الاثنين، سبتمبر 29، 2008

نعم، مرة اخرى واخرى، المقاومة العراقية تتقدم وتنتصر - 1




الفشل في التخطيط يقود إلى التخطيط للفشل
مثل عالمي
شبكة البصرة
صلاح المختار
روبرت جيتس وزير الحرب الامريكي يقول (ان اللعبة في العراق انتهت) في اشارة واضحة لسقوط مشروع غزو العراق، وبعد عدة ايام (في يوم 23/9/2008) يقول بان العمليات العسكرية للمقاومة الوطنية العراقية قد انخفضت بنسبة 80 %، وبعده يأتي جون مكين المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية ليقول اثناء مناظرة مع اوباما (27/9/2008) بان امريكا تنجح في العراق! في لعبة الالفاظ هذه يحاول جيتس، وزير الحرب المأزوم، ومكين، الذي يخشى من تقدم اوباما عليه، اعادة بناء المعنويات الامريكية العامة خصوصا اثناء الحملة الانتخابية التي يواجه فيها الحزب الجمهوري الفشل المرجح، لكنهما وغيرهما، ينسيان ان الحقائق الميدانية في العراق تقول عكس ما يروج له في تصريحاتهم الاخير حول انخفاض عمليات المقاومة.

ما الذي يجري؟ وما هي ابعاد اللعبة الامريكية التي اعترف جيتس انها انتهت لكنه يحاول التمويه؟ لننظر في مسار الاحداث منذ عام 2006 ونحاول كشف الالغام التضليلية الامريكية، متناولين ليس فقط العمليات العسكرية، لانها احد اهم مظاهر الثورة العراقية المسلحة، بل ايضا المظاهر الاخرى لهزيمة وفشل امريكا مثل العطب البدني والنفسي لاكثر من 50 الف امريكي، حسب الارقام الامريكية، والتكاليف المالية لغزو العراق التي اصبحت اسطورية في رقمها غير المسبوق في حروب امريكا، وكان لها الدور الاهم في الازمة المالية الامريكية الاخطر في التاريخ الامريكي، وفشل البدائل العسكرية التي استخدمت لمواجهة الفشل في العراق.

بداية لعبة التضليل الجديدة
منذ النصف الثاني من عام 2006 برزت ظاهرة ملفتة للنظر وهي اعتماد المخابرات الامريكية خطة تقوم على ترويج اكاذيب كبيرة تصور المقاومة العراقية وهي (تتراجع وتنكمش) والامن في العراق (يتعزز) و(الارهاب) يهزم! والاكثر سوءا هو ان مارينز ايران العرب تناغمو مع الدعاية الامريكية واخذوا، منذ حرب التأهيل التي فجرها حزب ولاية الفقيه الملقب ب(حزب الله)، الذراع الايرانية الاخطر في لبنان والوطن العربي في عام 2006 لاجل تجميل وجه ايران القبيح نتيجة جرائمها غير المسبوقة في العراق، يروجون لاقذر لعبة ايرانية – امريكية وهي ان المقاومة العراقية قد دخلت نفق الصراع الطائفي وانها لم تعد كما كانت حتى عام 2006 الامل الاعظم في تحرير العراق والامة العربية! ومع هذا وذاك ايقظت (حركت) المخابرات الامريكية احتياطيها الاغلى وهو مناجذها* النائمة (جواسيسها) داخل فصائل تكفيرية محددة في المقاومة العراقية، وفي اوساط المتظاهرين بدعميها، اعلاميا وسياسيا، ليتحركو لتمزيق الصف الوطني المقاوم بشتى الاساليب الاستفزازية وبأثارة المواضيع المفتعلة وترويج اكاذيب ساذجة وتافهة!
هل هذا صحيح؟ هل تتراجع المقاومة العراقية ام تتقدم؟ وهل صدق مارينز ايران العرب، من كتاب وسياسيين، وتوأم مارينز امريكا العرب وشركائهم في اغتيال العراق؟ لنبحث في الوقائع المادية اليومية لشهر واحد فقط هو اب – اوغست الماضي لاثبات ان المقاومة العراقية المسلحة مازالت تتقدم ولا تتراجع.

الاثبات المادي لتقدم المقاومة العراقية
ربما يقول البعض بان ما قلناه محض تحليل وان الواقع يقول بان المقاومة تتراجع، وهنا علينا ان نعود لمصادر العدو المحتل وليس الى مصادرنا. ماذا كان الاحتلال يقول حول خسائره في عامي 2004 و 2005 وهما عاما الذروة في عمليات المقاومة؟ اذا عدنا الى الخلف وفحصنا البيانات الامريكية في العامين المذكورين فسوف نلاحظ بسهولة بان القوات الامريكية كانت تعترف بمقتل جندي او جنديين في الاسبوع وليس اكثر، مع اننا كنا نعرف ان الخسائر كانت يومية وكانت عمليات المقاومة تصل الى اكثر من 300 عملية رئيسية يوميا بينما اعترفت قوات الاحتلال بان العدد اليومي وصل الى 170 عملية. ولكن منذ عام 2007 شرع الاحتلال بالادعاء بان المقاومة تراجعت وتقلصت عملياتها. بل انه اخذ يبشر بقرب القضاء عليها! ورافق ذلك تعتيم اعلامي على عمليات المقاومة اشد مما كان قبل تلك السنة، وتحسين الدعاية الامريكية بشكل ملحوظ، وتعاظم دعم عبيد البتروتومان العرب لايران مع انها نفذت اخطر حلقات الفتنة الطائفية في مطلع عام 2006 بواسطة اداتها الدموية جيش المهدي! ان السؤال المهم هو هل حقا تراجعت المقاومة؟

العمليات العسكرية
فيما يلي بعض الاعترافات الامريكية الخاصة بعدد الجنود الذين قتلو في العراق خلال يوم واحد او يومين سننقلها كما وردت في الاخبار لتأكيد ان المقاومة تصاعدت ولم تتراجع :
1- بحسب مزاعم البنتاغون قتل وإصابة 6 من جنود الاحتلال الأمريكي يوم 5/8/2008 فقد اعلن جيش الاحتلال الامركي امس الاثنين مقتل ثلاثة من جنوده واصابة ثلاثة اخرين في حادثين منفصلين في العراق. وقال بيان لجيش الاحتلال ان جنديين قتلا، وجرح اخر في انفجار عبوة ناسفة شرق بغداد صباح الاثنين. وفي بيان منفصل اوضح جيش الاحتلال ان جنديا قتل، واصيب اثنان اخران في "حادث سير" في قاعدة تقع بالقرب من بغداد حيث (انقلبت) آليتهم في محيط قاعدة غريزلي الواقعة بالقرب من بغداد.
2- مقتل جندي امريكي الخميس بنيران اسلحة خفيفة قرب الفلوجة يوم 15/8/2008
3- مقتل جنديين امريكيين في العراق 16/8/2008
4- ولأسباب أغلبها (غير قتالية)، وهذا الوصف عبارة عن محاولة لتقليل عدد الخسائر الامريكية، الاحتلال الأمريكي يعلن مقتل جنديه الـ 16 في بغداد 16/8/2008.
5- الاحتلال الأمريكي في العراق خسر خلال شهر آب أغسطس 15 قتيلا. وأوضح بيان لجيش الاحتلال الأمريكي إن جنديا من مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) من "الفرقة متعددة الجنسيات ـ غرب " قتل بنيران أسلحة خفيفة تعرضت لها دورية أمريكية شرقي الفلوجة، وبمقتل هذا الجندي تكون حصيلة نصف شهر آب - أغسطس، وليس كل الشهر، قد ارتفعت إلى 15 قتيلا، يوم 15/8/2008 اي انه في نصف شهر قتل 15 جنديا امريكيا. وكالات الانباء يوم 15/8/2008.
بل ان البنتاغون (وزارة الحرب الامريكية) اصدرت بيانا مذهلا في نسفه لاكاذيب امريكا حول انخفاض عدد عمليات المقاومة العراقية، فلقد نشرت شبكة الهيئة نت يوم 8/8/2008 تقريرا اعتمد على اخبار وكالات الانباء يقول : أقر الاحتلال الأمريكي اليوم الاثنين بأن المقاومة العراقية حققت ارتفاعا قياسيا في إسقاط عدد جنود الاحتلال القتلى والجرحى في العراق هذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع الماضي، فقد ارتفع عدد القتلى منذ بدء الاحتلال ليصل إلى 4 آلاف و144 قتيلا.

وتقول الإحصائيات : إن عدد القتلى من المدنيين الأمريكيين الذين يخدمون مع جيش الاحتلال الأمريكي في العراق بلغ 172 قتيلا. أما عدد القتلى من جنود الاحتلال المتعاونين مع أمريكا - حسب الإحصائيات نفسها - فقد بلغ 314 قتيلا أكثريتهم من جنود الاحتلال البريطاني، أما عدد القتلى من المدنيين العراقيين فقد ارتفع ليبلغ 94 ألفا و490 قتيلا. وتصل حصيلة قتلى الاحتلال منذ بداية شهر اب/أغسطس الجاري إلى 18 قتيلا، بينهم سبعة توفوا في عمليات " غير قتالية ". وهذه الاعداد كلها حسب ادعاءات وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون تخالف الارقام الحقيقة على ارض الواقع حيث تبلغ خسائر الاحتلال اضعاف ذلك بكثير، ولكن يجري التعتيم عليها وحجبها عن الراي الداخلي الامريكي والراي العام العالمي. الهيئة نت + وكالات.

وحسب نشرة (تعتب)، المعتمدة على وكالات الانباء والإنترنت الصادرة يوم 11 أيلول – سبتمبر 2008 فقد اقتبست تقريرا عن صحيفة امريكية قدمت له بالعبارة التالية : الأحداث اليومية الدامية في مدن وقرى العراق المحتل تلجم أفواه المحتلين وأذنابهم حول السيادة الوطنية وعودة الأمن... هاكم غيض من فيض مؤشرات عودة الأمن في العراق كما سجّلتها صحيفة (ماكلاتشي) الأمريكية في مناطق متفرقة من ثلاث محافظات عراقية فقط :
العاصمة بغداد:
عبوة ناسفة لاصقة استهدفت سيارة اللواء حسن معين، من مكتب رئيس الوزراء المالكي، حيث أصيب واثنان من حراسه بجروح خطيرة. وقع الانفجار في منطقة الحارثية يوم الثلاثاء الساعة السابعة والنصف صباحاً.
عبوة ناسفة لاصقة وضعت على سيارة جواد الحطاب مدير مكتب قناة "العربية" الفضائية في بغداد. اتصل الحطاب بأجهزة الأمن بعد أن فحص سيارته شاكاً بوجود شيء غريب حوالي الساعدة الحادية عشر صباحاً في منطقة الصالحية. انفجرت العبوة قبل وصول الشرطة دون وقوع ضحايا.
استهدفت عبوة ناسفة موضوعة على جانب الطريق مطعماً في تقاطع (وهران) في منطقة البلديات شرق بغداد. أدى الانفجار إلى قتل مدني واحد وجرح ستة آخرين بضمنهم ثلاثة من رجال الشرطة.
عثر على عبوتين ناسفتين على جانب الطريق في منطقة (زيونة) وتم تفجيرهما دون وقوع ضحايا.
انفجرت عبوة ناسفة تحت سيارة لنقل الركاب في منطقة المنصور الساعة السابعة مساء مما أدى إلى جرح ثلاثة مدنيين.
استهدفت عبوة ناسفة دورية لرجال الشرطة في ساحة (الواثق) في منطقة الكرادة في الساعة التاسعة مساء مما أدى إلى جرح سبعة أشخاص بضمنهم خمسة من رجال الشرطة.
استهدفت عبوة ناسفة دورية لرجال الشرطة في ساحة (بيروت) شرق بغداد الساعة التاسعة والنصف مساء مما أدى إلى جرح مدنيين اثنين.
عثرت الشرطة على جثتين لم يتم التعرف عليهما في بغداد، واحدة في الشعلة والأخرى في الزعفرانية.

محافظة نينوى:
عثر على جثة شرطي في محلة (الشعارين).
رمى مسلّح رمانة يدوية على دورية للشرطة في محلة (الزنجيلي) فجرح اثنان من رجال الشرطة.

محافظة صلاح الدين:
انفجرت عبوة ناسفة في دورية للشرطة في مدينة (الإسحاقي) جنوب تكريت مما أدى إلى مقتل أحد رجال الشرطة وجرح ثلاثة آخرين.
طبعاً التقرير لا يذكر ما حدث في بقية المدن والمحافظات وهي أحداث خطيرة كثيرة.

اذن : ماذا نلاحظ؟ ان عدد القتلى الامريكيين في كل يوم من شهر اب – اغسطس هو واحد على الاقل، طبقا للارقام الامريكية الرسمية، وهذه الخسائر اكثر من خسائر امريكا في الاعوام 2004 و2005، بقدر ثلاثة مرات اكثر من الضعف، على اساس ان الخسائر في العامين المذكورين كانت مقتل جندي او اثنين كل اسبوع.
يتبع.........
نهاية رمضان – ايلول – سبتمبر 2008
salahalmukhtar@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار