهم مثل يوسف ج.م الذي كان يخطط وينسق مع الامريكان لبيع مقدرات العراق ونفطه لشركاتهم وقد ثبت ذالك من خلال الوثائق والمراسلات التي ضبطت بحوزته عند القاء القبض عليه.
5- ان عبد الرحمن عارف رحمه الله لم يتنازل مختارا عن الرئاسة ليلة 17 768 كما ادعى السيد قيس بل انه اجبر على ذالك اجبارا، فلقد كان ينام في غرفته بالقصر الجمهوري عندما اقتحم الثوار ذالك القصر وقد انذر بعد تطويق القصر بوجوب الاستسلام ولكنه رفض ذالك اول الامر فأطلقت قذيفة من احدى الدبابات التي تحاصره تبعتها رشقة من رشاشة دوشكا وجهت الى مكتبه بالذات فأصابت احدى قذائفها الجدار فوق كرسي الرئاسة تماما وبقي هذا الاثر الى ما بعد انتصار الثورة للذكرى.... وعندها ادرك بأن لا نجات له الا بالاستسلام فأعلن ذلك فتم تسفيره بحراسة بعض الرفاق البعثيين وهم احياء يرزقون الى تركيا رغبة من الثوار بأن تكون ثورتهم كما ارادوها بيضاء
6- طوال اقامته في تركيا كانت تصرف له المخصصات المجزية من رئاسة الجمهورية مباشرة واستمر ذالك حتى قدومه الى بغداد لاحقا وكان في تركيا يعيش مع عائلته في بحبوحة اغنته عن اية مساعدة من الاخرين وهذا خلاف ما ذكره السيد قيس بأن والده كان يعيش على راتبه التقاعدي. ولو فرضنا ذالك جدلا الا يدل هذا على سماحة الثورة والتزامها بالقانون الذي يحتم صرف الراتب التقاعدي حتى لاعدائها او ضحاياها؟ وهل يمكن مقرنة ذالك بما يجري اليوم في العراق من الجرائم التي يرتكبها مطايا الامريكان ومنها حرمان الموظفين والعسكريين من رواتبهم التقاعدية؟ ولا بد ان اشير هنا الى ان الرواتب التقاعدية لكل الموظفين كبارا وصغارا من المعادين وحتى الذين اعدموا بسبب تأمرهم كانت تصرف لهم او لعوائلهم كاملة بأعتبارها حقا انسانيا وقانونيا لا يمكن تجاوزه كما يفعل حكام العراق الخونة هذه الايام
7- بعد عودة المرحوم عبد الرحمن عارف الى العراق استقبل بأحترام كبير وعومل كرئيس سابق وخصص له راتب كبير يفوق رواتب اعضاء مجلس قيادة الثورةوكان يمنح علاوة على ذالك مبالغ كبيرة في الاعياد والمناسبات اضافة الى منحه السيارات التي تخصص للقياديين وكانت السيارة التي يستخدمها الى يوم 942003 من نوع مرسيدس غواصة.
وكان رحمه الله يدعوه لحضور المناسبات والاحتفالات الوطنية ويكون مكانه في الصفوف الاولى مع كبار المسؤلين وكمثل على ذالك مشاركته في الحفل الكبير الذي اقيم بعد يوم الزحف الكبير في 15-10-2002 يوم الاستفتاء الشعبي على رئاسة الشهيد الخالد صدام حسين، وصوره التلفزيونية والفوتوغرافية شاهد على ذلك ولو كانت قناة الشرقية منصفة وموضوعية لابرزت تلك الصور وهي حتما موجودة في ارشيفها ولقد نشرت صحف كثيرة بعض تلك الصور بعد اعلان وفاة المرحوم عبد الرحمن ومنها جريدة النهار اللبنانية في عددها المرقم (23101) والمؤرخ في 25-8-2007 وطيا تلك الصورة
8- اما ما لم يذكره السيد قيس عن نفسه وعن مكانته طيلة الفترة التي سبقت الاحتلال البغيض على عهد البعث وقائده الشهيد الخالد فهو كثير وبأختصار شديد اقول
ابو عمار المخضرم
ثوار تموز
قبل ايام ظهر السيد قيس عبد الرحمن عارف على شاشة قناة الشرقية في مقابلة تحدث فيها عن مناقب والده الراحل رحمه الله وبعض ذكرياته عن مرحلة تقلد المرحوم رئاسة الجمهورية.
وبالرغم من انه ذكر بعض الحقائق التي لا نختلف فيها معه الا انه جانب الحقيقة في كثير من ثنايا حديثه وربما كان لذلك اسبابه التي لا تفسير لها الا ان يكون متحيزا او شاهد زور مع سبق الاصرار او محاولة منه لكسب رضا البعض ومنهم عصبة العملاء في المنطقة الخضراء او ربما تجنبا لاتهامه بمناصرة (العهد السابق) وبالتالي شموله بقانون (اجتثاث البعث) الذي شرّعه الاحتلال الامريكي وخدمه الخونة، وخدمة التأريخ وللحقيقة سأذكر بعض الجوانب التي تجاهلها او زوّرها السيد قيس ومن ذلك :
1- أن المرحوم عبد الرحمن عارف لم ينتخب لرئاسة الجمهورية كما ذكر انتخابا حيث لم تكن هناك مؤسسة دستورية لكي تنتخبه وانما فرض فرضا من القادة العسكريين المسيطرين اّّنذاك ومن بينهم سعيد صليبي رحمه الله وطاهر يحيى رحمه الله الذي كوفئ بتعيينه رئيسا للوزراء....
ومعلوم ان الشخص الذي كان الاوفر حظا للرئاسة هو المرحوم عبد الرحمن البزاز _ رئيس الوزراء عند وفاة عبد السلام عارف ولكن (العسكريين) فرضوا عبد الرحمن عارف فرضا لتولي الرئاسة لا لقناعة ذاتية كانت في اعماقهم ولا لمزايا وكفاءة المرحوم بل لسبب اّّخر هو ضمان سيطرتهم ونفوذهم على مقدرات البلاد لمعرفتهم الحقيقية بضعف المرحوم عبد الرحمن واعتقادهم بأنه سيكون اداة بأيديهم وينفذوا رغباتهم وتطلعاتهم أي انهم ارادوه ان يكون كما يقول المثل العراقي (خراعة خضرة) او كما يقول الاخوان المصريون (خيال ماّّتة)
2- رغم ان عهد عبد الرحمن عارف كان افضل بكثير من عهد اخيه عبد السلام الذي اتسم بالطغيان والعنف والحماقة والحقد على البعثيين الذين نصّبوه رئيسا بعد ثورة 14 رمضان العظيمة وغيرهم من الوطنيين والتقدميين الا انه لم يكن كما وصفه السيد قيس خاليا من اعمال الملاحقة والبطش بالقوى الوطنية وكانت السجون تضم كثيرا من المناضلين المعارضين وبخاصة البعثيين.
3- لقد شهد عهد عبد الرحمن عارف اكبر نشاط لشبكات التجسس الصهيونية والامبريالية التي كشفتها وفتتها ثورة السابع عشر من تموز 68 لاحقا وانزلت بعناصرها العقاب الذي تستحق وعلقت جثثهم النتنة في ساحات بغداد بعد محاكمتهم. ولقد وصل نشاط تلك الشبكات التجسسية الى ابواب القصر الجمهوري حيث كانت الساحة المقابلة للقصر تضم ملعب (البولنك) والمقهى الملحق به مقرا ووكرا لتلك الشبكات
4- ان المرحوم اعتمد على كثير من العناصر العميلة للامريكان وغيرهم مثل يوسف ج.م الذي كان يخطط وينسق مع الامريكان لبيع مقدرات العراق ونفطه لشركاتهم وقد ثبت ذالك من خلال الوثائق والمراسلات التي ضبطت بحوزته عند القاء القبض عليه.
5- ان عبد الرحمن عارف رحمه الله لم يتنازل مختارا عن الرئاسة ليلة 17 768 كما ادعى السيد قيس بل انه اجبر على ذالك اجبارا، فلقد كان ينام في غرفته بالقصر الجمهوري عندما اقتحم الثوار ذالك القصر وقد انذر بعد تطويق القصر بوجوب الاستسلام ولكنه رفض ذالك اول الامر فأطلقت قذيفة من احدى الدبابات التي تحاصره تبعتها رشقة من رشاشة دوشكا وجهت الى مكتبه بالذات فأصابت احدى قذائفها الجدار فوق كرسي الرئاسة تماما وبقي هذا الاثر الى ما بعد انتصار الثورة للذكرى.... وعندها ادرك بأن لا نجات له الا بالاستسلام فأعلن ذلك فتم تسفيره بحراسة بعض الرفاق البعثيين وهم احياء يرزقون الى تركيا رغبة من الثوار بأن تكون ثورتهم كما ارادوها بيضاء
6- طوال اقامته في تركيا كانت تصرف له المخصصات المجزية من رئاسة الجمهورية مباشرة واستمر ذالك حتى قدومه الى بغداد لاحقا وكان في تركيا يعيش مع عائلته في بحبوحة اغنته عن اية مساعدة من الاخرين وهذا خلاف ما ذكره السيد قيس بأن والده كان يعيش على راتبه التقاعدي. ولو فرضنا ذالك جدلا الا يدل هذا على سماحة الثورة والتزامها بالقانون الذي يحتم صرف الراتب التقاعدي حتى لاعدائها او ضحاياها؟ وهل يمكن مقرنة ذالك بما يجري اليوم في العراق من الجرائم التي يرتكبها مطايا الامريكان ومنها حرمان الموظفين والعسكريين من رواتبهم التقاعدية؟ ولا بد ان اشير هنا الى ان الرواتب التقاعدية لكل الموظفين كبارا وصغارا من المعادين وحتى الذين اعدموا بسبب تأمرهم كانت تصرف لهم او لعوائلهم كاملة بأعتبارها حقا انسانيا وقانونيا لا يمكن تجاوزه كما يفعل حكام العراق الخونة هذه الايام
7- بعد عودة المرحوم عبد الرحمن عارف الى العراق استقبل بأحترام كبير وعومل كرئيس سابق وخصص له راتب كبير يفوق رواتب اعضاء مجلس قيادة الثورةوكان يمنح علاوة على ذالك مبالغ كبيرة في الاعياد والمناسبات اضافة الى منحه السيارات التي تخصص للقياديين وكانت السيارة التي يستخدمها الى يوم 942003 من نوع مرسيدس غواصة.
وكان رحمه الله يدعوه لحضور المناسبات والاحتفالات الوطنية ويكون مكانه في الصفوف الاولى مع كبار المسؤلين وكمثل على ذالك مشاركته في الحفل الكبير الذي اقيم بعد يوم الزحف الكبير في 15-10-2002 يوم الاستفتاء الشعبي على رئاسة الشهيد الخالد صدام حسين، وصوره التلفزيونية والفوتوغرافية شاهد على ذلك ولو كانت قناة الشرقية منصفة وموضوعية لابرزت تلك الصور وهي حتما موجودة في ارشيفها ولقد نشرت صحف كثيرة بعض تلك الصور بعد اعلان وفاة المرحوم عبد الرحمن ومنها جريدة النهار اللبنانية في عددها المرقم (23101) والمؤرخ في 25-8-2007 وطيا تلك الصورة
8- اما ما لم يذكره السيد قيس عن نفسه وعن مكانته طيلة الفترة التي سبقت الاحتلال البغيض على عهد البعث وقائده الشهيد الخالد فهو كثير وبأختصار شديد اقول
انه كان من المقربين وكان منتميا الى تنظيم الحزب القائد ومحل ثقة المسؤلين كبارا وصغارا وكان يعمل ضابط طيار غير مقاتل وكثيرا ما كان يكلف بقيادة الطائرات من نوع (انتينوف) لنقل المسؤلين الكبار داخل العراق وخارجه ومن ذالك ما عايشته شخصيا عندما قام السيد قيس بقيادة الطائرة التي اقلت القائد المؤسس ميشيل عفلق رحمه الله الى الموصل ذهابا وايابا لحضور حفل جامعتها العتيدة حيث كنت بمعية الاستاذ القائد الؤسس.
ختاما اود ان اشكر السيد قيس على ظهوره على قناة الشرقية لانه اتاح لنا فرصة اظهار بعض الحقائق التأريخية التي لا يعرفها الكثيرون وخاصة شبابنا الناهض املنا في التحرير والنصر انشاءالله وان ادعو العزيز القدير بأن يتغمد المرحوم عبد الرحمن عارف برحمته وغفرانه وهو في مثواه الاخير بين شهداء الجيش العراقي الباسل في منطقة المفرق.
اخيرا اتوجه بهذا السؤال الى السيد قيس راجيا ان يكون الجواب نابعا من ضميره فأقول بعد ان استحلفه بالعلي العظيم :- لو لقي والدك المرحوم ربه في عهد الشهيد الخالد ابو عدي كيف ستكون مراسم تشييعه حينئذ وهل سيوارى الثرى بالصورة المتواضعة التي حدثت بعيدا عن وطنه الام؟؟؟
ختاما اود ان اشكر السيد قيس على ظهوره على قناة الشرقية لانه اتاح لنا فرصة اظهار بعض الحقائق التأريخية التي لا يعرفها الكثيرون وخاصة شبابنا الناهض املنا في التحرير والنصر انشاءالله وان ادعو العزيز القدير بأن يتغمد المرحوم عبد الرحمن عارف برحمته وغفرانه وهو في مثواه الاخير بين شهداء الجيش العراقي الباسل في منطقة المفرق.
اخيرا اتوجه بهذا السؤال الى السيد قيس راجيا ان يكون الجواب نابعا من ضميره فأقول بعد ان استحلفه بالعلي العظيم :- لو لقي والدك المرحوم ربه في عهد الشهيد الخالد ابو عدي كيف ستكون مراسم تشييعه حينئذ وهل سيوارى الثرى بالصورة المتواضعة التي حدثت بعيدا عن وطنه الام؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق