الثلاثاء، سبتمبر 30، 2008

مجاهدي خلق والمعاملة المزدوجة للعراقيين


الدكتور : عبدالإله الراوي

إن علاقتنا مع منظمة مجاهدي خلق تمت من خلال أحد المسئولين الإعلاميين في مدينة أشرف – وهي معسكر لمجاهدي خلق في محافظة ديالى ، يعيش فيه أكثر من ثلاثة آلاف من المجاهدين ن وهي منزوعة السلاح منذ احتلال العراق – الذي كتب لي بأنه اطلع على مقالاتي وقد راقت له وسألني فيما إذا كنت مستعدا لاستلام نشراتهم ، فأجبته بعدم وجود مانع لدي من استلام كافة ما يرسله لي .

وبعد مدة أرسل لي رسالة يبلغني بأنه كلف أحد مسئولي المنظمة في باريس لدعوتي لحضور مهرجان سيقام في المدينة المذكورة ، وفعلا تم دعوتي لحضور ذلك المهرجان كما حضرت نشاطا آخر لهذه المنظمة في نفس المدينة .
وسوف أقوم بشرح موقف مجاهدي خلق من العراقيين الذين تم دعوتهم من العراق لحضور النشاطين المذكورين .

ولكن قبل ذلك أود أن أشير بأنه كانت لدي رغبة بكتابة مقال عن موقفنا من تلك المنظمة ، وطبعا عندما أقول موقفنا فاقصد موقف المساندين للمقاومة العراقية الشرعية ضد الاحتلال وأعوانه .
ولهذا خلال اللقاءات التي تمت مع بعض مسئولي المنظمة كنت أركز على نقطتين ، وهما :
1- موقف مجاهدي خلق من الأقليات القومية والدينية والمذهبية ، وبالأخص بالنسبة للأحواز .
2- في حالة استلام المنظمة المذكورة الحكم في إيران ، بعد القضاء على نظام الملالي ، كيف ستكون علاقتهم مع الدول العربية وبالأخص بالنسبة إلى الجزر العربية الثلاث وشط العرب والحدود البرية مع العراق .
علما بأنا سبق وإن كتبنا عن هذا الموضوع وبالأخص في مقالنا ( إلى كافة الشرفاء العرب والأصوات الحرة .. دفاعا عن المناضلة سميرة رجب . شبكة البصرة . 28/4/2008 )

وللأسف لم أستلم أية إجابات واضحة حول هذين الموضوعين . علما بأن أحد شيوخ العشائر الذين حضروا المهرجان الذي سنتكلم عنه قال لي : بأن منظمة مجاهدي خلق تحمل التعصب الفارسي لأنه شاهد خارطة إيران في مدينة أشرف وعليها ( الخليج الفارسي ) وعندما اعترض على ذلك قالوا له لنترك هذه المواضيع الآن وسنناقشها بعد القضاء على نظام الملالي .

وعلي أن أشير هنا بأن أحد المسئولين في باريس ذكر لي بأن للمنظمة مواقف واضحة سبق وأعلنتها بالنسبة للأقليات ، وطلب مني مخاطبة المسئول الإعلامي في مدينة أشرف ، وفعلا قمت بكتابة رسالة إلى المسئول المذكور ولم أستلم أي جواب لحد الآن .
آملا أن يقرأ مسئولي الإعلام في المنظمة هذه الكلمة لتزويدي بمواقفهم من الموضوعين المذكورين ليتسنى لنا كتابة المقال الذي نأمل .

بعد هذه المقدمة نعود إلى موضوعنا الرئيس أي ما تم خلال النشاطين المذكورين :

أولا : مهرجان يوم السبت الموافق 28/6/2008

لقد تم دعوة عدد كبير من العرقيين الذين حضروا من العراق ومن دول عربية وأجنبية ، ولكننا سنركز على العراقيين الذين جاءوا من العراق والذين جميعهم أو الغالبية العظمى منهم على علاقة مباشرة بمدينة أشرف .
علما بأن أغلب هؤلاء هم من جماعة ( الصحوات ) أو من شيوخ العشائر .
ورغم موقفنا من الذين أطلق عليهم ( صحوات العراق ) لكونهم عملاء للأمريكان وكون عملية تكوين هذه المجاميع تم ، ليس لمحاربة القاعدة والكتائب الصفوية كما يدعون ، ولكن لمحاولة تصفية مقاومتنا الوطنية ، فقد اعتبرنا دعوتهم من قبل مجاهدي خلق قضية اعتيادية لكونهم يدعمون إبقاء أشرف في العراق .
ورغم ، أيضا، قيام أحد قادة ( الصحوة ) في محافظة ديالى بإملاء مقالا للسيدة مهى عون ، التي قامت بنشره في إحدى الصحف اللبنانية بعنوان ( الدور الإيجابي ل " صحوات العراق " ) لم نتدخل في أية مناقشة مع هؤلاء لقناعتنا بعدم جدوى ذلك ولغرض عدم تكدير العلاقة بين العراقيين .

كيف تمت معاملة هؤلاء العراقيين من قبل المنظمة ؟

حسبما قيل لي فإنهم كانوا ، قبل وصولي إلى باريس يوم 27/6/2008 ، قد تم إسكانهم في فنادق جيدة ثم أجبروا على الإقامة في فندق بسيط وكنت معهم . بينما أغلب العراقيين الآخرين القادمين من خارج العراق وكذلك العرب والأجانب حجزت لهم فنادق أفضل بكثير .

ليس هذا فقط ولكن ، وهي النقطة المهمة ، فأثناء المهرجان لم تتم دعوة ممثل الوفد العراق لإلقاء كلمته إلا في آخر المهرجان وبعد أن غادر القاعة أكثر من 80% من الجمهور .
وكان الشيخ الذي ألقى الكلمة المذكورة منزعجا جدا لتقديم أغلب الوفود الأخرى على الوفد العراقي ، والتي ليس لها أية علاقة بالمنظمة أو بمدينة أشرف ، ومن هذه الوفود نذكر مثلا الوفد الأردني .
هذه هي الجوانب السلبية ، ولكن علينا أن نقول بأنه تم عقد عدة ندوات لهذا الوفد للتكلم عن مدينة أشرف وفي كل مرة كانت تقدم وجبة غذاء .

ثانيا : بتاريخ 6/9/2008 قامت المنظمة المذكورة بالدعوة لعقد مؤتمر حول ( التعصب الديني ) وكان المقصود ، طبعا ، نظام الملالي في طهران .

في القاعة المخصصة للاحتفال ، أجلسني أحد مسئولي المنظمة قرب أخ عراقي مقيم في النرويج وفهمت بأنه جاء مع السيد سرمد عبدا لكريم .
بعدها حدث تصفيق في القاعة عند دخول السيدة مريم رجوي ، وإذا بالأخ العراقي ولا أرى داع لذكر اسمه ، يقول لي : أنظر من حضر مع السيدة رجوي . قلت له من هو ؟ أجابني مع شتم إنه إياد جمال الدين ممثل علاوي في مجلس النواب .
ولأقول بصراحة لو رأيته لما تعرفت عليه لأني لا أتابع الفضائيات .

ثم جلست السيدة مريم رجوي على المنصة مع حوالي 20 شخصا من الذين تم اختيارهم لإلقاء كلمات ، وهم من جنسيات مختلفة ، وكان جمال الدين يجلس بقربها .

وعندما ألقت السيدة رجوي كلمتها أشادت بالسيد جمال الدين بصورة ملفتة للنظر ، بعدها مباشرة قام إياد جمال الدين بإلقاء كلمته .
وفي الحقيقة لم أكن منتبها لما قاله في كلمته ، ولكن الأخ العراقي قال لي : هل سمعت ما قال هذا ال... ؟
قلت له لا لم أنتبه ، ماذا قال ؟ فشرح لي كلامه ثم أخذت ورقة وقلم وطلبت منه أن يملي علي نص ما قاله هذا العميل .

وحسب ما ذكره صاحبي فإنه قال : " إن الفتوحات الإسلامية في زمن الأمويين والعباسيين والعثمانيين باستخدام الدين هي توأم الحروب الصليبية . هؤلاء رفعوا الإسلام وهؤلاء رفعوا الإنجيل . " وطبعا لم يذكر الفتوحات التي تمت في زمن الرسول (ص ) أو الصحابة والسبب واضح .

ثم قال لي بأنه سيكلم سرمد عبدا لكريم " ليقوم أو لنقوم ببسطه ."
فقلت له أرى من الأفضل أن تكلم السيد رضا الراضي ليعاتبه على ذلك . وسبب اختاري السيد رضا لكونه أولا يجلس على المنصة ولذا بإمكانه ببساطة التكلم معه ، وثانيا بصفته رئيس هيئة الشيعة الجعفرية يستطيع التكلم مع جمال الدين هذا الذي ، من المؤكد يعرف من هو محدثه .
ولكن بعد لحظات قال لي محدثي : هل رأيت إن رضا الراضي قام من مكانه وذهب لمصافحة جمال الدين .
قلت له : هذا متوقع .

بعد ذلك قام هذا العراقي المذكر بالتحدث مع السيد سرمد وبعدها لم أره ولم أسمع بأنهما اتخذا أي موقف أو إجراء بحق العميل المذكور.

بعد ما ذكرناه يحق لنا أن نتساءل : لماذا قامت منظمة مجاهدي خلق بتكريم هذا العميل التافه بهذه الطريقة ، دون مراعاة مشاعر العراقيين الشرفاء الذين يقفون بصلابة ضد الاحتلال الصهيو – صليبي – صفوي ، هل لكونه عضو ما يطلق عليه مجلس النواب أم لكونه مقربا من إياد علاوي الذي ، حسب قناعة المنظمة ، يستطيع إقناع أسياده الأمريكان برفع مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب .؟
نحن نعتقد بأن السبب يكمن بكونه مقرب من علاوي .

ولنا الحق أن نتساءل أيضا ، عن سبب التفرقة الكبيرة بين إهمال شيوخ العشائر من قبل المنظمة وهذا الاهتمام ، فوق العادة ، لهذا العميل ؟
ونحن نعلم بأن منظمة مجاهدي خلق استطاعت الحصول على تواقيع ثلاثة ملايين مواطن عراقي من أبناء وسط وجنوب العراق الذين أيدوا إبقاء هذه المنظمة في العراق وأعلنوا بوضوح موقفهم ضد نظام الملالي في طهران .

ولكن هل أن مسئولي المنظمة المذكورة فكروا بردود فعل الشعب العرقي ، لو تم عرض هذا الاستقبال الكبير لهذا العميل وطرحه الصفوي الطائفي ، عليه ؟
ونحن واثقون بأن الغالبية العظمى من أبناء شعبنا الشرفاء ، ومنهم الذين وقعوا لتأييد مجاهدي خلق ، سوف يستغربون موقف المنظمة هذا وسيكون مردود هذا الموقف سلبيا على المنظمة المذكورة .

وأخيرا نقول : بأننا سنبقى ندافع عن تواجد مجاهدي خلق في العراق ن لكونهم ضيوف على أبناء شعبنا ن وقد وقعنا على ذلك ومستعدون للتوقيع مجددا .
أملين أن تستطيع هذه المنظمة من القضاء على نظام الملالي الصفوي . راجين أن تصلنا المعلومات التي نحتاجها لنتمكن من بيان وجهة نظرنا من المنظمة المذكورة بصورة أكثر وضوحا ، رافضين مساندتها من منطلق ( عدو عدوي . صديقي )

وختاما قمنا بكتابة هذه الكلمة أملين أن لا تقع منظمة مجاهدي خلق بأخطاء أخرى من هذا النوع ، أي تكريم العملاء الذين باعوا وطنهم للمحتلين وعملائهم والذين لا يكن لهم الشعب العراقي سوى الاحتقار .

والله من وراء القصد .



الدكتور عبدالإله الراوي

دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا

hamadalrawi@maktoob.com

تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على
http://iraqrawi.blogspot.com



ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار