هل تعلم أن قادة ( الصحوات ) هم وراء بيع منتسبيهم للاحتلال وحكومة المالكي..! - اطلع على التفاصيل
2008-08-29 ::
بقلم: هارون محمد* ::
عندما حذرنا منذ عامين تقريبا من (الصحوات) كمشروع سياسي وعسكري شرعت قوات الاحتلال الامريكي تنفيذه في بعض المناطق والمحافظات السنية العربية نهاية العام 2006، فاننا انطلقنا من حرص على مصائر الالاف من أبناء شعبنا الذين انخرطوا في مجاميع الصحوات، بعضهم خدع بشعارات غلب عليها طابع طائفي، وبعض آخر دفعته الحاجة واضطهاد الحكومة واجراءاتها التعسفية ضده، وبعض ثالث وهو الاكبر والاكثر، انتسب اليها بدوافع وطنية وانسانية، دفاعا عن نفسه واسرته ضد هجمات الاجهزة والمليشيات الحكومية والطائفية وفرق الموت المجرمة..
عندما حذرنا منذ عامين تقريبا من (الصحوات) كمشروع سياسي وعسكري شرعت قوات الاحتلال الامريكي تنفيذه في بعض المناطق والمحافظات السنية العربية نهاية العام 2006، فاننا انطلقنا من حرص على مصائر الالاف من أبناء شعبنا الذين انخرطوا في مجاميع الصحوات، بعضهم خدع بشعارات غلب عليها طابع طائفي، وبعض آخر دفعته الحاجة واضطهاد الحكومة واجراءاتها التعسفية ضده، وبعض ثالث وهو الاكبر والاكثر، انتسب اليها بدوافع وطنية وانسانية، دفاعا عن نفسه واسرته ضد هجمات الاجهزة والمليشيات الحكومية والطائفية وفرق الموت المجرمة..
وقلنا في حينه ضمن ما قلناه ان أي مشروع يقف وراءه المحتل يدعمه ويموله لا يمكن الا ويكون أداة للاحتلال تخدم أغراضه وأجندته المعلنة والخفية، وهذا ما حصل بالفعل الآن، حيث تخلى الامريكان عن التزاماتهم السابقة في اعادة أهل الصحوة - كما يوصفون- الى وظائفهم السابقة التي طردوا منها عقب الاحتلال، وحجبت عنهم رواتبهم الشهرية رغم ضآلتها (300 دولار) والادهى من ذلك، السماح للقوات والاجهزة الحكومية بفبركة التهم عليهم واتخاذ اجراءات ثأرية وانتقامية ضدهم، في الوقت الذي ينعم قادة الصحوات والمسؤولون الكبار في قصورهم وملذاتهم ومفاسدهم وسط حماية امريكية وحكومية.لقد اتضحت الصورة الان وبات واضحا ان قادة الصحوات وهم خليط من انصاف وارباع الشيوخ ومحتالون وقطاع طرق قد باعوا منتسبي الصحوات وخصوصا من الضباط والجنود السابقين بعد ان انكشفت هوياتهم وعناوينهم الى المحتلين والاجهزة الحكومية عدة مرات، مرة عندما عزلوهم عن فصائل المقاومة، ومرة لما جندوهم في مواجهة المقاومة بدعوى انها قاعدية وارهابية، وثالثة عندما حولوهم الى أجراء لدى قوات الاحتلال ينفذون أوامرها وسياساتها في المداهمات والانتهاكات، الامر الذي أثار نزاعات عائلية وعشائرية في المنطقة الواحدة والمدينة الواحدة والقبيلة الواحدة ذهب ضحيتها المئات من المواطنين من أفراد الصحوات وغيرهم، والآن جاء دور الحكومة لمحاسبتهم وملاحقتهم بتهم ملفقة يقصد منها وبها الانتقام منهم طائفيا.
لقد وقف قادة المجلس الاعلى وحزب الدعوة وهم الذين يقودون الحكومة الحالية موقفا مساندا لجماعات الصحوات في بداياتها، انطلاقا من نظرية (بأسهم بينهم) على اعتبار ان المتقاتلين هم من طائفة واحدة ومنطقة واحدة، وكل واحد منهم يسقط قتيلا هو كسب للتنظيمات والمليشيات الطائفية التي عجزت رغم الدعم الامريكي والعون الايراني من اختراق مدن ومحافظات السنة العرب والسيطرة عليها، ولاحظ المراقبون الزيارات المتبادلة بين بعض قادة الصحوات ونظرائهم في الاحزاب الشيعية وهي تؤشر حالة من النفاق السياسي بكل أشكاله..ولكن الصورة انقلبت عندما اتسعت جماعات الصحوات وبانت قوتها القتالية وخصوصا في مواجهة القاعدة وتزايد عدد افرادها ووصل الى أكثر من سبعين ألف مسلح توزعوا في الكثير من المناطق بما فيها العاصمة بغداد، فبدأت حملة التخويف منها والتحذير من استمرارها، حتى ان مؤسس البيت الطائفي ورئيس هيئة الاجتثاث احمد الجلبي راح يتساءل بطريقة مبطنة في جلسة عقدها في العام الماضي خلال احدى زياراته الى العاصمة البريطانية عن مهمات وحدات الصحوات التي باتت تحيط ببغداد من ابي غريب الى التاجي والراشدية حتى المدائن وقوامها صار بمستوى فرقة عسكرية..!
قال ان جميع ضباطها من الحرس الجمهوري السابق في محاولة للتحريض عليهم وتحذير الامريكان والحكومة منهم، في الوقت الذي ارتفعت صيحات السلاح بيد الحكومة فقط، مع ان المسؤولين الحكوميين كانوا طيلة العامين المنصرمين يشيدون بمعارك الصحوات ويثنون على أدائها في مقاتلة القاعدة ومطاردة المقاومة.
ومما فاقم في اشتداد الحملة الحكومية على الصحوات في الوقت الراهن، ان عددا من قادتها، فاسدون ومرتشون معروفون، حصلوا على مكاسب مالية وامتيازات شخصية وعائلية..
هذا وتحولوا بين ليلة وضحاها الى اصحاب أموال ودواوين ومقرات وسيارات وحمايات بالعشرات، يرافقون ضباط الاحتلال صباح مساء، ويقيمون الولائم والحفلات الباذخة لهم، حتى ان اهالي مدينة الخالدية في أطراف الرمادي أطلقوا لقب (حجي توماس) على ضابط امريكي برتبة كولونيل مسؤول عن المدينة، لكثرة الدعوات التي توجه اليه من المتعاونين مع الاحتلال ومسؤولي الصحوات، خاصة وانه من الشرهين في الاكل ويهوى لحم الضان، ومن يستعرض سيرة البارزين من قادة الصحوات وفي الانبار على سبيل المثال سيلاحظ ان أحدهم وقد لقي مصرعه في وقت سابق هو قاطع طريق كان يمارس أعماله في الطريق البري الذي يربط العراق بالاردن باسم المقاومة، وعندما افتضح دوره وعملياته طاردته المقاومة تريد انزال العقاب به، لجأ الى الامريكان وتفاهم معهم بكفالة أحد أقاربه ضابط الامن الكبير في النظام السابق والمستشار والوزير في عهد الاحتلال..
أما ثاني قائد في الصحوات او مجالس الانقاذ او الاسناد كما تسمى، تعددت الاسماء والهدف واحد هو التعاون مع الغزاة والتجسس لحسابهم فهو مستخدم صحي مع الاحترام للمهن والوظائف الشريفة أراد الانتقال الى الوجاهة التي يفتقرها والمال الذي يحلم به فقادته رجلاه الى جماعة الجلبي أيام كانت تحتل نادي الصيد في الاسابيع والشهور الاولى من الاحتلال، ولم تجد هذه الجماعة شخصا غيره من أبناء الانبار يتقدم اليها فعينته ممثلا صوريا لها في الرمادي التي لم يقدر على زيارتها علنا الا في عام 2007 عندها صار له نفوذ وعقود ومقاولات، والمضحك في هذا الشخص انه هدد بـ (كنس) الحزب الاسلامي من محافظة الانبار، ولكنه سارع بالهرب منها عندما ابدى شرطي محسوب على الحزب استعداده بالذهاب اليه في مقره وجره من رقبته!
وبدلا من كنس الحزب الاسلامي كما صرح راح يتوسل بقيادات الحزب ويطلب العفو لزلة لسانه وسوء فهم تصريحاته، هذا الشخص اصبح اليوم من أصحاب الملايين والعقارات والمقرات والحراسات، والحديث عن ثالث قيادات الصحوة فهو حديث ذو شجون، حيث استحوذ على عدد من بيوت وقصور المسؤولين السابقين وسرق محتوياتها.ان الانصاف يدعونا ونحن نتحدث عن مفاسد قادة الصحوات، الا نغمط وقفات الالاف من منتسبي الصحوات الذين تصدوا لهجمات المليشيات وفرق الموت دفاعا عن انفسهم وبيوتهم ومناطقهم وخصوصا في عدد من أحياء بغداد، مثل الاعظمية وباب المعظم والفضل والمهدية وقنبر علي وشارع الكفاح والمنصور والجهاد والعامرية والدورة والغزالية والعدل وغيرها من مناطق العاصمة، عندما تمكنوا من دحر وهزيمة المهاجمين الذين حاولوا تنفيذ مخطط اجرامي طائفي بتفريغ بغداد من سكانها الاصليين تاريخيا واجتماعيا من السنة العرب، وقدموا تضحيات لا يمكن نكرانها..
وهم يواجهون اليوم حملة مريبة تستعد لها أجهزة وقوات الحكومة لاعتقالهم ومحاكمتهم وفق قوانين مفتعلة وبتهم ملفقة، واصبح واضحا ان الاجهزة الحكومية وبعد ان أدركت ان الصحوات نجحت في ابعاد مسلحي القاعدة الذين كانوا يرعبون الحكومة وقواتها، تخطط لتصفية الصحوات والاجهاز عليها من خلال رفض اعادة افرادها الى وظائفهم التي طردوا منها عقب الاحتلال وملاحقتهم قضائيا بحجة انتماءاتهم السابقة في فصائل المقاومة، وان يكون السلاح بيد الحكومة وحدها، بينما كان قادة الحكومة العتيدة يفركون ايديهم فرحا وسعادة عندما كان مقاتلو الصحوات يتصدون للقاعدة ويشتبكون مع عناصرها في معارك دامية، فيوم ذاك كانت كلمات المديح والثناء والشكر تصدر من مسؤولي الحكومة سياسيين وعسكريين لأهل الصحوات.
وكما قلنا مرارا وتكرارا أن المحتلين الامريكان لا صاحب لهم ولا صديق، أولوياتهم مصالحهم فقط، فقد وضح دورهم الان ليس في التخلي عن جماعات الصحوة فحسب وانما اتخاذ موقف الحياد والتفرج على استعدادات وتحضيرات القوات والاجهزة الحكومية للهجوم على وحدات الصحوات في بغداد وديالى كمرحلة أولى تتبعها مرحلة الانبار لاحقا، واستنادا الى ذلك وبعد ان وقع الفأس بالرأس - كما يقول المثل العربي - فان المسؤولية الوطنية والاخلاقية تستدعي من القوى الوطنية والقومية والاسلامية المناهضة للاحتلال احتضان الصحوات وطي صفحة الماضي القريب لان الصحوات وهذه حقيقة تضم حشداً من الضباط والجنود والموظفين السابقين خدعوا او اضطرتهم الظروف الى الالتحاق بها، والعمل على تأهيلهم ومساعدتهم على مواجهة اجراءات الحكومة المرتقبة ضدهم، وحمايتهم من الملاحقات الحكومية الكيدية التي تنسب اليهم. إن الالاف من افراد وعناصر الصحوات ممن استغلوا في الفترة السابقة يجب ان يضغطوا على الاجهزة الحكومية بكل الوسائل والسبل لاستعادة حقوقهم المشروعة في العودة الى وظائفهم السابقة والتقاعد والتعويضات ووقف الاجراءات المتخذة ضدهم، وإذا لم تستجب الحكومة لمطاليبهم العادلة، وأصرت على سياستها العدائية لهم، فانهم في هذه الحالة ملزمون باتباع الطرق التي يرونها مناسبة للرد على الحكومة والتصدي لقراراتها المجحفة ومطلوب من منتسبي الصحوات بعد ان انكشف قادتها على حقيقتهم النفعية والانتهازية، وظهرت نوايا الحكومة الشيطانية ضدهم، ان ينظموا انفسهم ويوحدوا جهودهم ويستعدوا لأسوا الاحتمالات، أما ان يأخذوا حقوقهم كاملة غير منقوصة، واما المواجهة وهو خيار يبدو انه لابد منه مع حكومة ذات اجندة طائفية وعرقية، تجد في الصحوات خطراً على استمرارها.
*كاتب وصحافي عراقي مقيم في لندن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق