الاثنين، ديسمبر 01، 2008

قراصنة البحار و قچغچية البر


كتابات - عشتار العراقية

إذا اردت أن تفهم حالة العراق، ادرس حالة الصومال، وإذا اردت ان تفهم حالة الصومال، ادرس حالة اثيوبيا، وإذا اردت ان تفهم إثيوبيا ، لابد أن تدرس حالة ارتريا، وحتى تفهم كل هذا لابد أن تدرس حالة التدخل الصهيوني والأمريكي والصيني والإيراني والأوربي في القرن الأفريقي، وحتى تفهم القرن الأفريقي، ادرس حالة أوباما اللي كان أصله (بالصدفة) من كينيا ياللعجب وهي جارة الصومال الغربية. وقد جاء انتخاب أوباما الكيني أيضا بالصدفة، في الوقت الذي تبحث فيه الولايات المتحدة عن سبب لإقناع الدول الأفريقية لإستضافة مكان لمركز القيادة الأمريكي في أفريقيا AFRICOM ، قرب منابع النفط، قرب منابع النيل، قرب باب المندب المؤدي من ناحية الى قناة السويس، ومن ناحية الى المحيط الهندي، ممر ناقلات النفط العملاقة، وياللصدف ايضا قرب جزيرة سوقطرة اليمنية المشرفة على باب المندب اللي أمريكا حاطة عيونها عليها من زمان، لاستئجارها او احتلالها كما فعلت في جزيرة دياغو غارسيا في المحيط الهندي أيضا، (بالمناسبة تقول مصادري ان السفير الأمريكي في اليمن يقضي في سوقطرة الساعات الطوال للغوص والبحث عن الشعب المرجانية) وإذا هيمنت أمريكا على مضيق هرمز من الشرق ومضيق باب المندب من الغرب، تكون قد أمسكت بيديها الشريفتين أهم طريق للتجارة ، ونقل الطاقة في العالم.

دخلت غرفة العمليات في سردابي تحت أرض "كتابات" وفرشت خريطة العالم على المنضدة والكثير من المصادر.

جلست اقرأ مئات الصفحات، ولكني لن أثقل عليكم . القصة باختصار، ان الصومال كانت عبارة عن قبائل واقعة تحت احتلالين بريطاني وايطالي كما كانت ثمة اجزاء من الصومال مقتطعة من قبل دول مجاورة هي كينيا واثيوبيا وجيبوتي.

ولكن لما اخذت استقلالها من الاحتلالين في 1960 ، ظلت في حالة تشرذم قبائلي حتى تولى الحكم الدكتاتور محمد سياد بري في 1969 الذي عمل على توحيد البلاد والقبائل بالقوة وبالحديد والنار كما حارب اثيوبيا لارجاع بعض الاراضي المحتلة منها، ونشر التعليم وأدخل الصومال كدولة موحدة في عضوية الجامعة العربية. ولكن گبت العيطة عليه على اساس حقوق الانسان والدكتاتورية وإبادة الإنفصاليين، ونجح انقلاب عام 1991 في إسقاطه ، وقامت حرب أهلية وعادت البلاد ستين سنة الى الوراء، الى حالتها البدوية القبائلية، وأعلنت الاقاليم الانفصال منها اقليم (صومال لاند ، بلغتنا الاسيوية صومال ستان) في شمال البلاد (صدفة لا أكثر) ومنه انفصل اقليم آخر سمى نفسه (بونت لاند يعني بونت ستان بواو واحدة وليس بوونت)، كل هذا لأن بعض الشعوب تحب ان تكون (مكونات) موز وليس دولا قوية محترمة.

الان عندك في الصومال حكومة لا تحكم سوى العاصمة مقديشو يسندها احتلال إثيوبي تسنده القوة الأمريكية، وهناك مقاومة اسلامية، واقليمان منفصلان. وفي كل هذه المناطق وخارجها قبائل متناحرة وأمراء حروب يتقاتلون من أجل السيطرة والمكاسب. ومن اقليم بونت ستان خرج قراصنة البحار. فحين تنتفي الدولة المدنية، يعود الشعب الى بداوته، فيصبح مجرد قبائل تعيش بالغزوات والنهب والسلب، ويتحول المواطن الى قرصان بحر او قچغچي بر حسب طبيعة منطقته، اذا كانت على حدود بحرية او برية.

( في عام 2001 تمكن صيادون محليون في سواحل "بونت لاند" شمال شرقي الصومال، من خطف أول سفينة صيد أجنبية، وتسلموا مقابل إطلاق سراحها فدية مالية بلغت 500 ألف دولار.

وعقب العملية أنشأ منفذوها فندقين ضخمين وسط مدينة جروي، عاصمة بونت لاند، ليتركوا ورءاهم مهنة الصيد والقرصنة. تلك العملية الناجحة أغرت صيادين آخرين لخوض البحر بحثا عن سفينة أجنبية تبحر قبالة الصومال، وبالفعل تم آنذاك خطف العديد من السفن، وجنى الصيادون أموالا طائلة مقابل إطلاق سراحها.

وبرغم الأموال الكثيرة التي يجنيها القراصنة فإن إنفاقهم غالبا لا يتجاوز شراء المنازل والسيارات الفاخرة وتعاطي القات.

ويسكن القراصنة الأحياء الراقية في مدينتي "جروي" و"غالكعيو" بولاية "بونت لاند"، الأمر الذي جعل حلم كثير من الفتيات الزواج من قرصان.

وبحسب شهود عيان في منطقة حرطيري، فإن "عشرات الشبان، بينهم أمراء حرب، وصلوا المدينة من المناطق الأخرى بما فيها مقديشو من أجل الانضمام للقراصنة") – منقول

وهكذا ازدهرت مدن القراصنة ونشأت تجارات وصناعات قامت على تزويد القراصنة بالطعام والمؤن من أجل الرهائن . واصبح للقراصنة وكلاء يمتدون من الهند الى دبي يزودونهم بالمعلومات عن السفن الصالحة للاختطاف مقابل نسبة كريمة من اموال الفدية.
وبعمليات الاختطاف الأخيرة، يصل عدد الأحداث المماثلة، التي يشهدها شرق إفريقيا من جانب قراصنة صوماليين في المحيط الهندي وخليج عدن، إلى 95 عملية قرصنة هذا العام ما يعد رقما قياسيا، بعد أن كانت 31 العام الماضي و10 فقط في العام الذي سبقه.

وآخر العمليات الضخمة كان خطف الناقلة السعودية "سيريوس ستار" البالغ طولها 330 مترا والمحملة بمليوني برميل نفط خام وسط المحيط الهندي على مسافة أكثر من 800 كم جنوب شرق مدينة مومباسا في كينيا في عملية غير مسبوقة. والفدية المطلوبة 25 مليون دولار.

يأتي ذلك في الوقت الذي يرفض فيه حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالتدخل لتحرير الناقلة السعودية المختطفة، وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى القرار رقم 1838 في السابع من الشهر الماضي حول إمكانية القيام بعملية بحرية عسكرية لمكافحة القرصنة.

وكانت عدة جهات قد حذرت من تنامي ظاهرة القرصنة في القرن الإفريقي، آخرها الدراسة التي أعدها معهد أبحاث "شاتام هاوس" البريطاني الشهر الماضي، والذي حذر في دراسته من إمكانية ارتباط القرصنة بالحركات الإرهابية.

**
يسأل احد الكتاب الأمريكان : ماهو الفرق بين استيلاء جورج بوش على العراق واستيلاء القراصنة الصوماليين على الناقلة السعودية؟
الجواب: حوالي 4 الاف ترليون برميل نفط
++

أين الأصابع المريبة؟

القرن الافريقي يقع في شرق افريقيا ويضم جغرافيا : الصومال وجيبوتي واريتريا واثيوبيا ، وسياسيا يضم القرن الافريقي ايضا السودان وكينيا واوغندا وتنزانيا وغيرها.

الموقع الإستراتيجي الهام للمنطقة، يجعل من يتحكم فيه يهيمن على عدة منافذ بحرية هامة هي: البحر الأحمر، والبحر الأبيض، وقناة السويس، وخليج عدن، والمحيط الهندي، وبالتالي يتحكم في طرق التجارة الدولية وطرق نقل النفط من الخليج العربي إلى أوروبا الغربية والولايات المتحدة، وبما ان المنطقة تشتمل على غالبية دول حوض نهر النيل، فسوف يمكن التحكم ايضا في منابع نهر النيل.

وأدى اكتشاف النفط داخل المنطقة (السودان و غيرها) إلى زيادة الاهتمام الدولي بها؛ وزيادة بؤس الدول بسبب استمرار الصراعات الداخلية والحدودية بتشجيع من القوى الكبرى الطامعة.

وبات التنافس الدولي داخل منطقة القرن الإفريقي واضحًا خلال مرحلة ما بعد الحرب الباردة، خاصة بين الولايات المتحدة والصين وايران واسرائيل والاتحاد الأوروبي.

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار