الأربعاء، ديسمبر 03، 2008

تحية الى الرفيقين المجاهدين علي حسن المجيد وعبدالغني عبدالغفور ورفاقهم الابطال



صلاح المختار
كما كان متوقعا فان المحكمة التي شكلها الاحتلال اصدرت احكامها الجائرة بحق كوكبة من مجاهدي الامة وابطال العراق ، رغم ان كل المجريات التي بثت عن هذه ( المحاكمة ) غير الشرعية قد اثبتت ان كل شيء كان ملفقا ومعدا منذ البداية . فلقد اصدرت حكما باعدام الرفيقين البطلين المقاتل ، وعضو قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي ، علي حسن المجيد والمقاتل البطل والقائد البعثي العريق عبدالغني عبدالغفور ، واحكام بالسجن المؤبد وغيره على بقية رفاقنا . اننا يجب ان نعيد التذكير بحقائق معترف بها عالميا ، ومنها :
1 – ان اي تمرد مسلح في اي دولة ومهما كانت طبيعة نظامها ، بما في ذلك النظم السياسية الغربية الليبرالية ، تواجه العنف واستخدام السلاح من قبل افراد فيها باجراءات رادعة تتضمن استخدام السلاح المميت ، للمحافظة على امن الوطن وحياة المواطنين ، والا فما سبب وضرورة قيام الدولة ؟
2 – ان جريمة التمرد المسلح في صفحة الغدر والخيانة في عام 1991 ، التي اعدتها ايران ونفذتها عناصر تابعة لها كما ثبت قبل الاحتلال وجاءت تاكيدات على ذلك بعد الاحتلال ، والتي تسمى ( انتفاضة ) وهي تسمية تؤكد بحد ذاتها وجود تمرد مسلح ضد الدولة ، تكتسب اهمية خطيرة اذا اخذنا بنظر الاعتبار ما يلي :
أ - ان هذا التمرد المسلح حدث مباشرة وقف اطلاق النار يوم 28 / 2 / 1991 في الحرب العالمية التي شنتها 33 دولة ضد العراق تقودها الولايات المتحدة الامريكية واستمرت اكثر من اربعين يوما ، وكان الجيش العراقي منهكا جدا ومنسحبا من الكويت غالبا بدون سلاح ، فقام المتمردون بقتل الجنود والضباط والمواطنين العاديين وشكلو ( محاكم ) للقتل الفوري ، واحرقو المؤسسات الحكومية والمحلات العامة بما في ذلك المستشفيات والدكاكين ، وسيطرو على عدة محافظات بقوة السلاح واعلنو اسقاط الحكومة ! لذلك فان هذا العمل ليس تمردا عاديا بل هو عمل خياني بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى لانه كان امتدادا للحرب العدوانية واستكمالا لها ، فبدلا من الوقوف مع الدولة ضد الاعداء اصطف المتمردون مع العدو الذي شن اخطر حرب عالمية ضد العراق حتى ذلك الوقت .
ب - ويجب ان نذكّر بان الخسائر التي نجمت عن ذلك التمرد في الارواح والمعدات والاموال كانت اكبر من الخسائر التي الحقتها امريكا ومن شارك معها في الحرب ضد العراق نتيجة العداء الايراني للعراق وشعبه . وتلك الحقيقة توضح حجم وطبيعة الاذى الذي لحق بالعراق شعبا ودولة .
ج – لقد قام هؤلاء باعدام الاف المواطنين والتمثيل بالكثير من جثث الضحايا ، مثل التمثيل بالجثث الطاهرة للشهيدين الدكتور ( الطبيب ) يونس الشمري الذي قتل بالسكاكين والقامات ( القامة سكين ضخمة ) وهو يهتف باسم البعث والعراق بعد محاكمة صورية ، والشاعر الشعبي فلاح عسكر الذي قطع لسانه لانه كان شاعرا وطنيا عراقيا اصيلا قبل نسف جسده وهو حي ، كما قامو باغتصاب النساء ونهب الاموال العامة والخاصة .
د – ان ما سمي ( انتفاضة ) كان في الواقع عملا اجراميا تبينت حقيقته بقيام المتمردين بحرق كل مؤسسات الدولة ومخازنها ، تماما كما فعلو فيما بعد عند احتلال بغداد في يوم 9 / 4 / 2003 ، لذلك فان وصف ( انتفاضة ) لا ينطبق اطلاقا على عمل الحق الاذى الفادح بالدولة والشعب وخدم من شنو الحرب ضد العراق ، الذين شجعو ودعمو ذلك التمرد من اجل اكمال تدمير العراق ، والذي بدأته عمليات القصف الجوي والصاروخي ، وكانت النتيجة تدمير اكثر من 90 % من منشأت الدولة واموالها والبنية التحتية نتيجة الحرب والتمرد ، وكان ابرز تعبير عن هذه الحقيقة حرمان الناس من الماء والكهرباء وكافة الخدمات .
3 – ان الدولة حينما تكف عن منع الفوضى والعنف داخل المجتمع تفقد مبرر وجودها وشرعيتها ، لانها مسؤولة عن حماية الناس وحيواتهم وحقوقهم في االامن والخدمات وغير ذلك ، كما انها مسؤولة عن حماية استقلالها وسيادتها ومنع اي طرف من احتلال الوطن .
4 – ان حق الدفاع عن النفس حق مشروع لكل انسان ، بما في ذلك الحكام ومن يدعم الحكام في اي دولة ، لذلك فان اشهار السلاح واستخدامه على نطاق واسع وخطير وقتل الاف الكوادر التي تدير الدولة والحزب الذي كان يقود العراق وقتها ، اعطى الحق الكامل بالرد بالعنف دفاعا عن النفس اضافة للدفاع عن الدولة والمجتمع والشعب .
في ضوء الحقائق والبديهيات التي اقرها العالم كله منذ ظهرت دولة او مؤسسة عامة ، قبل الاف السنين ، فان تقديم قادة العراق لماسمي ( محاكمة ) ، حتى لو افترضنا ان المحاكمة كانت عادلة وقانونية ، هو عمل ينتهك كل قواعد العدالة والانصاف والحق ، ويدخل ضمن اطار التجاوزات الاستعمارية لقوى الاحتلال ، والاعتماد المجرد والوحيد على منطق القوة الغاشمة . ان الادلة لا تعد ولاتحصى لاثبات ما قلناه ، ومنها حقيقة ان امريكا احتلت العراق وافغانستان بحجة ( حماية امريكا من العدوان ) مع ان العدوان على امريكا لم يقع من جانب العراق على الاطلاق ، ولذلك كان المسوغ الوحيد هو وجود احتمال بان العراق يشكل خطرا على امريكا والعالم ! اذا قبلنا هذا المنطق فان العراق يملك كل الحق في الدفاع عن نفسه بل اكثر لانه واجه عملا مسلحا حقيقيا ومدمرا ، وليس افتراضيا او محتملا ، ادى الى قتل الاف العراقيين وتخريب مؤسسات الدولة ، فهل حقوق الناس والدول مختلفة ؟ وهل يجب تطبيق معايير مختلفة حسب تصنيف الدول والحكومات على اسس عرقية وعنصرية او سياسية ؟ حتى الطفل يسأل : لم تملك امريكا واوربا وغيرهما الحق في الغزو وشن الحروب استنادا الى شكوك واكاذيب بينما من يتعرض لعدوان حقيقي وحرب حقيقية يحاسب اذا دافع عن نفسه ووطنه ؟
ان محاكمة قادة العراق وتنفيذ احكام الاعدام بحقهم وتعذيبهم واسرهم لاكثر من خمس سنوات عمل يتفق كل منصف ومحايد وموضوعي في العالم على انه مدان ولا قانوني وينتهك قواعد البداهة الانسانية ، ومنها قاعدة ان البشر متساوين وان قواعد القانون يجب ان تطبق عليهم بنفس الطريقة . ولهذا السبب اضطر الاحتلال الامريكي لعدم تنفيذ وعده بجعل المحاكمات ( شفافة ) وعلنية وتنقل مباشرة من شاشة التلفزيون ، وجعلها محاكمات سرية او شبه سرية تبث منها مقتطفات منتقاة بعناية لاخفاء لا شرعيتها وكونها اداة انتقامية تقوم بالتصفية الجسدية لقادة العراق الشرعيين معاقبة لهم على مواقفهم الوطنية والقومية خلال اكثر من ثلاثة عقود في السلطة .
اننا لانحمل الاحتلال الامريكي وحده مسؤولية هذه الجرائم التي ترتكب في العراق المحتل ، لانه صاحب القرار الاخير والحاسم بحكم حمايته للحكومة التي تحاكم اسرانا ، بل نحمل أيضا كل صامت المسؤولية لان الصمت او ما يشبه الصمت هو دعم مباشر لخطة الاحتلال تصفية قادة العراق بصمت او بتغطية منحازة للاحتلال ، وهو ما يتجسد حتى في استخدام اوصاف روجها الاعلام الامريكي والايراني من اجل شيطنة قادة العراق ، ومنها مثلا وصف المناضل علي حسن المجيد ب ( علي الكيمياوي ) قبل الغزو وبعده مع ان هذه التهمة غير ثابتة وتنفيها الوقائع والحقائق التي اجبرت الاحتلال على جعل المحاكمات صورية وسرية او شبه سرية . ولئن كان الاحتلال وايران لهما مصلحة في شيطنة الاسرى ووصفهم بصورة تحرض على قتلهم وتسوغه فان بعض الفضائيات العربية التي تستخدم هذه الاوصاف تعد مشاركة في جرائم الاغتيال المنظم لقادة العراق .
اما لجان حقوق الانسان العالمية ، ومنها ( هيومن رايتس ووتش ) الامريكية ، والتي كانت حربا على العراق قبل الغزو من خلال شنها حملات ضخمة ومستمرة ضد العراق بحجة التجاوز على حقوق الانسان مما جعلها من ابرز المنظمات التي هيأت الاجواء للغزو ، فانها اكتفت بنقد خجول للمحاكمات وصمتت ، مع ان الجريمة مستمرة وكبيرة وتتطلب عدم الصمت او الاكتفاء بنقد منفرد ! ولجان حقوق الانسان العربية لاتختلف مع الاسف في صمتها على جرائم الاحتلال في العراق عن صمت اللجان الاوربية والامريكية ، بل ان هذه اللجان تسوغ اغتيال قادة العراق وتقدم له المبررات بالخلط المتعمد بين طبيعة النظام السياسي في العراق الحر ، والذي يصفونه ب ( الديكتاتوري ) كلما انتقدو اعمال الاحتلال ، وبين حق اي انسان بالتحقيق المحايد والمحاكمة العادلة . ان مجرد اثارة موضوع طبيعة النظام السياسي في العراق من قبل لجان حقوق الانسان العربية هو دعم للحجة الاساسية للاحتلال ومحاولة مباشرة لاقناع الراي العام بان تصفية قادة العراق امر طبيعي حتى لو كان سيئا !
ان الدفاع عن حقوق الانسان واجب عام ومطلق ويشمل كل انسان ، وبغض النظر عن هويته اللونية والدينية والثقافية والقومية والحزبية ، ولا يجوز ان يزج في متاهات الخلافات السياسية وغيرها ، تجنبا لاضطهاد انسان بحجة انه كان كذا او كذا ، فحق الدفاع مكفول وفقا لكافة الشرائع بما في ذلك لاشد المجرمين العاديين خطورة ، فكيف يجوز للجان تدعي الدفاع عن الانسان وحقوقه ان تذكّر باستمرار بتهم سياسية منحازة ومشكوك بصحتها مع ان ذلك يسهل مهمة الاحتلال في اغتيال قادة العراق الشرعيين ؟
لو جردنا انتقادات لجان حقوق الانسان العربية والاجنبية للمحاكمات وعمليات اغتيال البعثيين في العراق ، والذين وصل عددهم الى اكثر من 150 الف بعثي تمت تصفيتهم منذ الغزو ، وهذا الرقم اكبر من اي حزب في كل الوطن العربي ، فاننا سنفاجأ بحقيقة ان هناك تمييزا متعمدا بين البعثيين وغيرهم ، فالبعثي يمكن ان يقتل او يعدم ويمر الامر دون ادانة او مع ادانة شكلية وخافتة الصوت .
والامر الاكثر اثارة للاسف هو رد فعل بعض مناهضي الاحتلال على عمليات اغتيال واعدام البعثيين وقادة العراق الشرعيين ، فهولاء مع الاسف الشديد لم يدينو تلك الجرائم ولم يصدرو بيانات تهاجمها ، بل مارسو ومازالو يمارسون صمت الموتى تجاه هذه المسألة الخطيرة ، وكأن من يعدم او يقتل لا ينتمي الى الصف الوطني ولا يقاتل امريكا منذ 17 عاما متواصلة ، وهو موقف مشرف لم ينل شرفه احد من العرب على الاطلاق .
ان تجارب كل الشعوب الحرة والواعية قدمت لنا صورة مشرفة ومحترمة لمواقف المعارضين الداخليين للسلطة في بلد ما ، والذين تقاتلو لعشرات السنين مع السلطة وسقط منهم وبرصاصهم الالاف ، لكن حينما وقع غزو اجنبي اصطف الجميع ضد الاحتلال ، وتعاونو كاخوة ورفاق بلا احقاد وثأرات ، بل ان بعضهم قاتل تحت قيادة وراية عدو الامس ، هذا ما حصل في فيتنام حينما وقف البوذيون مع الحزب الشيوعي وتحت قيادته مع انهم كانو يعدونه ملحدا وكان يضطهدهم ، وكذلك ما حصل في الصين بوقوف جان كاي جيك ، المناهض للشيوعية ، الى جانب ما وتسي تونغ ، قائد الشيوعية الصينية ، ضد الغزو الياباني مع انهما تحاربا بقسوة قبل ذلك . وقدمت لنا الشعوب الاوربية اثناء الحرب العالمية الثانية مثالا اخرا على توحد كل الوطنيين ضد الاحتلال ووقوفهم مع القيادة الشرعية التي تقاتل العدو الخارجي رغم ان بعض هؤلاء كان يخوض حربا دموية ضد القيادة الشرعية .
أذن لماذا يصر بعض من يناهض الاحتلال وله خلافات سابقة مع البعثيين على تجاهل محنتهم الفريدة مع انهم يتعرضون للابادة الجسدية بسبب مواقفهم القومية والوطنية الثابتة ورفضهم الركوع والاستسلام لامريكا ، وانهم لو ساومو الاحتلال لما حصل ما حصل لهم ؟ الا يعني ذلك ان هذا البعض اسير احقاد لا تفضي الا الى استنتاج واحد وهو ان هؤلاء غير مكتملي النضوج والوعي ؟ الا يعني ذلك ان هذا البعض غير مؤهل لادعاء انه يستحق المشاركة في قيادة الشعب ؟
اننا اذ انقول ذلك الان ، ونحن نتعرض للابادة وسط صمت مريب وخطير ، فأننا نريد لفت النظر الى ان هذا الموقف سيكون غدا بعد التحرير معيارا اساسيا في تقويم كل شخصية وكل جماعة ، وندبة قانية مؤلمة في قوبنا تذكرنا بان بعض الاخوة لم يقفو معنا اثناء محنتنا ولم يقولو حتى كلمة مجاملة تخفف من المنا وحيرتنا .
لترتفع كل الاصوات الحرة ، خصوصا كتاب المقاومة ومجاهدو القلم ، لادانة احكام الاعدام وغيرها التي صدرت بالامس على ابطال كل ما يعد ( جريمة ) ارتكبوها هو انهم دافعو عن العراق وحمو عروبته بدمهم وعرقهم ، وتأكيد حقيقة ان جرائم الاحتلال يتم تنفيذ بعضها على يد عملاءه الحكام الشكليين للعراق .
لنقف جميعا متحدين لمنع تنفيذ احكام الاعدام على يد عناصر تابعة لايران حاقدة على عروبة الاسرى وكونهم كانو االسد المنيع الذي منع التوسع الاستعماري الايراني ، تماما مثلما قاتلو ببسالة الاستعمار الامريكية حتى وقعو في الاسر .
لنجعل من تحرير العراق هدفا يسمو فوق التحزب والا حقاد الصغيرة واختبارا حقيقيا لوعينا وحكمتنا .
تحية اكبار للرفيق المجاهد البطل عبدالغني عبدالغفور الذي رد على اصدار حكم الاعدام عليه بهتاف ( الله اكبر ) وعاش العراق لتسقط امريكا والعار للصفويين .
تحيات اكبار للرفيق المجاهد البطل علي حسن المجيد الذي استقبل الحكم بابتسامة الثوار الوطنيين الذين نذرو انفسهم من اجل العروبة والوطن العراقي .
العار لمن يصمت مع ان الشرف والوطنية والرجولة تفرض النطق .
النصر او النصر ولا شيء غير النصر .
3 / 12 / 2008
salahalmukhtar@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار