2008-08-29 :: بقلم: ليلى الكعبي ::
لم يعد يمر علينا يوم دون ان تطالعنا وسائل الاعلام على سيناريو جديد من سيناريوات الفساد بكل انواعه واشكاله المتفشي في الوزارات والمؤسسات الحكومية التي تدار من قبل احزاب وطوائف بعضها محلي والبعض الاخر( مستورد) من دول الجوار ولم تكتفي هذه (المافيات) بنهب ثروات العراق فحسب بل سعت جاهدة وبكل ما تملك من حقد اسود لتدمير البنى التحتية وطمس الهوية العربية واغراق البلد في ظلام دامس من الجهل والتخلف بافكار ومعتقدات بالية مستفيدة من ذالك على مبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية والتي منحتها حق مغتصب .ولذر الرماد في العيون تقوم الحكومة وكما هو شأنها دائماً في مثل تلك المصائب بتشكيل لجان تحقيقية لغرض الوصول الى الحقيقة التي لم تعد خافيةً على احد بل باتت كعين الشمس لاتخفيها اكُف لكنها تواصل مسيرتها في هذه اللجان من اجل تحسين صورتها ( الممزقة ) امام الرأي العام .
ثم مانلبث ان نسمع ان الوزير( س)مطلوب للمثول امام قبة البرلمان للتحقيق معه في قضية فساد او سرقة اموال او تهريب نفط او اعتداء من حمايته على طلاب عُزل !
ولكن للأسف دائما ينتهي هذا السيناريو بأحدى النهايتين اما (الحريق) الذي يكون اسرع من اللجان المشكلة في الوصول الى كبد الحقيقة لتلتهم النيران الذكية كل دليل يوصل للأدانة !
او الحل الثاني السحري وهو دفن التحقيق مع نتائجه في (غيابت الجُب) إكراماً للحزب او الطائفة التي ينتمي لها ذالك الوزير او المسؤؤل !وبدل ان يعاقب هذا الوزير او ذاك على التهم الكثيرة والعديدة الموجهة ضده نفاجأ بقيام الحكومة بأرساله إيفاداً الى خارج القطر!! ترى ماهو السبب في ذالك هل هو تعويض عن الأضرار النفسية التي ألمت به نتيجة ( لتشويه سمعته ) النظيفة ! لاادري .
وخير دليل على ذالك هو الاتهام الموجه الى وزير التجارة بسبب الفساد المتفشي في وزارته وتقصيره في توفير مستلزمات البطاقة التمونية (رديئة النوعية والمنشأ) حيث برر الوزير هذا التقصير بتوجيهه الاتهام الى وزارة النقل بتعثر وصول المواد الغذائية ومابين الاتهامات المتبادلة بين الوزارتين ضاع ( قوت الشعب) لكننا هنا نسال الوزير المحترم لماذا لم تتعثر خطواتك وانت تذهب ايفاد الى خارج القطرثلاثة او اربع مرات في الشهر ؟؟
ولماذا لم تتعثر ملياراتك المهربة الى بنوك العالم ؟
ام ان الاتفاق والتعاون الأخير مع (الجارة الفتاكة) بتزويد العراق ببعض مستلزمات البطاقة التموينية جعل مادة ( العدس ) من ضمن مفردات البطاقة التموينية التي ارسلتها ايران لكي( يتصدق) بها الوزير المعني على ابناء شعبه مقابل سرقتها للنفط العراقي ؟؟
انها حقاً مقايضة رخيصة و غير عادلة !
ولكن لنفترض ان هذا العدس جاء من دول اخرى فهل هذا يعني ان النفط العراقي رخيص برخص العدس ؟
وهل ان حصة الفرد العراقي من النفط هي 1\\2 كيلو عدس فقط ؟
لو كان الامر كذالك إذاً بوش يعتبر اغبى رجل في العالم !! فكان من الأجدر به ان يرسل لنا اطنان من العدس ليحصل على النفط الذي كلفة الكثير من اموال ودماء الامريكيين !
في إحدى المراحل الأقتصادية الصعبة التي مر بها العراق ( وهي كثيرة ) كانت وزارة التجارة تسير وفق مذكرة التفاهم المتضمنة (النفط مقابل الغذاء ) والمقصود بالغذاء هو كافة مفردات البطاقة التموينية لكن اليوم وبسبب (الأنجازات) العظيمة للحكومة تقلصت مفردة ( الغذاء ) لتنحسر في مواد قليلة جدا لاتغني ولا تشبع ليُتوجها وزير التجارة مؤخراً بمكرمة حاتمية لم يسبق لها مثيل .
هذا من جانب ومن جانب اخر فلعل تلك الزيارات الاخيرة التي قام بها رؤساء الدول العربية مؤخراً تحت شعار (زيارة واحدة للعراق تكفي للحصول على مكافأة نفطية قيمة ) هي التي اعطت الأولوية لدول الجوار على حساب قوت الشعب !
وأن كان كذالك فأين ثمن نفطنا ؟
ام انها هبات ليس لها بالمقابل ثمن ؟
ورغم كل هذا التعسف والظلم بحق الشعب يستمر وزير التجارة بأطلاق التصريحات تارة والتلميحات تارة اخرى الى احتمالية الغاء البطاقة التموينية كونها ( تُخسر ) الدولة خمسة (5) مليارات دولار !
انها مهزلة بكل ما تحمل من وجع والم وجوع حيث ان ميزانية الدولة تقدر ب 64 مليار دولار لم يصرف منها إلا 10% فقط !
اين باقي الميزانية؟؟ خمس سنوات لم يوضع حجر اساس لأي مشروع !. لم تبنى مدرسة او مستشفى ولم تُعالج معضلة الكهرباء ولا محطات تنقية المياه ولا الجسور ولاالشوارع المهشمة بسبب الهمرات والدبابات الامريكية !
اين حصة الشعب من النفط ؟
اين نحن من حقنا في الوجود والعيش الكريم ؟
متى ستنتهي هذه المهازل ؟
سرقات واتهامات وفساد ازكمة رائحته النتنة القريب والبعيد لقد نفذ صبرنا وكلت حيلتنا وحتى نعمة (النفط ) التي فضلنا الله بها على العالم باتت نقمة علينا دفعنا ثمنها ً من دماءنا وارضنا ! كفانا سكوت !
الى متى ستظل فئة ضالة تلعب بمقدراتنا وبمصيرنا ؟
الى متى نبقى دمى تحركها احزاب وكيانات ليس لها مصلحة سوى منافعها الشخصية والحزبية والطائفية ؟
لابد من وجود مشروع وطني موحد يعمل من اجل العراق والعراقيين مشروع خالص من كل شوائب حزب او تنظيم او تيار لم يعد امامنا سوى الصف الشعبي والوطني للخلاص من هذا الكابوس الاسود فأن لم يكن من اجلنا فمن اجل الاجيال القادمة من اجل أن ترى النور والسلام والحضارة والأمان والمحبة والاخوة .
29/8/2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق