الخميس، سبتمبر 04، 2008

المشهداني ولقائه المثير



ضحى عبد الرحمن ـ كاتبة عراقية
Wednesday 03-09 -2008
بعد أن استمعنا إلى اللقاء ألتلفازي المثير الذي عقده رئيس ما يسمى بالبرلمان العراقي مع العربية وتضمن مسخ الكلام أو ماسماه شاعرنا الشعبي قيطان الكلام, تذكرت طريفة تتعلق بأحد السياسيين العراقيين فقد شوهد من قبل بعض مستشاريه يلعب القمار مع حمار فاستغربوا واستهجنوا هذا الفعل المشين, ولكن السياسي باغتهم بسرعة ليبدد عنهم الاستغراب بقوله" هذا الذي لا يعجبكم غلبني مرتين" لا اعرف أن كان السياسي من السلطة التشريعية أو التنفيذية في العراق المحتل؟اللقاء جاء بعد أن خرج رئيس البرلمان محمود المش هداني من المستشفى في عمان حيث أجريت له عملية جراحية لم يعلن عنها في أي مقطع من جسمه الرشيق, ولكن كما يبدو من اللقاء إنها كانت في تلافيف الدماغ! وربما كان ما يزال تحت تأثير البنج أو الاستشفاء عندما عقد اللقاء, فمن المعروف أن الحمى تضرب على العقل فتقبضه وتؤدي إلى إسهال حاد في الكلام, وهذه الأعراض كانت بادية على محيا رئيس البرلمان وهو يتحدث بعصبية مع مذيعة بدت بهدوئها وتوازنها وتعقلها أصلح من المشهداني بإدارة البرلمان! ومن سنحت له الفرصة لمشاهدة اللقاء ستتوفر له الفرصة للحكم على بقية أعضاء البرلمان العراقي منطلقا من القول المأثور إذا كان رئيس البرلمان بالدف ناقرا فشيمة أعضائه البزخ والهز, فأعضاء البرلمان لا يقلون سخرية ومهزلة عن رئيسهم التحفة. ومن الصدف أن يكون اللقاء جاء متزامنا مع إطلالة شهر رمضان وكانت فرصة طيبة للمشهداني لأن يقدم تهانيه للشعب العربي والعراقي من خلال اللقاء سيما انه فلت سالما من قبضة ملك الموت! ولأنه من الحجاج الدائمين إلى الكعبة المشرفة على نفقة البرلمان شانه شأن بقية الشرذمة من النواب, فقد توقعنا أن يلتزم بالحد الأدنى من الأخلاق واللياقة والكياسة التي تناسب منصبه من جهة وتتوافق مع حرمة الشهر المبارك, ولكنه ضيع المشيتين! فهو لم يتصرف كرئيس برلمان ولا كحامل شهادة دكتوراه ولا كرجل بلغ من العمر أرذله ولا كحاج لبيت الله ولا كمسلم يحترم هذا الشهر المبارك.نحمد الله أن يكون اللقاء قد تم عبر الفضائية العربية ذاتها التي دافعت عن النظام الديمقراطي للعظم بضراوة تتماشى مع الضغوط الأمريكية والإسرائيلية والكويتية, وان البث غطى جميع دول العالم لتطلع شعوب العالم على العقلية التي تحكم الشعب العراقي وتشهد رئيس أكبر سلطة في العراق وهو يفرغ معدته على مشاهدي العربية, ويتطلعوا بأنفسهم على المستوى الضحل من الثقافة والوعي والأخلاق التي تميز رئيس برلماننا.اللقاء كان للعالم أشبه بمقطع من مسرحية ساخرة كتلك المسرحيات السوقية التي يشهدها عالمنا العربي المتحضر, ولكنها تراجيديا و مأساة حقيقية للشعب العراقي الذي يرزح تحت ظلال هذه الزمرة المجرمة التي تتلذذ بدماء العراقيين وتستبيح أعراضهم وثرواتهم وتعبث بأمنهم وحاضرهم ومستقبلهم.الرجل كان يتصرف كفرس انحرف عن سباق الخيل وراح يرفس كل من يتقرب منه, فقد تهجم على أسياده الأمريكان والحكومة التي يمثلها وعلى إسرائيل التي صاغت الدستور الذي يعمل به برلمانه وعلى العرب والشعب العراقي وعلى الفضائيات وعلى المذيعة نفسها.وكان يجيب على أسئلة لم تطرحها المذيعة عليه ويهذي في ما طرح عليه وفق نظرية" عرب وين طنبورة وين" وكانت صيغة الانفعال ظاهرة وغير مبررة وكأننا نشهد مصارعة ثيران وليس لقاء سياسي يوضح مجريات الأمور في العراق أو ألقاء الضوء على الاتفاقية الأمنية المزمع عقدها مع قوات الاحتلال أو رؤية البرلمان للمرحلة القادمة. لقد اثبت رئيس البرلمان العراقي بأن شهادته العلمية (الدكتاتوراة ) لا تقل قوة وديناميكية عن شهادات سوق مريدي, وربما البعض من حملة شهادات سوق مريدي له من الخبرة والمعرفة ورباط الجأش ما يتفوق به على المشهدانينحمد الله أن اللقاء لم يكن مباشرا وإلا لكان انتهى بعاقبة لا تحمد عليه, ولكانت المذيعة في خبر كان, دون أن تتاح لها الفرصة لتلاوة الشهادة وتودع المحطة ومشاهديها الأعزاء على أمل لا لقاء قادم. نهنأ مقدمة البرنامج ونقول لها رمضان كريم وحمد الله على السلامة ولكونك عراقية أي من أهل الدار فأنك تتفهمين الوضع جيدا, وقد شهدت بأم عينك المناخ الديمقراطي الذي وفره رئيس البرلمان خلال اللقاء الساخن لحد الغليان.ونقترح على الفضائية العربية بأن توزع نسخ من هذا اللقاء الحميم على البرلمانات العربية والأجنبية لما تضمنه من رؤية صادقة لطبيعة الأوضاع الجارية في العراق في ظل الديمقراطية الأحتلالية, مع نسخ أخرى إلى الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والبرلمان الأوربي ونسخة بطبعة راقية إلى الرئيس بوش ومجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين, وأخيرا نسخة إلى الطبيب الذي قام بالعملية الجراحية للمشهداني ليدرك العوارض الجديدة الناجمة عن العملية ويعلم المشاهدين فيما إذا كانت العملية فاشلة أم إن الأعراض طبيعية ستزول مع زوال الاحتلال.

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار