مركز صقر للدراسات العسكرية والأمنية والإستراتيجية
قسم الوثائق المترجمة
تهبط طائرات الشحن الجوي من طراز سي5 و سي17 وأحيانا سي747 المحملة بالنعوش للقتلى الأمريكيين العائدين من العراق وأفغانستان على مدار الساعة في قاعدة سلاح الجو في "دوفر" بولاية "دويلاوير" التي تبعد حوالي1.6 كيلومتر عن خليج "دويلاوير" التي تستقبل نعوش الجنود القتلى الأمريكيين في العراق وأفغانستان حيث يوجد اكبر مستودع جثث في العالم هناك( مستودع جثث ميناء قاعدة دوفر الجوية التي تبلغ مساحتها 6500كيلو متر مربع) وهو المستودع الوحيد بهذا الحجم في الولايات المتحدة وكلف300مليون دولار وافتتح في 2003 ومنذ بداية الحرب على العراق والعاملون يعملون حوالي12 ساعة بدون توقف حسب تقرير رويترز في8/8/ 2003 و21/1/2004
أثارت تلك التقارير حين نشرا ردود أفعال واسعة من الرأي العام الأمريكي وغاضبة جرى احتوائها وفق للأساليب المتبعة من الإدارة الأمريكية الحالية وتناولت الصحف العالمية ومنها الأمريكية مسألة القتلى والجرحى الأمريكيين في العراق وأفغانستان و نشرت انترناشيونال هيرالد تريبيون الأمريكية في22/11/2003 حول التعتيم على أعداد الجرحى والقتلى ومراسم دفن القتلى في العراق وأفغانستان وسط إجراءات سرية وغياب الرئيس الأمريكي عن تشييع تلك الجنازات وعدم تقديم العزاء لأسر القتلى، وكان النائب الديمقراطي الوحيد الذي يقدم العزاء لعوائل القتلى هو"جاك ميرتا" الذي طالب الكونغرس خروج القوات الأمريكية من العراق خلال ستة اشهر في17/11/2005 وطالب اتخاذ قرار بإقالة الرئيس بوش بسب حرب العراق؟
بثت وكالة الإنباء الفرنسية في19/1/2004 تقريرا جاء في أن عائلات القتلى تملكهم غضب عارم وشديد عندما علموا أن وزير الدفاع "دونالد رامسفيلد" لا يوقع على رسائل التعزية الصادرة من البنتاغون لهم وفق ما جاء في صحيفة "الواشنطن بوست" وإنما كان توقيع مستنسخ أو مطبوعا وقد اعترف بذلك رامسفيلد وتعهد بتوقيعها مستقبلا لامتصاص غضبهم. وهذا ما اعتبرته العوائل إهانة لهم ولقتلاهم كما وصفت صحيفة" انترناشيونال هيرالد تربيون" الأمريكية عدم تقديم العزاء من قبل بوش ورامسفيلد بمثابة حرمان الجنود القتلى وأسرهم حقوق المواطنة.
لم يحظر بوش لحد الآن أي مراسيم تشييع لأي جندي وأما وزير الدفاع غيتس يقول أن أسوء اللحظات لديه تلك التي يجلس فيها كل مساء ليوقع برقيات العزاء لآسر القتلى في العراق وفي تصريح له نشرته وكالة الصحافة الفرنسية في25/5/2007 أنه يأمل أن يتوقف عن توقيع رسائل التعزية اليومية لأسر الجنود القتلى وانه أمر رهيب والناس يعانون منه لكننا لن نستطيع قلب الأمور بين عشية وضحا واعترف أن جيشه لن يستطيع قلب الوضع في العراق بين عشية وضحاها وفي تصريح لإذاعة سوا ألموجهه والتي انشات لترويج مشاريع القرن الأمريكي في الشرق الأوسط اعترف بما سماهم أعداء العراق يتصرفون بذكاء وبوتيرة أسرع ويملكون تكنولوجيا معقدة.
ذكر الرئيس الأمريكي بوش في مؤتمر صحفي عقده في25/5/2007 أن الصيف القادم سيمثل اختبارا لإستراتيجيتنا ويقصد به خطة زيادة القوات الأمريكية وتشكيل الصحوات-تجنيد العراقيين كما أكدت صحيفة" انترناشيونال هيرالد تريبيون" في تقريرها أن الإدارة الأمريكية تشعر بان عرض النعوش على التلفزيون أو حضور الرئيس لجنازات الجنود القتلى سوف يقوض دعم الجمهور الأمريكي للحرب وهذا يعتبر اعتراف صريح بقذارة هذه الحرب ومروجيها ومخططيها وعدم تأييد الرأي العام الأمريكي لها.
بات واضحا أن إصرار الإدارة الأمريكية على منع نشر صور النعوش للقتلى الأمريكيين هي محاولة منع الرأي العام الأمريكي من معرفة الهزيمة العسكرية الساحقة التي مني بها الجيش الأمريكي على يد فرسان المقاومة العراقية الباسلة والتي تمثل تلك النعوش دليل واضح لا يقبل الشك فشل الحرب القذرة على العراق.؟
في ظل هذا المشهد ماذا سيخلف بوش لضحاياه من الشعب العراقي والأفغاني وشعبه في أمريكا وشعوب العالم، لقد خلف غزوه العراق وأفغانستان ملايين الضحايا وملايين المفقودين والمعتقلين والأرامل.
نشر على موقع "ليور وكويل" ونشرته جريدة الخليج الإماراتية في12/8/2005 لأحد المحاربين القدامى في فيتنام"جيمس جليزر" لقد جرت العادة أن نقضي عقودا في أمريكا لكي تشييد نصبا تذكاريا لتخليد أولئك الذين سقطوا إثناء الحروب، لكن حرب بوش على الإرهاب أقامت العديد من هذه النصب خلال فترة قياسية واخذ يعدد النصب التذكارية التي أقيمت في طول الولايات المتحدة وعرضها لمئات الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق والتي أقيمت في ولاية جورجيا وتكساس وكنساس وكاليفورنيا وكولورادو وأماكن أخرى من غير النصب الكبرى الضخمة التي كتب عليها اسماء945 جندي أمريكي قتلوا في أول الحرب في العراق وهذه النصب هي تركة بوش خلال فترة حكم لأمريكا، كما انتعشت صناعة شواهد القبور والنصب التذكارية في الولايات المتحدة بشكل كبير بسب ارتفاع عدد القتلى الجنود الأمريكيين في العراق حيث بلغ عدد الجنود الذين تم دفنهم في مقبرة "النغتون" الوطنية خارج "واشنطن" يبلغ100 قتيل في اليوم الواحد نشرته صحيفة الخليج الأمارتية في26/8/2004 ماهو مستقبل الولايات المتحدة في ظل هذه الهزائم السياسية والإستراتيجية والعسكرية والاقتصادية التي تعيشها الولايات المتحدة في ظل حروب الإدارة الحالية التي خلفت الدمار في العراق وأفغانستان وملايين الضحايا من الأبرياء لنزوة بوش ودارته النفطية.
في العراق ومن جراء الغزو الأمريكي وتأجيج الحرب الأهلية لأسباب استعمارية وتكتيكية لتقليل استهداف قواه من المقاومة العراقية ازدهرت أيضا عدد من حرف الموت-صناعة وتجارة التوابيت،بيع واستيراد الأكفان ولافتات الفواتح، البحث عن ارض ملائمة للدفن، الدفن بواسطة القطاع الخاص أو بالجملة من قبل مقاولات دفن جماعي حكومية،أخراج الجثث من المشرحة والمستشفيات مقابل ثمن مستلزمات الفواتح وأصبحت تجارة مزدهرة جعلت من تجار الحروب والأزمات في العراق أصحاب ملايين ومستثمرين لان كل شيء يمكن أن ثمين في العراق إلا البشر ارخص مادة موجودة في ظل الاحتلال ومرتزقته وعملائه ومشاريعه الدموية والمقابر الجماعية خير شاهد ودليل لحرية وديمقراطية بوش وإدارته في العراق.
الأربعاء 26 شعبان 1429 هـ
27 آب 2008 م
قسم الوثائق المترجمة
تهبط طائرات الشحن الجوي من طراز سي5 و سي17 وأحيانا سي747 المحملة بالنعوش للقتلى الأمريكيين العائدين من العراق وأفغانستان على مدار الساعة في قاعدة سلاح الجو في "دوفر" بولاية "دويلاوير" التي تبعد حوالي1.6 كيلومتر عن خليج "دويلاوير" التي تستقبل نعوش الجنود القتلى الأمريكيين في العراق وأفغانستان حيث يوجد اكبر مستودع جثث في العالم هناك( مستودع جثث ميناء قاعدة دوفر الجوية التي تبلغ مساحتها 6500كيلو متر مربع) وهو المستودع الوحيد بهذا الحجم في الولايات المتحدة وكلف300مليون دولار وافتتح في 2003 ومنذ بداية الحرب على العراق والعاملون يعملون حوالي12 ساعة بدون توقف حسب تقرير رويترز في8/8/ 2003 و21/1/2004
أثارت تلك التقارير حين نشرا ردود أفعال واسعة من الرأي العام الأمريكي وغاضبة جرى احتوائها وفق للأساليب المتبعة من الإدارة الأمريكية الحالية وتناولت الصحف العالمية ومنها الأمريكية مسألة القتلى والجرحى الأمريكيين في العراق وأفغانستان و نشرت انترناشيونال هيرالد تريبيون الأمريكية في22/11/2003 حول التعتيم على أعداد الجرحى والقتلى ومراسم دفن القتلى في العراق وأفغانستان وسط إجراءات سرية وغياب الرئيس الأمريكي عن تشييع تلك الجنازات وعدم تقديم العزاء لأسر القتلى، وكان النائب الديمقراطي الوحيد الذي يقدم العزاء لعوائل القتلى هو"جاك ميرتا" الذي طالب الكونغرس خروج القوات الأمريكية من العراق خلال ستة اشهر في17/11/2005 وطالب اتخاذ قرار بإقالة الرئيس بوش بسب حرب العراق؟
بثت وكالة الإنباء الفرنسية في19/1/2004 تقريرا جاء في أن عائلات القتلى تملكهم غضب عارم وشديد عندما علموا أن وزير الدفاع "دونالد رامسفيلد" لا يوقع على رسائل التعزية الصادرة من البنتاغون لهم وفق ما جاء في صحيفة "الواشنطن بوست" وإنما كان توقيع مستنسخ أو مطبوعا وقد اعترف بذلك رامسفيلد وتعهد بتوقيعها مستقبلا لامتصاص غضبهم. وهذا ما اعتبرته العوائل إهانة لهم ولقتلاهم كما وصفت صحيفة" انترناشيونال هيرالد تربيون" الأمريكية عدم تقديم العزاء من قبل بوش ورامسفيلد بمثابة حرمان الجنود القتلى وأسرهم حقوق المواطنة.
لم يحظر بوش لحد الآن أي مراسيم تشييع لأي جندي وأما وزير الدفاع غيتس يقول أن أسوء اللحظات لديه تلك التي يجلس فيها كل مساء ليوقع برقيات العزاء لآسر القتلى في العراق وفي تصريح له نشرته وكالة الصحافة الفرنسية في25/5/2007 أنه يأمل أن يتوقف عن توقيع رسائل التعزية اليومية لأسر الجنود القتلى وانه أمر رهيب والناس يعانون منه لكننا لن نستطيع قلب الأمور بين عشية وضحا واعترف أن جيشه لن يستطيع قلب الوضع في العراق بين عشية وضحاها وفي تصريح لإذاعة سوا ألموجهه والتي انشات لترويج مشاريع القرن الأمريكي في الشرق الأوسط اعترف بما سماهم أعداء العراق يتصرفون بذكاء وبوتيرة أسرع ويملكون تكنولوجيا معقدة.
ذكر الرئيس الأمريكي بوش في مؤتمر صحفي عقده في25/5/2007 أن الصيف القادم سيمثل اختبارا لإستراتيجيتنا ويقصد به خطة زيادة القوات الأمريكية وتشكيل الصحوات-تجنيد العراقيين كما أكدت صحيفة" انترناشيونال هيرالد تريبيون" في تقريرها أن الإدارة الأمريكية تشعر بان عرض النعوش على التلفزيون أو حضور الرئيس لجنازات الجنود القتلى سوف يقوض دعم الجمهور الأمريكي للحرب وهذا يعتبر اعتراف صريح بقذارة هذه الحرب ومروجيها ومخططيها وعدم تأييد الرأي العام الأمريكي لها.
بات واضحا أن إصرار الإدارة الأمريكية على منع نشر صور النعوش للقتلى الأمريكيين هي محاولة منع الرأي العام الأمريكي من معرفة الهزيمة العسكرية الساحقة التي مني بها الجيش الأمريكي على يد فرسان المقاومة العراقية الباسلة والتي تمثل تلك النعوش دليل واضح لا يقبل الشك فشل الحرب القذرة على العراق.؟
في ظل هذا المشهد ماذا سيخلف بوش لضحاياه من الشعب العراقي والأفغاني وشعبه في أمريكا وشعوب العالم، لقد خلف غزوه العراق وأفغانستان ملايين الضحايا وملايين المفقودين والمعتقلين والأرامل.
نشر على موقع "ليور وكويل" ونشرته جريدة الخليج الإماراتية في12/8/2005 لأحد المحاربين القدامى في فيتنام"جيمس جليزر" لقد جرت العادة أن نقضي عقودا في أمريكا لكي تشييد نصبا تذكاريا لتخليد أولئك الذين سقطوا إثناء الحروب، لكن حرب بوش على الإرهاب أقامت العديد من هذه النصب خلال فترة قياسية واخذ يعدد النصب التذكارية التي أقيمت في طول الولايات المتحدة وعرضها لمئات الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق والتي أقيمت في ولاية جورجيا وتكساس وكنساس وكاليفورنيا وكولورادو وأماكن أخرى من غير النصب الكبرى الضخمة التي كتب عليها اسماء945 جندي أمريكي قتلوا في أول الحرب في العراق وهذه النصب هي تركة بوش خلال فترة حكم لأمريكا، كما انتعشت صناعة شواهد القبور والنصب التذكارية في الولايات المتحدة بشكل كبير بسب ارتفاع عدد القتلى الجنود الأمريكيين في العراق حيث بلغ عدد الجنود الذين تم دفنهم في مقبرة "النغتون" الوطنية خارج "واشنطن" يبلغ100 قتيل في اليوم الواحد نشرته صحيفة الخليج الأمارتية في26/8/2004 ماهو مستقبل الولايات المتحدة في ظل هذه الهزائم السياسية والإستراتيجية والعسكرية والاقتصادية التي تعيشها الولايات المتحدة في ظل حروب الإدارة الحالية التي خلفت الدمار في العراق وأفغانستان وملايين الضحايا من الأبرياء لنزوة بوش ودارته النفطية.
في العراق ومن جراء الغزو الأمريكي وتأجيج الحرب الأهلية لأسباب استعمارية وتكتيكية لتقليل استهداف قواه من المقاومة العراقية ازدهرت أيضا عدد من حرف الموت-صناعة وتجارة التوابيت،بيع واستيراد الأكفان ولافتات الفواتح، البحث عن ارض ملائمة للدفن، الدفن بواسطة القطاع الخاص أو بالجملة من قبل مقاولات دفن جماعي حكومية،أخراج الجثث من المشرحة والمستشفيات مقابل ثمن مستلزمات الفواتح وأصبحت تجارة مزدهرة جعلت من تجار الحروب والأزمات في العراق أصحاب ملايين ومستثمرين لان كل شيء يمكن أن ثمين في العراق إلا البشر ارخص مادة موجودة في ظل الاحتلال ومرتزقته وعملائه ومشاريعه الدموية والمقابر الجماعية خير شاهد ودليل لحرية وديمقراطية بوش وإدارته في العراق.
الأربعاء 26 شعبان 1429 هـ
27 آب 2008 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق