الأحد، نوفمبر 30، 2008

إقرارُ الإتفاقية: جَريمةٌ كُبرى وَخِيانةٌ عُظمى

/ أميرُ الجيشِ الإسلاميُ في العراق /
29 Nov 2008
بسم الله الرحمن الرحيم
إقرار الاتفاقية: جريمة كبرى وخيانة عظمى
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أما بعد:فقد استكمل البرلمان الخيانة على أصولها في تمرير الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية ليرتكبوا بذلك معصية كبرى وجريمة عظمى ومؤامرة على الدين والشعب والوطن، غير عابئين بجميع الأصوات الرافضة لذلك من فتاوى العلماء وبيانات المجاهدين وتحذيرات السياسيين وأصوات الجماهير الغاضبة كل ذلك لمصالح وهمية شخصية وحزبية لمن ساهم في تمريرها، (تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ)،إن ما حصل هو مكافئة للاحتلال على قتل أكثر من مليون وتهجير الملايين من العراقيين ومظالم لا تحصى ودمار للبلاد إلى عقود قادمة وهدر لحقوق الشعب طيلة فترة الاحتلال لما مضى وما هو آت، ومصادرة للثروات، وبيع للبلاد بتجارة خاسرة ووعود خائبة (كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) وأما التعويضات عن الدمار الذي حل بالبلاد والعباد فيراد لها أن تذهب أدراج الرياح، وقد رآى الناس جميعا الثمن الباهض لضحايا حادثة لوكربي،وهو مكافئة لإيران فإن المالكي لا يمكن أن يوقع إلا بإذنها، وأما جعجعة بعض من يقول برفضها من إيران فهي تقية سياسية ومكر إعلامي وحسب، ومقصود إيران بسط هيمنتها وتوسيع نفوذها على حساب العراق ودول المنطقة.ولم يكتف البرلمانيون بتمرير الاتفاقية الأمنية فحسب!!! بل الإطار الاستراتيجي الذي يتضمن ما هو أسوأ من الاتفاقية الأمنية التي أعلن عن بعضها ويتضمن بنودا دبلوماسية وثقافية واجتماعية وصحية وتنموية وغير ذلك، وكل هذا لم يناقشه مجلس النواب، بل إن الاتفاقية نفسها لم تكن نسختها الأخيرة هي التي وصلت إلى النواب في مجلسهم بل هي نسخة مموهة وسيكشف هذا الأمر عاجلا غير آجل، وما الفائدة من مناقشة موضوع تم بحيث لا يُزاد عليه ولا يُنقص منه وما فائدة قراءات لأمر تم اتخاذه سلفا، فإن التفاوض مالم يكن نديا على أساس التكافؤ فلن يؤتي أكله، وإن الكلام والشعارات إن لم يكن لها أي أثر فما هي إلا هذر ومضيعة وقت. إن تمرير الاتفاقية تجريم لكل مقاومة حتى لو كانت سلمية!!! فما أسهل أن توضع تحت لافتة "الارهاب" الذي لا تعريف له أو الخروج على "القانون" الهلامي الذي لا حدود له، إنه تجريم للمقاومة التي بسبب قوتها وبأسها حصل أصحاب الكراسي على مقاعدهم، فلولا ضغط المجاهدين على أمريكا وتعثر المشروع الأمريكي في نقطة انطلاقه لما شكلت أمريكا حكومة ولا صنعت برلمانا كما صرح بذلك الجلبي وغيره، وإن تسمية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية بغير اسمهما لن يغير من الأمر شيئا حتى يعود الحليب في الضرع وإن العبرة بالحقائق لا بالأسماء فقط ولو كانت القضية تغيير الاسم فحسب لغُيّرت الدنيا إلى جنة عدن بتغيير اسمها، وليسمع الجميع قول رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِى الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنِّيَاتِ يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ وَيَجْعَلُ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ]. للتذكر والتدبر..وأما ما قيل ويقال من دعاوى الاستقلال والسيادة فدون ذلك خرط قتاد فإن أدنى معاني الاستقلال أن تحرر البلاد من كل أنواع الاحتلال ودون ذلك ترهات وظنون لا أصل لها في الحقيقة ولا رصيد لها من الصحة والواقعية، وقد علمتنا التجارب مع قوى الاحتلال أن وعود المحتلين لا يوثق بها ما دام جنودهم يحتلون شبرا من بلادنا، فالعدو يريد فترة راحة ليرتب أوراقه ويعيد رسم سياساته وتنسيق أولوياته، ولا تزال التجارب مع الاحتلال الفرنسي لبلاد المغرب ماثلةً أمام أعيننا حيث عملت فرنسا اتفاقية مع بعض المراكشيين لتتفرغ للجزائر ثم تعود أقوى مما كانت لتفرض سيطرتها على المغرب، والتاريخ يعيد نفسه فإن الأمريكان يريدون من الاتفاقية تأمين قواتهم في العراق وسحب بعضهم ليقاتلوا مع أصحابهم في أفغانستان لأنها الخطر الأول – بحسب الرئيس الجديد- ، وبهذا يمكن أن يذروا الرماد في العيون الصغيرة التي لا ترى الأشياء بحجمها الطبيعي، فإن جلاء الاحتلال يجب أن يكون كليا حقيقيا وليس رمزيا، أليس من العار أن يرمم العدو حال عجزه وتورطه ويعان حال اتباكه وحيرته وينتشل حال خسارته؟!! أيها المسلمون:إن استقلال بلادنا لا يتحقق إلا بالقوة فقد مضى الأصل أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وإذا كان التوقيع على الاتفاقية استقلالا فما معنى التمسك بالجيش الأمريكي لثلاث سنوات على الحكومة تمديدها؟وإن الحرية تُنتزع ولا تُعطى وتُؤخذ ولا توهَب، ولأجل ذلك تراق الدماء وتمضي الشهور والدهور في طريق الجهاد، فمنذ أن عرف التاريخ غاصب الحريات وإلى يومنا هذا لم تتبدل هذه السنن، وفي الأمس القريب تريد أمريكا فرض ما سمته "حرية" و"ديمقراطية" بقوة الحديد والنار والاحتلال والدمار، فهل تحولت اليوم إلى جمعية خيرية أو مؤسسة إنسانية بمجرد تغيير الاسماء وتبديل العناوين؟!!! وإن الكرامة لن تسترد حتى تعي الشعوب قيمتها وتقوم بالواجب الشرعي عليها وتسقط الطواغيت من أعينها وتنزع مهابة أعداءها من قلوبها وتستفيد من تجاربها وتسلك سبل النجاة الحقيقية بالجهاد والمقاومة والممانعة، وإن أي عرقلة لجهاد الاحتلال ومقاومة المحتلين هي إطالة لأمد الاحتلال وخدمة جليلة له، فكيف بالمطالبة بإلقاء السلاح لمجرد أحلام وأوهام!! فكيف بعقد الاتفاقيات!! ومرة أخرى تكون جبهة التوافق حصان طرواده لانقاذ الاحتلال من ورطته لكن كذبة الاتفاقية أعظم من كذبة الدستور فهناك مُرر الدستور لغرض تعديلة في غضون أربعة أشهر ثم ماذا كان؟!! واليوم مُررت الاتفاقية والاطار الاستراتيجي وتمت الموافقة التامة على كل التفاصيل ثم يقال أنها ستعرض على الاستفتاء في غضون سبعة أشهر ليكون ماذا؟!! حقا؛ إذا لم تستح فاصنع ما شئت قال تعالى: (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ) نسأل الله العافية.أيها الأحرار:إن تحرر واستقلال البلاد سيعود على الجميع بالخير والسعادة والعدل والحياة الكريمة فماذا ينتظر من يقف في صف الاحتلال؟!! وإن العراق سيتحرر حتما بإذن الله، فلا بد من الاهتمام بالجهاد كالاهتمام بلقمة العيش، فقليل من حياة حرة كريمة خير من حياة طويلة ذليلة، ويُعَد التواكل والتأخر والانتظار بغير عذر جريمة في حق أمتنا وشعبنا وجناية بحق أجيالنا، فالواجب علينا أن نغتنم مواسم الخيرات ونتعرض للبركات الربانية ونداوم على الفرائض وخاصة فرائض الوقت، وفريضة الوقت هي الجهاد في سبيل الله فشمروا عن ساعد الجد قبل فوات الأوان ولات حين مندم (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) فإن الجهاد هو روح البلد وطريق كرامته وحفظ كيانه.أيها المجاهدون الأبطال:إن من أبرك أيام الله هي العشر الأول من ذي الحجة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ]، فتوكلوا على ربكم وقوموا لعزكم ومجدكم وهبوا على عدوكم وأذيقوه علقم الهزيمة وأكثروا من العمليات النوعية وركزوا على الأهداف الكبيرة والصيد الثمين ولا تحقروا من أمر الجهاد شيئا ولو كان يسيرا، وأعيدوا البسمة لأمتكم فأنتم شامتها وطلاب كرامتها والذابّون عن دينها وعرضها والذائدون عن حياضها وعزتها وإن أجركم عظيم وثوابكم جزيل عند المليك المقتدر.اللهم أنت البادىء بالإحسان قبل توجه العابدين، وأنت البادىء بالعطايا قبل طلب الطالبين وأنت على كل شيء قدير، اللهم اكفنا الأمريكيين والصفويين وأعوانهم يارب العالمين، اللهم ارفع راية المسلمين وانصر المجاهدين ووحد صفهم واجمع كلمتهم واكبت عدوهم، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أمير الجيش الإسلامي في العراق

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار