الثلاثاء، مايو 27، 2008

تحت خيمة الديمقراطية, أنا واحمد منصور
أ.د. كاظم عبد الحسين عباس أكاديمي عراقي – بغداد
السلام على من اتبع الهدى

منذ عام 2000م حيث شاهدت برامجك لاول مرة, والى لحظة البدء بمخاطبتك الآن وأنا ممتلئ بسؤال يحيرني، وهو .. لماذا يتحمل من تقابلهم اسلوبك الفض الذي يقترب من الاضطهاد إن لم يكن اضطهادا" بنعومة جلد الافعى وينحى مناحي اسوء رجالات التحقيق الأمني والمخابراتي؟.
هل الأمر يتعلق بشروط تفرضها على محدثيك ويقبلون بها مرغمين لاسباب نجهلها؟
أم ان بعض من تقابلهم لديهم رسالة عظمى عليهم ايصالها, فتستغل حاجتهم الملجئة فتركب قارب عنجهيتك وغرورك الصلف, ويخفضون هم جناح الذل من الرحمة لانهم اذا لم يفعلوا تكون انت قد حققت مرامك في تصنيفك المسبق لهم ولمن يمثلون من تيارات واحزاب ومناهج على انهم اعداء الديمقراطية ولا يطيقون الرأي والرأي الآخر؟
مَن اعطاك سلطة اصدار الاحكام والصفات القبيحة على اشخاص وأحزاب وتيارات وتاريخ لا لشئ سوى ان تلمّع وجه من تنتمي لهم سياسيا" انت، في حين ان ملايين الناس تحتقرهم وتجد فيهم محض منافقين ودجالين يستخدمون المشاعر الدينية ستارا" لتحقيق اغراضهم السياسية التي تتعارض فكرا" وأفقا" مع تطلعات الامة ومصالحها؟
غير هذه التساؤلات كثير وكثير .. لكن يبقى الاهم في نظري .. وهو .. لمَ لا تتحلى بآداب المخاطبة مع ضيوفك مع ان آداب التخاطب هي من بين أهم آداب الاسلام الحنيف وانت المعروف عنك انك تنتمي سياسيا" الى حزب اسلاموي طائفي او تتعاطف معهم علنا" في اقل تقدير؟
لقد طفح الكيل وآن الأوان ان نقول لك رأي الناس فيك ليس حبا" بشخصك لانني شخصيا" لا أجد في داخلي شيئا" من الود تجاهك لانني في كل مرة ارغم نفسي على متابعتك انتهي بقدر غير يسير من الكآبة والازدواج، وربما امراض نفسية اخرى. وأنا لا أخطط في حياتي ان ادخل التاريخ الوهمي من خلال برامجك وبذلك اكون متحررا" من عقدة السلوك على اقرافك للناس وتَعدّيكَ على اسيادك من رموز امتنا العربية والاسلامية على السواء. نعم أنا لست ممن يصدقون غرورك بأنك صانع نجوم واقولها بالفم المليان ... طظ بنجومية او تاريخ يسجل عبر الخضوع لنزواتك الذاتية واندفاعك الأهوج لالغاء كل ما هو كائن حي، ليظل فكرك الاسلاموي هو الامثل وكأنك تقول للناس انهم جميعا"، أما ان يكونوا اسلامويون وفق منهجكم وأما ان يذهبوا الى الجحيم.
أنا لست ناصريا" ولكنني أجد من يسئ لتجربة عبد الناصر ويعيش حياته ويوظف كل امكانياته وامكانيات القناة التي يعمل بها لتبشيع صورة التجربة العربية الناصرية جاحد وعابث. هذا لا يعني طبعا" انني ابرئ التجربة الناصرية من اخطاء وقعت، ووهن رافق، ومحصلة كان يمكن ان تكون اكثر وزنا". لكن في ذات الوقت عليك ان لا تبخس الناس اشياءهم. انت تبخس الناس اشياءهم على رؤوس الاشهاد, فلقد كان للتجربة الناصرية تاثير لا ينكر على مجريات حياة الامة العربية وتطلعاتها القومية الرائدة وانجازات يُعتد بها على مستوى حياة اهلنا في مصر العروبة.
وأنا عروبي قومي مسلم, أرى انك تمقت خطا" عروبيا" قوميا" هو حزب البعث العربي الاشتراكي دون ان تعرف الف باء عقيدته واهدافه ورؤاه السياسية رغم ان ادبيات الحزب تُدرس في عدد من جامعات العالم المهمة في العالم المتقدم واعدت العشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه عن فلسفة وتطلعات الفكر القومي المعاصر الذي تمثله افكار ومبادئ ورسالة حزب البعث العربي الاشتراكي. وليس لديك الحد الادنى عن تاريخه النضالي وثقل قاعدته الجماهيرية في كل ساحة الامة العربية المجيدة مع وفرة الادبيات التي تحتويها مكتبات امتنا العامرة. وتتجنب الحديث متعسفا" جاحدا" ظالما" عن انجازات حققها للامة، وتركز جاحدا" ظالما" متعسفا" على اخطاء نسبت الى الحزب أو فُبركت ضده او وقع فيها فعلا" وهو يقاتل كل انواع اعداءه من صهاينة وامبرياليين وفرس صفويين وحملة الافكار الرجعية المتحجرة التي لم تجد خط عمل تسير عليه ولا نهجا" سياسيا" تنظر له وتتبناه، الاّ العداء للامة العربية وفكرها الثوري التحرري القومي الاشتراكي. نعم احمد انت امتداد طبيعي ووريث متزمت للفكر المعادي للامة العربية ورموزها وقواها الحية من غير ان تحسب أي حساب او تقيم أي وزن لمشاعر ملايين العرب على امتداد جغرافية الوطن الكبير ولا يهمك الاّ ان تكون صيادا" في مياه قذرة وليس عكرة لتُرضي عُقدكَ وعُقد المقتاتين على شماتة متحجرة بليدة ترقصون على نتؤاتها بعد ان تحقق ساديتك المقيتة في (بهدلة وشحططة, ومسح الارض بمن يكتب الله سبحانه ان يقع تحت قبضتك وغلوك وساديتك).
أتحداك ان تلتقي مهندسا" عراقيا" شريفا" يضع الناس في حيثيات قرار تأميم النفط التاريخي وما حققه العراق لذاته وللامة العربية وشعبها المظلوم بعد هذا القرار الثورة الذي حول الارادة العربية من محض وهم يشبه اوهام الطوباوية التي تحرك فسلجة جسدك الى حقيقة معاشة، واتحداك ان تترك المهندس او المتخصص العراقي يتحدث بالرشاقة البعثية الترفه عن حيثيات انجاح القرار سياسيا" وشعبيا". أنا متأكد ان اللوحة المتوقعة ستغييبك عن الوعي لانك لا تنتمي الى الحقيقة بل تعيش جل حياتك في الوهم.
أتحداك ان تلتقي في قناة الجزيرة بأحد رجالات اليونسكو من غير العرب وتتفق معه سلفا" على احضار ملف التعليم في العراق تحت حكم البعث العربي الاشتراكي وقيادته التاريخية من عام 1970 حتى 2003 لترى وتسمع ما لا يسرك عن تقييم العالم لتجربة العراق البعثي الصدامي في هذا البعد الهام من ابعاد التنمية البشرية.
ابحث عن خبير دولي منصف، ويحترم حرفيته ليبين لمشاهدي الجزيرة انجازات 35 عام في التقدم العلمي والخدمي الصحي في عراق صدام حسين الذي ادى الى خلو العراق من كل الامراض المتوطنة واقترب كثيرا" من المعيار العالمي لنسبة السكان لكل طبيب بعد ان انتقل بالتعليم الطبي افقيا" وعموديا" الى مصاف الدول المتقدمة: حاول مرة واحدة ان تخرج الى النور لان دوام البقاء في الظلمات لا يصلح الاّ للخفافيش.
التقي عراقيا" من ابناء الدولة العملاقة ليعطيك احصائية, دققها بنفسك مع دول محددة, لتقول للناس في برامجك .. اي حزب (بلطجي ... قصر لسانك)، هذا الذي يؤهل ما لا يقل عن 70000(سبعون الف) عراقي بالماجستير والدكتوراه في الاختصاصات الطبية والهندسية والعلوم الصرفة فقط في ما لا يزيد عن 15 عام، فيؤسس اعظم قاعدة علمية في تاريخ الامة القديم والحديث؟
التقي برجال العراق الغيارى وليس من افقدهم الغزو والاحتلال وضغط العمالة بوصلة الانتماء، ليحدثوك عن حجم التنمية في كل روافد الحياة, في الزراعة والصناعة والتجارة والتعليم والصحة ومختلف انواع الخدمات. نعم, لقد انجزنا بناءا" عملاقا" في العراق وكان محض بداية في برنامجنا الوطني القومي. نحن من حقق الوحدة الوطنية كما لم يحصل في كل تاريخ الدولة العراقية وكان مهمازها قانون الحكم الذاتي لشعبنا الكردي. ونحن شعب العراق العظيم بقيادة الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله قد اوقفنا المد الخميني الذي لولانا لكان قد اجهز من سنوات على القناة الفضائية التي تعمل بها وهي الجزيرة وسواها من القنوات الناطقة بلغة الضاد ولأستبدلها بقنوات اخرى تتكلم لغة (الزاد)، ولكنت انت الآن لاجئ سياسي في مكان ما من بلدان الديمقراطية.
نحن وصدام حسين من منح الاردن ارضا" غنية بالنفط هبة من شعب العراق وملئنا الطريق من بغداد حتى عمان بشاحنات تنقل المدنية والتطور، فحولنا عمان من شبه مدينة الى واحدة من احلى المدن. ونحن وصدام من مد جسور الدعم اللاّ محدود الى ارض الكنانة واسأل الملايين السبعة من اشقاءنا المصريين الذين عرفوا طعم الحياة الحقيقي لاول مرة في شوارع ابو نؤاس ومقاهي البتاويين ومصانع الورق في البصرة وفي مدارس ذي قار والموصل. البعث وصدام الشهيد وشعب العراق العظيم عمل ذات الشئ مع اخوتنا السودانيين تماما", وانشأ مزارع جماعية عمّرها ابناء المغرب العربي فعرفنا منهم اين مكامن الوهن والعجز في اقطارهم فشغلنا مطابعنا ومصانعنا لتنتج الكتب والقرطاسية لطلاب المغرب العربي دونما قيد او شرط ولا ثمن ومن غير منة. البعث وصدام حسين الذي تجند نفسك وتشحذ همتك وتغالط من تحاور لتسئ اليه, ثكلتك امك, حقق الوحدة العربية بالتكامل وتوزيع الثروات, واسال لو كان لديك ذرة من نية صادقة لأعلان الحقيقة على الامة, رجال الامة الامناء مثل الرئيس علي عبد الله صالح وقادة فلسطين وسياسيو موريتانيا وتونس واهل صعيد مصر ليقولوا لك عن دور الرجل القومي الذي تمقته انت لانه عوق اخوانكم المسلمين ومنعهم من تحقيق برنامجهم الطائفي المدمر للعراق.
لن نسكت عنك بعد اليوم إن شتمتنا أو اسئت الينا والى تجربتنا وقائدها الشهيد السعيد صدام حسين التي وأدتها امريكا وايران واسرائيل بعد تآمر امتد لاكثر من ثلاثين عاما" وحروب مباشرة امتدت لاكثر من 28سنة. ويكفينا فخرا" امام ابناء فلسطين الحبيبة اننا سجلنا في ضمائرهم الى الابد اننا قول وفعل ولسنا ممن ينحني امام العواصف ويفضل ان يستشهد عربيا" مسلما" كريم نفس على ان يفقد شرفه العربي المسلم ويخون رجولته . ويكفي صدام حسين وحزبه فخرا" انه اغتيل بقوة احتلال انت تعادي منهجه لفظيا"، ولكنك تظل تأخذك العزة بالاثم مكابرا" امام هوى نفسك فلا تخجل من التخرص بسمعته العطرة وتاريخه الوطني والقومي المشرف. يكفي تجربة البعث في العراق زهوا" وعزا" انها واجهت لسنوات طويلة كل اعداء العراق والامة ومع كل ظروف الغدر والتآمر الداخلي والخارجي بَنت عراقا" حّرر العرب لاول مرة من المراوحة في وحوالي خط الشروع, فأطلعْ إن شئت اليقين على ما بُني في العراق وما انتجته الصناعة العسكرية، وجدْ من يدلك على ما وصلت اليه انتاجية الباحث العلمي في العراق. خُذْ خارطة لعراق ما قبل الثورة واخرى لما بعدها لترى النور الذي, ربما, يضئ شيئا" من ظلام ذاتك الباحثة عن العورات التي خلقها الله في كل مخلوقاته في نقطة بين فخذي العراق متجاهلا" كل جسده العملاق الذي اشرق بالنجابة وشرف الانتماء لانه قاتل بشرف وانتصر بشرف وعمّر وبنى بشرف وأُغتيل بشرف انت لا تقوى ولا آلاف مثلك على تدنيسه او تدليسه. وسجل عندك من لسان احد علماء العراق بلا فخر في علم من العلوم الحيوية, هو انسان جاء من عمق ريف العراق بلا مال ولا جاه شأنه شأن مئات الآلاف، بل الملايين ممَن امتدت لهم يد ثورة البعث في العراق فغيرت نواميس حياتهم، اذ انطلقوا من زوايا التيه والعدم والنسيان الى آفاق النور في لندن وباريس واميركا والمانيا ينهلون من مرابع العلم ويتاهلون, سجلْ، ان العراق ما كان ليبني وينجز كل ما بناه وانجزه لو انه قد انبطح فوق احدى بنايات الفلوجة يصرخ مستغيثا".. الله اكبر.. كما فعلت انت .. حين مرّ زخْ الرصاص من فوق رأسك في الفلوجة، اذ اننا عاشرنا الرصاص حيث أُرغمنا لندفع السوء والاذى عن الارض والعرض، ومسكنا جراحنا بيد وتركنا العنان لليد الاخرى تتفاعل مع العقل المبدع فبنينا. ومع ذلك نحن اكبرنا فيك مقدمك لترى بعينك فعلنا وفعل الاخيار معنا من ابناء امة عرفوا قدرنا فاندفعوا يبذلون الارواح الغالية دفاعا" عن عراقنا الذي صار قبلتهم في الاعلان عن ولادة الذات العربية.
وبلغْ عنا نحن ابناء الفرات والجنوب اهلنا في كل ارض العرب اننا نتمنى الآن لو لم ترحم دولة البعث طائفيا" قذرا" لا من احزاب ايران الصفوية ولا من طائفيي غرب العراق لانهم كما آمنا وتيقّنا عملاء قردة، وكل منهم اقذر في عمالته وخيانته من الآخر، وشاهدنا ما عملوه بعراقنا وانت تعرف اكثر من غيرك ما فعلوه بالعراق, وهاك نموذجا" من القريبين على نفسك وهواك وهو زعيم الحزب الاسلامي العراقي العميل طارق الهاشمي وهو يعض أصابع الندم على عدم مباغتة مجاهدي العراق في الموصل البطلة فكان حصاد صولة الخنازير ضئيلا" من الاعتقالات، فوَ الله لقد رحم صدام حسين كل هؤلاء الاقزام القردة الذين استقووا بامريكا على اغتياله رحمه الله، وتدمير العراق وبث الفتنة الطائفية بين ابناءه وقتل وتهجير الملايين منهم رغم انهم جميعا" كانوا مدانين قانونيا" بالزنا بالمحرمات والاختلاس والعمل مع الطابور الخامس وتجار فسق وحرام وارباب شذوذ. كلهم كانوا تحت قبضتنا، الاّ اننا صفحنا عنهم على امل ان يرعووا ولكن هيهات لذيل الكلب، الاّ ان يظل ذيل كلب.
لا تضغط على جروحنا النازفة اكثر مما فعلت لحد الآن، لان صراخها سيصم آذانك. دعكَ من جراحنا لانها تؤذيك بصراخها الشجاع واتركها تقاتل حتى ينتصر العراق.
عاش العراق
عاشت امتنا العربية المجيدة
عاشت مقاومة الامة الباسلة حتى يتحرر كل شبر محتل
عاشت اطياف سيد شهداء العصر صدام حسين عليه سلام من الله ودعاء ملايين العيون الدامعة ان ينام قرير عين عند رب رحيم غفور كريم وخفق ملايين القلوب الملتاعة لفراقه لكن نبضها يدعو الله ان يسكنه فسيح الامان والسكينة واطناب جنات تجري من تحتها الانهار.
مجدا" للبعث يقاتل بالبندقية البطلة حتى يتحرر العراق الحبيب الحبيب كما قاتل بانيا" كما لم يبن من قبله أحد

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار