د.عمر الكبيسي
إلى الذين شُلَّت ألسنتهم اليوم بعد أن أصمتوا الأسماع بضجيج وطنيتهم ودعوى عراقّيَّتهم بالأمس.
إلى الذين كنَّا نصلَّي على أذيال جِببِهم ونردُّدُ بخشوع ٍ تراتيل أدعيتهم ونجواهم آناء الليل وأطراف النهار في الماضي القريبُ، إلى حملة فكر الفقيه إبن تيمية والداعية الشهيد حسن البنا من قيادات الحزب الأسلامي والتيار السلفي كفخامة طارق الهاشمي ومعالي د.محمود المشهداني ألذين كانوا يعتبرون وجودهم في المنطقة الخضراء جهاد ثغور وقتال نسور، وتثبيت حضور، ودفع ٍ للمكارة والشرور. فإذا بهم وجوه كاسرةٌ على أهليهم، وألبابٌ فاسدةُ في عقيدتهم، وأذنابٌ مأجورون لجيوبهم، جباة أجور، وجمع شرور، بفكرٍ مبتورٍ، وسيف ٍ مكسور.
وإلى الذين كانوا بالأمس يرتلَّون (أشداء على الكفار، رحماء بينهم) أصبحوا اليوم ينشدون( وداعا ً للسلاح هيا للإنبطاح) هكذا يريدها الشيخ خلف عليَّان بعد أن تمكَّن من تمرير إتفاقية لاذكر فيها من بعيد أو قريب لفعل المقاومة على العكس من ذلك تكيل لهم الوعيد والتهديد والتنديد.
إلى اليساريين والشيوعيين الذين كانت جموع سجنائهم بالأمس تهتف بوجه السجَّانين : ( أرضنا أيها الأباة حرروها من الغزاة وستصفوا لنا الحياة )، هل ذهبت تلك الجموع من أجل ان يصوَّت حميد موسى ومهدي الحافظ وكتلتهم على إتفاقية تقول : ( أرضنا أيها الغزاة طهرهوها من الأباة لكلينا تصفوا الحياة ).
إلى الساسة العروبين المخضرمين كالباججي والبدري وعلاوي أي عروبة لها انتم تدّعون بعد التوقيع وأي انتماءٍ الى أنسابٍ بها كنتم تفتخرون؟، وأي ماض ٍ وتاريخ ٍ به تتشبّثون؟.
وإلى المعمّمين كالصغير و جمال الدين والناصري والنعمة والعطية ماذا تعني عمائمكم لنا اليوم؟ أهي فعلا ًعمائم انتساب لبيت النبي(ص) أو شعيرة دين؟ أم عمائم خبثٍ وتنكر شياطين؟.
أما حزب الدعوه الذي يقول مُنظّره ومستشار دولة المالكي حيدر العبادي :
(أميركا كانت ثورهائج بعد 11سبتمبر، ركبنا على ظهره وأسقطنا بها صدّام)، فإذا بأمريكا اليوم تُسقِطهُ وحزبهُ من ظهرها لتطأه أقدام الثور الهائج يستنجد ببقائها خوفاً من أن تناله أكف الأباة.هذا الحزب الذي أغرى بخطابه الإسلامي الدَعوّي مئات الشباب والمثقفين في العقود القريبة الماضية ودفع بهم الى الموت من أجل حكومة الأسلام التي يترأسها اليوم دولة المالكي تحت مظلة وحماية الأميركان.
لا خطاب لي للسيد الحكيم ومجلسه ولا للرئيس الطالباني والرئيس مسعود فهولاء جائوا وكانوا ومازالوا كاشفي رؤوسهم ومقصَّرين جزء من المشروع الأمريكي وسلاطين لإقاليمه الموعودة، فهم قبل أن يوقعوا الإتفاقية كانوا قد أنحدروا من موقع الصفر الى ما دونه في معايير الوطنية العراقية.
أما أنت ياسيد الحوار يا د.صالح المطلك والذي ملئت الأسماع خطاباتك الوطنية وتهديداتك المعارضة وتنديداتك بالمالكي وحكومته والتقسيم والفدرالية والدستور واتفاقيات النفط و الإتفاقية الأمنيّة لغاية أيام قليلة من توقيعك المشؤوم عليها لا نملك من تعليل ولا تعليق على موقفكم الجديد الأ مقولة قيصر الشهيرة التي كثيراً ما استشهدت بها بوجه الأخرين أيام المعارضة:
(حتى أنت يابروتس ! فليمت قيصر).
إلى كل الذين خيُّروا وجيُّروا، وفسرَّوا وبرَّروا، وقرَّروا ومرَّروا، لقد سقطتم وخسرت
وانكشف أمركم وانفضح سرَّكم.
قلنا لكم قبل توقيعكم، الأتفاقية حدٌ فاصلٌ بيننا وبينكم، أنصتوا اليوم لنداء أخر من الذين أسميتمّوهم بحملة السلاح( ولهم شرف حمله) لأنكم غير قادرين بعد توقيعكم أن تسمُوهُم بالمقاومة التي لم تعدَّها إتفاقيتكم مشروعة، أنصِتوا لنِداء المقاومين ،تمعنوا فيه جيداً، فقد أُعذر من أنذر!.
05 كانون الأول، 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق