الأربعاء، مايو 28، 2008


مواقف جبهة التوافق بين الأمس واليوم
عادل الحسيني ـ باحث عراقي
Tuesday 27-05 -2008
جبهة التوافق احد ما بات يعرف بمكونات العرب السنة في عراق ما بعد الاحتلال، اتسمت تصريحاتها خلال الفترة التي سبقت عمليه ما يعرف بصولة الفرسان في البصرة بأنها تصريحات نارية لا تخرج عن طور المعارضة للحكومة في جميع قراراتها الغث منها والسمين،والسبب كما هو واضح تجاهل حكومة المالكي لما تقوم به المليشيات في مناطق جنوب العراق من عمليات تخريب وقتل، ولما تقوم به هذه المليشيات من عمليات تصفية منظمة لقيادات وكوادر وقواعد هذه الجبهة من العرب السنة، في هجمة بربرية طائفية أكلت الأخضر واليابس ودفعت بالعراق إلى اعتى حرب طائفية شهدتها المنطقة في العصر الحديث، وكانت الحكومة منخرطة في عمليات التصفية ضد هذا المكون حتى النخاع، وما عمليات فرق الموت إلا دليل واضح على انخراط هذه الحكومة في عمليات التصفية الطائفية.غير أننا لمسنا تغيراً واضح وغير مفهوم في مواقف الجبهة خصوصاًَ ما بعد عمليات البصرة ومدينة الصدر إلى الحد الذي أعلنت فيه الجبهة تأييدها لما تقوم به الحكومة من عمليات عسكرية لتطهير مدينة الموصل من الإرهابيين والخارجين على القانون كما يزعمون، وهي المرة الأولى التي تجاهر جبهة التوافق بتأييدها لحكومة المالكي في عمليات عسكرية داخل مناطق محسوبة على الجبهة.إن جبهة التوافق تعيش أزمة داخلية بين مكوناتها الرئيسية وطابع استحواذ الحزب الإسلامي واضح على جميع قراراتها وتهميش دور مجلس الحوار (خلف العليان) وهو احد أركان الجبهة الثلاث إلى الحد الذي دفع بالنائب خلف العليان إلى التهديد بالانسحاب من الجبهة ما لم تؤخذ مطالبه بعين الاعتبار (غير انه لم يقدم على هذه الخطوة بسبب عدم موافقة معظم من ينتمون إلى مجلسه على ترك التحالف مع الحزب الإسلامي بجلسة عامة عقدتها الجبهة باستثناء الديكان الذي انسحب مع خلف العليان خلال التصويت على الانسحاب).استطاع الحزب الإسلامي خلال هذه الفترة المنصرمة من إن يؤسس قواعده داخل مناطق العرب السنة والسبب ربما يعود إلى حسن تدبير من قيادة الحزب وبالخصوص (طارق الهاشمي) من كسب ود ومشاعر العرب السنة وقد حقق لهم بعض ما عجز الآخرون عن تحقيقه وليس آخره قانون العفو العام.إن اندفاع جبهة التوافق إلى حكومة المالكي وتأييدها في عملياتها العسكرية في الموصل سيدفع وبلا شك فصائل مسلحة كانت حتى وقت قريب تحسب على الحزب الإسلامي سيدفعا هذا الموقف إلى الانتقام من الحزب وكوادره وسيدفع بهذه المناطق التي يتواجد فيه الحزب إلى المزيد من أعمال العنف والتصفيات. كان لزاماً على قيادات الحزب إن لا تجاهر بموقف التأييد لهذه العمليات خصوصاً إن قيادات الحزب لم تجرؤ على تأييد الحكومة خلال عمليات البصرة ومدينة الصدر والسبب يعود إلى الخوف من انتقام مليشيا المهدي من الحزب وكوادره. بل إن بعض نواب جبهة التوافق كانوا ضمن من اعتصم داخل خيمة الاعتصام في مدينة الصدر إبان العمليات العسكرية على المدينة. وهو أمر لم يحدث نظيره في الموصل ولا في أي منطقة من مناطق العرب السنة.لقد خسر الحزب الإسلامي في موقفه هذا أكثر مما ربح خسر تأييد الجماعات المسلحة (ثورة العشرين، الجيش الإسلامي، جيش المجاهدين) وحسب معلوماتي الموثقة هناك نقمة شديدة داخل هذه الجماعات على الحزب وقياداته من جراء موقفه من عمليات الموصل.فهل ستدخل مناطق العرب السنة في اقتتال داخلي سني – سني بين الحزب الإسلامي والجماعات المسلحة كما حل مؤخراً من اقتتال شيعي – شيعي بين التيار الصدري ومليشياته والمجلس الأعلى ومنظمته. وهل هذه مرحلة أخرى من مراحل الصراع الدموي داخل العراق بعد مرحلة الحرب الطائفية .المؤكد إن الاحتلال لا يجلب الخير أبدا وستبدي لنا الأيام ما كنا نجهله .

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار